قصص من العالم


حسن مدن
2020 / 10 / 3 - 00:36     

اتفق المترجمون على أن يختاروا يوماً عالمياً للترجمة. هذا اليوم مرّ قبل يومين، في الثلاثين من سبتمبر /أيلول المنقضي، الذي يصادف عيد القديس جيروم، مترجم الكتاب المقدس.
هناك اتحاد عالمي للمترجمين تأسس قبل سبعة عقود إلا قليلاً. وهذا الاتحاد هو من قرّر في العام 1991، الاحتفاء بهذا اليوم. وحسناً فعل الاتحاد بأن أطلق هذه الفكرة، ليذكرنا بما لا يتعين علينا أن نصرف النظر عنه أبداً، أي أن يتخيل الواحد منا كم كانت معارفه ستكون بائسة لولا الترجمة إلى لغته الأم من اللغات الأخرى.
ليس الأفراد وحدهم من سيكونون على حالٍ من البؤس ومحدودية الأفق لو لم تكن هناك الترجمة. الأمم أيضاً مهما بلغت عظمتها في التعداد والحضارة، ستكون منغلقة على نفسها مشحونة بالتعصب والخوف من الآخر والريبة تجاهه، لو اكتفى أبناؤها بقراءة المنتج بلغتهم وحدها.
بعض المدونين النشطين على وسائل التواصل الاجتماعي أطلقوا، بمناسبة يوم الترجمة، ما يشبه سبر آراء حول من هم أبرز المترجمين العرب الذين عرّفونا بروائع الأدب العالمي، حين ترجموها من الإنجليزية والفرنسية والروسية والإسبانية وإلى حد ما من الألمانية. ولن أعدد هنا الأسماء التي وردت في سبر الآراء هذا مخافة أن تكون قد سقطت منها أسماء مترجمين مهمين لم يحظوا بالصيت الذي يستحقونه، بسبب الخلل البين في آليات النشر والتوزيع في العالم العربي.
على كل حال هناك أسماء يصح أن نطلق على أصحابها «شيوخ الترجمة» إلى العربية من اللغات الأجنبية الأخرى، جديرة بكل تقدير وتكريم. لكن ربما وجب أن نلتفت أيضاً إلى أسماء شابة من المترجمين والمترجمات العرب الذين خرجوا من دائرة الترجمة من اللغات الأوروبية الأكثر انتشاراً، والتفتوا إلى آداب أمم شرقية مثلنا كان متعيناً علينا أن نلتفت إليها منذ زمن كاليابانية والصينية، فلم يعد بعض أدب هذه الشعوب يصلنا عبر لغات أوروبية وسيطة إنما من الأصل الذي كتبت به.
ولأن الحديث يدور عن المترجمين الشباب أود الإشارة إلى كتاب بين يديّ الآن، هو عبارة عن مجموعة قصص قصيرة مترجمة من آداب عدة بلدان، يحمل العنوان التالي: «الساذجة»، المأخوذ من عنوان القصة الأولى في الكتاب للكاتب الروسي أنطون تشيخوف.
القصص التي يحويها الكتاب، وعددها خمس عشرة قصة، من وضع مجموعة طلابية من الجنسين اسمها «مجموعة الترجمة»، تأسست في جامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان. ليسوا كلهم مترجمين محترفين بعد، لكنهم شباب يعشقون الأدب والترجمة، يطمحون لإضافة شيء على ما فعله الأوائل.