رد على رد السيد حسين علوان!


توما حميد
2020 / 9 / 24 - 04:35     

نشر الأستاذ حسين علوان حسين مقال بعنوان " الشيوعية العمالية: هوس التفتت وتفتيت الشيوعية العمالية 1-20".
ليس لدي نية الرد على كل ما سياتي في العشرين جزء التي ينوي السيد حسين علوان نشرها، وخاصة إذا كانت بمستوى هذا الجزء، أي الجزء الاول، ولكن دعني أرد على ماورد في هذا الجزء بالذات. وللأسف سأضطر في اماكن لاستخدام اللغة الذي استخدمها السيد حسين علوان لتوضيح الامور.
انا ذكرت، كجزء من أحد الردود على الأستاذ حسين علوان، وقد أورده هو في مقاله لكل من يريد الاطلاع عليه "انا اشجعك ان تدرس بجدية طروحاته (الشخص المقصود هنا هو منصور حكمت) وتنتقدها بشكل علمي وعندها سيكون لنا نقاش مثمر ومفيد". كنت واضحا وهو ان لا يقوم بما يقوم به الاعلام والأكاديميين البرجوازيين عندما يتطرقون الى الشخصيات الشيوعية والماركسية بابرازهم كأناس "مختلين نفسيا" و"مجرمين" او اختلاق الفضائح حول شخصياتهم الخ، بل بدلا من ذلك شجعته على مناقشة عشرات الطروحات التي قدمها منصور حكمت بشكل علمي وقد اعطيته امثلة على بعض الطروحات.
فعارض الأستاذ حسين، قائلا ما معناه بان ما سيقوم به سيكون بالطبع علميا. يمكن الاطلاع على رده هذا في نفس المقال.
ولكن ستتبين "علمية" ما كتبه السيد حسين علوان حسين من هذا الجزء. فرغم كل ما يدعيه حول منهجيته "العلمية" في تناول الأمور وعن "تخصصه في منهج أساسه تحليل نص ثابت العائدية لسين و مقارنته بنص ثابت العائدية لصاد لاستكشاف مدى التطابق الفكري بين الطرفين الخ". في النهاية لقد حاول بشكل غير موفق اختلاق "فضائح" ضد شخصيات الشيوعية العمالية على طريقة الاعلام البرجوازي المتهافت!!
انا لم اوجه نقداً لشخص ما في الحزب الشيوعي العراقي، بما فيه القيادات الحالية او القديمة حتى من باب الإشارة الى الأخطاء التي ارتكبت، وفي الحقيقة هي منهج وليست "مجرد اخطاء"، ولكن انتقدت خط وسياسات ومواقف الحزب الشيوعي العراقي. لو كان السيد حسين علوان والحزب الشيوعي العراقي صريحين مع أنفسهم لاعترفوا بكل الذي ذكرته عن الحزب الشيوعي العراقي فيما يخص كونه حزب إصلاحي وعن تحالفاته، وموقفه من الدين وقضية المرأة والخ قبل عقود. انا قلت ان كل الذين عرفتهم في الحزب الشيوعي العراقي كانوا من أشرف الناس في المجتمع، في حين يلجا الأستاذ حسين "بمنهجه العلمي" الى اسلوب التسقيط، تحقير المقابل والحط من كرامته واغتيال شخصيته وسنجد امثله على هذا النهج المتخلف. علماً ان هذا الاسلوب هو اسلوب ثقافة منبعها قومي-اسلامي وليس شيوعي.
يجب ان اضيف ان نقد الأفكار والسياسات والايديولوجيات هي مسالة مشروعة وحتى امر مرغوب به، ولكن محاولة اغتيال الشخصية والحط من كرامة الانسان تحت اي مبرر كان، هو أسلوب غير مشروع ومقرف. وهو مناقض لابسط حريات الراي والتعبير.
