فاشيّة ترامب - أكثر بروزا و أخطر يوما بعد يوم : كيف يمكن لنضال مصمّم و تعبئة جماهيريّة أن يهزما هذه الفاشيّة


شادي الشماوي
2020 / 10 / 3 - 17:31     

الجزء الثالث ( 3/3 ) من " التصويت في الانتخابات لن يكون كافيا – نحتاج إلى إحتلال الشوارع و البقاء فيها "
بوب أفاكيان ، جريدة " الثورة " عدد 667 ، 28 سبتمبر 2020
https://revcom.us/a/666/bob-avakian-voting-will-not-be-enough-pt3-long-en.html

في " بيان لبوب أفاكيان حول الوضع الدقيق راهنا و الحاجة الملحّة إلى الإطاحة بنظام ترامب/ بانس الفاشيّ و التصويت في هذه الانتخابات و الحاجة الأساسيّة إلى ثورة " ، تكلّمت عن هذه النقطة الهامة :
" في هذه اللحظة الحيويّة ، كلّ وسيلة تحرّك غير عنيف مناسب يجب أن يُستخدم للإطاحة بهذا النظام من السلطة . و إذا بالرغم من الإحتجاج الجماهيري المطالب بترحيل نظام ترامب / بانس ، يظلّ هذا النظام في السلطة حين يحين وقت التصويت ، عندئذ – دون التعويل جوهريّا على هذا – مستعملين كافة الوسائل المناسبة للعمل على ترحيل هذا النظام يجب أن تشمل التصويت ضد ترامب ( مفترضين تنظيم فعلي للإنتخابات ). و لنكن واضحين ، هذا لا يعنى" تصويتا إحتجاجيا " لمرشّح لا يملك فرصة الفوز لكن عمليّا التصويت لصالح مرشّح الحزب الديمقراطي ، بيدن ، لأجل التصويت فعليّا ضد ترامب ."
و في الوقت نفسه ، مع ذلك ، شدّدت بقوّة على :
" إنّ مجرّد التعويل على التصويت لطرد هذا النظام سيؤدّى تقريبا بالتأكيد إلى نتائج سيّئة جدّا ، و حتّى كارثيّة . و هذا صحيح بوجه خاص نظرا لكون هذا النظام يقوم بعدُ بما يقوله ترامب ، في علاقة بالإنتخابات . "
لكن إن كان هذا صحيحا بالتالى كيف يمكن الإطاحة بهذا النظام من السلطة – و بصورة خاصة ، كيف يمكن لتعبأة جماهيريّة عمليّا تؤدّى إلى إجبار هذا النظام على الرحيل ؟
تصوّروا التالى :
ضمن الآلاف الذين إتّصلت بهم و حرّكتهم منظّمة " لنرفض الفاشيّة " (RefuseFascism.org ) و رفعوا مطلب وجوب ترحيل هذا النظام الفاشيّ !، تصبح أعداد نامية من منظّمى القواعد الشعبيّة مبلّغين الرسالة إلى عائلاتهم و أصدقائهم و تجمّعاتهم و مشرّكين كافة أنواع الناس و الجماعات – عبر الإتّصال المباشر و سائل الإعلام الإجتماعيّة و غيرها من الطرق – جاذبين إلى هذه الحركة الجماهيريّة النامية و المتزايدة التنوّع الآلاف الذين يتقاسمون كرههم لكلّ ما يقف من أجله هذا النظام وهو يتحرّك بلا رحمة لترسيخ نفسه في الموقع الذى إحتلّه . و يصبح عديد الآخرين بدورهم كذلك من المنظّمين.
تصوّروا هذا متذكّرين ما جدّ مع إحتجاجات الجماهير ضد الإضطهاد العنصريّ و إرهاب الشرطة ، مثل ذك يتمّ تجييش الجماهير في الشوارع يوما بعد يوم بداية من الثالث من أكتوبر مستجيبين إلى نداء " لنرفض الفاشيّة " من أجل مسيرات غير عنيفة ، مصمّمة و مستمرّة حول المطلب الموحّد بأنّ النظام يجب أن يرحل ، الآن . تنمو هذه التعبأة و تتوسّع و تتضاعف – مصحوبة بأعداد نامية من الناس الغاضبين على تواصل عنف الشرطة و الجرائم التي تقترفها ؛ و الغاضبين على تحطيم البيئة ؛ و الأطفال في الأقفاص و عشرات آلاف المهاجرين في معسكرات إعتقال على الحدود ؛ و إستهانة ترامب المستهترة بلا رحمة بوباء كوفيد و كذبه حول ذلك ما تسبّب في عشرات الآلاف من الوفايات غير الضروريّة بصورة غير متساوية في صفوف السود و السُمر و السكّان الأصليّين ؛ و الغاضبين على تحرّك النظام بلا توقّف لمزيد تعزيز المحكمة العليا كأداة أخرى من التعصّب الأعمى الفاشيّ و القمع – تصبح جماهير شعبيّة من كافة زوايا المجتمع يتسبّب لهم كلّ هذا في ألم شديد ، قادرة على رؤية واضحة حتّى أكثر أنّ كلّ هذا ينزع نحو المضيّ في إتّجاه هذا النظام الفاشيّ فيلتحقون بالتعبأة اليوميّة المستمرّة رابطين غضبهم و مقاومتهم بالمطلب الموحّد : الرحيل الآن !
