طب التسامي الشرقي – الجزء الاول


وليد مهدي
2020 / 10 / 3 - 19:40     

ما توصلنا إليه خلال بحث سنوات مع التجارب ، الدافعية النفسية في قاموس علم النفس المعاصر (اللبيدو) هي نفسها طاقة الكونداليني في الطب الشرقي القديم، الجديد في بحثنا هو انها تنقسم إلى دافعية مصدرها الوعي (الأحمر) واخرى مصدرها اللاوعي ( الأزرق ).
الصوم يوفر اغلب دوافع تسامي الرغبات لرفع الطاقة من الأسفل نحو المخ وتفعيل روحانية الإنسان وتفجير ابداعه، لأنه يبدا بتسامي رغبة الاكل والشرب الى رغبات أسمى ، لكن ما هو مفقود غياب تمارين بالغة الأهمية عن صيام التنفس، وهي اساس ومفتاح مفقود حتى في الطب الشرقي نفسه لان التنفس هو اساس رغبة البقاء على قيد الحياة , التسامي عنه يوفر جذر الطاقة اللاواعية للحياة ويجعلها تتسامى بشكل هائل وكبير .
رفع طاقة الكونداليني الحمراء والزرقاء
الصورة فيها تشريح للنفس البشرية بألوان الطيف الشمسي في الأسفل الأحمر فالبرتقالي فالأصفر وصولا للأعلى البنفسجي.

رؤية التفاصيل في رابط الصورة :

