الإنسان والعقل


فلاح أمين الرهيمي
2020 / 10 / 28 - 11:09     

تقول كتب التاريخ أن الكون وجد قبل الأرض التي وجدت قبل الإنسان في تلك الفترة كان الإنسان يعيش مع الحيوانات ويتصرف مثلها كما كانت نبرات صوته مماثلة لنبرات أصوات الحيوانات ومع مرور الزمن دفعته حاجاته ورغباته وشهواته وغرائزه الأخرى إلى التقارب والتعارف مع أخيه الإنسان التي أصبحت فيها تلافيف مخه حلزونية بعد أن كانت في السابق على شكل خطوط مستقيمة وعلى ضوء هذه التغييرات علق أحد علماء الاجتماع على هذه الظاهرة بأن الإنسان تكييف دماغه مع سلوكه وتصرفاته لأن الخط المستقيم لا ينسجم مع طبيعة الإنسان ولذلك أصبح على شكل تلافيف حلزونية وأصبح يمتلك العقل الذي جعله أرقى الكائنات الحية لأنه يفكر وينطق الكلام كما أصبح الإنسان أثمن رأس مال في الوجود لامتلاكه العقل المفكر والمدبر الذي بواسطته يستطيع أن يخلق جميع مستلزمات الحياة الإنسانية وبواسطته أيضاً استطاع أن يصل إلى الكواكب والقمر ويكتشف ويخترع جميع الإنجازات العلمية ... إن هذه الظواهر العلمية موجودة بيننا وتحيط بنا بصرف النظر عن صورها الذهنية عندنا إلّا أننا لا نعرف هذه الحقائق والظواهر إلا على طريقتنا الخاصة بحيث تختلف بين إنسان وآخر حسب وعيه وفكره وطبيعة حواسه التي هي مصدر معرفته باعتبارها هي التي تقدم له المعطيات الأولية التي تبقى في ذهنه على شكل صور فيتصرف فكره بها وبواسطتها يبني ويهدم.
إن أية ظاهرة في الوجود تكمن وراء ظهورها أسباب وعوامل التي تعتبر هي المعطيات الأولية التي تدخل عن طريق الحواس وتشكلها مخيلة الإنسان ثم تقوم المخيلة بترتيب هذه المعطيات في عقل الإنسان وعلى ضوء هذه الترتيبات يتصرف ويتعامل الإنسان مع الأحداث .. وهذا يعني أن الحقائق الموضوعية تختلف في معرفتها بين إنسان وآخر ولذلك أصبحت المعرفة تختلف بين إنسان وآخر من حيث تفسيرها وحقيقتها وهذا يعني أيضاً أن كل فرد سواء كان باحثاً أو مفكراً أو مجتهداً يفهم الظاهرة ويتعامل معها وفق خصائصه الشخصية وتكوينه العقلي والنفسي ويعني ذلك عدم وجود إنسان يشبه إنسان آخر مطلقاً.