دهشة السطوة الشافية في لغة الشاعر- ثورة التجديد الشعري- مع الشاعر والصحفي مكي النزال - الحلقة الرابعة والعشرون من – لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا- في بؤرة ضوء


فاطمة الفلاحي
2020 / 10 / 30 - 16:38     

عباس محمود العقاد، يقول:

"لا نعني باللغة الشاعرة ما يوصف أحياناً باللغة الشعرية،فإن الكلمة قد تكون شعرية صالحة للنظم في موقعها من السمع،ولكنها لاتكون مع ذلك جارية مجرى الشعر في نشأتها ووزنها واشتقاقها. بل تكون كأنها الطعام الذي يصلح لتركيب البنية،ولكنه هو في ذاته ليس بالبنية الحية. وليس باللحم والدم الذي يتركب منه أجسام الأحياء".


رون ريدل، يقول:

"لغة الشعر تناجي الروح وتعيش في العالم مثل لغة الموسيقى، وأن أفضل صيغ التعبير الشعري تمتلك صفة الديمومة التي تتخطى كثيرا لحظة أبداعها أو أنجازها".

وشاعرنا النزال يجيبنا على سؤالنا في أدناه،

36. في الشعر ما سر لغة الشاعر مكي النزال؟

فائلًا:

قال الناقد الكبير الأستاذ الدكتور عزمي الصالحي في جلسة عامة في اتحاد الأدباء الأردنيين:
لمكي النزال سطوة على اللغة وله لغته الخاصة به.
هذه الكلمات القليلة تجيب عن السؤال فليس لي وأنا الشاعر أن أصف لغتي بكلمات الثناء.
إن لغة الشاعر هي المكمل اللازم لموهبة الشاعر ليكون شاعرًا حقيقيًّا يشار له بالبنان، فإن صح قول الناقد أعلاه فأنا على خير في الشعر كثير. وهنالك شهادات أخرى لنقاد وشعراء ومتذوقين للشعر وقراء مواظبين تشير لما قاله الصالحي رحمه الله.
في بحثي عن مفردة لغة في حاسوبي وقعت على 361 من الملفات التي وردت فيها الكلمة وسأنشر هنا بعضًا منها لكي يكون الجواب شعرًا عسى أن يتلذذ به القارئ الكريم:

لغة جديدة
قصيدة مكي النزال

لغةٌ جديدة

مفتاحها همس النسيم

وفعلها لحنٌ رخيم

وحرفها نجمٌ بعيد

عجز اللسان

فلم يعبّر بالجديد عن الجديد

واخترتُ رسمًا بالمشاعر والورود

علّي أعبّرُ عن لواعجِ مستزيد

غاض البيان

وتفتّقت لغة الحنان

بشهقةٍ

وتدفّق العشقُ الصَّموتُ

برقّةٍ

من أعينٍ بعثت بشارات البريد

نظراتِ عيد

**

وهذه قصيدة من قديمي:

لغةُ العيون
قصيدة
مكي النزال


رُسُلُ الضياء

لغة العيون بليغةٌ فتكلمي

إن كان من قيدٍ على بوح الفمِ

رسل الضياء إلى القلوب زواجلٌ

يُوصلن ما يحملن دون توهّمِ

يا من حملتك في الفؤاد قصيدةً

بوحي فقد يؤذيك قيد تكتّمِ

صولي على صمتٍ يخيّمُ ظلمةً

ودعي المخاوف عنك حتى تسلمي

قولي: أحبك، توقظي إشراقتي

وبما يضوعُ من البخور تنعمي

وتألقي عمقَ السماء مليكةً

تأتيك طائعةً قوافل أنجمِ

همسُ العيون يشدني ويهزني

ويثيرني ويُفيضُ نهر ترنمي

مدّي إلى عينيّ جسرَ تواصلٍ

قولي بصمتٍ يا حبيبة، أفهمِ

لا تأبهي بالخوف يبرز نابه

واستسلمي لنداء قلبك تسلمي

حلوٌ مذاق البوح في أعذاقه

رُطبُ الجنان، تذوّقي وتطعّمي

فإذا دعاك الوصلُ سيري نحوهُ

فتزيني، وتألقي، وتهندمي

لا ترعوي، فاليوم عرسُ قصيدةٍ

عصماءَ تروي كل مفتتنٍ ظمي

تيهي على ملكات عصرك حرةً

عرفت إلى أي الممالك تنتمي

وهي التي في مهد روضٍ أُنجبت

وترعرعت في حضن قومٍ أكرمِ

رضعت نهود النور مذ ولدت به

ولعلها عن درّهِ لم تُفطَمِ


ركبت ظهور المجد فانطلقت بها ... ألقًا بجوف بهيم ليلٍ مظلمِ