رئيس الوزراء ومسؤوليته أمام العراق وطن وشعب


فلاح أمين الرهيمي
2020 / 10 / 5 - 20:09     

إن رئيس الوزراء يحتاج بهكذا ممارسة وعمل إلى فكر متنور وشجاعة وإرادة وتصميم بعد أن أخذ على عاتقه إنجاز عملية الإصلاح وتجاوز المألوف والمحذور ويتحمل أعباء ما يعنيه الإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي للمجتمع العراقي وأن يقف مع المتظاهرين في انتفاضة الجوع والغضب العفوية التشرينية وبين الشيبة والشباب نساء ورجال عمال وطلبة وكسبة وموظفين يلقي على أسماعهم الوعود والأماني عن مستقبل العراق الزاهر السعيد والتجاوز على الماضي وآلامه ومآسيه ومخلفاته التي أوصلت العراق وطن وشعب على ما نحن عليه الآن. لقد بدأ السيد الكاظمي مشواره الإصلاحي بإحدى السلبيات التي تجثم بكابوسها على الاقتصاد العراقي (الفساد الإداري). بينما كان المفروض أن تكون بداية عمل الإصلاح بضبط الأمن والاستقرار واحترام هيبة الدولة والقضاء على انفلات السلاح والفصائل المسلحة التي تزرع الخوف والقلق لدى الشعب وتزعزع الثقة الدولية وعجز الدولة من بسط الأمن وضبط السلاح مما يؤدي إلى عدم ثقة الدول الراغبة في الاستثمار في العراق كما أن الأمن والاستقرار على الساحة العراقية يعتبر الأساس في الإصلاح ويعطي الحرية في التصرف بمكافحة الفساد الإداري والمحاصصة الحزبية وجميع السلبيات في الدولة والمجتمع العراقي .. لأن من يمتلك السلاح والرجال يمتلك القوة والتحدي للدولة ويصبح عملها متردد في الإصلاحات بعد أن أصبح حاجز الخوف الذي تسرب إلى جميع منتسبي مؤسسات الدولة وخاصة قوى الأمن الداخلي مدة سبعة عشر سنة يثير الخوف والرعب والقلق في نفوسهم والتردد أمام الفصائل المسلحة والكشف عن الفساد الإداري ورؤوسها المحمية من الأحزاب السياسية.
بعد أن نال السيد الكاظمي رضا ودعم المرجعية الرشيدة وحكومة كردستان والشعب العراقي والمجتمع الدولي. هنالك ملاحظة للسيد الكاظمي دراستها والتأمل بها فيها نداء حي واستدعاء صارخ للماضي والحاضر والمستقبل. إن العراق يمثل رقعة جغرافية من الأرض اسمها الوطن تسكن فيه طوائف وأجندة دينية وقومية مختلفة تشبه الفسيفساء زاهية الألوان والجميع يحملون الجنسية العراقي ولهم وجود في الوطن والدستور العراقي الذي صنف وجعل له أو عليه حقوق وواجبات كما للدولة عليها ولها حقوق وواجبات على أبناء الشعب ورئيس الوزراء يبسط سلطته على جميع الأرض التي تمثل الشعب والوطن والدستور الذي يحكم به يشمل جميع أبناء الشعب العراقي بمختلف طوائفه وأجندته ومن خلال هذه الصورة أن يحكم بالعدل والمساواة بين جميع أبناء الشعب العراقي بما فيها الأقليات التي في صفوفها من أبنائها ناضلوا وضحوا من أجل العراق وطن وشعب ومن بينهم يوجد الكثير من أصحاب الشهادات الرفيعة والعالية ومن حقهم والفخر لهم المشاركة في سلطة الحكم لتقديم علمهم وخدمتهم للشعب العراقي، وإن الذي يلاحظ تركيبة الوزارات العراقية وكذلك مؤسسات الدولة بالفترة الأخيرة يجدها مقتصرة وبشكل دائمي على طوائف وأجندة معينة، المفروض بالسيد الكاظمي الذي ينادي ويطالب بالإصلاح الذي أساسه العدل والمساواة بين أبناء الشعب العراقي وهنالك مقولة للإمام علي (عليه السلام) يقول : (الولاية ثقل الأعمال في الميزان والحق هو الوزن) ... كما أن الدولة وأجهزتها ومؤسساتها يجب أن تتمسك وتلتزم جانب الحياد الإيجابي إزاء الأديان والمذاهب والاثنيات التي يتألف منها المجتمع العراقي .. وقد كشفت قلوب وألسنة بعض الأقليات العراقية من خلال محاكمة الأقوال بدليل الأفعال ما نشرته فضائية (الشرقية نيوز) في برنامج (لعبة الكراسي) مساء يوم الأحد 4/10/2020 (اسمك في العراق ومنجلك مكسور).