https://www.facebook.com/188235807944466/posts/2916812981753388/


في الصورة السابقة , كل مستوى لوني مقسم إلى نوعين من المخاريط. او الشاكرات كما تعرف في الطب الروحاني الشرقي وترجمتها بالسنسكريتية هي المقامات او الدواليب .
المخاريط الأمامية في الصورة تمثل الوعي والخلفية تمثل اللاوعي. الهرم الأحمر الأمامي في الصورة هو : رغبات الأكل والشرب. الجوع والعطش حين يصبح فيهما تسامي لدى السالك، تتحول طاقتها إلى الأعلى لكن للخلف !!
أي رغبة الجوع والعطش تتحول من مستوى الوعي الأحمر إلى أعلى بمستوى برتقالي يمثل الرغبة اللاواعية بالجنس .. اي الدوافع التلقائية للجنس حتى بدون مثيرات من المحيط .
اما الهرم الخلفي الأحمر، فهو التنفس اللاواعي ، حين تتسامى الرغبة بالهواء بعد التمارين التي وضعنا لها برامج خاصة ، ( مثل تمارين حبس النفس في حوض السباحة وفق برنامج الستة أشهر ) طاقة اللاوعي بالسهم الأزرق ترتفع إلى المستوى البرتقالي لكن إلى الأمام كما في الصورة، أي تصبح مشاعر جنسية واعية في ظاهر اليقظة او الأحلام، تصبح لدى السالك هلاوس بصرية وسمعية تتعلق بالجنس، صور جنسية، أصوات .. كما انه يصبح شديد ومضاعف الحساسية تجاه المثيرات من المحيط .
في حالة كان السالك يمارس تمارين الصوم 16، ساعة و التنفس معا ، يجب أن تتحول تأملاته وافكاره في عقله إلى أنه لا يحتاج للطعام ولا يحتاج للماء ويمكن الاستغناء عن التنفس.
هذه التأملات و التوكيدات النفسية ولفترات طويلة لحديث المرء مع نفسه تعيد لديه البرمجة اللغوية العصبية حتى تصبح دوافع الوعي واللاوعي العقلية لديه موجهة لرغبات أعلى من البقاء على قيد الحياة. التي تصبح مهملة غير ذات قيمة.
لهذا السبب نرى أن روح المجازفة والمغامرة تبدأ من هذا التسامي الأساسي فوق رغبة البقاء.
ستتحول طاقة الكونداليني الحمراء ( الواعية ) والزرقاء ( اللاواعية) إلى إشعال شاكرا الجنس البرتقالية الواعية وغير الواعية..
من جانب طبي : يمكن الاستفادة من هذه الممارسات لزيادة القدرة والرغبة الجنسية لمن يعاني فيها عجزا، لكن، بالنسبة للسالك، مطلوب منه أن يقاوم هذه الرغبة وتركها تمر حتى تتسامى وينساها.
اذا قاوم رغباته بدون تفريغ، تتسامى بعد مدة ، فالهرمين او المخروطين الجنسيين الأمامي والخلفي البرتقاليين متأججين، حينها يستطيع السالك كسر صيامه عن الماء والطعام والهواء، لكي يدخل بالمرحلة التالية من الصيام :
الصيام عن الجنس وكل ما يتعلق به من افكار او حديث ، يتعامل مع نفسه كما لو كان في مرحلة الطفولة، رغم ان المشاعر متأججة كثيرا، اذا تسامت هذه المشاعر، أي نسيها ومرت، عندها تكون قد صعدت للأعلى كما في الصورة :
الوعي يفيض للأعلى اللاواعي، واللاوعي يفيض للأعلى الواعي، نحو المستوى الأصفر، وهو يمثل نظرة ورأي الإنسان بالآخرين !
رغبته في المنافسة مع غيره وتحقيق مكانة اجتماعية أعلى بين الناس، رغبته في الجدال والنقاش والاعتراض على ما حوله ، هذه كلها تمثل المستوى الأصفر من الطاقة النفسية.
وصول الطاقة لهذا المستوى يجعل الإنسان مندفعا في المجتمع، كاسرا عزلته، ويحاول تحقيق النجاح و إثبات حضوره بكلامه ومواجهته للناس بالنقاش.
يمكن لمن يعاني الانطوائية والعزلة ان يستفيد من هذا المستوى من التسامي، ويجعل طاقة الضفيرة الشمسية تساعده على "حل عقدة لسانه"، وهي ربما نفسها الشاكرة المنعقدة التي كان يعاني منها النبي موسى واستجاب له الله بحلها ، ولعل تمثيلها النار خير دليل على ذلك ، ان بورك من في النار ومن حولها..
من الرؤساء الذين يبدو عليهم توهج الضفيرة الشمسية هو الرئيس الامريكي دونالد ترامب .
اما السالك، فعليه ان يتركها تتسامى، ويعود مرة أخرى إلى صيامه عن الماء والطعام و التنفس المتقطع... ليعود إلى جلسات تأمل ، ينسى بها الجوع والعطش، ويبدأ تقبل فكرة الاختناق لستين ثانية حسب تمارين حوض السباحة ، ثم يعرض نفسه لإثارة جنسية من قبل شريك له دور بإثارته فقط ، أي يتجاوز الإثارة مرة أخرى دون تفريغ ، لتصعد نحو المستوى الأصفر، وتدفق طاقة الجدال والتنافس مع الآخرين في المجتمع، يدخل المجتمع ويحتك بالناس، لكن، عليه أن يجعل طاقته تتسامى، فلا جدال في هذه المرحلة، بما يشابه مراحل الحج :
" فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج " وهو ما يؤكد ان لطقوس الحج علاقة برفع الطاقة الروحية عبر التسامي .
لان التسامي غايته الرحلة إلى الله المطلق ، نحو الملكوت الزمكاني البرزخي. بعد أن يكون السالك قد تسامى عن الجدل والتنافس واكثار سلاما سلاما لكل من اذاه ، عندما ينسى رغبته في الرد وخوض الجدال ، ستحمل هذه الطاقة الواعية الحمراء وغير الواعية الزرقاء من هرمي الشمس الصفراويين إلى هرمي شاكرا القلب الخضراوين .
هنا يصل السالك والمريض والمهموم والمغموم على حد سواء إلى اهم ثمار هذا السلوك الروحاني المتسامي، حين يصب كل هذه الطاقات في القلب الأخضر من الكيان الروحاني الاثيري.
دفق التسامي الآن أصبح محبة غامرة تبثها على كل من حولك. ويشعر بها الناس ويجعلهم يتقربون إليك بل يحبونك من اول نظرة حتى لو لم يكونوا يعرفوك من قبل .قد اصبحت جاذبا مريحا لكل من وقعت عينه عليك و كأنك مغناطیس . بعض القادة التاريخيبن موهوبون بالفطرة وهذه الشاكرة لديهم بالغة النشاط فتجدهم محبوبين رغم شرهم المستطير، مثل ياسر عرفات وجمال عبد الناصر وجون كنيدي.
الذي يحتاج لهذه الطاقة للقيادة سيفرغها في هذا المحل ، خصوصا من يعانون من التبلد العاطفي , ترك الطاقة تتسامى لهذا المستوى لفترات طويلة سيعالجهم ويرجعهم كما قال المسيح مثل الاطفال ( لن تدخلوا ملكوت الله حتى ترجعوا وتكونوا مثل الاولاد ) !!
لكن ، السالك ، يتسامى عن الناس وحبهم ، ويرفع الطاقة للأعلى وهو ما سنكمله في الجزء الثاني بمشيئة الله .