رسالة إلى الأنام

أكتب على وجه الضوء رسالة
بخط سوريالي
أو ربما أكتب بخط أجدادي الذين مضوا
من ألف وألف وألف عام
المهم أن أكتب برمزية غرائبية
فقد علمت أن الناس لم تعد تقرأ الفصيح
ولا تدرك أن الحرف روح
تخرج من روحي
يسافر في زمن التيه وحيدا
يبحث عن عش في عقول عامرة
حروفي مثلي أنا
وحيدة تشكوا الظمأ وهي غارقة في الفرات
تظن أن صيامها عن الماء
حدادا على زمن رحل
وزمن ضائع
وزمن لا يعرف موعده
ومع ذلك
تغوص عميقا في الماء أكثر
ليست سادية تلك
ولا جلدا لذاتها
ولكنها تبحث عن معنى عميق
في لجة الماء
والعطش
معنى يكشف لها
كم هي مخلصة لنفسها
حين نذرت أن تكون نبيا في زمن
تسلط الشيطان فيه على عقول فارغة
فأرعبها
حتى سلمت مفاتيحها ونامت
مطمئنة أن الموت لن يمر
قريبا منها
لأن الشيطان وعد
أه لو أعرف كيف ينام الليل في حضن النهار
دون أن تصرخ الشمس في وجه الظلام
وتنتفض
عجائب أخر الزمان
بل هي معضلة الإنسان
منذ أول يوم
لبس فيه وجه النسيان
أخيرا قررت
أن أكتب على وجه الضوء
قصة
لزمن قادم يأت بعد ألف عام
أو ربما لن يأت
في زمن أو تحت عنوان
صحوة منام
لعنتي على الظلام......