صفات رائعة وجميلة على المجتمع التمسك بها والمحافظة عليها


فلاح أمين الرهيمي
2020 / 10 / 5 - 10:49     

يحمل الإنسان صفتين من القيم والصفات الاجتماعية واحدة يكتسبها ويتعلمها من الأسس التربوية (البيت والمدرسة والدولة) والأخرى غريزيه تكون وراثية من خلال (كروموسومات وراثية) توجد في خلايا جسم الإنسان تنتقل إليه من والديه التي تعكس سلوكه وأخلاقه وتصرفاته في المجتمع والأكثر تأثير في هذه الظاهرة تأتي من الأسس التربوية (البيت والمدرسة والدولة) وهذه الظاهرة تخلق (الضبط والالتزام الأخلاقي في علاقة الإنسان بالمجتمع) ومن هذه الضوابط هو الالتزام بالوقت والموعد والمصداقية والضبط في التعامل والوفاء مع الآخرين. ومن هذه الضوابط أيضاً الالتزام واحترام الوقت والمواعيد، لأن احترام الوقت والمواعيد يعني احترام الزمن، لأن احترام الزمن والتعامل معه بدقة يعني أن الإنسان يحترم الحياة ويعطي كل شيء فيها حقه من الاهتمام والجهد، ومن خلال ذلك تطورت البشرية ونهضت الأمم والشعوب، من خلال هذه القاعدة والرؤيا ننظر إلى العراق الوطن المستباح وشعبه المذبوح نلاحظ بعد أن أصبح الاقتصاد العراقي (ريعي) وشعبه استهلاكي غير منتج يقضي ليله ونهاره نائماً بمفعول المخدرات والآخرين يتسكعون بالمقاهي يقضون وقتهم بالنركيلة والسكائر والدومينو والطاولي وآخرون في الساحات والشوارع والوقت والعمر يمضي كالسحاب وهذه الظاهرة تتحمل مسؤوليتها الحكومات السابقة التي أهملت الأسس التربوية وانشغلت بالفساد الإداري والمحاصصة الطائفية.
إن الضبط هو الالتزام الأخلاقي للإنسان قانون واتفاق بين أبناء المجتمع والدولة والتمسك به والالتزام بموجبه يمثل الخطوط العريضة والصريحة التي هي انعكاس لواقع المجتمع والدولة في طبيعة السلوك والتصرفات وبذلك يصبح هذا السلوك والتصرفات مكمل لحياتهم باعتباره شكل من الوعي الإنساني المعقول الذي ينسجم مع تقاليد وعادات المجتمع التي تمثل الانضباط والالتزام والمصداقية والشفافية في التعامل مع الآخرين لأن جوهر الإنسان ليس تجريداً ملازماً للفرد المنعزل عن واقعه وإنما هو في الواقع حقيقته ونموذجه والمثل الطيبة في مجموع العلاقات الاجتماعية لأن كل حياة اجتماعية هي انعكاس للواقع الموضوعي الذي هو الجوهر للإنسان التي تجد حلها العملي من خلال الممارسة الإنسانية الواقعية بين أفراد المجتمع التي تقوم على تفكيك التعابير والأحكام العامة تفكيكاً في وحدات إنسانية جزئية، وتعاملات وعلاقات بحيث تتطابق مع مفردات الوقائع الجزئية الحسية التي تجد تعبيرها من خلال الانصهار بالمجتمع وكسب ثقته من أجل تغيير ذلك الواقع المؤلم الذي يعيشه المجتمع لأن الفكر الواعي الخلاق هو النتاج الذي يتعامل معه السياق والمواقف الاجتماعية والتاريخية والثقافية والسياسية من حيث الزمان والمكان والفردانية الشخصية.
إن عملية مراجعة الذات الإنسانية للمجتمع ثم يجري إعادة بنائها وإصلاحها على الأسس الصحيحة التي تصب في مصلحته ومسيرته السياسية والاقتصادية والاجتماعية بحيث نُقوّم أنفسنا بما ينسجم ومصلحة المجتمع لكي يستطيع أن يضطلع بمهامه ومسؤولياته في مسيرته وتعامله وتعاونه في بناء مستقبله في المجتمع الأفضل، وهذا يعني أن الدولة التي تعتبر هي الركن الأساس في الأسس التربوية يحتم عليها أن تمسك بالقاعدة الموضوعية للمجتمع وأن تكون هي الراعية والقائدة للمجتمع في تقدمه وتطوره من خلال بناء العلاقة الحميمة من المصداقية والثقة بينها وبين الشعب.