تصوّروا : الطلبة و الأساتذة و العلماء و المشتغلون بالمجال الطبّي و المحامون و رجال الدين و طوائفهم و النقابات و منظّمات الحقوق المدنيّة و العدالة و الفنّانون و الرياضيّون و غيرهم في حقل الثقافة – كلّ هؤلاء و آخرون يتبنّون النداء و يتحرّكون لتعزيز الحركة ز و يستخدم المشاهير و الشخصيّات البارزة في عديد الحقول أرضيّاتهم لبثّ الرسالة و المساعدة في تعبأة أعداد أكبر حتّى .
و مع تصاعد جرائم هذا النظام كلّ يوم – باثّا سموم تفوّق البيض و التفوّق الذكوريّ و غيرهما من أشكال التعصّب الأعمى.: متحرّكا لشطب ناخبين و الإستيلاء على الإنتخابات ؛ و مهدّدا بإستخدام العنف و مطلقا له ليبقى في السلطة بغضّ النظر عن نتائج الانتخابات ؛ محوّلا بصفة متصاعدة " قسم العدالة " إلى أداة مكشوفة للقمع اللاقانوني معتديا على الحقوق الأساسيّة للناس بينما يتحرّك ليزرع من يحتلّ منصب المحكمة العليا الى ستعلن أنّ كلّ هذا " دستوري " و " قانوني " – مع تحوّل كلّ هذا و غيره كثير إلى شيء متزايد البروز ،و التسريع في نسق مذهل يصيب بالدوار مع إقتراب الانتخابات المبرمجة ، قطاعات نامية من المجتمع صارت تدرك أنّه ليس بوسعها مجرّد إنتظار الانتخابات للتعاطى مع هذا . و تاركين جانبا التعويل السلبيّ على " السيرورة السياسيّة العادية " و متجاوزين الخوف من تهديدات قطّاع الطرق الفاشيّين و هجماتهم عبر البلاد بأسرها ، فإنّ جماهير الناس العاديّين بموجات نامية تحتلّ الشوارع و تلتحق بالتعبأة من أجل الرحيل الآن ! أو تبادر هي نفسها بمثل هذه التحرّكات التعبويّة حيث لم تحصل بعدُ . و يغدو هذا أمواجا جماهيريّة مزلزلة شاملة البلاد بأسرها و مغيّرة بشكل دراماتيكي إطار الإلتزام السياسي و فارضة على كلّ متنازع سياسي و كافة المؤسّسات المهيمنة في المجتمع أن تتفاعل مع هذه الموجة الصاعدة من المقاومة الشعبيّة المصمّمة . و تتحرّك هذه التعبئة النامية من الهوامش إلى مركز إهتمام و تغطية وسائل الإعلام في هذه البلاد و عالميّا . و يلاحظ الناس عبر العالم ما يجرى فيجدون فيه إلهاما و ينظّمون مظاهرات تضامن و مساندة .
تصوّروا أنّ سياسيّى الحزب الديمقراطي و مسيّروه يجدون أنفسهم فجأة مضطرّين إلى إدراك أنّه ليس بوسعهم ببساطة توجيه الغضب و الحقد نحو انتخابات يستوى عليها يوميّا و يُفسدها النظام الفاشيّ . و يصرّح عندئذ هؤلاء السياسيّين بأنّهم يتماثلون مع مشاعر جماهير المتظاهرين الذين يطالبون بترحيل النظام الفاشيّ الآن ! – و يبحثون عن أن يكون لديهم ناطقون بإسمهم في المسيرات و يعملون على التحكّم في التحرّكات و توجيهها إلى " قنوات مقبولة " لن تؤدّى إلى المزيد من " الفوضى ". لكن نظرا للفهم و التصميم المتناميين في صفوف المتظاهرين ، لا تفعل جهود هؤلاء السياسيّين سوى جذب حتّى المزيد من الإنتباه و أعداد أكبر إلى هذه التحرّكات – و حتّى أمام التهديد المتزايد و أعمال القمع و العنف المتزايدين على يد النظام و أنصاره الفاشيّين بالزيّ الموحّد و دونه ، تواصل هذه التحرّكات نموّها و تمسى حتّى أقوى مطالبة كالرعد : الرحيل الآن !
في مواجهة هذا الوضع المتفاقم التأزّم ، يقدّر قادة الحزب الديمقاطي أنّ الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن يؤمّنوا بها كسب التحكّم في الوضع و إعادة تركيز بعض ما يشبه " السيرورة المنظّمة " هو أن يتبنّوا هم أنفسهم مطلب وجوب ترحيل نظام ترامب / بانس – الآن – حتّى قبل الانتخابات المبرمجة التي أفسدها تماما هذا النظام و حال دون أن تكون سيرورة " حرّة و نزيهة ". و يلتحق آخرون ابموقف الجديد للسياسيّين الديمقراطيّين ( و يدعون من خلف الستار ) من مواقع قويّة في الحكم بمن فيهم حتّى بعض السياسيّين الجمهوريّين الذين يكونون قد قرّروا في النهاية أنّ أهدافهم السياسيّة و طموحاتهم الشخصيّة ستخدمها على وجه أفضل القطيعة مع هذا النظام و إعادة التجمّع حول " قادة " آخرون. و يواجه ترامب ( و بانس ) إنذارا أخيرا من قوى الطبقة الحاكمة و يطالبان بالإستقالة و إلاّ ستتمّ إقالتهما – و حالئذ تقع محاكمتهما – و الذين يقدّمون هذا المطلب يوضّحون أنّ السلطة المؤسّساتيّة تقف وراءهم لفرض ذلك إن رفض ترامب ( و بانس ) مغادرة السلطة .
تصوّروا !
طبعا ، من غير الممكن أن نقول بالضبط إلى أين ستنتهى الأشياء و لا وجود ل" ضمان " للنجاح . لكن هذا ممكن : و علينا أن نؤكّد على شيئين في علاقة بهذا .
