مناضلة من البحرين


كريم محمد الجمال
2020 / 9 / 21 - 02:43     

سیدة استثنائیة نادرة التكرار في العالم فقلیلات ھن زوجات رجال الدین وقلیلات ھن زوجات الزعماء أما أن

یجتمع قائد دیني وزعیم سیاسي فھو أمر نادر والأكثر ندرة أن تكون قائد لقومك وطائفتك في دولة صغیرة وھذه

الطائفة تقع في المعارضة مع إنھم غالبیة السكان .السیدة الفاضلة علیاء رضي سلمان زوجة سماحة الشیخ

علي سلمان الأمین العام جمعیة الوفاق الإسلامیة المعارضة في مملكة البحرین وھي المكون المعارض الأكبر في

الحراك الشعبي في البحرین منذ عقود مرورا بأحداث 2011 وحتى الآن وتنتمي للطائفة الشیعیة .وتمتاز مملكة

البحرین الجزیرة الخلیجیة الصغیرة إنھا البلد الخلیجي الوحید ذي الأغلبیة الشیعیة ویحكمھ أسرة آل خلیفة من

الطائفة السنیة مما دفع الملك حمد بن عیسي آل خلیفة إلي اتخاذ إجراءات وإصلاحات تشریعیة لم ترق لمستوي

مطالب المعارضین واستمرت الصدامات بین الحكومة وأجھزتھا الأمنیة والمعارضین والنشطاء .لسماحة الشیخ

وزوجتھ الفاضلة السیدة علیاء طفلتان صغیرتان ھما نبأ وسارة التي ولدت في بریطانیا وعمرھا عامین وحرمت

من جنسیة أبیھا لصدور أحكام في حقھ بالحبس .ھذه السیدة المھذبة زوجة ھذا الرجل الھادئ الرزین بل الأكثر

ھدوءا واقل الزعامات الخلیجیة والشیعیة خصوصا حدة وتشددا سیدة شدیدة التواضع تتعاون مع الجمیع بمحبة

وود بالغین وأدب جم .كثیرا ما تدون عن زوجھا الفقیھ الغائب المحكوم ورغم ھذا الابتعاد عن الزوج وعیشھا

بعیدا عن وطنھا إلا إنھا لم تنس بلدھا وقومھا وظلت دائما مروجة لقضیتھ وتطالب بحریتھ لیس وحده بل لكل


أبناء الوفاق وكل رجال الدین وكل المعارضین وفي مقدمتھم سماحة الشیخ عیسي قاسم الزعیم الروحي لشیعة

البحرین . السیدة علیاء التي اشتھرت حساباتھا علي مواقع التواصل الاجتماعي بعد أیام غیاب زوجھا الشیخ علي

سلمان بشكل یومي ومطالبتھا الیومیة بالإفراج عنھ وبالحریة للمعارضین جمیعا . وفي مقابلة لھا مع موقع قناة

المنار اللبنانیة تعرّف عن نفسھا بأنھا "مواطنة بحرینیة تؤمن بأن البحرین قادرة على أن تكون وطن العدالة

والحریة والدیمقراطیة والمساواة ، وطن یأمن فیھ أھلھ، وأطفالھ ینعمون بأحضان آبائھم وطن استطیع أن أقول

فیھ كل ما أرید دون أن تخنق فیھ كلمتي سجونھ بیضاء وخیراتھ ینعم بھا أھلھ سواسیة بدون تمییز. وأن أكون

زوجة معتقل سیاسي وقائد وطني ھي مسؤولیة كبیرة أیضاً و محل فخر ، و أن أحمل ھذا الاسم كأمانة تعني

أن أكون معھ أشد على یده وأسانده في خطھ ومبادئھ، وتطلعاتھ فالشیخ علي سلمان یمتلك من الإنسانیة

والمصداقیة والثقة والشجاعة والاطمئنان ما یجعل من عشرات الآلاف من الناس تؤمن بمشروعھ السیاسي

وأفكاره الوطنیة وتوقن بأنھ رغم اعتقالھ لن یمنح الشرعیة لأي سلطة استبدادیة"

وقالت السیدة علیاء في تصریح صحفي لھا عام 2015 الشیخ علي قابض على مطالب الشعب بصلابة عتیدة منذ

أن عرفتھ، لكنھ رؤوف ورحیم ورقیق وشفاف حتى على من یضمر لھ العداء، لیس في قلب الشیخ مكاناً

