طموح المتقاعد والشرط المجحف


فلاح أمين الرهيمي
2020 / 10 / 3 - 11:50     

من أشق الأمور على الإنسان يجد هكذا عقول في مؤسسة خدمية اقتصادية (قطاع عام) مثل مصرف الرشيد يعلق عن منح سلف للمتقاعدين الموطنة رواتبهم لديه بدون كفيل وذيل هذا الإعلان بشرط (أن يكون عمر المستلف أن يصبح (75 سنة) مع نهاية القرض) لابد من بعض الملاحظات حول هذا الشرط المجحف :-
1) إن مصرف الرشيد مؤسسة خدمية من القطاع العام يعني أن ملكيته تعود للدولة وليس خاضع (للخصخصة) القطاع الخاص الذي يركض وراء الريح، وإنما القطاع العام ملكيته للدولة التي تقدم الدعم للسلع والحاجيات للشعب من أجل مساعدته وليس استغلاله ولذلك يعتبر هذا الشرط مجحف بحق المتقاعدين. ما قيمة مبلغ السلفة اتجاه إنسان قضى جزء كبير من عمره في خدمة الدولة والمواطنين ثم توفى بأي عمر كان لأن الموت لا يلتزم بالعمر، وإذا نظرنا لمقارنة مع هدر المال العام والتجاوز عليه بالفساد الإداري يعتبر مبلغ السلفة غصن شجرة صغير في غابة كثيفة.
2) ماذا يكون الوضع النفسي للمتقاعد إذا أصبح هذا الشرط المجحف عائق في حصوله على مبلغ السلفة وهو يحتاجه بسبب مرض أو أي سبب آخر، وإن أكثر المتقاعدين قد تجاوزوا العمر المحدد للقرض.
3) إن أي إنسان لا يدري ماذا يكسب غداً، ولا يدري بأي أرض يموت .. كم صحيح مات من غير علة وكم عليل عاش حين من الدهر. الموت ليس مرتبط بشرط ولا يعرف كبير أو صغير.
4) كان المصرف العقاري العراقي حينما يقترض مواطن مبلغ من المصرف يصبح ذلك المواطن مؤمن على حياته لدى مؤسسة التأمين ويدفع قسط التأمين مع القسط الشهري أو السنوي للمصرف عن المبلغ المقترض وإذا توفى المقترض يعفى من تسديد باقي الأقساط ومؤسسة التأمين هي التي تتحمل المبلغ المتبقي على المقترض المتوفى، من أجل أن لا يحرم المواطن من الحصول على القرض.
5) كان المفروض من مصرف الرشيد من أجل أن يضمن حقوق المصرف اللاإنسانية أن لا يكتفي بالعمر للمستلف وإنما إرساله إلى أحد المستشفيات وإجراء الفحوصات العامة عليه وتزويده بكتاب إلى المصرف بسلامته من الأمراض وإذا كان مصاب بمرض يحرم من السلفة حتى إذا كان عمره يساعد على الاقتراض وبهذه الطريقة يضمن المصرف على حقوقه من المقترضين، إضافة لهذا الإجراء تفرض على المستلف أن لا يغادر بيته طيلة مدة القرض حتى لا يموت بفايروس كورونا أو حادث يؤدي إلى موته وإلى حرمان المصرف من حقوقه ويخسر مبلغ القرض !!؟
6) كان المفروض بالمصارف الحكومية (قطاع عام) أن تقدم القروض لأبناء الشعب في هذه الظروف الذي بلغ فيه مستوى البطالة 35% ومستوى الفقر تجاوز 40% من الشعب في فوائد رمزية لمساعدتهم في مجابهة الظروف المعاشية الصعبة وتساعدهم على الكسب والعمل ولجهد في السوق من أجل توفير لقمة العيش لهم ولعوائلهم.