خاطرة للوطن المستباح الضائع في وادي النسيان


فلاح أمين الرهيمي
2020 / 10 / 28 - 11:09     

يا وطني لا أملك في هذه الدنيا سوى الاسم الأول والأخير.
إنسان .. إنسان .. إنسان .. أهلي وعشيرتي هذه الأرض.
مسقط رأسي مدينة الأحزان .. وطني الضائع في وادي النسيان.
هويتي الخوف والفزع الموروث، طاوية أمامها خلف الركام زرقة السماء.
وفمي هذا الأجوف .. وهذا الأخرس .. وهذا الجائع .. وهذا المجتر.
المحكوم عليه بأن لا يتحرك فيه اللسان.
من أشق ألم الحزن حينما ينطفئ الكاتب والأديب والمفكر في وطني.
لا شيء في العراق، سوى زفرات الحزن وما طوت الذكريات.
يشدّني شوق إلى الهجرة، مثلما تهاجر النوارس، أو كالفراشات التي تحلم بالبراعم.
وعندما يطوق الكرى العيون وندرك المجهول ما بين زمان وزمان وتمحى وثيقة الظلام.
وتنتفض لواعج الروح ما بين الحنايا دفقة من دماء.
يا وطني هل نغمض العين حتى لا نرى جرحك.
يا وطني هل نغلق الفم لكي لا ننطق باسمك.
يا وطني هل نصم الأذن حتى لا نسمع صراخك.
يا وطني أنا منك .. وأنت مني.
وكلانا نحن الاثنان دم يصفد.
والقاتل والمقتول وجهان لشعب مستعبد.