الاهداف الحقيقة لما خلف زوبعة اردوغان!


فارس محمود
2020 / 11 / 3 - 22:36     

تصاعدت الحملات الاعلامية و"الشعبية" الشعواء المناهضة لسياسة ماكرون وفرنسا بعد احداث مقتل المعلم "باتي" ونشر الصور الكاريكاتيرية لمحمد. تظاهرات، تجمعات، خطب نارية معروفة لقادة هذه الجماعات و.... تحول هذا الموضوع الى صدر الصحافة العالمية وبالاخص في البلدان المسماة "اسلامية".
تحدث قادة "الاسلام" والحكومات "الاسلامية" من خامنئي، حسن نصر الله، و... وصولا الى مهاتير محمد في ماليزيا، كلهم يرعدون ويزبدون بـ"ان الاسلام خط احمر"، "رسول الله خط احمر" وانها "هجمة على الاسلام والمسلمين"، "اسلام فوبيا"، وطالب اردوغان بقوانين"مكافحة العداء الاسلام"...الخ. انه ضجيج يصم الاذان، ولكنه لن يدوم طويلاً برايي.
تحدثوا ومضوا، بيد ان اردوغان لم يقف عند هذا الحد. انبرى كـ"زعيم" لـ"العالم الاسلامي"، رمى بكل ثقله وجوارحه في هذه القضية، لحد حوّلوا الامر الى صراع اسلامي (اردوغاني)-ماكروني فرنسي.
قضية "مفتعلة"!
لم يكن الامر يتعلق قط بـ"هجمة على المسلمين"، "محاربة الاسلام" ولا "الدوس على الخطوط الحمراء للمسلمين" او غيرها من دعايات وتحريض مغرضين. ليس لكل هذا اي اساس واقعي. انه كذبة. لم يكتفوا بهذا التضليل والخداع، بل تمادى بعض المحللون و"المفكرون" الاسلاميون لربط الامر بصراع "اسلامي-مسيحي" وانها "حرب صليبية"، ودفعه البعض الامر اكثر وربطه بالاستعمار الفرنسي ومجازره في الجزائر واؤتي اجمالا بالتاريخ لهدف "اسلامي" و"اردوغاني" واضح: خلط الاوراق وصرف الانظار عن جوهر القضية.
ان هذا الامر كان يمر مرور الكرام دون اي ضوضاء تذكر لو لا تدخل اردوغان على الخط. كل المسؤولون الحكوميون في البلدان "الاسلامية" قالوا موقفهم بدون ضجة ومضوا، لم يكن موضوعهم، لم يكن اولوية لهم خاصة وانهم وبلدانهم غارقة في الف مصيبة ومصيبة، وفي بعض الاحيان كان موقفهم لا يتعدى تملق ومجاراة "الشارع". الشارع لايعني الناس العاديين. فالناس مبتلاة بالف مسالة ومسالة مصيرية تمسك بخناقهم من ان يولوا بالاً لما يجري في فرنسا.
اي مراقب خارجي يرى ان القضية والضجة لم يكونا داخليتين، بمعنى، فرنسية او داخل فرنسا، اي لم تكن نابعة من التفاعلات الداخلية للمجتمع في فرنسا، بل خارجية، من تحريك خارجي، من تاليب خارجي، من تحريض خارجي. ان ما جعل هذه المسالة "العادية" قضية تضج بها وسائل الاعلام العالمية، هو اردوغان ومصالح اردوغان واهدافه.
مشاعر المسلمين:
ان الصورة الكاذبة التي رسموها تبعث على الغثيان فعلاً. لقد صوروا الامر على انه "دوس على مشاعر المسلمين"، وتحدثوا عن وجوب "احترام مشاعر المسلمين"، وعلى ان الالاف التي خرجت في تظاهرات في بنغلادش، باكستان، فلسطين، اليمن، الصومال وغيرها وذلك لانتهاك مشاعرها!!
