إلى الذين يكتبون بدمائهم ملحمة النصر .. ثوار الجوع والغضب التشرينية


فلاح أمين الرهيمي
2020 / 10 / 12 - 12:04     

من أين انحدرت هذه الأمواج البشرية ؟ من أين اندفع السير الجارف ؟ نحو ساحة التحرير وساحات العراق، خطواتهم تسم الطريق في الموعد المنتظر، رغم الصعاب والعثار وجهد السفر، قادمين من كل فج ومن خلف كل جدار، رجال أبطال ونساء ماجدات باسلات، مع يقظة الفجر يقتحمون الردى في روعة الانتصار، على كل منعطف في خطاهم وسام، من أجل أن يزيحوا ثقل السنين ويقتحمون رحى الانتظار، بيرق النصر على شرفات العراق، شامخين الجباه وسخط الجراح وعمق الغصون وطول السهر، قلوب أثقلتها هموم الليالي وشاخت لديها جذور السأم، أطلت على الشعب لتشدو بعرس الانتصار، رأيتم جراح الشعب فكنتم ضَماد الجراح، وكنتم عيون الضحايا وقد أقسمت أنها لا تنام، وكنتم إذا ران الليل كثيف الظلام وسد الطريق أمام زحوف الرجال، وطوح بالركب صوت الضلال ومرأى العذاب، وشق على المتعبين المسير، ولاحت عيون الذئاب، نذرتم دماء الشهيد فكان الطريق وكان الصباح، وكنتم هداة السائرين في وحشة الدرب والموغلين إلى حيث يلتئم الشمل يلوح على فجر يوم جديد، وكنتم رفاق الطريق برغم العثار لميلاد يوم سعيد، وكنتم شهود الحياة وصوت الضمير، إذا ما استفز الحياة عتو الطغاة الظالمين، وقفتم على صخرة المستحيل حتى ينحني ويندحر، وكنتم إذا التاع الجرح .. سألتم جراحكم أن تنفجر، وما كان للجرح لولا دمائكم أن ينتصر.