هل الدفاع عن المقدسات نوع من الانتحار الجماعي للشعوب العربية


احمد صالح سلوم
2020 / 10 / 30 - 19:57     

قلنا اكثر من مرة ان مصير المسلمين سيكون كالهنود الحمر اذا ما فقدوا وعيهم الاجتماعي الطبقي ورهنوا انفسهم لبيادق الدوائر الاستعمارية كأردوغان انجيرليك و تميم العيديد وبن سلمان الظهران..اليوم تحركت البنوك الكبرى التي تدير اردوغان وتميم و ماكرون لادارة تصفية وجود المسلمين..فرسوم كاريكاتورية لا تستحق هذه الردود الا اذا حركها الادوات القذرة لوسائل اعلام الناتو كالجزيرة ووسائل اعلام الصهيوني الاخوانجي قاتل مسلمي سورية وليبيا والعراق بمقاولات امريكية استخباراتية اردوغان..الدوائر الاستعمارية في نيويورك وتل ابيب وبرلين وبروكسل تكاد تطير فرحا وهي ترى السيناريو الذي اعدته مع ماكرون وتميم يأتي ثماره فموجات اللجوء التي نظمتها السي اي ايه مع اردوغان دفعت الى التطرف والاتجاه نحو اليمين وجاء قاطعو الرؤوس المدعومين من تركيا والحاضنات الاخواجية الارهابية لتكمل سيناريو التخلص من المسلمين..ونسي الرأي العام الفرنسي تحدياته الاساسية في مواجهة ماكرون الذي استقطب الثروة الفرنسية لاصحاب المليارديرات و افقر اغلبية الفرنسيين خلال سنوات حكمه وتحول الى الرئيس الاقل شعبية فتحرك دواعش شركة ارامكو السعودية الامريكية واخوانجية قاعدةالعيديد وقاعدة انجيرلية ليتوزعوا بعض سيناريو اعد بعناية من الاقلية الاليغارشية الحاكمة في الولايات المتحدة وفرنسا فكما دمر اردوغان و تميم وال سعود ونهيان احوال المسلمين والمسحيين والعلويين والايزيديين والملحدين في سوريا واشعل بينهم موجات الكراهية المذهبية لانجاز اهداف مصلحية لعصابات البنوك الكبرى كبنك كيه كيه ار في الغاز والنفط وقد فشلوا بسبب الوجود الروسي الذي اعاد رسم الخرائط وجنب سورية مصير افغانستان والصومال اللذين اختفيا عن الخرائط السياسية للدول..هذا السيناريو الكارثي متعوب عليه لمحاربة البديل الشيوعي الاكثر شعبية الذي مثله ميلنشون بينما المسلمين وقود لا اكثر ولا اقل لانهم لايشكلون تهديدا وجودا لاحد لانهم بلا تكنولوجيا ولا علم و اقتصاد ابداعي بل كائنات للابادة بأتون الحروب الاهلية الذي تحركها دوائر الاقلية الاوليغارشية المالية في واشنطن وباريس اليوم لتكتمل الصورة في برلين وبروكسل بعد ذلك..البيادق التي نفذت الاعمال الارهابية هي بيادق الناتو ومخابراته ومنايكه كاردوغان وتميم وال ثاني وبعض الملالي وال سعود و نهيان والبراغي هو الشيشاني ومن على شاكلته تم صناعة وعيهم على مرآى عمره في فرنسا على يد المخابرات الفرنسية وبأموال ال سعود وثاني الذي تركها سركوزي لتصنع الكره في الضواحي الفرنسية و تستخدم المهمشين لحروا اكبر منهم ومن وعيهم الاسلامي البائس
لم تجلب عصابات الاخوان المسلمين وشعاراتها الصهيونية عن الاسلام هو الحل وغيره الا الكوارث للعرب وحتى لمن دعمها كصدام حسين وكيل السي اي ايه في فترة حربه على ايران وسورية وهي حتى خانت من لحم اكتافها من خير بترودولاراته الصهيونية كال سعود ونهيان واليوم تقوم بمهمتها للتحريض في سناريو امريكي اردوغان قطري ماكروني لتحويل الانظار عن البديل الشيوعي المطلوب لفرنسا وتصور ان الحرب بين اسلام وغير اسلام بينما الاسلام السياسي واوله الاسلام الاخوانجي الاردوغاني الانجيرليكي القطري العيديدي خادم للامبريالية فعلي من يضحك دعاة الاسلام الاخوانجي التكفيري اليوم
