العاشر من محرم وأربعينية امام الحسين


نجاح سميسم
2020 / 9 / 22 - 04:05     

0
نعم إنها صرخة الحسين التي عبرت الزمان والمكان وبقى صداها يَصمُ آذان الظالمين على مدى العصور ، ففي مثل هذا اليوم على التقويم القمري قبل 1381 سنة هجرية سقط الحسين شهيداً مضرجاً بدمائه00 مات جسداً وظلتْ مبادئه خالدة 000 الأصرار والثبات على الموقف والتضحية بالنفس لِيُعلم الناس طريق الحرية،وهكذا وُلدَ الحسينُ من جديد في العاشر من المحرم ، ليبقى خالداً في ضمائر الأحرار ، ويخط لهم طريق الثورة ومقارعة الباطل، لذلك صار هذا اليوم يوماً حسينياً بإمتياز ، إنه عاشوراء الحسين يوم مولده الحقيقي الذي عبر به سنين عمره السبعة والخمسين والتي عاشها بذاته،وهكذا كانت الشهادة والولادة في يوم واحد،وهو العاشر من المحرم 000 ولكن غالبية شيعته الذين ثار من أجلهم يستلون سيوف جهلهم،عندما تحل ذكرى عاشوراء كي يقتلوه بها0000نعم
الحسين الشهيد يُقتل من جديد في كل سنة وفي مثل هذه الأيام000000
دم الحسين ينزف في مدينتي الموشحة بالسواد، وسيوف قاتليه تقطر دماً قانياً000 إنه دم الحسين المعطر بقيمْ الشهادة، دمه الذي تلطختْ به جدران مدينتي ،ونزَ في شوراعها، وعلى السرادقات المقامة حداداً عليه 000رغم جائحة كورونا التي تنذر بالموت الأسود0000 الطبول تدقُ والأصوات تتعالى( ياحسين000 ياحسين) ، والحسين يصرخ بأعلى صوته ( إنني لم أخرج أشراً، ولابطراً ، وإنما خرجتُ لطلب الإصلاح) ، والمطبلون يصرخون وتتعالى أصواتهم ( إرجع من حيث أتيت، ليست لنا بك حاجة) والحسين يصيح بهم أنا الحسين بن علي آليت ألا أنثني، ويلكم ياشيعتي يامن توشحتم بالسواد،وأمتشقتم السيوف، وقرعتم الطبول لمساندتي، 000 أنا إمامكم الحسين ، أمامكم الذي ضحى بنفسه، وقدَّمَ أهل بيته وأصحابه قرباناً لكم، كي تستشرفوا طريق الحرية، وتتعلموا كيف أن الحقوق تُنتزع ولاتُعطى، لماذا تخذلوني ياقوم 000صرخة بوجه الظالم هي بمقدار من رفع سيفه معي في كربلاء ، والقوم يضربون بالسيوف على رؤوسهم المخضبة بالدماء وأصواتهم تتعالى 00 ياحسين 00 ياحسين ، إرجع لاحاجة لنا بك 000 إرجع إلى قبرك الذي منه خرجت ودعنا نتبارك بك بالأسم فقط 000 ياحسين لماذا رجعت لنا بعد هذه القرون الطويلة، جعلناك رمزاً دينياً بل إلاهياً كي نحملك كل أوزارنا وندخل الجنة بشفاعتك 000 لا نريد أن نراك جسداً حقيقياً فلقد مُتَ منذ زمنٍ سحيق ، وها نحن نحجُ إليك كي نُبرئ ذمتنا مما إقترفنا لأنك شفيعنا، وأُمناء العتبات هم الذين يديرون أموال الريع الربحي لعتباتكم 000 هذه الأموال التي رفضها إمام العدالة أبوك حينما قال لها غري غيري ولكنها أغرت الكثير من الذين يدّعون الأنتماء إليكم زوراً وبهتاناً
نعم سيدي ياحسين لقد غدر بكم مَنْ يدَّعي محبتكم
وأنتَ تستصرخ القوم ألا من مغيث ألا من ناصر 000
والكل يصيح ياحسين ، واحسين ورجالات ما يسمى بالدولة ورؤساء الأحزاب الدينية ومَنْ يتحكمون بمصير هذا البلد المكلوم يلبسون السواد ويقيمون العزاء وأيضا يكذبون عليك بصراخهم واحسين وأنت أعرف بهم لأنهم من شذاذ الآفاق ومحرفي الكلم 000 سيذهبون إلى مزبلة التأريخ كما هو حال مَنْ قاتلك وقتلك 000 وتبقى خالداً مابقى الزمن0000ياحسين
0000000000
هذه المقالة كتبتها العام الماضي ووجدت من المناسب إعادة نشرها مع بعض الأضافات البسيطة بما يوائم هذا اليوم0