التنمية البشرية والاجتماعية في العراق والسعي للأفضل .


عادل عبد الزهرة شبيب
2020 / 10 / 22 - 09:22     

ينبغي ان يكون الانسان الموضوع الاساسي في التنمية البشرية وغايتها ومن كل النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية والفكرية . والتنمية يجب ان تكون شاملة ومتكاملة وتشمل جميع المؤسسات الحكومية والخاصة ويفترض ان لا تترك اي جانب في البلد الا وتعمل على تطويره وتحسينه . والتنمية تكون قابلة للاستمرار ومستدامة تسعى دائما للأفضل وان تتجه الى تنمية الانسان جسديا ونفسيا واخلاقيا وعمليا من جهة تعليمه وزيادة خبراته وتأهيله تأهيلا مناسبا للقيام بالعمل المطلوب منه. فأين العراق من هذا؟ وهل تمكن من تحقيق التنمية الاقتصادية الاجتماعية منذ سقوط النظام المقبور والى اليوم؟
يعتبر التعليم احد العوامل المهمة في تحقيق التنمية وذلك لدوره في إعداد الكوادر المتخصصة المتقدمة والوسطى في جميع المجالات ,وقد تبنت معظم دول العالم خططا وبرامج لتطوير نظم التعليم على مختلف المستويات (الا العراق) الذي يتميز بتدني مستوى التعليم فيه سواء في انخفاض نسبة النفقات العامة لقطاع التربية والتعليم في الموازنة حيث بلغت النسبة في موازنة 2013 على سبيل المثال (9,2%) مقارنة مع القطاعات الاخرى (الامن والدفاع) والتي بلغت (14,2%) وهذا يعتبر مؤشر خطير في دولة نامية كالعراق .
لقد اهتمت كثير من الدول بتحسين نوعية التعليم واستيعاب الاعداد المتزايدة من السكان عدا العراق الذي تدهور فيه التعليم وفي جميع مستوياته وخاصة في المؤسسات الرسمية وتزايد اقبال الناس على المدارس الاهلية, اضافة الى تدني مستوى الابنية المدرسية وفي كثير من مناطق العراق نرى المدارس الطينية التي لا تصلح للعملية التعليمية وافتراش الطلبة الارض في الصفوف الدراسية بدلا من الرحلات وارتفاع نسب المدارس ذات الدوام المزدوج والثلاثي ,وانتشار ظاهرة التدريس الخصوصي ,كل هذا يجري في بلد يملك (موازنة انفجارية ) ولكنها انفجرت على الارصفة وامتيازات الرئاسات الثلاث والفساد بدلا من انفجارها على التنمية الاقتصادية الاجتماعية والخدمات والتعليم والصحة والمساكن والطرق والمعامل والمزارع وكل ماله علاقة بالتطور.
ومن العوامل الاخرى التي تؤثر على عملية التنمية من خلال المشاكل التي تواجه التعليم والمتمثلة بـ:
1. عدم وجود سياسة تعليمية ثابتة وواضحة وطويلة الامد.
2. المناهج الدراسية في واد واحتياجات المجتمع في واد اخر.
3. انتشار ظاهرة الفساد على مختلف مستويات قطاع التعليم.
4. ارتفاع نسبة الأمية وعدم مكافحتها وخاصة في الريف العراقي.
5. زيادة عدد المتسربين من الدراسة وخاصة بين الاناث في الريف.
6. ميل التعليم العالي الى التوسع الافقي في الجامعات وتعزيز التطور الكمي على حساب التطوير النوعي اضافة الى انفصام التعليم عن حاجة سوق العمل.
فكل هذه العوامل وغيرها تؤثر سلبا في التعليم الذي يؤثر بدوره على تحقيق التنمية البشرية,فالتعليم ضروري لعملية التنمية ونجاح التنمية يعتمد على النجاح في قطاع التعليم ومدى توفر فرص التعليم لكل الناس دون شرط او قيد.
ان معالجة المشاكل والعراقيل التي يمر بها التعليم يساعد على تحقيق التنمية وذلك من خلال :
1. التوسع في بناء المدارس لاستيعاب الاعداد المتزايدة من السكان وفق خطط سنوية ومتوسطة وبعيدة المدى.
2. رفع مستوى القائمين بالتدريس من خلال اشراكهم بدورات تدريبية وتأهيلية وتفعيل دور الاشراف التربوي .
3. اعتماد سياسة تعليمية واضحة وبعيدة المدى.
4. تغيير المناهج لتتلاءم مع احتياجات المجتمع.
5. توفير البنى التحتية اللازمة لعملية التعليم.
6. مكافحة الفساد في القطاع التعليمي بكافة مستوياته.
7. مكافحة الامية ووضع الخطط والبرامج اللازمة لذلك وخاصة بين النساء حيث قدرت نسبة الاميات بنحو 50% بين من تتراوح اعمارهن بين 15و24 عاما مقارنة بـ 20- 28 % من مثيلاتهن في بغداد والمدن الحضرية.
8. تعزيز التطور النوعي على حساب التطور الكمي في الجامعات .