أين الحقيقة ..؟.


فلاح أمين الرهيمي
2020 / 10 / 21 - 13:54     

عندما فتح وغزا (القائد هولاكو خان المجوسي) الذي كان بوذياً بغداد سنة/ 656هـ ودمر البلاد والعباد وجعل من نهر دجلة لونه أزرق من الكتب الرائعة الكثيرة التي رميت في نهر دجلة وبعد ذلك أمر أن يستفتى من علماء العراق (أنه أيهما أفضل السلطان الكافر العادل أم السلطان المسلم الجائر وأيهما أحق بأمر الخلافة) فجمع العلماء في المدرسة المستنصرية، ولما وقفوا على الاستفتاء أحجموا عن الفتوى، وكان السيد رضى الدين علي بن طاووس الحلي حاضراً فتناول الفتوى ووضع رأيه فيه بتفضيل الكافر العادل .. إن هذه المقولة لربما نسبت إلى السيد ابن طاووس وهو لم يقولها لأنها تخالف وتناقض الحقيقة لأن مبادئ الإسلام الحنيف تقوم على أساس العدالة الاجتماعية وإنصاف المظلومين ونبذ الظلم والتعامل مع الآخرين بالحسنى .. الحاكم المسلم أو أي إنسان يعتنق الدين الإسلامي يجب أن يسترشد ويحكم بمبادئ الدين الإسلامي الحنيف وإذا انحاز في حكمه عن هذه المبادئ فهو غير مسلم وباطل ويجب مقاومته وعزله عن الحكم والوقوف ضده لأنه لا يحكم ويسير وفق مبادئ الإسلام الحنيف الذي مبادئه تقوم على العدل والإنصاف والرحمة والصدق بينما الإنسان الكافر يعني الذي يخالف المبادئ الإنسانية ولا يلتزم بها ويحرق الأخضر واليابس بظلمه واستبداده وفساده .. وما يؤسف له أن هذه الصورة أصبحت شائعة في مجتمعنا حيث انقلب الباطل إلى حق وظلم الظالم إلى مصلح ومنصف وعادل واللص إلى رجل نزيه ونظيف من أصحاب الأيادي البيضاء والأسود إلى أبيض .. من خلال لباقة اللسان والأدلة العقلية والنقلية والقوة والضعف والمحسوبية والمنسوبية ومن طبيعة الإنسان أن لا يعترف بخطئه وإنما يعتبر أن الحق والحقيقة معه وبجانبه ولذلك ضاعت المقاييس وأصبح من يقول الحق والحقيقة باطل. ولو كان كل إنسان عرف حده فوقف عنده لأصبح الناس في استقرار وسعادة وأمان ولكن وا أسفاه ما أسهل القول وأصعب الفعل والعمل ... مسكين يا عراق..!!؟