ايريدوا ان يقولوا ان اردوغان (ومعه جماعات الاسلام السياسي) يتباكى على "مشاعر" هؤلاء؟! اين كانت مشاعر "هؤلاء" حين جند ونظم داعش والشباب المسلم وباقي الجماعات الاسلامية الاجرامية لتقيم حمامات دم وعمليات اغتصاب جماعي و...بحق "مسلمي" تلك المناطق. ان اناس تلك البلدان هي من يداس عليها يوميا بالف شكل وشكل عبر الجوع، الفقر، البطالة، الاستبداد، وتهان بناتهن اللاجئات السوريات في "البلدان الاسلامية" من امثال تركيا والاردن و... بزواج المتعة والمسيار! انظروا الى ظواهر الانتحار، "حرق النفس" جراء الاذلال اليومي للانسان في البلدان "الاسلامية" وتحت سلطة الحكومات "الاسلامية" لهي اكثر بالاف المرات من غيرها من البلدان، ويتحدثوا عن "مشاعر المسلمين"؟! لقد حولت حياة "المسلم" في البلدان "الاسلامية" الى جحيم وجهنم بكل ما للكلمة من معنى، ويتحدثوا عن مشاعرهم؟! ليجدوا كذبة افضل من هذه! على اردوغان وحماس وخامنئئي وامثالهم ان يرفعوا ايادي حكمهم وشرورهم عن "المسلمين"، فهذا ما تتطلع الجماهير وما تناضل من اجله وما تعد الايام له...
يسعون الى ان يصوروا على ان "الشعوب المسلمة" وقد مست مشاعرها ومقدساتها، ولهذا خرجت للشارع احتجاجاً. ليس هذا وحسب، بل وقررت، ومن بعدها حكومة اردوغان الامينة والساهرة على مشاعر وحاجات وتطلعات هذه "الشعوب"، "مقاطعة البضائع الفرنسية" (!!). انها كذبة صرفة. انه احتجاج وعمل سياسي، تقف ورائه مؤسسات وجمعيات وجماعات سياسية منظمة في تلك البلدان باغراض واهداف سياسية محددة، يشكل الاخوان المسلمين القسم الاكبر منها. مؤسسات وجمعيات "ثقافية" اغلبها ممولة للارهاب وجماعات ارهاب الاسلام السياسي.
اما فيما يخص "مقاطعة البضائع الفرنسية"، لايتعدى الامر سوى زوبعة اعلامية، ضجيج دعائي، ولا قيمة له اطلاقاً. اذ ما هو معلوم للجميع، وما يعرفه اردوغان قبل غيره، ان تجارة فرنسا الاساسية هي التكنولوجيا وصادرات السلاح، وهي ما تلهث الحكومات "الاسلامية" من اجل توقيع الاتفاقيات التجارية معها.
ان الناس العاديين، الاغلبية الساحقة من جماهير بلدان تلك المناطق منهمكة في ربط الليل بالنار من اجل لقمة عيشها، من اجل حياتها، رفاهها، وليس لمواضيع من مثل كاريكاتير الرسول اولوية "عجيبة وغريبة ما" في حياتها. فهذا الترف لاتنعم به!
لاتستبله نفسك بمثل هكذا "دفاع"!
يدافع المنافحون عن الاسلام السياسي بالقول: "تجري يوميا الف حالة قتل وقتل، لماذا تربطوه بنا، تسعون لتشويه سمعتنا، لتاليب المجتمع الفرنسي علينا"، ان يقوم معتوه ما مسلم بعملية قتل يكفي حتى تدينوننا وتدينوا ديننا؟!"، "ان ماجرى (ذبح باتي) هو حادث فردي"، اذ "ليس كل من يقتل هو اسلامي نظراً لكون ديانته مسلمة"، "لماذا لانقول على فلان الفلاني الابيض المسيحي الذي قام بعمل القتل الفلاني انه ارهاب مسيحي"... من الواضح انهم يستغفلون انفسهم قبل غيرهم بهذه الردود!!
