اكد احد رواد الفكر الاشتراكي العلمي ان (( الراسمالية تحفر قبرها في يدها))


نجم الدليمي
2020 / 10 / 6 - 13:25     

وجهة نظر ::

اولا..ان هذه المقولة العلمية والموضوعية هي سليمة وصائبه ولا يوجد خلاف عليها من قبل رواد الفكر والمؤيدين الحقيقين لها، اذا تم فهم واستيعاب ذلك والتعامل مع ذلك بشكل علمي وسليم من قبل قيادات الاحزاب الثورية وبموضوعية عالية الدقة.

ثانياً.. ان الراسمالية كتشكيلة اجتماعية واقتصادية دائماً تحمل تناقضاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية...، وهذه التناقضات ستكون العامل الرئيس لانهاء هذه التشكيلة، ولكن هذا يتطلب العمل الدؤوب واستخدام المعول لتقصير عمر هذه التشكيلة الراسمالية وكذلك وجود قيادة ثورية مبدئية، مخلصة ووطنية وكفؤة وحاسمة، وليس قيادة ليبرالية-اصلاحية.

ثالثاً.. ان منجزات الراسمالية دائماً تحمل التناقض الاجتماعي والاقتصادي في جوهرها وعبر تطورها التاريخي، وهذا التناقض حتمي ونابع من اس الملكية الخاصة الاحتكارية لوسائل الانتاج وفشلت الراسمالية في ايجاد حل جذري لهذا التناقض الموضوعي. ان الراسمالية وخاصة في مرحلتها المتقدمة الامبريالية تطور باستمرار التكنولوجيا الحديثة بهدف تعظيم الارباح لان الربح يعد المؤشر الرئيسي لعمل الراسمالي ، وان تطوير وسائل الإعلام المختلفة، ووسائل التواصل الاجتماعي الفيسبوك، الانترنيت.....،قد خلقت تراكم كبير من الارباح الخيالية للطبقة البرجوازية الحاكمة والمهيمنة على السلطة وكافة وسائل الانتاج، ولكن في نفس الوقت هي تحفر قبرها في يدها من خلال تطور التكنولوجيا الحديثة وبسبب التناقض يتم خلق الوعي الوطني والطبقي في الميدان السياسي والاقتصادي والاجتماعي....، واشتداد هذا التناقض في المجتمع الطبقي.

رابعاً... سؤال مشروع؟

هل فكرت قيادات الاحزاب السياسية الوطنية والتقدمية واليسارية من ان تستثمر، وتستخدم منجزات الراسمالية وخاصة في مرحلتها المتقدمة الامبريالية فيما يخص تطور التكنولوجيا الحديثة لصالحها ومنها على سبيل المثال وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة، الانترنيت، الفيسبوك،.....، المجانية بهدف خلق الوعي الوطني والطبقي السليم، وهذا هو شكل من أشكال الصراع الطبقي والايدولوجي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي... في المجتمع الطبقي السلمي، ولكن بنفس الوقت يتطلب من هذه القيادات وضع برنامج واضح الاهداف والمعالم، وهذا يتطلب تشكيل لجنة عمل ايديولوجية متخصصة في ذلك من اجل نشر الفكر الانساني العادل، الفكر الاشتراكي وبهدف خلق الوعي الفكري الملتزم لدى جمهور هذه الاحزاب السياسية.

خامساً.. ان الفقر والبطالة والعوز... لن يتم من خلاله تحقيق التغيير الجذري المطلوب، بل يحتاج إلى خلق الوعي الوطني والطبقي السليم والصحيح والملتزم وعليه فالتغيير الجذري هو:: خلق الوعي + وجود الفقر.... + وجود القيادة الثورية الكفؤة والمخلصة والحاسمة والتي بشكل سليم تفهمالظروف الذاتية والموضوعية على الصعيد الخاص والعام، وعن حق عندما قال قائد البروليتاريا العظيم لينين ان التغيير الجذري اليوم وليس غداً. هل فكرت قيادات الاحزاب اليسارية والشيوعية في ان تستخدم منجزات الراسمالية،و كافة وسائل الاعلام المختلفة، وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة والمجانية في خلق الوعي الوطني والطبقي الملتزم ووفق برنامج من اجل انجاز التغيير الجذري؟

سادساً.. ان قوي الثالوث العالمي وحلفائهم يستخدمون كافة وسائل الإعلام المختلفة، وكافة وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة من اجل تحقيق اهدافهم اللامشروعة في صنع مختلف السيناريوهات السوداء والخبيثة والكارثية وخلق ما يسمى بالمعارضة السياسية في البلدان المناهظة لنهج الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، وان اسلوب مايسمى بالثورات الملونة هدفها الرئيس هو تقويض النظام الوطني في هذا البلد او ذاك وما يحدث اليوم مع الشعب البيلاروسي الا دليل حي وملموس على زيف وكذب ودجل الديمقراطية وحقوق الإنسان....، لان ما تقوم به قناة تليغرام nexta،راديو الحرية، bbc،الانترنيت، الفيسبوك.....، من من توجيه وتنظيم عمل ما يسمى بالمعارضة البيلاروسية وزج الدراويش الذين لا يفهمون سوى ما تم تلقينهم به ((نريد حرية، لا نريد الرئيس الحالي حمل الورود، زج الاطفال.....)).
ان كل ذلك تم ويتم عبر كافة وسائل الإعلام المختلفة وعبر كافة وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وبتوجيهات من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وعبر حلفائهم في بولونيا واوكرانيا وجمهوريات البلطيق والجيك.....، ولكن ستفشل ما يسمى بالمعارضة البيلاروسية في تحقيق هدفها اللامشروع، لان نشاطها اصبح مكشوفا للغالبية العظمى من الشعب البيلاروسي ودور العامل الخارجي في دعم ما يسمى بالمعارضة البيلاروسية وتخصيص 6 مليار دولار بهدف تقويض النظام الوطني والشرعي في بيلاروسيا.

***يشير البروفيسور المجري توماس سانتوس الى(( ان الراسمالية كانت نتيجة مرحلة هامة في العملية التاريخية الموضوعية، وان نشؤها مثل انحطاطها وسقوطها لن يكون مصادفة تاريخية بل ضرورة موضوعية مشتقة من الاتجاهات العامة....)).
23/9/2020