ان أحد أسباب تراجع مكانة أمريكا والمشاكل المستعصية التي يواجها المجتمع الأمريكي مثلا، كان غياب أي نقد جدي للنظام الحاكم لأخر سبعة عقود حيث كانت الماركسية والنقد الماركسي والاشتراكي من المحرمات. تجد اليوم مثلا رغم ان في أمريكا أرقي الجامعات العالمية ويوجد فيها أفضل التكنلوجيا الطبية اطلاقا، الا انها تحتل المرتبة 92 عالميا من حيث مدى قدرة المواطن على الحصول على التعليم والخدمات الصحية، اذ أصبحت دولة الاوليغاريشية والفساد. ان غياب النقد يؤدي الى التعفن في كل المجالات، وهذا الشيء ينطبق على الأحزاب ايضا. انا أجد بان الحزب الشيوعي العراقي، يهاب النقد بشكل مرضي بسبب هشاشة هذا الحزب السياسية ومواقفه المخزية. وان اي نقد تجاه هذا الحزب يواجه بتهجم شخصي مقرف. اعيد مرة أخرى،عندما أقول ليس للحزب الشيوعي العراقي علاقة بالشيوعية والماركسية، فهذه ليست تهمة، فالحزب نفسه لا يقول في أي مكان انه يريد اسقاط النظام الرأسمالي وإقامة المجتمع الاشتراكي أيا كان التبرير سوآءا الوقت غير مناسب او أي سبب اخر.
من جهة أخرى، لقد وضحت، ان نقدي للحزب الشيوعي العراقي واي فصيل يساري اخر هو ليس من باب حب كسر هيبة هذه الفصائل، بل هي من اجل توضيح سياسات ومواقف معينة. فمثلا، انا لدي تقييم مختلف عن الكثير من فصائل اليسار حول الانتفاضة العراقية. لكي أوضح ارائي، يجب ان اتطرق الى اراء فصائل اليسار وانتقدها، وليس في هذا أي عيب او خطل او خبث وانما هو شيء إيجابي ويساعد في توضيح موقفي ومواقف الاخرين. ان توضيح الأمور وخلق التقارب لن يكون من خلال التملق، بل النقاش الجدي وتوضيح المواقف بدون مداهنة. وبالمناسبة، لاذكّر ان تقليدنا السياسي يؤكد ويصر على وجود الحريات السياسية والعلنية في اعلان اختلاف جدي ما، حتى تتوضح للجماهير توجهات كل حزب او تيار، ويساعد هذا الامر كثيرا في النضج السياسي للجماهير وفي اختيار بديلها من بين البدائل المطروحة بوعي وبادراك تامين. ان هذا مرتبط بتصورنا للسلطة السياسية والمكانة التي نوليها للجماهير في تحديد ورسم المستقبل السياسي. ان هذا ليس بتقليد الحزب الشيوعي العراقي الذي يتحدث عن "كل الحقيقة للجماهير ولكننا نمنحها على اقساط" وللاسف، على امتداد عمره السياسي لم يمنحها على اقساط ولا دفعة كاملة.
يعيد ويكرر السيد حسين علوان بان ليس لنا هم، غير محاربة الحزب الشيوعي العراقي، حيث يذكر في مقاله "أن كوادره (أي الحزب الشيوعي العمالي العراقي) تؤمن ايمانا دينياً خاشعا ًمهووساً بأن واجبها الأول و الأخير إنما هو مهاجمة حشع و غيره من الأحزاب الشيوعية الحقيقة بالباطل لكي تزكي عورات نفوسها المريضة بلا طائل ؛ لذا، نجد أن مهاجمة حشع و غيره من الأحزاب الشيوعية الحقيقية هو بمثابة البسملة التي يستهلون بها كل مقالاتهم المضحكة المبكية".
ولكن عندما سألته، انا الذي كتبت المقال الذي انت بصدد نقده، اريني كم مقال او بحث من مجموع 113 مقال وبحث نشرتها في الحوار المتمدن فقط هي في نقد الحزب الشيوعي العراقي؟ فلم يرد باي شيء، ولكن يعيد تكرار نفس الادعاء بدون أي أساس. بوسع القاريء ان يرى عمق هذه "العلمية"!!