أوّلا ، إذا لم تلتحق الجماهير الشعبيّة بالشوارع الآن رافعة مطلب وجوب رحيل هذا النظام ؛ إذا سُمح لهذا النظام بشطب ناخبين و بإستعمال التهديد و قوّة العنف للبقاء في السلطة ؛ إذا تمكّن من مزيد تعزيز حكمه الفاشيّ و أطلق المزيد من عنانه ليكرّس برنامجه و أهدافه الفاشيّين عندئذ ستكون التبعات كارثيّة حقّا .
ثانيا، إنّنا – جميعا من شتّى مجالات الحياة المختلفة و عديد الآفاق السياسيّة المتباينة الذين أمكن لنا الإقرار بفاشيّة هذا النظام كما هي و يرفضون الحياة في أمريكا فاشيّة – بالعمل اليد في اليد ، بالآلاف و الملايين يمكن أن نعبّر بقوّة عن المشاعر الكامنة لعشرات و عشرات الملايين الذين يمقتون عن حقّ كلّ ما يمثّله هذا النظام و يطمحون إلى عالم أفضل من هذا . يمكن أن نبعث إلى الحياة تحرّكات جماهيريّة غير عنيفة لكن مستمرّة و سريعة النموّ للمطالبة برحيل هذا النظام – الآن - مع إمكانيّة أن يتحقّق ذلك في الواقع . يمكننا بقوّة أن نعبّر عن الفهم الحيويّ لذلك – بسبب طبيعته الفاشيّة عينها و محاولاته المتزايدة لإفساد الانتخابات و البقاء في السلطة بغضّ الطرف عن النتائج الفعليّة لهذه الإتخابات – هذا النظام غير شرعي و يجب ترحيله . و حتّى مع هذه التحرّكات الجماهيريّة ، إذا ظلّ هذا النظام في السلطة في الثالث من نوفيمبر ، سيعنى واقع أنّنا أنجزنا التعبأة الجماهيريّة و رفعنا بقوّة مطلب الرحيل الآن ! أنّه ستوجد ظروف مواتية أكثر بكثير لمواصلة و مزيد توسيع و تعزيز هذه التعبأة الجماهيريّة لو حاول ترامب و نظامه البقاء في السلطة بغضّ الطرف عن النتيجة العمليّة للإنتخابات . و ترتهن إمكانيّة حقيقيّة لإنشاء مجتمع و عالم و مستقبل للإنسانيّة – يستحقّ العيش فيه – يتهن و ليس إلى درجة صغيرة بما نقرّر نحن الذين نطرح إلى مثل هذا العالم القيام به و بذل قصارى الجهد بالتصميم الضروري لجعل هذا يمسى واقعا .
++++++++++++
بهذا العرض الأساسي لما هو ضروري و ما هو ممكن في الذهن – النضال المصمّم و التعبأة الجماهيريّة الذين بوسعهما عمليّا إلحاق الهزيمة بتحرّكات نظام ترامب / بانس الرامية إلى مزيد ترسيخ حكمه الفاشيّ مع التبعات الكارثيّة حقّا التي ستنجم عن ذلك – لننظر في هذا بصورة أعمق و أشمل ، في ضوء الوضع الأشمل و التطوّرات الحيويّة الحديثة .
وفاة روث بادر غنسبارغ و الفاشيّون المتعصّبون المعادون للنساء
لقد كان علان وفاة القاضية الليبرالية التي كانت على رأس المحكمة العليا مناسبة لترامب و أتباعه الفاشيّين ليس للتقدّم لتكريم غنسبارغ بل ليصرّحوا مباشرة بنيّتهم فرض تعيين قاضية أخرى من اليمين المتطرّف في المحكمة – لتوفير مزيد " الدعم القانوني " من " المحكمة الأعلى بهذه الأرض " للأجندا الإضطهادي و الإستغلالي المتعصّب و أهداف نظام ترامب / بانس الفاشيّ التي تشتمل على : إستخدام " السلطة التنفيذيّة " لدوس حكم القانون و تحويل " القانون " إلى مجرّد أداة بيد النظام الفاشيّ موفّرين للشرطة أكثر سلطات لا حدّ لها للتعنيف و القتل باسم " القانون و النظام " ؛ و القمع بلا رحمة للمهاجرين و للمتحوّلين جنسيّا و المسلمين و غيرهم من " غير المرغوب فيهم "؛ و مزيد رفع العراقيل أمام نهب البيئة ؛ و فرض الوطنيّة و ألصوليّة الدينيّة ( أي المسيحيّة الفاشيّة )على رقاب الجميع في المجتمع – و ليس أقلّ ذلك جعل الإجهاض غير قانوني و عامة إهانة النساء بقوّة أكبر و دفعهنّ أكثر إلى موقع تبعيّ في علاقة بالرجال وفي المجتمع ككلّ.
في خطابى " يجب على نظام ترامب / بانس أن يرحل ! " ، تفحّصت " التحالف غير المدّس " بين ترامب و الأصوليّين المسيحيّين الذين يمثّلون النواة الصلبة و القوّة المحرّكة لهذه الفاشيّة (1) .
