اسرائيل تخرج من الباب وتدخل من الشباك


فلاح أمين الرهيمي
2020 / 10 / 27 - 11:03     

إن أي متتبع للسياسة على الساحة الدولية يعرف ويدرك أن إسرائيل منذ اغتصابها للأراضي الفلسطينية عام/ 1948 إلى الآن لم تنفذ أو تعترف بالقرارات والمعاهدات والاتفاقيات والبلاغات الدولية ولا حتى بالمنظمات الإنسانية والديمقراطية وتعتبر الابن المدلل للولايات المتحدة الأمريكية تعيش تحت خيمتها وقوتها وأي رئيس دولة في الولايات المتحدة الأمريكية يعمل من أجل كسب رضى اللوبي الصهيوني وحكام إسرائيل .. في الآونة الأخيرة تسعى الولايات المتحدة الأمريكية الضغط على الدول العربية من أجل تطبيع العلاقات مع إسرائيل وقد نجحت مع البعض منها وقد بادرت دولة الإمارات العربية على تطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل عدم سعي إسرائيل على ضم الضفة الغربية إليها وتبعتها دول عربية أخرى بضغط أمريكي ... من المستغرب أن إسرائيل مغتصبة للأراضي الفلسطينية لم يبق منها سوا غزة وجزء من الضفة الغربية وهي الآن تعقد اتفاقية تطبيع مع الإمارات العربية بعدم ضم الضفة الغربية لإسرائيل مقابل تطبيع العلاقات معها في الوقت نسمع ونشاهد بناء المستوطنات الإسرائيلية التي أصبحت منتشرة بالضفة الغربية والتي عوضت إسرائيل عن الحاجة إلى ضم الضفة الغربية إليها .. إذن ماذا بقي لإسرائيل من عدم ضم الضفة الغربية إذا هي زرعتها بآلاف المستعمرات ... هذا أولاً وثانياً ألم يكن من الأجدر بالإخوان العرب الضغط على إسرائيل (الأرض مقابل السلام والتطبيع) والاعتراف بدولة فلسطينية تقام على أراضي فلسطينية اغتصبتها إسرائيل ؟.. الآن ماذا بقي من فلسطين لأهلها الشرعيين حتى تطبع الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل ؟ إن للولايات المتحدة الأمريكية مصالح كثيرة وكبيرة في الدول العربية ... ألم يكن من المفروض الاصطفاف مع المصالح والحقوق للشعب الفلسطيني وتفرض على الولايات المتحدة الأمريكية الضغط على حكام إسرائيل باحترام الفلسطينيين والاعتراف بحقوقهم المشروعة ؟.. وليس الغزل معهم .. والمفروض بالولايات المتحدة الأمريكية مساعدة الفلسطينيين من أجل خاطر عيون العرب الذين ينتسبون لهم الفلسطينيون وليس الاصطفاف مع الإسرائيليين المطلوب من إيران ودول الخليج العربي تطبيع العلاقات فيما بينهم من أجل إبعاد الولايات المتحدة الأمريكية عن المنطقة التي من خلال العلاقات المتوترة والمضطربة بينهم استطاعت الولايات المتحدة أن تبتز وتنهب الأموال والثروات من (فاتورات) الأسلحة وجولات الأسطول البحري الأمريكي في الخليج لحماية المنطقة .. حتى تستطيع الدول العربية والإسلامية في الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية باتباع سياسة معتدلة تفرض على الإسرائيليين تطبيق بنود وقرارات الأمم المتحدة في دولة فلسطينية معترف بها دولياً.