للكراھیة، حتى خصومھ والاستبداد، یكره التمییز والتھمیش، الاستئثار والفساد، ھو ینتقدھم ویعارضھم، یكره

أفعالھم ویصارحھم بھا دون أن تسكن الكراھیة قلبھ. الشیخ یشفق على الجمیع ویحاول أن یسعد الناس ویؤازرھم

ویخفف عنھم ولو على حساب راحتھ فكیف بعائلتھ وأطفالھ؟! لا یؤثر ثبات الشیخ وصموده على رقھ قلبھ، بل إن

تبنیھ لقضایا الناس واحتیاجاتھم ھو جزء من رقّة قلبھ المشغول بالناس. الشیخ علي في حیاتي ھو وطن وحبیب

وصدیق قبل أن یكون زوجاً ، لذلك "ھو" لا یدیر حیاتنا، بل "نحن معاً" ندیرھا. حیاتنا شراكة بالحب المتجذر

والعمیق. ھذا الحب أعطانا الكثیر من الألق والتمیز الذي تخطینا بھ الكثیر من الصعاب والتحدیات التي واجھتنا

وتواجھنا. دائما ً یداً بید اعتدنا أن نمضي في حیاتنا. نداریھا كوردة نضرة عبقھ بالسقایة والعنایة لنصنع ربیع

حیاتنا ,الشیخ علي سلمان في عملھ السیاسي الیومي یعاین في كل لحظھ آلام ھذا الشعب ومعاناتھ، یتلمّس الظلم

الواقع علیھ، یلتقي یتامى الشھداء، الأطفال المحرومین من حنان آبائھم، أحد أحب الألقاب التي أعطاھا الشیخ ليوالتي أحبھا كثیراً ھي "الشاطئ الأخیر"، دائماً یقول لي: "أنت شاطئي الأخیر". ھذا اللقب صار بمثابة الرمز أو

"الكود" بیننا. وعن طفلتي (نبأ) فتعلقھ بھا كبیر جداً وھي كذلك. نبأ لاتستطیع النوم إلا في حضن والدھا وھو یقرأ

علیھا حكایة ما قبل النوم. بل إنھ ینتھز أي فتره فراغ لیلاعبھا، وھو لا یتذمر أبداً حتى لو اضطر أن یعید اللعب

معھا عشرات المرات، المھم أن تضحك وتكون سعیدة، رغم أنھ أحیانا یكون عائداً من یوم متعب ومضغوط إلاّ

أنھ یصر أن یلعب معھا. ھي الآن تتألم كثیراً من فراقھ، تبكي مراراً عندما تأتي للنوم، دائما تقول لي أنا أتذكر

كلامنا معاً، لعبنا معاً، ضحكاتنا معاً. تكتب لھ رسائل كثیرة، وتقول لي ماما: سأعطیھا إیاه عندما یعود، وقد كتبت

بعضھا وأرسلتھا لھ عندما كان في مركز الرفاع الشرقي، لكن الآن تمنع الرسائل من الدخول في سجن جو. أما

بالنسبة لطفلتنا الصغیرة سارة، فقد اعتقل الشیخ وھي تبلغ من العمر 40 یوماً. لذلك فھي حرمت من حنانھ منذ

ذلك الیوم، وھو یشتاق لھا كثیراً. أشعر عندما نزوره في المعتقل أنھ یرید التزود منھا وأن یخبئھا داخل قلبھ

ویعطیھا من حبھ الذي تفتقده. ھو یعلق صور أبنائھ في زنزانتھ فلا یفارقون عینیھ. الشیخ رقیق القلب یتألم لأي

مصاب قد یحدث، یبكیھ سقوط الشھداء وإصابات الجرحى، یبكیھ ما یحل بالحرائر من بنات الوطن،وقد غضب

عندما قام الأمن البحریني بفض اعتصام اللؤلؤة في المنامة ویخجل عندما یقف على المنصة ویھتف الجمھور

"علي ویاك علي." وأرسلت لھ ابنتھ نبأ رسالة تقول فیھا (من نونو بابا احبك كثیرا واشتاق لك كثیرا عندما

تخرج من السجن سأنام في حضتك وسألعب معك لا تبتعد عني أبدا إني احتاج إلیك كثیرا بجنبي أنا أتذكرك دائما

لا تنسني ) وكما تقول السیدة علیاء عنھا وزوجھا وعائلتھا كلنا فداء لھذا الوطن