حانت ساعتك (ارصوظن إصنال إينو)


عذري مازغ
2020 / 10 / 29 - 19:00     

"حانت ساعتك"
ــ حانت ساعتك! قالها الإرهابي
ــ "ارسوظن إصنال إينو" (تعفنت جثتي، ردي..!)
سأخبركم لماذا حصل هذا التشنج في الفايسبوك..!
في المغرب، بسبب من عدم توازن في المبادلات التجارية بين المغرب وتركيان قرر رفع ضرائب في الجمارك على المنتوجات التركية، أو على الأقل تم الإخبار بأن المغرب في إطار مراجعة الإتفاقيات التجارية مع تركيا، المغرب دولة مستقلة لها الحق في أن تراعي مصالحها الإقتصادية، الأمر عادي جدا حتى الآن. بعض الفضاءات في المغرب رفعت شعار مقاطعة المنتوجات التركية، وتصادف الأمر بيوم على الاقل مع رفع شعار مقاطعة المنتوجات الفرنسية على خلفية مقتل أستاذ التاريخ والتمثيل برأسه. احدهم نشر كاريكاتور لشخص يدك قلم رصاص بألوان العلم الفرنسي في الأرض رمزا لمقاطعة منتوجاتها، لكن من جهة اخرى يخرج القلم المدكوك في الأرض إلى مؤخرة الذي يدك ويحمل علامة العلم التركي، ولأن الشخص في الفايسبوك يحمل لحية طويلة فهم على انه هو الرسول محمد نبي المسلمين، بعد مرور أيام، وصل نشري لهذا الكاريكاتور إلى العموم لأتلقى عليه أكثر من خمسين غضبة مع شلة تهديدات بقتلي وصولا إلى ترك رسالة صوتية في هاتفي بالإنجليزية تقول بأن ساعة قتلي وصلت، في ظرف وجيز ارتفع التفاعل مع تغريدتي رقما قياسيا وهو أمر غير معتاد في صفحتي. وكان أكثر الذين هددوني شخص له في صفحته الفايسبوكية خمسين الف متابع وهو الشخص الذي أرسل إلي الرسالة الصوتية:
" نحن نقطع رؤوس الذين يسيؤون إلى النبي "
ليس هناك حوار، التهديد لا يسمح بشرح الكاريكاتور، ليس الكاريكاتور يسيء لنبيك بل يسيء إلى أردوغان!
وأكثر من ذلك له علاقة في المغرب بالمقاطعة المزدوجة.. بين ان نقاطع فرنسا أو نقاطع تركيا!
التهديدات حسب بروفايل المهددين كانت تقريبا من جميع الدول المشرقية: مصر، الأردن، القدس، قطر، الإمارات، من تركيا عرف نفسه أنه ملحد سابق واصبح اردوغاني، من النساء أيضا وهذا أغرب ما توقعته: الإرهاب ليس لغة النساء، تاريخيا النساء لا يملن إلى العنف وان تكون المسلمات يهددن بالقتل هو امر خارق لطبيعة النساء .
في وقت وجيز ارتفع عدد الغاضبين من تغريدتي إلى عدد خارق!

علقت صديقة لي من بلدي تعيش بالأردن: " خذ الأمور بجدية، يجب ان تدلي بامرك إلى رجال الأمن.."
"نعم ساقوم بذلك..!"
بعد هذا الحوار انتقص عدد الغاضبين من خمسين إلى ثلاثين، البعض سحب طواعية تهديداته، لكن البعض أسر على التعليق في موضوعي بنشر رؤوس مقطوعة، وصور ماكرون في تخريجات استفزازية بالفوتوشوب
ــ يا أولاد القحبة!، لا يهمني ماكرون في شيء..
مع إسرار الكثير من الرفاق ذهبت فعليا إلى الأمن ببلباو في مقاطعة كذا (لا أريد ذكرها من قبيل الإحتياط).
في البداية حدثت أشياء لم تكن في حسباني : مهاجر يشتكي من أمر نتيجة عالمه، شعرت في البداية بالتهميش، حتى لكنتهم لي كانت غير منتظرة، بعد أخذ ورد، قلت لهم بأن أمري يشبه تماما ماحصل للأستاذ الفرنسي: الذي قتله ومثل برأسه لم يكن اصلا يعرفه، اخبرني بان الأستاذ الفرنسي أعلى شان مني أو مافهمته على الأقل.
اخبرته باني أنا أيضا كاتب وناقد من المغرب لا أقل شأنا من الأستاذ الفرنسي، حينها تحول تعامله، اخبرني بأنه يريد أن يستشير مع رئيسه في الأمر، عند عودته طلب مني تصفح صفحتي الفايسبوكية، ثم استمع للرسالة الصوتية التي تقول بأن "ساعتي حانت" أخبرني بأنهم سيبحثون في الأمر وأن أبقى على اتصال بهم وقدم لي نصائح في التعامل مع الفايسبوك.
لم أكن مضطربا برغم أن أمورا حصلت لي: في تغيير ثياب عملي بلباسي المدني حدث أن تعريت لتغيير الثياب فاكتشفت أن لباسي المدني لم انقله معي فأضطر للباس ثياب العمل مرة أخرى والتوجه إلى حيث لباسي المدني
أتساءل هل انا مفزوع والحقيقة أني فكرت في العودة إلى مسقط رأسي "تيط إفسثن" ولسبب غريب أشعر بالأمان هناك.
ختاما أشكر الرفاق الذين تضامنو معي امميا مثل الرفيق جاسم الجزراوي والرفيق فاروق محمد السيد من العراق