حول اللغة:
في الفقرة الأولى من مقاله يقول
(الاقتباسات كافة هي بالحرف الواحد طبق الأصل بأغلاطها الاملائية النحوية المعهودة لدى كوادر هذا الحزب)
عزيزي حسين علوان ... ماذا تريد ان تبرهن هنا؟ ما هو الهدف من هذا القول؟ من حيث الاستخدام اليومي، اللغة العربية هي لغتي الرابعة من خمسة لغات اتقنها. اخر مرة تعاملت مع قواعد اللغة العربية كانت في الصف الثالث المتوسط. قضيت عمري في الميدان العلمي. لم ادعي بأنني اديب. انا غير مهتم بقواعد أي لغة. اللغة عندي لا تتجاوز وسيلة للتواصل. لا تدخل قواعد أي لغة ضمن اهتماماتي او همومي، وخاصة قواعد لغوية وضعته نخبة في عصر ما لعدم وجود شيء أفضل يقوموا به. لو كان لهذه النخب ذرة منطق لاشتقوا قواعد يسهل على "العالم" تعلمها!! ان مصيبة اللغة العربية ومايجعل العالم يبتعد عن تعلمها هو قواعدها ونحوها! هناك كوادر في الحزب يجيدون ست لغات، كم لغة انت تجيد؟ هل كل "اصحاب القلم" في العراق يكتبون بدون أخطاء املائية او قواعدية؟ هل هناك بحث ماجستير او دكتوراه يقدم بدون تدقيق او منقح لغوي؟ كم هي نسبة الصحفيين والاعلاميين في العراق الذين يكتبون بدون أخطاء؟؟ لم نسمع احد "عاقل" وجه نقد لطالب ماجستير او دكتوراه لان على منقح لغوي ان ينقح وراءه! ان النقد الذي توجهه لي انت كأديب في المجال اللغوي لن يكون مختلفا إذا قمت انا بنقدك على قلة معلوماتك الطبية. انت اديب وانا طبيب وطبعا تكون انت أفضل في اللغة. اليس هذا أسلوب للتقليل من شان المقابل دون وجه حق؟ وما ربط هذا ببحثنا السياسي؟
المجتمع العراقي مجتمع اسلامي:
في مكان، يعارض الحسين علوان نفي ان يكون المجتمع العراقي مجتمعا إسلاميا بدون توضيح يذكر. سؤالي هو: إذا كان المجتمع العراقي مجتمعا إسلاميا، فلماذا يقوم الإسلام السياسي، ومنها عصابات الصدر المجرمة التي تتحالفون معها، بكل هذا القتل والذبح والقصف الإعلامي ومنابر الجوامع والمساجد بمئة وسيلة ووسيلة من اجل فرض الإسلام؟ ليتوقف القمع الإسلامي ولتتوقف الابواق التي تنشر الإسلام وليفسح المجال امام حرية الراي والتعبير بدون قيد او شرط لبضع سنوات لنجد هل سيبقى إثر كبير للإسلام. الإسلام هو ايديولوجية، صناعة، تفرض بالقوة والمال والتحميق. لقد كشفت الانتفاضة الى حد ما هشاشة ادعاء إسلامية المجتمع، وخاصة بالنسبة للجيل الجديد.
ان تعريف المجتمع العراقي بكونه مجتمع اسلامي هو عمل سياسي، ذا هدف سياسي يعكس مصالح سياسية. ان تسال امرء عشائري سيرد عليك بثقة وبجزم ان العراق مجتمع عشائري ويذكر "مناقب" العشائر و"تاريخها" و"نضالاتها" و"بطولاتها" و"رموزها" وتركيباتها والخ. تسال قومي ما سيرد عليك بالثقة ذاتها ان العراق بلد "عربي"، له "عمق عربي"، له "عمومة عرب" وذا "تاريخ عربي" و"لغة عربية مشتركة" و...الخ. تسال الشيعي، يقول لك نحن نمثل الاغلبية في المجتمع ويجب ان تكون السلطة لنا (وهنا مربط الفرس طبعا)! ان هذه تصنيفات سياسية ولاربط لها باي علمية، تتعقب اهداف ومصالح سياسية. فقط نحن الشيوعيون العماليون من نقول ان المجتمع انساني، الهوية الانسانية صفته الاساسية.
ويعترض السيد حسين علوان على قولي "من جهة اخرى، رغم ان مناهضة الشيوعيين للدين هي مسالة هوية، لان الدين وخاصة الاسلام هو سبب لمصاعب كبيرة للإنسان وسبب للإهانة الانسان و لهتك الكرامة الانسانية وهو مصدر للنزعة البطريركية والتجاوز على حقوق الطفل والمرأة ويشجع نزعة نشدان الموت ويتناقض مع الفرح، ولكن مناهضة الدين غير كافي في مجتمعاتنا. يجب مواجهة الاسلام السياسي الذي يعتبر الاسلام احد بدائل اليمين في المنطقة لتنظيم سلطة البرجوازية بمجابهة اليسار والطبقة العاملة وفي المنافسة مع البرجوازية العالمية على حصته من الثروة والنفود بكل قوة ودون مساومة، لأنها حركة يمينية رجعية وعنصرية مناهضة للشيوعية والاشتراكية وللحرية والتحديث والتمدن والثقافة المتحررة وللفرح والسعادة الانسانية وللحقوق المدنية للمرأة و الطفل، و لحرية ابراز الوجود للناس في الميادين الثقافية والشخصية، وهو يمارس القتل الاعمى ويفرض قوانين بربرية على البشرية".