و متحدّثا عن الظاهرة عينها ( و محيلا على الأصوليّين المسيحيّين على أنّه " إنجيليّين " و في الذهن بوجه خاص الإنجيليّين البيض ) أوضحت كرستين كوباز دى ماز :
" لم يكن دعم الإنجيليّين لترامب إنحرافا و لا كان ببساطة خيارا براغماتيّا . كان بالأحرى تتويجا لمعانقة الإنجيليّين للذكوريّة المناضلة و للإيديولوجيا التي تغرس السلطة البطرياركيّة و تتغاضى عن الإستعراض العنيف للسلطة ، داخل البلاد و خارجها " .(2)
و الحماس المفرط للمسيحيّة الفاشيّة في معارضة الإجهاض ليست حقّا بشأن المهوم المخادع بأنّ الإجهاض يساوى " قتل أطفال " – شيء يبيّنه ( ضمن أشياء أخرى ) واقع أنّ هؤلاء المعارضين لحقّ الإجهاض يعارضون كذلك بقوّة التحكّم في الولادات الذى يمنع الحمل في المصاف الأوّل . الحقيقة هي التالية :
" المركزيّ حقّا هو أنّ الإجهاض و التحكّم في الإنجاب يوفّران للنساء نوعا من الإستقلال ، نوعا من حرّية تقرير ما إذا و متى تنجب أطفالا- و أجل ، حرّية معيّنة في إقامة علاقات جنسيّة من إختيارهنّ ، على أساس رغبتهنّ الخاصة في ذلك، دون خشية الحمل في وقت غير مرغوب فيه أو لم يقع تقريره . هذا الإستغلال و هذه الحرّية النسبيين هما منبع الجنون في صفوف المسيحيين الفاشيين لأنّهما يقفان ضد تقليص دور النساء إلى " مساعدات " للرجال و مربّيات للأطفال خدمة لهؤلاء الرجال في أسر بطرياركيّة / ذكوريّة ، يهيمن فيها الذكور ، و إلى موقع التابعات المضطهدات في المجتمع ككلّ . " (3)
في كتابات و خطابات سابقة بما فيها المقال السابق ( الجزء الثاني ) من هذه السلسلة – شدّ>ت على أنّ هناك رابط مباشر و صلّة قويّة بين كره النساء البطرياركي لدى هذه الفاشيّة و تفوّق البيض العدواني و على أنّ :
" لا يمكن أن يوجد " توافق " مع هؤلاء الفاشيّين – فكافة " مظالمهم " قائمة على الحقد المتعصّب ضد أيّة تغيّرات تقوّض حتّى أدنى تقويض تفوّق البيض و التفوّق الذكوري و رهاب الأجانب و الشوفينيّة الأمريكية المسعورة و النهب بلا حدود للبيئة ، وهي تجد التعبير عنها تماما بطرق جنونيّة . لا يمكن أن يوجد " توافق" مع هذا ، عدا ضمن الإطار الذى يحدّده هؤلاء الفاشيّين بكافة التبعات و الإنعكاسات الرهيبة لذلك ! " (4)
من الضرورة الملحّة بالنسبة لجميع الذين يرفضون القبول ( ب " التوافق " مع ) بكلّ هذا ، أن يدركوا مدى فظاعة تبعات تمكّن نظام ترامب / بانس من تحقيق قفزة أخرى في تعزيز الحكم الفاشيّ و تكريس البرنامج الفاشيّ . فهذه الفاشيّة ليست " مجرّد سياسات فظيعة و إنّما هي شكل حكم مختلف نوعيّا ، قائم على القمع و التجاوزات الوحشيّة لما يعتبر أكثر الحقوق أساسيّة ." (5)
و يؤكّد رجل الدين الأفريقي – الأمريكي ، هربارت لوك – الذى إستشهدت به في المقال السابق ( الجزء الثاني ) من هذه السلسلة – هذه النقطة الحيويّة :
" لئن كان كلّ هذا مجرّد معركة من أجل قلوب و عقول الأمريكيين ، كنّا سننظر إلى النزاع بقدر أقلّ بكثير من الإنشغال ، واثقين أنّ الحكمة و اللياقة الإنسانيّة ستنتصر في آخر المطاف على الجهل و التعصّب . لكنّ هذه المعركة معركة من أجل السلطة – إنّها معركة من أجل المسك بمقاليد الحكم ، و التصرّف في المحاكم و القرارات القضائيّة ، و التحكّم في وسائل الإعلام والتدخّل في كلّ دقائق حياتنا و علاقاتنا الخاصة ، لكي يسود في أمريكا ما يرتئيه اليمين الديني على أنّه إرادة الإلاه. " (6)
صرخة من أجل التوحّد و نداء من اجل التحرّك
جميع الذين بإمكانهم إدراك أنّ هذا الكابوس يتحوّل بسرعة إلى واقع قاسي – الذين يرفضون العيش في أمريكا فاشيّة حيث كلّ يُشوّه بخبث كلّ طموح عادل و شرعيّ و يُحرم بلا رحمة من التعبير عن نفسه – نحن ، بملاييننا و عشرات ملاييننا ، يجب أن نتحرّك معا لإيجاد وضع حيث يمكن و سيوجد لا شيء " ‘اديّ" ، لا طحن مع الآلة التي تقود إلى الكارثة طالما أنّ هذا النظام الفاشيّ في السلطة .
نحتاج إلى النضال من أجل الإقرار بالرهانات العميقة المعنيّة و بالتهديد النهائي للإنسانيّة ذاتها الذى يمثّله هذا النظام . و ما ننادى إليه الآن هو النضال غير العنيف لكن الجريئ و الجسور المصمّم على عدم الإستسلام إلى أن يتمّ ترحيل هذا النظام. يجب علينا بطريقة ملحّة جدّا أن ننشأ وضعا يتعيّن فيه على كلّ قوّة – ضمن مختلف الطاعات من السلطات و المؤسّسات الحاكمة و في المجتمع بصفة عامة – أن تتّخذ موقفا و تزن بثقلها على الوضع السياسي الذى نحن بصدد إيجاده عبر تحرّكات و تعبأة متناميتين و قويّتين مشدّدين على أنّه يجب على هذا النظام أن يرحل ، الآن !