ان مقتل المعلم "صامئويل باتي" ذبحاً، ومن بعده 3 اشخاص في كنيسة في نيس و ذبح احد النساء، وبعدها ما جرى اليوم في فيّنا، قاموا بها اناس كان اولهم من الشيشان (وبعدها تبين ان له صلة بجمعية احمد ياسين، الزعيم الروحي ومؤسس حماس، الاخوانية الفلسطينية المقربة من حماس والتي اعلنت عدم صلتها بالحادث والشخص) والثاني تونسي، والثالث الباني داعشي. تمت اغلبها عبر قطع الرؤوس بالسكين (وهو تقليد معروف للاسلاميين) مع شعارات وصيحات الله اكبر. اي قتل ايديولوجي، بناءاً على ايديولوجيا ودافع ايديولوجي، واعقب من الناحية الزمنية نشر صور الكاريكاتير، وهو رد عليه. وتريدوا ان تبرأوا الاسلام السياسي؟!
ليس هذا وحسب، انهم يهولوا الامر ويوجهوا النداء للمغاربة والعرب والاتراك الفرنسيين بالتحريض (لاتخافوا! لا ترتعبوا! انهم يريدون ارعابكم و...). مثلما ذكرت ان اعطاء هذا الموضوع هذه المكانة قد جرى بفعل وبدوافع خارجية، وتحديداً بسبب تعامل اردوغان. كما ان جعل هذا الامر وتحويله الى قضية هو ما يبعث الرعب ويزرعه في المجتمع، اذ انه سيحرض قطاعات يمينية اخرى مضادة لشن هجماتهما. فاليمين يتغذى على اليمين المقابل.
حرية التعبير بدون قيد او شرط!
لم يقم المعلم باي "استفزاز" لاحد. بوصفه معلم، من حقه ومن واجبه ان يعلم الاطفال وفق منهجهم الدراسي. ان عمل الشاب الشيشاني هو ارهاب اسلامي بكل معنى الكلمة ومدان جملة وتفصيلا. ان اي مساعي للجم حرية الرأي والتعبير، وتحت اي مبرر كان، مدانة. ان حرية التعبير هو مكسب للبشرية حققته نتيجة نضالات تاريخية شاقة ومريرة. انه فرض الطبقات "الدنيا" على الطبقات "العليا". انها حرية "الادنى" امام المحدوديات التي يفرضها "الاعلى" كي يديم "علوه" وبقائه "اعلى". ان المقدسات التي يتحدثون عنها هي مقدسات حماية "الاعلى" وبقاءه. انها اسلوب الطبقات السائدة لمنع الاخرين من المس بها، وبالتالي، الابقاء على سلطتها ومكانتها.
ولهذا، اعد خطوة الدنمارك بطرد معلم لقيامه بعرض الصور على الطلاب امراً معادياً لحرية التعبير، وهو رضوخ لتطاول التيارات الاسلامية ومساومة غير مبررة معها. انه تراجع امام غطرسة هذه التيارات وعنجهيتها التي لا حدود لطموحهاتها بالهيمنة والتسلط.
يتحدثون عن الاستفزاز. ولكن لماذا هم، اي الاسلاميون، مستفزون لهذا الحد؟! مستفزون لقصر تنورة فتاة، لشعر امراة، لاقدام امراة دون جوارب، لكاس ابو نؤاس، لجسد تمثال كهرمانه، لقصة شعر وتسريحة شاب، لكلمة، لصورة، لرسم، لشعر.... لكل شيء! لماذا مستفزون من الاساس؟! وفي الوقت ذاته، عديمي الاحساس الى ابعد الحدود تجاه فقر المليارات، لجوعها، لسكنها الذي ليس بافضل من زريبة حيوان، لحق الانسان في الرفاه، السعادة، للنمو الروحي والمعنوي، للتكامل الحر والواعي للاطفال، للذل اليومي الذي يهرس عظامها كل لحظة! هذا كله ليس موضوع، لكن قصيدة شعر، رأي، فكرة، تنورة فتاة تقلب حابل مشاعرهم نابلها!!! انها كذبة صرف! ان الشعوب "المسلمة" مبتلاة بالف مصيبة ومصيبة كل لحظة، وهي في نضال من اجل حياتها، ومشاعرها واحاسيسها في مكان اخر ليس له صلة بما يسعى الاسلاميون لاشاعته عنهم!
"الاستفزاز" هو التعبير الرمزي للقمع، لاخراس الاخرين وللتطاول على حرياتهم وحقوقهم، لا اكثر.