يعترض بالقول "ثم يقدم لنا الكاتب المحترم نظرية جديدة عن هوية الشيوعي ليس كمناضل دائم لتحرير العمل ولتشريك وسائل الانتاج اولاً وآخراً "
هنا ينسى الأستاذ حسين علوان بان "تحرير العمل وتشريك وسائل الإنتاج أولا واخرا"، يتطلب الحاق الهزيمة بالطبقة البرجوازية من خلال نضال شامل في كل الميادين الايدولوجية والسياسية والفكرية والاقتصادية والثقافية. الدين هو ايدولوجية برجوازية ويجب تعريتها وهزيمتها وليس تقديسها كما يقوم به الحشع.
هل تاريخ الحشع بحاجة الى "اقتباسات"؟!
ويقول أستاذ حسين " و لقد سألت نفسي و انا أقرأ كل هذه الترهات التلفيقة هذا السؤال : هذا الرجل يريد – حسب عنوان مقالته – تبيان القيم التي يؤمن و ينادي بها "الحشعع" حسب نص عنوان المقال ، فلماذا لا يسطرها لنا و السلام عليكم فصل الخطاب ؟ ما سبب كل هذا الإصرار المريض على المقارنة بين ما يزعم أنها "مُثل" الحشعع و ما يكذب بكونها مثل حشع ؟ من الذي سيصدق له مثل هذه الترهات ؟ ثم أين هي مصاديق نصوصه المقتبسة من أدبيات حشع بنصها و فصها و التي تجيز له لصق كل هذه التهم ظلماً و عدواناً بحشع من قبيل رفعه (كذا) شعار " الحرية للشعب والموت لاعدائه" (كذا) ؟ ثم ما هو المبرر المعقول و المقبول لكيل كل هذه التهم الباطلة لحشع بغية ذر الرماد على العيون إزاء التسلكات المشهودة "الطگعاء" لألحشعع و التي يندى لها الجبين ؟"
عزيزي حسين دعني أتكلم باللغة التي تتحدث انت بها. ان تأكيد ما قلته حول القيم التي يؤمن بها الحشعع ستجدها في ادبيات هذا الحزب من اليوم الأول من تأسيسه الى اخر عدد من الجريدة التي أصدرها اليوم. في المقابل ان النصوص والمواقف التي تؤكد ما قلته حول الحشع يمكن التأكد منها من شعار "وطن حر وشعب سعيد" الشعبوي، العديم المعنى، الى القبول بإسلامية المجتمع، الى "سحل معارضيكم في الشوارع في اواخر خمسينات القرن المنصرم، الى "اعدم... اعدم لاتكول ما عندي وكت"، الى الدخول في تحالف مخزي مع البعث الى ان طردكم منه، ومن ثم جبهاتكم مع الاحزاب القومية الكردية التي ادت الى قتل عشرات من كوادر حزبكم في بشت ئاشان في اوائل الثمانينات، الى طردكم من مؤتمر دمشق للمعارضة العراقية في 1996، والدخول في حكومة بول بريمر تحت جناح وتصنيف "الشيعة" والقبول بجلال طالباني كرئيسكم، وهو الذي ارتكب حزبه جرما تاريخياً لاينسى، فقط انتم من نسيتموه، الى تبرير الحصار الذي قتل مئات الالاف من الأطفال، الى المشاركة في مؤتمر لندن الذي هيأ الأرضية لغزو العراق وقتل اكثر من مليوني عراقي، الى الموقف من الانتفاضة ووووو. هل تقول اين النصوص؟؟ هل تريد نصوص؟؟ أ ليس كل هذا معروف للجميع؟ هل عليك ان أقوم باقتباس نصوص حول هذه المواقف المخزية أيا كان تفسيرها؟ هل تريدني ان اتي باقتباسات تؤكد حقيقة أنتم اصبحتم دمية بيد عصابات الصدر (جماعة القبعات الزرق الذين قتلوا منتفضي اكتوبر بهراواتهم وسكاكينهم) التي اذكر امر واحد فقط من سجلها هو ان هناك 15 الف "سني" غيبتهم سرايا السلام في سامراء؟ ومئة قضية وقضية؟ عن أي اقتباسات تتحدث؟ أي من الأمور التي تحدثت عنها في مقالي تحتاج الى اقتباسات؟
ويقول الأستاذ حسين علوان "معلوم ان هذا الحشعع يتهم نفسه ظلماً و عدواناً بأنه حزب شيوعي و عمالي؛ طيب: أين هي إذن تطبيقات مُثله و قيمه في مقارعة سيادة رأس المال و تحرير العمل الملموسة في مقالة الدكتور توما حميد المحترم ؟ لا توجد!