و أي شيء أقلّ من ذلك سيعنى ربط أنفسنا بقوى و إجراءات و الإنتظار بسلبيّة للنتيجة التي ستؤدّى على الأرجح جدّا إلى الإستسلام أمام هذه الفاشيّة مع ما يترتّب عن ذلك حقّا ( و دون أدنى مبالغة ) من نتائج كارثيّة .
و مثلما يؤكّد على ذلك البيان الذى أصدرته في غرّة أوت 2020 : " في هذه اللحظة الحيويّة ، كلّ وسيلة تحرّك غير عنيف مناسب يجب أن يُستخدم للإطاحة بهذا النظام من السلطة . " (7) و إن بلغنا ذلك ، يعنى ذلك التصويت لبيدن من أجل التصويت الفعليّ ضد ترامب .
و قد أشرت كذلك إلى هذه الحقيقة الهامة :
" صحيح أنّه عند هذه النقطة ، التصويت في بضعة ولايات يحدّد أساسا نتيجة الانتخابات الرئاسيّة – لذلك كما كان الحال مع ترامب في الانتخابات الرئاسيّة السابقة ، يمكن لأحدهم أن يخسر التصويت الشعبيّ إلاّ أنّه يصبح رئيسا . لكن حتّى مع هذا الواقع ، غستراتيجيا إنتخابيّة يمكن أن تعمل بشكل أفضل بكثير لصالح الديمقراطيّين ستكون مهاجمة كامل المقاربة العنصريّة لترامب مباشرة و بقوّة و دعوة السود و ذوى البشرة الملوّنة الآخرين و أعداد كبيرة من البيض ( خاصة و ليس فقط الأجيال الأصغر سنّا ) الذين بيّنوا أنّهم متحمّسون لرغبة محدّدة لوضع نهاية للظلم الاجتماعي و اللامساواة البارزة و عنف الشرطة المستشري . هذا " خزّان " كبير يمكن نظريّا للديمقراطيّين جعله بؤرة تركيز دعوتهم . " (8)
و من الصحيح أيضا أنّ " الديمقراطيّين أنفسهم لن – و لا يمكنهم – حقّا القيام بهذا ." (8) لكن إيجاد هذا النوع من الوضع السياسي حيث يجد بيدن و الديمقراطيّون أنفسهم مضطرّين للإعتراف و لأن يكونوا صدى للتصميم المعبّر عنه بقوّة لأعداد ضخمة من المطالبين و المطالبات بوضع نهاية لنظام ترامب / بانس و الفاشيّة التي يجسّدها – ذلك يمكن أن يمارس ضغطا على الديمقراطيّين كي يردّدوا صوت المعارضة لترامب على أساس يقترب على الأقلّ من جوهر و طبيعة الفاشيّة الأساسيين لنظام ترامب / بانس ... و هذا بدوره يمكن أن يدفع المزيد من الناس إلى النزول إلى الشوارع مطالبين بذلك ...و بدوره يمكن أن يخلق هذا حتّى ظروفا و أوضاعا اكثر مواتاة لخوض النضال لترحيل ها النظام .
فكّروا في ما قد حصل نتيجة التمرّد الجميل الذى جدّ ضد العنصريّة الممأسسة و ضد إرهاب الشرطة بطرق لها دلالتها ، عرف " الحوار حول الأجناس " تغيّرا دراماتيكيّا . ففجأة ، شعر الديمقراطيّون و شعرت مؤسّسات أخرى تابعة إلى " النظام السائد " بأنّهم مُجبرون على الحديث ليس عن الحاجة إلى " إصلاح الشرطة " فحسب وإنّما أيضا عن " العنصريّة النظامية" -و هناك نقاش واسع النطاق حول كامل تاريخ هذه البلاد بجذورها الراسخة في العبوديّة و الإبادة الجماعيّة ضد شعوب السكّان الأصليّين ! لا مجال لأن يحدث ذلك – و المشهد السياسي ما كان ليتغيّر بهذا الشكل الدراماتيكيفى هكذا فترة زمنيّة قصيرة – لولا هذا التمرّد الجماهيري الجميل ! والشيء نفسه يمكن أن يحدث بالطريقة المباشرة ذاتها (" المصغّرة " )، إذا لم يوجد تواصل للتحرّكات الشرعيّة ضد الإضطهاد العنصري و إرهاب الشرطة و مظالم رهيبة أخرى فحسب بل إذا تمّ ربط كلّ هذا معا و أُعطي تعبيرا قويّا و بقيت الجماهير الشعبيّة بأعداد متواصلة النموّ في الشوارع تطالب بقوّة بوجوب رحيل نظام ترامب بانس الفاشيّ !
و لئن ظلّ هذا النظام الفاشيّ في السلطة عندما يحين وقت الانتخابات سيتطلّب ذلك ليس مجرّد أن يقوم الناس بحركة واحدة بالتصويت بأنفسهم و إنّما أيضا العمل على حشد الناس بأعداد ضخمة لأجل أن يمنى النظام الفاشيّ بهزيمة إنتخابيّة حاسمة. لكن في الوقت نفسه ، مثلما شدّدت على ذلك بصفة متكرّرة – و ليس بالإمكان التشديد على هذا مرّات أكثر من اللازم – لكافة هذه الأسباب المناقشة هنا ( وكذلك في مواقع أخرى في هذه السلسلة من المقالات وفي بيانى المؤرّخ في غرّة أوت) التعويل على الانتخابات دون التعبأة الجماهيريّة المطالبة بترحيل هذا النظام ، سيؤدّى على الأرجح إلى كارثة .