اللعبة اكبر من الوعي البائس الذي يصور الامور اسلام وغير اسلام فالاسلام لا يشكل تهديدا لاحد لأن لا وجود له كايقونة واحدة بل محمول طبقي اجتماعي ينبغي البحث في صيغه المتداولة و بالنظر الى ذلك فكل صيغه تخم الدوائر الاستعمارية الغربية من اسلام ال سعود حتى اسلام ايران رغم انه اخف قليلا ولكن ثمة جزء من السلطة الايرانية وبعض الملالي المسلمين تملك الوعي الكومبرادوري نفسه الذي رفض الاتفاقية التي عرضها رئيس الصين اي انهم عصابة الغرب الاستعماري في السلطة الايرانية التي تشبه طبقة البازار التي ساندت السياسات الفاشية للخميني ضد الحزب الشوعي الايراني تودة وحتى انيس النقاش المحسوب على ايران يقول ان هذه العصابة فرطت باتقافية عرضتها الصين بأوانها بعد الاتفاق النووي ولكن عصابات الكومبرادور الايراني رفضتها متوهمة ان الغرب سيفتح ذراعيه لها وليس عقوباته بما فيهم اوباما الذي لم يختلف عن ترامب على الوقائع التي اوجدت على الارض واليوم لم تعد الصين مهتمة بذلك فهي لاترمي نصف تريليون دولار في الهواء..لا يوجد شيء اسمه امة الاسلام لان لاوجود اصلا لامة هكذا بالمفهوم الطبقي لا امة مسيحية ولا امة مسلمة هذا اعتبره تحشيش مخابراتي امريكي لشعوب المنطقة روجه ايام شعارة الصحوة الذي دعت اليه المخابرات المركزية الامريكية شيوخ العيديد كالقرضاوي والغزالي وقره داغي او شيوخ قاعدة الظهران السعودية كمحمد متولي الشعراوي وعميل السي اي ايه الرسمي ابو العلا المودودي وتلامذتهم العريفي والقرني وسيد قطب وزغلول النجار
وكل ذلك لمحاربة الشيوعية كونها البديل الوحيد التنموي لنهوض العرب وتحسين احوالهم كما جحت في ذلك الصين بقيادة الحزب الشيوعي الصيني ..
المقاومة مدعومة ليست باسلام بل بتيار ايراني قومي فارسي وطني ولا علاقة له سوى باستثمار المذهب كايديولوجيا وهو وجد نفسه معزولا حيث وافق على الاتفاقية مع الصين ورفضته عصابة الغرب الايرانية الكومبرادورية بتعبير حتى انيس النقاش..وهذا التيار جذري نسبيا يفهم حدود المصالح الاستعمارية الغربية وليس عنده اوهام تجاهها مثله بقدر معين احمدي نجاد والى حد ما الخامنئي..انهم بشكا او اخر استفادوا مع نخبة ايرانية تعد دراسات عميقة انه لايمكن انجاز اي تنمية وتطوير ينجح باختراق الخطوط الحمر الامريكية ضد تنمية العالم الثالث الا بخلق علاقات ردع مع حاملة الطائرات الاطلسية الاستعمارية التي اسمها اسرائيل وان لاتنمية مستدامة دون تصفية اسرائيل وهذا فهم تنموي واقعي للقومية الفارسية وليس ايديلوجي ديني
في الغرب هناك صناعة اعلامية وبحثية تقدر بمئات المليارات تنجزها وسائل اعلام حلف الناتو وجامعاته وبيادقه العبودية كوسائل اعلام محمية ال ثاني ونهيان وسعود واردوغان لذم الصين ليل نهار والاستهزاء بتجربتها العبقرية التي تخطت درة التكنولوجيا الغربية وهي اعلى اشكال التقسيم الدولي للعمل وتحتكره الدوائر الغربية الاستعمارية ببنوك من فولاذ وهذا بحد ذاته معجزة لا سابق لها في التاريخ الحديث ان تنجح دولة من العالم الثالث بتخطي مستويات التكنلوجيا لدول المركز الاول الصناعي الاحتكاري وكانت اخر دولة نجحت بذلك اليابان اواخر القرن التاسع عشر بسرقة براءات الاختراع بنسخها وهي تملك بنية علمية تصنيعية متطورة وبات من الاستحالة ان تلحق دولة اخرى بالمركز الاحتكاري الصناعي الاوروبي و الامريكي ومع كل هذه الدعاية المركزة ليل نهار لذم الصين فانها لم تلجأ للمظاهرات والادعاء بقداسة شخصياتها بل ركزت على التحديات الحقيقية التي تفيد شعبها وتحقق رعب الدوائر الاستعمارية وهي التكنولوجيا والعلم وبراءات الاختراع والاقتصاد الابداعي..ليس لدى العرب والمسلمينووعيهم الاستخباراتي الامريكي الاسلامي البائس اي شيء يتباهون به غير مقدسات تضرهم اكثر مما تفيدهم لهذا فتبدو محاولاتهم للدفاع عن ما يسمى مقدساتهم اشبه بالاحتضار الأخير لانتحارهم الجماعي كونهم زبد لامعنى له ومجرد افواه استهلاكية ولحوم تقدم لتقتل بعضها البعض بالتكفير وتدمر ما انجزته بلدانهم على قلته كسورية والعراق وليبيا والجزائر ومصرلانجاز مصالح اعدائهم بالغاز والنفط والموارد العربية وجعلهم اضعف لتتم ادارة استعبادهم بما يسمى التطبيع والاسلام السياسي لشفط كل مواردهم و مستقبلهم