ثم أن هذا الحشعع هو حزب عراقي، و الكوارث المحيقة بالشعب العراقي الملحة الآن إنما هي المحاصصة الطائفية و القومية و الفساد السياسي و المالي و تزوير الانتخابات و تحكم المليشيات و المافيات بكل مقدراته و تفشي البطالة و الازمة الشاملة لعموم الخدمات الاجتماعية (الفقر ، الماء ، الكهرباء ، الصحة ، التعليم ، السكن ، البنية التحتية ، النقل ، الاتصالات .. الخ) . أين هي إذن ترجمات هذه "المُثُل" و "القيم" الحشععية المطبقة على الأرض فعلاً لمحاربة كل هذه الآفات الاجتماعية المهددة لاستقلال العراق و وحدة اراضيه و كل مستقبل شعبه التي يسوقها الدكتور توما حميد المحترم في هذا المقال ؟ لا توجد"
هذا انتقاد انا اقبل به. ان تأثيرنا كان محدودا على المجتمع ويجب ان نعمل من اجل يكون تأثيرنا أكبر، ولكن على الأقل نحن نقف ضد هذا الواقع المزرى ولا نشارك الأحزاب الإسلامية والقومية الرجعية في تقديسه وتشديده. لقد وقفنا ضد الحصار، والحرب على العراق، وحكوماته الطائفية والقومية وحاولنا تنظيم العاطلين عن العمل والدفاع عن حقوق المرأة والطفل الخ. نحن من نظمنا اول تظاهرة للعاطلين في الناصرية بعد اشهر قليلة من سقوط البعث، وللاسف الحشع من اصطف مع سلطة مجلس الحكم بوجه العاطلين ووجهنا. ان تغير الواقع يبدا بالاعتراض ضده وليس في القيام بإعادة انتاجه. اليس كذلك؟
من جهة اخرى، بوسع اي احد ان يوجه لنا هذا الكلام، ولكن ان يوجهه احد من الحزب الشيوعي العراقي، المشارك في السلطة وفي نهب ثروات المجتمع و....فهذا امر مبعث على الضحك فعلا؟! انتم في السلطة ماذا عملتم؟! هذه الامور التي توجهها لنا، كم حقق حزبك الذي في السلطة والبرلمان والحكومة منها للمجتمع؟! على الاقل نحن قاومنا، ناضلنا، سعينا، انتم هرولتم وراء الصدريين وغيرهم. قمتم بتبرير امور هذه السلطة والحكم وشاركتم في مسلسل تضليل الجماهير وايهامها و دفعها لهذا المستنقع الراهن. الحشع طرف في هذا الاجرام الذي يرتكب بحق المجتمع. هل لكم عين وتتحدثوا بهذا؟!