يجب على الجماهير الشعبيّة أن تتحرّك الآن لإيجاد الظروف الأكثر مواتاة لفرض ترحيل هذا النظام فتواصل ذلك أنّ تواصله في الحكم و مزيد تعزيز سلطته ، ستكون له حقّا ودون مبالغة تبعات كارثيّة .
رفع هذا التحدّى التاريخي و تجاوز كافة العوائق ( بما فيها تلك فينا نحن )
و أيضا كما شدّدت على ذلك : " سيكون خطأ فادحا جدّا الإخفاق في أخذ ما يعلن عنه صراحة ترامب و أنصاره الفاشيّون مأخذ الجدّ ." بما في ذلك تهديداتم حتّى بمزيد العنف لضمان بقاء ترامب/ بانس في السلطة . لكن حقيقة حتّى أهمّ هي التالية: " لكن مهما كانت هذه التهديدات حقيقيّة حقّا هي و أعمال العنف الفاشيّة و الإستعدادات لإستخدام عنف أكبر حتّى – فإنّ الخضوع و الإستسلام لذلك سيفضى إلى فظائع أكبر بكثير ." (9) في مواجهة هذا بوسع كلّ إنسان شريف أن يستلهم و يستقى الشجاعة من تحرّكات الجماهير الشعبيّة التي واجهت بتحدّى الهجمات المتكرّرة من طرف الشرطة و فيالق جنود العاصفة الحكوميّة تحت قيادة نظام ترامب / بانس و كذلك هجمات قطّاع الطرق المسلّحين الفاشيّين الموالين لترامب ، و نزلت بكثافة إلى الشوارع لتعبّر عن غضبها بشأن العنف العنصريّ و القتل العنصري و عن تصميمها على ضرورة وضع حدّ لهذا .
لكن ليسن مجرّد الخوف مهما كان أساسه صحيحا هو الذى يجب تجاوزه . فهناك أيضا الفكر الفرديّ الذى صار منتشرا جدّا و عادة يعبّر عن نفسه بعبارات متطرّفة جدّا في هذا المجتمع لا سيما في الأزمنة الحديثة . في وضع اليوم ، مواجهين تصاعد و تسريع الطاغوت الفاشيّ ، عادة ما تعبّر هذه الفرديّة عن نفسها الآن بهذه العبارات :" بينما أكره كلّ ما يمثّله ترامب و كلّ ما يفعله ، يجب أن أعتني بنفسى و بأقاربى ؛ و وضع نفسى على الخطّ للقفز و للمعارضة النشيطة لهذا بالنزول إلى الشوارع و التظاهر حول مطلب وجوب ترحيل هذا النظام الآن – في حين أنّه لا يوجد الكثير من الناس يقومون بذلك بعدُ – حسنا ، هذا خطر لا أنوى أن أقبل به خاصة و أنّ هناك انتخابات قادمة و ثمّة إمكانيّة أن تقوم بمعالجة المشكل ".
هنا – إلى جانب جلب الإنتباه مرّة أخرى إلى الطرق التي يُفسد بها ترامب بعدُ الانتخابات و يستولى عليها ، وهو يستخدم العنف و التهديد حتّى بمزيد العنف للبقاء في السلطة ، بقطع النظر عن ما يحدث عمليّا في هذه الانتخابات – يحتاج أن يشار إليه بقوّة : لو أنّ كلّ من عبّر عن ( أو شعُرب ) هذه المشاعر نزل على الشوارع فعليّا ، كانت ستوجد قوذة تعدّ تماما بالملايين و حتّى بعشرات الملايين ، تظهر بقوّة تصميمها على وجوب ترحيل نظام ترامب / بانس الآن ! – كما تنادى بذلك و تنظّم لأجله منظّمة RefuseFascism.org .
كما ينبغي أن يقال بصوت عالى و بارز : هذه الفرديّة المستشرية – كلّ فرد يفكّر في نفسه فقط و يخفق في أو يرفض التحرّك على أساس المصالح الأوسع للإنسانيّة – جزء كبير من لماذا نواجه الوضع الفظيع الذى نواجه الآن . و المواصلة على النحو عينه لن تفعل سوى المساهمة في جعل الأمور أسوأ بكثير ، بتبعات كارثيّة حقّا بالنسبة إلى الإنسانيّة جمعاء – التي سيتمكّن القليل منها من النجاة – إن تمكّن من ذلك . ( و إلى جانب الخطر القائم بصفة دائمة ، خطر السحق النووي، خاصة و متنمّر مجنون ، ترامب ، يضع إصبعه على الزرّ النووي ، فكّروا في أزمة البيئة و الدمار المشتدّ و المتسارع الذى ألحقه بعدُ نظام ترامب/ بانس بالبيئة – و ما سيفعله على نطاق أفظع بكثير لو ظلّ في السلطة ).
قد يكون من " اليسير " لكنّه من المصلحة الجوهريّة للجميع ( كلّ من يشغله و لو قليلا بالظلم و اللامساواة الإجتماعيين، و يشغله لوجود بيئة طبيعيّة و كذلك إجتماعيّة يمكن فيها للبشر أن يتنفّسوا و يملوا في الإزدهار ) أن تكون لدينا نيّة أن نكون جميعا " ضمن الأوائل " في التقدّم بجرأة وأن نكون جزءا من حشد جماهيري حقّا يطالب بوجوب ترحيل هذا النظام، الآن – و بالقيام بذلك ، إكتشاف أنّها بعد كلّ شيء لسنا " وحيدين " أو " فقط بضعة أرواح جريئة " و إنّما نحن معا ليس في المشاعر فحسب بل كقوّة عمليّة تعدّ الآلاف و في نهاية المطاف الملايين .
