في ذكرى استشهاد المناضل الماركسي اللينيني خط الشهيد زروال : الشهيد كمال الحساني


الأماميون الثوريون
2020 / 10 / 26 - 22:49     

"ليس من يكتب بدم القلب كمن يكتب بالحبر"، امل دنقل.

ضد وهم الوحدة من أجل بناء أسس توحيد الماركسيين اللينينيين

لما تحدث ماركس عن العنف الثوري، تأكد أولا بأن الدولة هي أداة لممارسة عنف الطبقات المسيطرة على الطبقات المضطهدة، فلا يمكن مواجهة عنف الدولة إلا بالعنف الثوري، فالحركة الثورية ضد استبداد الدولة لا معنى لها بدون ممارسة العنف الثوري.

فجاء لينين ليؤكد مقولة ماركس الثورية حول العنف الثوري، فبدون أداة ثورية : الحزب الماركسي ـ اللينيني لن يستقيم الطريق الثوري، ولم يستطع البلاشفة الوصول إلى السلطة إلا بالعنف الثوري المنظم، فقدموا من أجل ذلك شهداء من صلب العمال والفلاحين.

وفي أول مجزرة كبيرة في بتروغراد استشهد العمال أبناء الفلاحين، خرجوا فقط للمطالبة بتحسين أوضاع الاستغلال، واستشهدت قبلهم الجماهير الشعبية أمام قصر القيصر عندما طالبوا بفك بعض أغلالهم، فتعرضوا لمجزرة رهيبة.

كل الثورات حتى البرجوازية منها أعطت شهداء، أعلن المثقفون المفكرون البورجوازيون رفضهم للعبودية الفيودالية، فتعرضوا للقمع والاغتيال وأعطوا شهداء، فبدون الاستشهاد لا يمكن أن يستقيم الطريق الثوري.

فالحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية، بعد نشأتها، تعطي شهداء وباستمرار وستعطيهم إلى أن يتحقق الهدف الاستراتيجي : نجاح الثورة المغربية !
ولن يتم ذلك دون المرور عبر الطريق الثوري : البناء الاستراتيجي للثورة في علاقته الموازية لبناء الحزب الماركسي ـ اللينيني.

كان القائد الشهيد عبد اللطيف زروال، من سك الطريق الثوري للثورة المغربية، وباستشهاده أوقف نزيف الحركة الماركسية ـ اللينينية في مهدها، وبنى طريق الاستشهاد، في المعارك يكون الاستشهاد سدا منيعا ضد الاستسلام، ضد إفشاء أسرار الحرب، قطع الطريق على العدو للوصول إلى المقاومين.

وكانت عروس الشهداء : سعيدة المنبهي، من سكت طريق الثورة بمضمون نصف السماء، لتستكمل بذلك التناقض في ظل الوحدة، بين المرأة والرجل، المناضلة الثورية والمناضل الثوري، لتكتمل المعادلة الطبيعية والتاريخية، بأن الحركة الماركسية ـ اللينينية ليست ذكورية، إنما هي وحدة متكاملة بين الجنسين، في ظل الوحدة في بناء الطريق الثوري.

وكان الشهيد كمال الحساني، من سك طريق بناء القيادة الجديدة للحركة الماركسية ـ اللينينية بالريف الثوري، وسك طريق الثورة بالمضمون الجديد للبناء الاستراتيجي للحزب الثوري، واستكمال مفهوم التناقض في ظل الصراع من أجل توحيد الماركسيين اللينينيين بالريف الثوري، في علاقته ببناء الحزب الماركسي اللينيني المغربي، من أجل استكمال المعادلة الطبيعية والتاريخية لوحدة الحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية.

لقد خان من خان، واحترف من احترف التحريفية والانتهازية، وصفق من صفق للاصلاحية، وبقي الطريق الثوري ترويه دماء الشهداء، وبقيت الحركة الماركسية ـ اللينينية تجدد دماءها باستمرار.

فكان لا بد من الوقوف عند مفهوم الاستشهاد، دلالته التاريخية في الصراعات الطبقية من أجل الثورة المغربية، من أبسط عناصرها إلى أعقدها وأعمقها في صيرورة الثورة، ففي كل محطة شهيد ماركسي لينيني قصة ثورية، في أبسط وأعقد تجلياتها، تعبيرا عن المعنى الحقيقي للاستشهاد.

في كل قصة استشهاد عبرة، مفادها أن عنف الدولة يحصد يوميا شهداء غير معلنين، غير منتمين، من صلب العمال والفلاحين، ضحايا صراع العنف الثوري ضد الثورة المضادة، هي قصص طويلة في تاريخ الثورة ببلادنا، حين نجمعها في كتب مؤلفة، تصبح تاريخا عميقا من الصراعات الطبقية، تتغير ألوانها وتختلف أشكالها وتتعدد تعبيراتها، معناها واحد : الاستشهاد نتيجة مقاومة عنف الدولة : من المقاومة السلمية بالرأي والتعبير إلى المقاومة بحمل السلاح، يتجلى البناء الصحيح للطريق الثوري.

الاستشهاد تعبير عن وجود حرب دائرة، بين عنف الدولة وعنف الثورة، يصطف الماركسيون ـ اللينينيون في خندق واحد، خندق الطريق الثوري، بحمل السلاح الثوري أيديولوجيا وسياسيا وعسكريا، في أعتى تجلياته الثورية التي لا تهدأ، يسقط الشهداء وتستمر الثورة، ولن يستقيم الطريق الثوري دون توحيد الماركسيين اللينينيين.

لقد كان الحزب البلشفي في أحلك معاركه الثورية، يضم بداخله تناقضات أيديولوجية وسياسية في ظل وحدة العنف الثوري ضد عنف الدولة والثورة المضادة.

فالماركسيون اللينينيون، لن يكون همهم الأساسي إلا قيام الوحدة في ظل التناقضات، فلا حركة ثورية دون وحدة التناقضات، وحدة تكنيس القديم باستمرار، في بناء أيديولوجي وسياسي جديد، في استعداد تام للبناء العسكري للطريق الثوري، في شروط مادية جديدة تصبح فيها العقيدة العسكرية في متناول الجماهير، يكون فيها الشهيد هو الوحيد الذي لا يتجدد، هو الذي قطع العهد مع القديم، ينير الطريق الثوري الجديد باستمرار.

وفي كل محطة استشهاد قضية ثورية، في ظل وحدة القضايا الثورية يبقى الاستشهاد واحد، ويبقى توحيد الماركسيين اللينينيين في المعارك الثورية ضرورة تاريخية، لمواجهة عنف الدولة بالعنف الثوري، في حرب واحدة، في طريق ثوري واحد، من أجل البناء الاستراتيجي للحزب الماركسي ـ اللينيني المغربي.

طريق زروال، سعيدة، كمال ...