فيلهلم رايتش عن الفاشية و القمع الجنسي


مازن كم الماز
2020 / 10 / 20 - 09:30     

إن قمع الجنسانية ( الرغبة و النشاط الجنسي ) الطبيعية عند الطفل ، خاصة تلك التي ترتبط مباشرة بأعضاءه الجنسية ، تجعل من هذا الطفل قلقًا ، خجولا ، مطيعا و يخشى السلطة ، أو "جيد و متكيف" بالمعنى السلطوي . يشل هذا القمع قواه و رغباته المتمردة لأن اي تمرد يأتي معه بالقلق . و بقمعه للفضول و التفكير الجنسي عند الطفل ينتج ذلك أيضًا قمعا شاملًا لكل القدرات الفكرية و النقدية عنده . بكلمة ، إن هدف القمع الجنسي هو خلق إنسان "متكيف" مع النظام السلطوي و يستمر بالخضوع له بغض النظر عن كل البؤس و الذل . أولا يخضع الطفل لبنية الدولة السلطوية المصغرة أي العائلة ، التي ستعلمه و تعده ليخضع فيما بعد للنظام السلطوي العام . إن تشكيل البنية السلطوية يتم عبر التركيز على القمع الجنسي و القلق

من وجهة نظر التطور الاجتماعي ، لا يمكن إعتبار العائلة أساسًا للدولة السلطوية ، انها فقط أحد أهم المؤسسات التي تدعمها . لكنها على أي حال هي الخلية الأولى أو الأصل المركزية للرجعية ، المكان الأكثر أهمية لإعادة إنتاج الفرد الرجعي و المحافظ . لأنها هي نفسها نتيجة للنظام السلطوي ، تصبح العائلة ( الأبوية الأحادية ) المؤسسة الأكثر أهمية للحفاظ على هذا النظام .

فيلهلم رايتش ( 1897 - 1956 ) طبيب و محلل نفسي "نمساوي" , طرد بسبب أفكاره من الحزب الشيوعي الألماني ، أحرقت كتبه بما فيها كتابه عن السيكولوجيا الجماهيرية للفاشية ، في حفلة حرق الكتب الشهيرة عام 1933 قبل أن تلقى نفس المصير بعد عقدين بأمر من ادارة الغذاء و الدواء الأميركية ، فر هربا من هتلر من النمسا إلى شمال أوروبا فالولايات المتحدة … كتابه السيكولوجيا الجماهيرية للفاشية الذي صدر عام 1933 تسبب بطرده من الحزب الشيوعي الألماني الذي اعتقد انه ينتقد أيضًا النظام السوفييتي و اعتبر "معاديًا للثورة" و مهيجا للشباب ، كما طرد بسبب الكتاب من الجمعية الدولية للتحليل النفسي … ماتت واحدة من أولى مريضاته اما بسبب التهاب شديد لانتقالها للعيش في غرفة شديدة البرودة لتستمر بلقاء رايتش على الضد من رغبة عائلتها أو نتيجة إجهاض طفل رايتش المحتمل ، في ثورة 1968 حفر طلاب باريس و برلين اسم رايتش على الجدران و ألقوا كتبه على الشرطة كسلاح في معارك الشوارع …