يقولون ان ماكرون قد اهان الاسلام. كيف؟ ومتى؟ يردون الم يقل "ان الاسلام يمر بازمة"؟! ولماذا انه امراً عجيباً ان يقول احد ما ذلك؟! عشرات المفكرين والكتاب الغربيين والعرب ومنذ قرون (واخرهم عفيف الاخضر، اسلام البحيري وهيتغتنون و..) تحدثوا عن الاسلام يمر بازمة، ما الشيء الجديد في ذلك؟! القومية تمر بازمة، الليبرالية بازمة، الراسمالية بازمة، الديمقراطية متازمة، الغرب متأزم، الشرق متازم، ..... العالم الرأسمالي كله يمر بازمه، لماذا يعتبر كفراً القول بان الاسلام الذي ليس له اي حل ايجابي لاي معضلة سياسية، اقتصادية واجتماعية، "يمر بازمة"؟! ان لم يكن تبجح ومكابرة فارغة، ماذا يمكن ان يطلق على هذا؟!
يحرفون الامور الى حد الكذب الصارخ. ولكن للحقيقة والانصاف، لم يهاجم ماكرون الاسلام ولم "يحرض على المسلمين"، ولم يدافع عن الرسوم الكاريكاتورية". ولكنه دافع عن حرية الرأي والتعبير بوصفه "احد البنود الدستورية في البلد" واحد "قيم الجمهورية". تحدث عن "الانعزالية" و"الانفصالية" الاسلامية وكيف ان هناك مجتمع داخل مجتمع، دولة داخل دولة وعالم داخل عالم. وكيف انه لايقبل ان تكون هناك قيم اخرى داخل المجتمع الفرنسي "تقف بالضد من قوانين ودستور الجمهورية الفرنسية"، "تلحق الاذى بالنساء والاطفال" و"تنتهك الحريات والحقوق مثل حرية الراي والتعبير و...". ان هذا للاسف، امر واقع.
جوهر القضية...
اردوغان، وتعقباً لمصالح الطبقة البرجوازية الحاكمة في تركيا، في صراع محتدم مع اوربا. اؤكد مع اوربا، ولكن لماذا تظهر وكأنها مع فرنسا؟ السبب يكمن في ان هنالك توجهين في سياسات اوربا تجاه تركيا: توجه يدعوا الى التفاوض والدبلوماسية، الصبر ودرجة من التحمل والمهادنة (وعلى رأسه المانيا)، وتوجه اخر يدعوا الى المجابهة والتصدي الحازم للمساعي التركية التوسعية، وتقف على راسه فرنسا. ولهذا فان الاخيرة تقف في مقدمة المجابهة الاوربية مع تركيا.
تركيا ذات المطامح التوسعية النابعة من قدرتها السياسية والعسكرية، من مكانتها وجغرافيتها السياسية على الخريطة العالمية، في نزاع رجعي حاد وضار مع فرنسا في ليبيا، وفي شرق المتوسط، سوريا، القوقاز (اذربيجان-ارمينيا)، وكلها صراعات من اجل نيل اكبر مايمكن من الحصة في الثروات والهيمنة العالمية في عالم يعاد تقسيمه اليوم اثر تراجع مكانة امريكا وظهور اقطاب اقتصادية وسياسية عالمية جديدة، اي من عالم احادي القطب بزعامة امريكا الى عالم متعدد الاقطاب، تسعى كل من البرجوازيات العالمية والاقليمية لنيل مكانة اكبر من اعادة القسمة.
لقد كانت لتركيا مكانة بارزة في الغرب والناتو في عالم مرحلة الحرب الباردة، والثنائية القطبية (الشرق-الغرب)، وذلك لكونها محاذية للسوفييت والمعسكر الشرقي وخط دفاعي اول بوجههما. مع انهيار هذه الثنائية، انهارت مكانة تركيا لدى الغرب ومعها المكاسب السياسية والاقتصادية والامنية (المجزية) التي كانت تنالها منه. ولتعويض تراجع هذه المكانة، سعت لان تجد لها مكانة في اوربا عبر الانضمام للاتحاد الاوربي وبذلت الغالي والنفيس من اجل ذلك، الا انها جوبهت برفض قاطع. وللضغط على اوربا وفرض التراجع عليها، استخدمت اخرها ورقة اللاجئين من بلدان اسيا، اذ فتحت حدودها الاوربية لموجة لاجئين في اوسع هجرة جماعية من تركيا لاوربا. ولهذا، تسعى تركيا "الاسلامية"، التي هي في الحقيقة قومية توسعية وشوفينية، عبر عباءة الدين وزعامة جماعات الاخوان المسلمين في العالم، ان تبحث لها مكانة في عالم اليوم.
