الصين دولة أورولية


الحزب الجديد المناهض للرأسمالية - فرنسا
2020 / 10 / 7 - 16:50     

نُشرت هذه المقالة في جريدة «لانتي كابيتاليست» (المناهض للرأسمالية) ، الجريدة الأسبوعية للحزب الجديد المناهض للرأسمالية، وهي بتوقيع مشترك من بيير روسيه ودومينك لوروج

تختبئ تحولات عميقة خلف الاستمرارية اللفظية للسلطة في الصين (المسماة بالصين الشعبية)، متجسدة بالحزب الشيوعي الصيني. أضحت قيادة الحزب اليوم تحت هيمنة أصحاب ثروات هائلة، وتفجرت اللامساواة الاجتماعية في بلد أصبح قوة رأسمالية كبيرة.

كان الصين يُعتبر كأقوى أمبراطورية في العالم لغاية بدايات القرن التاسع عشر. ثم فقدت هذه المكانة تحت الضربات المُرنحة للرأسماليات الغربية. ويكمن هاجش شي جين بينغ [الرئيس الصيني] أن تعود الصين لتصبح «امبراطورية الوسط». أن هذا الكفاح من أجل الهيمنة يشكل الشبكة الخلفية للمناوشات بين رئيسي الولايات المتحدة الاميركية والصين. واليوم وبعدما صار الصين قوة اقتصادية من الدرجة الاولى، فيرى القادة الصينيون انه لم يعد عليهم الانحناء أمام البلدان الصناعية الكهلة، ولا يتوانوا عن يركلوا النصوص المطمئنة التي وقعّها أسلافهم عام ١٩٨٤ مقابل استعادة هونغ كونغ.

«إشتراكية ذات خصائص صينية»
آكد الليبراليون الجدد بأن تحول الصين الى اقتصاد الصين ترافق مع توسع الحريات. بينما العكس هو الذي نَتج، وبالأخص منذ 2012 ووصول شي جين بينغ الى السلطة. فسيسمح له تعديل في الدستور بأن يحكم مدى الحياة بدون مشاركة وأن يختار وريثه من ضمن مجموعته. وازدادت الطبيعة القمعية للنظام بشكل كبير، وبالأخص بما يخص الحقوق المتعلقة بالتعبير والتنظم، ومن ضمنهم بالنسبة للأجراء وللنساء. وسيرورة الصهر القسري المتزايدة في التبت والشين جيانغ ومنغوليا الداخلية. ما شددت بكين هذه السياسة في هونغ كونغ تحلم بأن تُمدها الى تايوان.

يُقدم الحزب الشيوعي الصيني، النظام القائم كـ «اشتراكية ذات خصائص صينية». ان ما يقدمه النظام كـ «خصائص صينية» يحتوي على عناصر ثقافية سياسية سابقة للصين الامبراطورية، كما يوضح ذلك خطاب شي جين بينغ عام ٢٠١٧ حول ضرورة نقل السلطة الى الاشخاص ذوي «الجينات الحمر» (أي الجيل الثاني من أولاد القادة).

وكما يذكر رفيقنا او لونغ يو Au Loong Yu، «يختفي وراء إيمان النظام بقيمه الما قبل الحداثة، شيء حديث للغاية ومادي للغاية ألا هو المصلحة الأساسية لهذا النظام.» فالنظام القائم «يجمع بين السلطة القسرية للدولة حائزة على أحدث الأسلحة والتقنيات وبين قوة رأسماليته الصناعية والمالية. ويتمكن من الوصول الى غاياته بالاستناد في آن واحد على مجموعتين من القواعد، من ناحية، يعتمد على القانون ومن ناحية ثانية على قواعد مخفية للبيروقراطية والتي تتغلب في كل مرة على القانون. ويرى قادة هذا النظام بأنه يخدم مصالحهم بشكل جيد. وقد أغتنى مسؤولي الحزب من القمة والى المستوى المحلي، بشكل كبير بفضل هذا النظام. وكلما عملت هذه الآلية على هذه الشاكلة، كلما إزدادت الحكايات السرية الوسخة التي على قادة الحزب إخفائها. وهذا بحد ذاته واحدة من ، الأسباب التي لا تدعهم يتسامحوا مع الآراء المنشقة. الحزب بحاجة الى بناء دولة أورويلية على القارة، ولا بد
لها من أن تمتد كذلك الى هونغ كونغ ٣.


الهوامش

١ نقاط ضعف الصين تجعل من أمر أن تكون بشكل دائم القوة العالمية «الأولى» مسألة رهان أكثر من أن تكون ذلك معطى.
٢ لم يكن في الصين الإمبراطورية شرعية «دم» للسلطة. الإقطاعية الصينية سابقة للامبراطورية.
٣ مقابلة (بالفرنسية) مع أو لوونغ يو :
http://www. europe-solidaire.org/spip.php?article54881