نبوءة السياب : يا خليج يا واهب المحار والردى


كامل الدلفي
2020 / 10 / 13 - 19:26     

العقل الخليجي برمته أنفعل إلى أقصاه في يوم التاسع من نيسان للعام 2003، وعاد يأسف على ضياع صدام حسين . لان التغيير أحدث ما لم يكن بحسبانهم، وهو أن يكون العراق بقيادة حكومة شيعية. فسعوا إلى تفريغ التغيير من محتواه الحقيقي : (بناء عراق جديد و التخلص من الاستبداد والديكتاتورية، وبناء نظام ديمقراطي يعتمد العدالة و الوطنية
والمساواة ..)
العلاقة التي تربط الخليجيين كما ظهرت لاحقا بساسة عراقيين يمتثلون لطلبات الخليجيين تجعلنا نشير إلى أنهم ومن ورائهم الصهاينة في إسرائيل عملوا على إنهاء فرصة العراق في التغيير والبناء لان العراق إذا ما سنحت له الفرصة سيكون قائدا حقيقيا في المنطقة وتذوي مصابيح الخليج واسرائيل ..

الإخفاق العراقي جاء من التركيز على محاور حيوية لا يخفى على دهاقنة البرنامج اليهودي - الخليجي أهميتها :
1- التشتيت: اي تفريق الشعب إلى مكوناته ودفع الصراع إلى جهتين واسعتين هما: اولا المحور القومي في نزاع عربي - كردي قد يصل إلى حل الدولتين ..و ثانيا المحور الطائفي نزاع سني - شيعي ومصداق ذلك الحروب الطائفية وحرب داعش وقد ينتهي بإقليم سني ..قبل اعلان متأخر لدولة ثالثة من العراق.
2-الامحاء : تغييب ذكر البرنامج الديمقراطي وإنهاء وجوده و جعل مسافة واسعة بينه وبين العناصر التي نادت به عشية إسقاط النظام الديكتاتوري ،وذلك باستخدام عدة طرق منها
أ- إغراق فئة من عناصر التغيير بالفساد والتحلي بصفات ديكتاتورية لا تفرق كثيرا عن سلوك النظام المباد.
ب- التخلص من شخصيات حقيقية وعناصر صادقة وأمينة للبرنامج الديمقراطي عبر اغتيال البعض كما حدث مع
الشهداء السيد محمد باقر الحكيم و عز الدين سليم
و د. كامل شياع . وتغييب فرص البعض الآخر كما هو مع الراحل الدكتور أحمد الجلبي و الراحل د. عدنان الباججي والمرحوم الدكتور مهدي الحافظ .
ج- وضع العراقيل والصعوبات في طريق القوى الوطنية والمدنية سيما التيار المدني والاجتماعي واليساري عموما.
3- السعي إلى وقف التعديلات الدستورية وجعل النصوص متحجرة لا حياة فيها ، بينما يعتبر الطريق الوحيد لإدامة النص الدستوري هو تعديله وفق مقتضيات الضرورة الوطنية وحسب القانون.
4- رفع موجة الفساد المالي والإداري ..و شراء ذمم السياسيين العراقيين بأموال طائلة للاذعان لصوت المؤامرة الصهيونية الخليجية.
5- التهميش: عملوا على بلبلة عقول أسيادهم الامريكان بأن الشيعة في الخليج أو العراق هم ايرانيون ويجب إيقاف التعاون الاستراتيجي معهم و الكف عن العمل على مساعدتهم في بناء العراق لان الشيعة في العراق يشكلون الغالبية و التجارب الانتخابية تدفع بهم كل مرة إلى سدة الحكم ، وهذا لا يوافق المشروع الأمريكي ولا مزاجات العربان . فينبغي ترك الغالبية في عوز وفقر وفي حالة هامشية . وبذا تميز الخليجيون كطائفيين إلى النخاع يكرهون الخير لاهل الجنوب الشيعة ولا يتركوا للعراق فرصة إيجابية في التحول الاقتصادي والاجتماعي والعلمي ( الحضاري).