يقول الأستاذ حسين علوان "يطيب للدكتور توما حميد المحترم أن يتشدق علينا بالمُثل و القيم الوهمية المفبركة المعاكسة للواقع، و لا يقول لنا شيئاً عن أي مُثل عليا تلك التي جوّزت لمنصور حكمت صاحب فرمان تأسيس حزبه نفسه استلام المال و السلاح من مخابرات صدام ؟ ها ؟ قال مُثُل و قيم قال ! و أي مُثل و قيَم عليا هي التي جوّزت لقيادة الحشعع الحالية (سمير و من لف لفه) تقديم الاعترافات الكاملة عن تنظيمهم للأمن البعثي و توقيع التعهدات بالتعاون معه مما دفع الأمن الصدامي لإطلاق سراحهم جميعاً باعتبارهم حزباً غير معارض للبعث ، بل حزباً مُثُله و قيمه العليا تتفق مع المُثل البعثية التي جنده لها أسياده في تدمير الشيوعية ، في حين أن نفس هذا النظام كان يعدم و يزج بالسجون عشرات آلاف الشيوعيين الحقيقيين من حشع ؟ من هم الشيوعيون الحقيقيون إذن ؟ البرجوازيون الرثون الطلقاء من الحشعع أعوان نظام صدام و أجهزته القمعية ، أم مناضلي حشع من معتلي مقاصله و نزلاء الأحكام الثقيلة لسجونه الرهيبة ؟"
كما قلت، يلتجا الأستاذ حسين علوان الى نفس الأساليب التي تتبعها الأنظمة والقوى البرجوازية الرجعية للنيل من الشخصيات الشيوعية وهو أسلوب التشكيك بشخصياتهم ونزاهتهم والتشكيك من امرهم عن طريق حبك قصص وإطلاق ادعاءات بدون أي دليل.
عزيزي حسين علوان... مرة اخرى، بوسع اي احد ان يتحدث عن هذا الا انت والحشع. اليس هو صدام الذي كان الحشع في جبهة معه، الم تسموه بـ"كاسترو العراق"؟! كنتم على استعداد للبقاء في ظل البعث العمر كله مثل خالد بكداش، لم ترفضوه رغم اغتيالاته واعتقاله لرفاقكم يومياً، بل هو من رفضكم ونبذكم، والا فانكم مستعدين البقاء معه وتبرير جرائمه تحت يافطات "التغيير من الداخل او من قرب" و"مقتضيات المرحلة" ويعطيكم "مكان ما" غير محسوس في السلطة، ولكنه هو من لفظكم. اذا انتم "العراقيين" قمتم بهذا، لماذا تنكره على حزب "ايراني" في وقتها؟! وهو حزب معارض لنظام الجمهورية الاسلامية عرضت عليه الحكومة العراقية، كبقية الاحزاب المعارضة الايرانية، التواجد في معسكرات على الحدود.
لقد كانوا عقلاء فعلا بقرارهم ذاك. لمن يريد ان يعرف ذلك التاريخ. جرى هذا الامر عام 1982. حيث بقت كردستان اخر منطقة لمقاومة الثورة لنظام الجمهورية الاسلامية، وتمكنت قوات الجمهورية الاسلامية من بسط نفوذها على كردستان، فلم يبق للمعارضة الايرانية المسلحة من منفذ، عرضت الحكومة العراقية في وقتها امكانية اقامة معسكرات لها في العراق ودعمهم ولكن بشرط واحد فقط هو عدم الارتباط باي منظمة او اطراف عراقية . قبل الحزب الشيوعي الايراني العرض بشرط هو ان يكون هذا الدعم غير مشروط من جهة، اي ان لاتتدخل الحكومة في اي شيء يتعلق بالحزب وسياساته، مع قبول شرط الحكومة الوحيد طبعا. كانوا عقلاء وحكيمين. بهذه الطريقة صانوا حياة عشرات العوائل ومئات الكوادر وواصلوا نشاطهم، وفي الواقع العملي كانوا يخرقون "من تحت الطاولة" شرط الحكومة العراقية ويبرروها بانها "حالات فردية"!.
مثلما ذكرت ان الشرط الوحيد الذي فرضه البعث في سعيه من اجل تمويل المعارضة الإيرانية اثناء الحرب العراقية- الايرانية كان ان لا يقوم الحزب الشيوعي الإيراني بالتدخل في العراق وإقامة صلات مع الاشتراكيين والشيوعيين في العراق، في حين ان منصور حكمت لم يلتزم يوم من الأيام بهذا الشرط، بدليل ان منصور حكمت حسب ادعاء حسين علوان نفسه انشأ حزب شيوعي عمالي في العراق. لماذا لا يجوز للحزب الشيوعي الإيراني، استلام تمويل من البعث إذا كان بدون أي تنازل مبدئي في حين يجوز لكم أنتم الشيوعي العراقي الدخول في تحالف مع البعث ولم ينتهي هذا التحالف الى ان طردكم البعث ثلاث سنوات قبل تاريخ استلام الحزب الشيوعي الإيراني الدعم من البعث؟
بوسع السيد حسين ان يقارن بين هذا التعامل المسؤول لمنصور حكمت تجاه الحزب وقواعده وارواح مايقارب من 700 عضو مسلح وعوائلهم وبين تعامل اؤلئك الذين طلب منهم صدام ان يتركوا العراق من مطار بغداد، قيادة الحشع، ليستفرد بتنظيمات الحزب عديمة القيادة و"الراس" دون رحمة اعدامات وسجون وبراءات و...؟! من كان الافضل برايك؟!
