مفارقات زماننا!


مشعل يسار
2020 / 10 / 2 - 00:01     

يسير أحدهم، وهو شاب متعلم، مكمماً وينزّه كلبه بلا كمامة. حل الكلب محل الإنسان!!
عقول البشر أصبحت ممسوخة!!!! في مكان الدماغ إست ملآن بالخراء!
لكن،علام تقرأ مزاميرك يا داود، ما دامت الأحزاب الشيوعية واليسارية نفسها لا تفعل شيئا إزاء ما يحصل منذ حوالى العشرين عاماً، إنها كتنظيمات لا تستغل هذه الهجمة المستمرة على الحقوق والحريات الشخصية والجماعية لتحرض الناس على الرأسمالية التي بلغ إجرامها الخط الأحمر. هي لا تزال تعيش في الماضي. تتكلم فقط عن الاستغلال الرأسمالي عموما وعن فائض القيمة وتجتر الشعارات الماركسية حتى في غير محلها، حين تتطلب الظروف الجديدة مقاربة ماركسية ولينينة جديدة. مقاربة من صميم وجوهر الماركسية لا مقاربة شكلية.
الرأسمالية باتت تلجأ إلى أحابيل جديدة لتثبّت هيمنتها على البشرية، باتت تشكل خطرا وجوديا حتى على البشر باسم الحفاظ على البيئة وتحسين النسل وحصر الموارد وما شاكل من شعارات جميلة.
أحدهم - قال إنه بلشفي- طالبني اليوم بالفصل بين الرأسمالية ووباء الكورونا!!!! أي فصل هذا، أيها البلشفي العقيم! والكورونا كفيروس معروف منذ زمن حسب تأكيد علماء الفيروسات، ويعيش معنا منذ زمان كغيره من أسرة الفيروسات. ولم يصبح "قاتلا" بحجم جائحة إلا عندما جعل منه هؤلاء الرأسماليون المجرمون السفاحون "جائحة" بفضل الإعلام المركز والبرطلة الشاملة لمعظم قادة الدول شبه المستعمرة في إمبراطورية المال المعاصرة المبنية على صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ونظام الاحتياطي الأميركي ومنظمة الصحة العالمية، وكلها مؤسسات خاصة رأسمالية تابعة لروكفلر وروتشيلد وكل العصابة النصابة المالكة القسم الأكبر من ثروات الأرض. وبفضل القمع والبطش المادي من خلال الغرامات الكبيرة والمعنوي بفضل التخويف وغسل الدماغ اليومي عبر "صندوق الفرجة" السخيف المتهافت دوره الحضاري والتحضيري.
وهذه العربدة بدأت لا اليوم، بل منذ عام 2001 مع تدمير البرجين في نيويورك من قبل السي آي إي والموساد، أي بعد استراحة 10 سنوات لـ"هضم" الانتصار على الاتحاد السوفياتي والاشتراكية. مذذاك أخذوا بحجة الإرهاب الدولي يفتشوننا في المطارات حتى التزليط بحجة حماية أرواحنا ولكيلا تسقط الطائرة بنا!!!
إنه النفاق البرجوازي: في كل مرة يمتهنون كرامتنا ويصادرون حقوقنا وحرياتنا باسم الحرص علينا وعلى صحتنا. إنه تطوير لشعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان الكاذبة ومعاداة الدكتاتورية التي طالما تشدق بها البرجوازيون لقهر الاشتراكية وحركات التحرر الوطني.
لا سبيل لنا بعد أن صار الرجعي والتقدمي متساويين في المواقف سوى الانتظام في تنظيمات جديدة فاعلة ماركسية لينينة حقا وفعلا لا اسماً بلا مسمى تحضيراً لثورة شعبية جديدة بعد أن أضحى 99% من البشر بروليتاريا وبروليتاريا رثة بلا عمل ولا أمل.
فضل الكورونا وتدابيرها المجرمة في الإغلاق والإفلاسات الهائلة لإعادة تقاسم العالم كما كان الأمر في الحربين العالميتين السابقتين أنها أزاحت الطبقة البرجوازية الصغيرة المتذبذبة دائما وأبداً من الوجود بعد أن كانت الفاصل بين الثورة البروليتارية والبرجوازية. وعلى الشباب أن يبدأوا مثل هذا الانتظام، وإلا فإن مستقبلهم مأساوي.
إلى الأمام!!!!!!!