ولهذا، فانها في صراع حاد مع اوربا من اجل فرض مكانة اوسع، وحليفها في هذا هم جماعات الاخوان المسلمين التي لا ترى افضل من تركيا نصيراً عالميا قوياً لها.
ولهذا، وجد اردوغان في خطاب عادي لماركون ضالته. تلقف هذه الورقة (الجديدة) ليحشد قوى الاسلام السياسي على صعيد عالمي خلف ظهره في حربه مع فرنسا (اوربا، بالاساس). ليستعرض عضلاته "الاسلامية العالمية" في هذا الصراع.
انقلب السحر على الساحر
لقد دعم الغرب، ومن بينهم فرنسا نفسها، الاسلام السياسي كانجع سبيل بوجه الشيوعية والطبقة العاملة، اليسار والتقدمية. اذ ان فرنسا نفسها من اتت بالخميني الى السلطة في ايران لقمع ثورة راديكالية داعية للحرية والمساواة ولتنقذ مجمل الطبقة البرجوازية من ان تعصف بها الثورة. لقد كان الغرب الجهة الداعمة الاساسية للاسلام السياسي في المنطقة في عالم الحرب الباردة، وهو من دعم المقاتلين الافغان بوجه السوفيت، وهو من اطلق ايادي الاسلام السياسي في اوربا وساوم وتملق للاسلام واتى بنظريات "النسبية الثقافية" و"التعددية الثقافية" وغيرها من سياسات رجعية. حتى انقلب السحر على الساحر. ومن جهة اخرى، سعت الدول الرجعية من امثال قطر، السعودية، ايران وتركيا و... غيرها من دعم التيارات الاسلامية في اوربا باموال طائلة، بتصدير ائمة الدين، بناء المساجد الضخمة في وسط اوربا الى ان غدت هذه "الجمعيات الثقافية" في اوربا، والمساجد والجوامع و"دور عبادة المسلمين" منابر لتفريخ الارهابيين والمعادين للغرب نفسه.
ان تحدث اليوم ماكرون عن "الانفصالية الاسلامية" في اوربا، فيجب ان يكون واضحاً ان حكومته وحكومة اسلافه والغرب انفسهم مسؤولين عما آلت اليه هذه الوضعية التي يدفع ثمنها النساء والاطفال اللاجئين في غيتوات لا ربط لها باوربا والمنجزات والمكاسب التي حققها تحرريو ومساواتيو اوربا من النساء والرجال. تحول الاسلام السياسي وارهابه الى معضلة للغرب.
انها لخطوة ايجابية تلك التي تستهدف تجفيف منابع ارهاب هذه التيارات واقتدارها، تفرض الزام الاخيرة بالتقيد بقوانين المجتمع وحرياته وحقوقه، بالتضييق على شبكاتها المالية، بفرض رقابة صارمة على احاديث منابرها التحريضية من جوامع ومساجد و، منابر نشر الرجعية والتخلف والانعزالية الدينية والكراهية، انهاء المحاكم الشرعية الدينية، والتاكيد على سياسة "بلد واحد قانون واحد" وليس سياسة تعد خلفية الاشخاص الدينية مبرراً كافياً للحيد عن القوانين المدنية. ايجابية، بغض النظر عن طبيعة اهداف ماكرون نفسه سواء اكانت انتخابية، التملق لليمين الفرنسي او سحب هذه الورقة منه. في الحقيقة ان هذه كانت نداءات ودعوات الاشتراكيين ودعاة التحرر والمساواة على طول الخط وعلى امتداد عقود.