تقليد يشترك مع البعث في الجريمة:
اسال السيد حسين علوان سؤال، انت وعدتني بالعلمية، هل لك دليل واحد على ما تدعيه بحق "سمير ومن لف لفه" ؟ هل كنت في الزنزانة معه؟ اليس دليلك الوحيد هو أنك سمعت هذه الرواية من طرف ثالث؟ هل يحتاج الى فهم خاص لمعرفة ان مصادر درجة ثالثة ورابعة وخامسة لايمكن الاعتداد بها؟! هل في هذا الادعاء ذرة علمية؟ اذهب لمصادرك وقل لها اخرسوا، كونوا اكثر مدنية وانصاف! ان مصادر الدرجة الاولى، المعتقلين الاوائل لايقولوا هذا، بل يستسخفوه!. عزيزي، اعتقد يجب عليك وانت أستاذ جامعي وتدعي العلمية ان لا تعتمد على اقاويل هذا وذاك في نقد الأحزاب؟ ا ليس هذا نهج برجوازي متخلف؟ ما هو الفرق بينك وبين العصابات الإسلامية والقومية في التشهير بالمخالفين؟
عندما كان الرفاق في السجن لم تتوقف الكثير من خلايانا وحلقاتنا عن العمل ضد البعث. ولم يتوقف لحظة اي من رفاقنا عن النضال ضد البعث بعد إطلاق سراحه. عن أي اتفاق تتحدث؟ انا شخصيا كنت من الأشخاص المرتبطين بهذا التنظيم وكنت حلقة الوصل بين كردستان والعراق حيث قمنا بتهريب الكثير من ادبيات الشيوعية العمالية خلال نقاط التفتيش التسعة التي أقامها البعث بين دهوك والموصل، وانا وغيري استمرينا في الدراسة في الموصل مثلا ولم يلقى القبض علينا؟ ان من اعتقل 7 رفاق لا اكثر! لماذا التهويل؟!
لقداصطففتم مع البعث. مبروك لكم مهمتكم هذه. فهو يعذب ويسجن ويمارس الضغوطات النفسية والمعنوية، وانتم تمارسون التشهير والفضح والحاق الاذى المعنوي بالمعتقلين. ما فرقكم عن البعث؟! بدلاً من ان تدينوا المجرم، البعث، تشاركوه الجرم بالطعن باناس شرفاء تمثل كل سوء حظهم ان سقطوا بيد نظام مجرم ووحشي كانوا يناضلون لحد اللحظة الاخيرة ضده! كلاكما تلتهمان من نفس الاناء!
