الدولة والحضارة


فلاح أمين الرهيمي
2020 / 10 / 12 - 12:05     

نسمع في بعض الأحيان أن الدولة الفلانية تمتاز بالتقدم والحضارة. ماذا تعني الحضارة ؟. (الحضارة تعني نظام اجتماعي تساعد الإنسان على الزيادة من إنتاجه الثقافي، والحضارة تتألف من أربعة عناصر هي 1) الموارد الاقتصادية 2) النظم السياسية 3) التقاليد الخلقية 4) متابعة العلوم والفنون. كما هي تبدأ من حيث ينتهي الاضطراب والقلق في المجتمع، لأنه إذا ما آمن الإنسان من الخوف والقلق، عند ذلك تتحرر في نفسه دوافع التطلع وعوامل الإبداع والإنشاء لأن الإنسان حينما يستحوذ هاجس الخوف والقلق عليه سوف ينحصر تفكيره حول ذلك الموضوع لأن طبيعة الإنسان إذا داهمه الخطر أول شيء ينظر إليه من ذاته ثم عائلته وثم مجتمعه وثم وطنه ويشغل فكره في ذلك الخطر وما هي السبل للتخلص منه ؟ وإذا نظرنا إلى تلك الصورة مقارنة مع الظروف التي يعيشها الإنسان العراقي نتوصل إلى سبب فشله وتأخره حضارياً. ويعزى سبب ذلك أيضاً في الأسس التربوية (البيت والمدرسة والدولة) والدولة هي الأساس في تحمل مسؤولية هذا الفشل، لأن الدولة وسياستها ونهجها يعتبر الوتد والمركز الذي تستند عليه الخيمة التي ترعى وتحمي البيت والمدرسة، البيت هو الذي يولد فيه الإنسان ويترعرع وتصبح أخلاقه وسلوكه انعكاس لوالديه ورعايتهم من حيث السلوك الأخلاقي والوعي الفكري ثم المدرسة التي تعتبر تربية وتعليم من خلالها يتطور الإنسان ويتقدم علمياً وفكرياً إذا نظرنا إلى هذه المكونات الثلاث المسؤولة عن الإنسان العراقي تتحمل الدولة مسؤولية التأخر في التقدم والحضارة لأنها أهملت نفسها وانعكس ذلك على البيت والمدرسة وأسبابها واضحة، الدولة أصبحت تسيطر عليها مافيات خارجية وداخلية تعمل وفق إرادات ومطامع خارجية ومصالح ذاتية واهتمت بمصالحها وانعكست سلبياتها على البيت والمدرسة حسب قول الشاعر :
إذا كان رب البيت بالدف ناقراً ---- فشيمت أهل البيت كلهم الرقص.