أجل ، صحيح أنّه لا وجود ل " ضمان " حتّى بأنّ تنجح هذه التعبأة الجماهيريّة في فرض ترحيل هذا النظام - وهذا النظام، إلى جانب المتعصّبين المجانين الفاشيّين الذين يشكّلون " قاعدته " سيتصدّون بشراسة لهذا – لكن يمكن أن نضمن أنّه لو نجح هذا النظام في البقاء في السلطة بإفساد الانتخابات و الإستيلاء عليها ثمّ رفضه المغادرة مرّة أخرى ستكون التبعات حقّا كارثيّة .
و في حين أنّه لا وجود ل " ضمان " ، هناك إمكانيّة محدّدة لمخرج إيجابي . و مجدّ>ا ن فكّروا في التأثير الهائل الذى كان للتمرّد الجميل ضد الإضطهاد العنصري و إرهاب الشرطة ، تقريبا " بين ليلة و ضحاها ".
و في الوقت نفسه ، من المهمّ فهم أنّه حتّى و إن و مع أنّ تعبأة جماهيريّة تطالب بترحيل هذا النظام يمكن أن يكون تأثير قويّ على الساحة السياسيّة و على كافة مؤسّسات السلطة و قطاعات المجتمع ، لن تمضي الأشياء على الأرجح إلى الأمام مثل مجرّد إمتداد خطّ مباشر لهذه التعبأة الجماهيريّة . بالأحرى ، من المرجّح أكثر أن ما يحدث سيكون تفاعلا بين هذه التعبأة الجماهيريّة و التناقضات و النزاعات في صفوف السلطات القائمة ، ما سيحتدّ بفعل التعبأة الجماهيريّة – التي يمكن أن تؤدّى إلى أزمة سياسيّة بأبعاد قويّة و عمق كبير بحيث تفرض على الذين يقاومون عادة بشدّة القيام بالأشياء خارج " الوسائل و الإجراءات المؤسّساتيّة التقليديّة " لهذا النظام ، سلطات الطبقة الحاكمة التي عادة لا تنخرط مباشرة في سياسات النظام و حتّى بعض الذين إلى حدّ الآن تمسّكوا بعناد بهذا النظام الفاشيّ ، سيتوصّلون إلى إستنتاج ضرورة ترحيل النظام – إلى على الأقلّ إجبار ترامب ( و بانس ) على الإستقالة – لأجل تجنّب ازمة أعمق حتّى بالنسبة إلى كامل نظامهم .
و مجدّدا ، ما من أحد بمقدوره أن يقول بيقين مطلق ما ستكون نتيجة كلّ هذا ، لكن تمرّدا شعبيّا جماهيريّا حقّا يستهدف ترحيل نظام ترامب / بانس حتّى قبل الانتخابات ، يمكن أن ينهض بدور قويّ جدّا في إجاد ظروف مواتية للتعاطى مع التصميم الجنوني لهذا النظام على البقاء في السلطة و إحداث حتّى المزيد من الفوضى و الأهوال .
و من الحيويّ الإقرار بأنّ
" التعبأة الجماهيريّة الضروريّة لا يمكن بناؤها " بين ليلة و ضحاها " ما بعد الكارثة – و لا يمكن بناؤها بحصر الأشياء ضمن الإطار و الحدود اللذين يؤكّد عليهم الديمقراطيّون . " (10)
و إنّه لواقع أنّه منذ الأيّام الأولى لنظام ترامب / بانس ، كانت منظّمة " لنرفض الفاشيّة " تنادى بالحشد الجماهيري حول مطلب وجوب رحيل هذا النظام ؛ و بينما قد وحّدت الآلاف إلى حدّ الآن لينزلوا إلى الشوارع و يصرخوا بهذا المطلب ؛ و بعدُ هذه التعبأة لم تنته إلى نموّ متسارع و متضاعف ( بقفزات و وثبات ) نحتاج إلى بلوغه الآن و بسرعة كبيرة . إلاّ أنّه إعتبارا لأنّ هؤلاء الملايين يعبّرون حقيقة عن المشاعر القويّة الكامنة لدى عشرات الملايين ، فإنّهم يمثّلون عمليّا قوّة عتيدة كامنة ، و من الحيويّ البناء على كلّ تقدّم يتحقّق في بلوغ الناس و تعبأتهم بما في ذلك بواسطة تمكين الذين تقدّموا ليصبحوا هم ذاتهم منظّمين للمزيد من الآخرين ... الذين يصبحون بدورهم منظّمين لحتّى أعداد أكبر . و أكثر من ذلك ، من المهمّ جدّا الإقرار و العمل على فهم أنّ الأزمان الآن بالذات مختلفة جدّا عن ما كانت عليه طوال السنوات القليلة الماضية ، حتّى مع كلّ الفظائع التي إقترفها هذا النظام طوال هذه السنوات .
