بيان حول أحداث كربلاء في ليلة الأربعين


الشيخ إياد الركابي
2020 / 10 / 9 - 00:45     

بسم الله الرحمن الرحيم



في الأيام الماضية كثُر الكلام عن الفتنة وأسبابها ، وكثر الكلام عن الثورة والثوار وراحت أبواق السوء تطبل عن عمد في تحريف وتشويه تلك الصورة الحية لثورة الشبان الرجال والنساء ، ومما زاد من ألم الكلام إن حادثاً مؤسفاً جرى التحضير له بعناية من قبل فئات وعناصر ، تخشى كلمة الحق وتخافها وأختارت لذلك يوماً من أجل التشويه وإساءة السمعة ، خاصةً في الأيام المباركة لأربعينية سيد الشهداء ورمز العدالة الإلهية .

كان حادثاً مدبراً جرى التخطيط له بعناية وبدقة ، ومن ثم يتنادى البعض عن حرمة إستباحة الأيام والشعائر الإلهية ، وهكذا تم من خلال الإيحاء والهمس و التعدي السافر من قبل حراس العتبات على الأفراد العُزل ، وإلصاق هذه العبثية برداء الثوار وإعلاء الصوت - إن هؤلاء قوم مجرمون - ، مع أن القاصي يعلم قبل الداني أن صوت الثوار كان يستنجد بأبي الثوار وفي ساحته وبين جنبات عتباته ، كان صوتأ بريئاً يصدح بالحق عالياً لا للظلم لا للفساد لا لسطوة السراق والمجرمين ومصاصي الدماء .

كان صوت المؤمنين بالعدل والحرية والسلام في كل عصر وزمان ، والواجب علينا وعلى كافة العلماء ورجال الدين دعم هؤلاء ، وتأييد مطالبهم ودعوة الجميع حكاماً ومحكومين للإستماع لكلمة الحق والإنصاف ، وفي ذلك لا يجوز أبداً التشكيك في نوايا هؤلاء الأحرار ، والوقوف بحزم بوجه من يستخدم العنف ضدهم أو تهديدهم .

ان ميدان الإمام الحسين ساحة تستوعب الجميع ، وفيها تصح قيامة الناس على كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب وهكذا جعلها الله .



إن شعبنا بكل أطيافه ومكوناته مع كلمة الحق ، وهكذا ناصرها في الماضي وهو ماضي العزم في ذلك ، يؤيده كل حر غيور شريف وقد عبرت عشائر العراق عن ذلك ببيانات ومواقف نحترمها ونُجلها ، ويشهد ذلك مواقف الرجال والنساء الشباب والشابات من مدينة الناصرية البطلة ، التي جعلتها الأيام إيقونة الثورة وشعار التحرير ، وهاهي عشائرها الباسلة تمد اليد وترفعها عالياً مستمسكة بالعروة الوثقى ، ومحتظنة كلمة التقوى ونصرت أبنائها من الثوار أصحاب العزيمة التي لا تلين .

أن التلاحم بين الثورة والعشائر تاريخ قديم تُحدث به الأيام وتكتبه الدفاتر والسطور ، وليس من الحكمة ولا من الصواب التهديد والوعيد فلحمة الثوار يجب ان تكون واحدة ، وهذا ما يجعل النصر قريباً وهو كذلك ، وفي هذا الطريق سوف يتبين لشعبنا الكريم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ، وفي هذا الطريق كذلك ستتراص جهود كل المجاهدين والحالمين بالغد الأفضل ، وسيكون كل الشرفاء معهم في الطريق من غير تردد أو إنحناء .

أن أملنا يكبر وثقتنا تزداد - بأنه ما ضاع حق وراءه مطالب - ، وإننا في موقفنا هذا ندعوا رئيس الوزراء ان يتابع بجدية وليكن نصيراً للمظلومين ، وهكذا هي ثقتنا به منذ البدء ..

سدد الله على طريق الخير خطاكم ونصركم وأيدكم شعبي العزيز أيها المرابطون في ساحات العراق الكبير ..




20 صفر 1442 هجرية