والسؤال الاخر، لماذا يجبر الرفاق على كشف تنظيمات إذا كانت لا تعتبر معارضة للبعث حسب قولك؟ اليس هذا تلفيق؟ لماذا تصل بالنقاش بيننا عن سياسات الأحزاب الى درجة الحط من شخصيات أناس ليس لهم دخل بنقاشنا؟ هل انا تحدثت عن شخصية واحدة من شخصيات الحزب الشيوعي العراقي؟ اليس هذا انحطاط سياسي؟
لنفترض الان ان ادعائك بحق الرفاق هو ادعاء صحيح، اين العلمية في ان تحكم على حزب وحركة سياسية من خلال تصرف انسان او اناس تحت التعذيب. لاورد لك حادثة عسى ان تتعلم منها شيئا من انسانية وتمدن. بفترة قصيرة بعد غزو العراق، وعندما كانت القاعدة في اوج شراستها والذبح امام الكاميرات أسلوب رائج من قبل الإسلام السياسي الذي تتعاونون معه اليوم تحت حجة متطلبات واقع المجتمع العراقي، تم القاء القبض على مقاول استرالي مع شخص اخر سويدي. ظهر الأسترالي في مقطع فيديو والسلاح موجه الى رأسه وهو يبكي ويطلب من رئيس الوزراء دفع فديه مقابل الافراج عنه. تمكنت قوات الاحتلال في النهاية من إطلاق سراحهما. عندما رجع الأسترالي الى بلده التقى برئيس الوزراء الأسترالي وهو شخص يميني من المتحمسين لغزو العراق. لقد اعتذر هذا الرجل لرئيس الوزراء وعن بكائه في الفيديو وعبر عن خجله عما قام به. فرد عليه رئيس الوزراء بما معناه، لا تتحدث بهذا الشكل، كيف لأنسان ان يتصرف في مثل الموقف الذي كنت انت فيه. إنسي هذا الموضوع. هذا كان موقف رئيس الوزراء الأسترالي وهو شخص يميني رجعي شارك في قتل مئات الاف من العراقيين، بينما انت الذي تدعي الشيوعية تلفق روايات عن شخص تعرضوا للتعذيب، ومن ثم تحمل كل حزبه مسؤولية هذا التلفيق!! هل في هذا ذرة إنسانية؟ هل هذا حكم سياسي مقبول؟؟ هل تعرف كم سيكون التأثير النفسي لمثل هذا الادعاء على الشخص الذي تطلق مثل هذه الادعاءات بحقه؟ ا ليست هذه شيوعية فظة يجب نبذها؟؟
هل تريد ان تقول بان رفاقنا لا يتمتعوا بالشجاعة والكرامة؟؟ ان حزبكم هو اخر من يتحدث عن الشجاعة والكرامة؟ كما قلت لقد طأطأتم رؤوسكم وتحالفتم مع جلال الطالباني والحركة القومية الكردية بعد قتل العشرات من رفاقكم، لقد قبلت بالخزي وتوسلتم بالإسلاميين حتى بعد ان طردوكم من مؤتمر دمشق. اين الشجاعة واحترام النفس في تحالفكم مع الصدر. لسنا راضين عن تأثيرنا على المجتمع، وهذا النقد مقبول منك ومن أي شخص. ولكن ان يأتي أحد من الحزب الشيوعي العراقي ويتهمنا بعدم المبدئية وقلة الشجاعة والكرامة، فهذا هو الجنون بعينه. تقول شجاعة، كرامة تقول!!
عزيزي حسين علوان، هذا اسلوبكم في الحوار والنقاش والنقد. كل الذين لا يتفقون معكم هم دائما "بعثيين" و"صهاينة" و"مخابرات الإنكليز"؟ لقد سمعنا مثل هذه الترهات من الجمهورية الإسلامية والبعث وجلال الطالباني ومنكم. لقت سمعت مثل هذا الترهات من شخصياتكم الأساسية.
اذهب واقرأ الحوار وردود رفاقك على السيد عبد الحسين السلمان كأخر مثال لتجد كم ان الفرق بينكم وبين الأحزاب والقوى اليمينية قليل عندما يتعلق الامر بسماع الرأي المخالف وبالنقد. وقارن هذا الموقف مع موقفنا من الانتقادات التي توجه لحزبنا.
اخر كلام اود ان اقوله، بدلاً من كتابة 20 جزء من هذه الترهات وتطبيق علم اللغة المقارن في دراسة الابحاث السياسية، في كردستان هناك صراع سياسي قوي استقطب عليه المجتمع اليوم بين ملا بختيار وجماعة نوشيروان مصطفى . واحد هذه المواضيع هو موضوع مجزرة بشت ئاشان التي قام بها نوشيروان مصطفى. وتثار اسئلة بوجه جماعة الاخير: لماذا قتلتم الاسرى؟! اذهبوا ودافعوا عن رفاقكم ودمائهم! الكل تتحدث في كردستان اليوم الا الحزب الشيوعي العراقي.
للاسف، انت والحشع في غاية الجبن السياسي امام الاسلاميين، امام القوميين، امام الطائفيين، امام العشائريين، امام كل سافل وسافل في عالمنا هذا وتمسحون بعبائاتهم، ولكن تظهر فظاظتكم و شراستكم غير المفهومة و"تستلون سيوف شجاعتكم" على المدنيين، اليساريين، الشيوعيين!!! نفهم هذا، ولكن لنترك الحديث عنه لفرصة اخرى!
بالمناسبة اوردت نصوص طويلة من مقاله فقط كي ابين اللغة الوضيعة التي تحدث بها!