: من يقف وراء ما يسمى بالثورات الملونة، ومن ينفذها؟


نجم الدليمي
2020 / 10 / 2 - 12:56     

اولا..ان ما يسمى بالثورات الملونة، ما هي الا سيناريو تم اعداده من قبل الثالوث العالمي، الامبريالية الاميركية وحلفائها المتوحشين وعبر اجهزة المخابرات المركزية الأميركية عبر ضخ الورقة الخضراء، الدولار بهدف شراء ذمم بعض المسؤولين في هذا البلد او ذاك.
ثانياً.. ان الهدف الرئيس ((للثورات الملونة))هو العمل على تقويض الانظمة الوطنية والتقدمية واليسارية المناهظة لنهج الامبريالية الاميركية وحلفائها المتوحشين، واحيانا ضد حلفائهم بسبب ان عميلهم في السلطة اصبح يشكل عبئ ثقيل عليهم، وعلينا ان نقر بحقيقة موضوعية وهي ان الامبريالية الاميركية وحلفائها ليس لديهم مشكلة في الطابور الخامس وعملاء النفوذ في غالبية بلدان العالم، بل يمكن أن نقول لديهم((فائض)) من الطابور الخامس وعملاء النفوذ.
ثالثاً.. ما هي القوى التي تشكل ما يسمى بالثورات الملونة؟!
نعتقد،ان اهم القوى التي يتم الاعتماد عليها هي شراء ذمم بعض المتنفذين في الدولة عبر تقديم المال،الوعود بالمنصب في السلطة القادمة،الحصول على الجنسية الاجنبية.....، ويقوم هؤلاء الذين يمثلون نواة الطابور الخامس وعملاء النفوذ في المجتمع بالتحرك بين اوساط المجتمع من الشباب البسيط والذي لا يدرك لماذا خرج وما هو الهدف من ذلك....، نحو ((المثقفين))، نحو بعض القيادات السياسية، والعمالية.....، من اجل ان يكونوا قوة وسند لما يسمى بالثورة الملونة، ويتم تقديم المال والسلاح،واجهزة الاتصالات..... لقادة هذه ((الثورة الملونة)) وتحت اشراف وتوجيه السفارة الاميركية،او البريطانية......، وهذا ما حصل في كثير من دول العالم وما حصل في موسكو عام 1991 وفي اوكرانيا عام 2014 وما يحصل اليوم في بيلاروسيا في اب عام 2020.......،الا دليل وبرهان حي وملموس على ذلك.
رابعاً.. ان اهم ما قامت به قوي الثالوث العالمي، وأميركا وحلفائها واجهزة المخابرات المركزية الأمريكية والبريطانية هي ما يسمى بالثورة الملونة، وتحت غطاء ((البيرويسترويكا الغارباتشوفية السيئة الصيت في شكلها ومضمونها في عام 1991،وفي جورجيا عام 2003، وفي قرقيزيا عام 2005،وفي اوكرانيا عام 2014 واليوم في جمهورية بيلاروسيا في اب من عام 2020، ما يسمى بالربيع العربي، تقويض النظام الديكتاتوري في العراق عام 2003، وما حدث ويحدث في مصر،لبنان، اليمن ليبيا، سوريا.....، وغيرها من بلدان اسيا وافريقيا وأميركا اللاتينية، ناهيك عن بلدان اوربا الشرقية......؟!
خامساً... ما هو الهدف الرئيس من هذه السيناريوهات السوداء؟
**نعتقد هناك اهداف عديدة ومنها، الهدف السياسي: والذي يكمن في تغيير النظام الحاكم في هذا البلد او ذلك،معارض كان ام انتهى دور هذا النظام، ويتم التحرك بالدرجة الأولى نحو تقويض الانظمة الوطنية والتقدمية واليسارية المناهظة لنهج الامبريالية الاميركية وحلفائها المتوحشين.، الهدف الاقتصادي :ان النظام الامبريالي العالمي بزعامة الامبريالية الاميركية يعيش في ازمةعامة وشاملة، ازمة ذات طابع بنيوي، وفشل النظام الراسمالي المتوحش والمافيوي والاجرامي في معالجة هذا المرض الكارثي والخبيث والذي يكمن اساسه في الملكية الخاصة الاحتكارية لوسائل الانتاج، فبدون هذه السيناريوهات لا يستطيع هذا النظام الطفيلي واللصوصي من ان يستمر،وعليه فان تقويض هذه الانظمة الوطنية والتقدمية واليسارية يحقق هدفين في آن واحد هدف سياسي واقتصادي، اي يقوم بتصدير السلع المختلفة لهذه الدول وباسعار خيالية وبالتالي الحصول على الارباح لصالح النخبة المافيوية الحاكمة، الاوليغارشية، وتحويل هذه البلدان الى بلدان مصدرة لمواد الخام والكفاءات العلمية للغرب الامبريالي بهدف ابقاء هذه الدول متخلفة واشاعة الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والامني والعسكري واثارة النعرات الطائفية والقومية في هذه البلدان.
**ان جميع هذه الخزعبلات تتم تحت شعارات وهمية وكاذبة وغير صادقة ومنها، الديمقراطية وحقوق الإنسان والتجديد والتطوير.....والغالبية من هذه الشعوب تصدق في البداية بهذه الشعارات..... ولكن بعد خراب البصرة يستيقظ الغالبية العظمى من هؤلاء الدراويش على هذه السيناريوهات السوداء والإجرامية والمستفيد الاول من هذه السيناريوهات هم الطابور الخامس وعملاء النفوذ في السلطة وتحصل الشعوب التي قامت بما يسمى بالثورة الملونة على الاتي : تنامي معدلات البطالة والفقر والبؤس والمجاعة والجريمة المنظمة والمخدرات والانتحار والقتل المتعمد وخاصة وسط الشباب وتخريب منظم للقطاع الصناعي والزراعي والتعليم والصحة وتعمق الفجوة الاجتماعية والاقتصادية لصالح النخبة المافيوية والإجرامية والطفيلية الحاكمة، وتنامي معدلات المديونية الداخلية والخارجية، وتشديد الاستغلال والاضطهاد والتبعية والاحتلال سواء بشكل مباشر اوغير مباشر، وفقدان البلد للقرار السياسي والاقتصادي المستقل وغيرها من الامور الاخرى هذه هي منجزات الراسمالية المتوحشة والتي من خلالها يفقد المواطن حقوقه المشروعة ومنها حق العمل للمواطن دستوريا ومجانيةالتعليم والعلاج والسكن.....، هذا ما حدث في جمهوريات الاتحاد السوفيتي بعد ((الثورة الملونة)) عام 1991
##هل ستدرك الشعوب الحية وقواها السياسية الوطنية والتقدمية واليسارية خطر استمرار العمل بهذه السيناريوهات السوداء والخبيثة. ان قوي الثورة المضادة في هذه البلدان تكمن في اخطر واقذر فئة من ((المثقفين)) وهم دجالين، كذابين، مراوغين، محتالين، هدفهم جمع المال وباي وسيلة كانت والوصول للسلطة لتنفيذ قرارات اسيادهم الذين اوصلوهم للسلطة واصبحوا مليونيرية ومليارديرية وبالدولار الاميركي. وعن حق عندما قال قائد البروليتاريا العظيم لينين ان المثقفين هم اقدر( واقذر) الناس على الخيانة، لانهم اقدر الناس على تبريرها، وهذا ما حصل في جميع البلدان التي قامت بها ما يسمى بالثورة الملونة.