الآن الأشياء أحدّ بكثير وهي تتطوّر بنسق متسارع أكثر بكثير خاصة و أنّ ترامب يكثّف من هجومه الفاشيّ مع إقتراب الانتخابات المبرمجة . و لهذا تأثيرات متناقضة . فمن جهة ، يقوم النظام و أنصاره الفاشيّين بقمع المحتجّين على الظلم و الهجوم عليه هجوما عنيفا – و يهدّدون بقمع و عنف أشدّ – مع إقتراب الانتخابات بسرعة ما قاد عددا غير قليل من الناس ضمن الذين يكرهون هذا النظام إلى السقوط في الموقف السلبيّ ،موقف مجرّد نتظار الانتخابات على أمل أن تعالج نوعا ما الأزمة التي تحتدّ اليوم في إطار سيّئ للغاية . لكن الجانب الآخر من القصّة هو أنّ إندفاع هذا النظام و أنصاره بلا هوادة حتّى مع إقتراب الانتخابات ، و مضيّهم قدما تماما في الطغيان الفاشيّ و إفساد الانتخابات و الإستيلاء عليها و رفض القبول بالهزيمة في الانتخابات و البقاء في السلطة بغض النظر عن نتائج الانتخابات – و قد بيّن هذا بقوّة واقع ما يمثّله هذا النظام ن الخطر الموضوعي الكبير للإكتفاء بإنتظار الانتخابات و الحاجة الكبرى إلى النزول إلى الشوارع الآن للمطالبة بوجوب ترحيل هذا النظام .
و يعرّج هذا مرّة أخرى عن أهمّية التعبأة التي هي بصدد الحدوث بعدُ حول مطلب رحيل ترامب/ بانس الآن ! و يتحدّث عن الأهمّية الكبرى لهذه التعبأة مهما كانت الأعداد التي تنظّمها في أي زمن معطى ، متحوّلة إلى تعبأة مستمرّة تحصل يوما بعد يوم و للبناء على كلّ تقدّم محقّق له دلالته .و مع القيام بهذا بطرق في آن معا مصمّمة و مبدعة " تخطف خيال " الناس – إلى جانب الإحتدام المتواصل للأزمة التي تدفع إليها إلى درجة كبيرة الآن أعمال و تصريحات ترامب الفاشيّ – " يمكن للأشياء أن تتجمّع " و " يمكن للسدّ أن ينهار " جرّاء أعداد متنامية من الناس الذين تفيض بهم الشوارع رافعين بصوت حتّى أعلى فأعلى مطلب ضرورة ترحيل هذا النظام ، الآن ، و داعين أعدادا حتّى أكبر إلى الإلتحاق بهذه التعبأة الجسورة و التي نحتاج إليها بصفة إستعجاليّة .
في الختام :
" بوعي تام بما يمثّله هذا النظام الفاشيّ ، و ما يعنيه أن لا يبحث ترامب عن محو أصوات الذين سيصوّتون ضدّه فحسب بل كذلك عن الإعداد لإستخدام القوّة و القمع العنيف للبقاء في الموقع الذى يحتلّة إذا لم يقع إعلانه الفائز في الانتخابات، من الأهمّية الحيويّة و الإستعجاليّة أن نشيّد الآن حقّا تعبأة جماهيريّة حقّا و مستمرّة موحّدة حول مطلب ضرورة تحيل هذا النظام الآن ! و بتوجّه الإستعداد لمواصلة هذا حتّى بعد الانتخابات ، إذا تطلّب الوضع ذلك . " (11)
+++++
" يجب مواجهة التعصّب الجنوني للفاشيّين المشدّدين على بقاء ترامب في السلطة مهما حدث ، و يجب التغلّب عليه . بفضل ارتفاع شدّة الوعي الحماسي للجماهير الشعبيّة التي تكره كلّ ما يمثّله هذا النظام الفاشيّ ، و التي تعترف بتهديده الوجود الحقيقي جدّا الذى يمثّله هذا النظام بالنسبة للإنسانيّة وهي مندفعة بتصميم شرعي وعادل على وجوب ترحيل هذا النظام ! " (12)
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
1. The Trump/Pence Regime Must Go! In The Name of Humanity We REFUSE To Accept a Fascist America, A Better World IS Possible. Video of this speech is available at revcom.us.
2. Kristin Kobes Du Mez, Jesus and John Wayne: How White Evangelicals Corrupted a Faith and Fractured a Nation, Liveright Publishing. The part quoted here is from the “Introduction.”
3. Fascists Today And The Confederacy: A -dir-ect Line, A -dir-ect Connection Between All The Oppression. This article of mine is also available at revcom.us.
4. Trump Is Already Stealing The Election And Threatening Even More Violence To Stay in Power, Part 2 of Voting Will Not Be Enough—We Need To Take To The Streets, And Stay In The Streets Demanding Trump/Pence Out Now! This article is available at revcom.us.
5. Statement By Bob Avakian, August 1, 2020, On The Immediate Critical Situation, The Urgent Need To Drive Out The Fascist Trump/Pence Regime, Voting In This Election, And The Fundamental Need For Revolution (also available at revcom.us).
6. “Reflections on Pacific School of Religion’s Response to the Religious Right,” by Dr. Hubert Locke, also available at revcom.us—emphasis added.
7. Statement By Bob Avakian, August 1, 2020, On The Immediate Critical Situation, The Urgent Need To Drive Out The Fascist Trump/Pence Regime, Voting In This Election, And The Fundamental Need For Revolution.
8. The Democrats Can’t Fight Trump The Way He Needs To Be Fought, Part 1 of Voting Will Not Be Enough—We Need To Take To The Streets, And Stay In The Streets Demanding Trump/Pence Out Now!
9. Trump Is Already Stealing The Election And Threatening Even More Violence To Stay in Power, emphasis in the original.
10. The Democrats Can’t Fight Trump The Way He Needs To Be Fought.
11. Statement By Bob Avakian, August 1, 2020, On The Immediate Critical Situation, The Urgent Need To Drive Out The Fascist Trump/Pence Regime, Voting In This Election, And The Fundamental Need For Revolution (also available at revcom.us), emphasis in the original.
12. Trump Is Already Stealing The Election And Threatening Even More Violence To Stay In Power, emphasis in the original.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++