اختتام اعمال البلنيوم الرابع عشر للجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي


الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
2020 / 9 / 19 - 09:44     

عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي اجتماعها الموسع (البلنيوم) الرابع عشر يومي السبت والأحد 12 و13 ايلول 2020 عن طريق الانترنيت بمشاركة اكثر من ثلثي اعضاء اللجنة المركزية وعدد من مشاوري اللجنة المركزية وكوادر الحزب من المدن العراقية. كما شارك في الأجتماع ليدر الحزب الشيوعي العمالي الأيراني حميد تقواائي.
وقد اظطرت جائحة كورونا الى عقد البلنيوم من خلال احد قنوات الاتصال الاجتماعي الافتراضي حضوريا بعد قيام الهيئة الفنية للبلنيوم بجهد مهم لانجاح تنظيم الأجتماع بهذه الوسيلة. بدأ الأجتماع باعلان النصاب القانوني للاجتماع من قبل الرفيق سمير نوري تلاه افتتاح البلنيوم بالنشيد الأممي واعلان دقيقة صمت من اجل المضحين من اجل الحرية والأشتراكية. بعد ذلك تم انتخاب هيئة رئاسة البلنيوم والتي عرضت النظام الداخلي وجدول الاعمال للنقاش وتم التصويت عليه بعد اجراء بعض التغييرات عليهما.
افتتح رفيق سمير نوري البلنيوم بكلمة حول اهمية ومكانة اجتماع اللجنة المركزية في الأوضاع الحساسة الراهنة وخاصة بظل ثورة تشرين وغليان ساحات النضال وميادين التحرير بالاعتراض وتصاعد النضال الجماهيري وتصاعد الارهاب الميليشياتي ضد التحرريين والتحرريات والوضع المعقد. وركزعلى دور الحزب في الاوضاع الراهنة وتمنى للبلنيوم النجاح. بعد ذلك قدم تقريرالمكتب السياسي المطول والذي اكد بادئا على اهمية عقد بلنيومات اللجنة المركزية كل ستة اشهر في اوقاتها. ثم اشار الى ان التقرير تناول فترة حدثت فيها احداث عظيمة ومحورية على صعيد العراق والمنطقة والعالم. اهم تلك الاحداث هي اندلاع ثورة تشرين ونزول الملايين الى الشوارع واسقاط رؤساء الحكومات المتعاقبين، وانتشار وباء كورونا وتأثيراته على حياة الجماهير ومسار الثورة، وتمرير كابينة مصطفى الكاظمي، والعنف والاجرام الوحشي الميليشياتي ضد الثوار في العراق، اضافة الى صراع جماهير كردستان مع القوميين الكرد. تطرق التقرير بعد ذلك الى نقاط القوة والضعف في الحزب واهمها التحزب وتطوير الحزب الى حزب مقتدر في اوضاع العراق الراهنة. فتح النقاش اثرها حول التقرير قرابة الساعتين وشارك معظم الرفيقات والرفاق في اغناء التقرير مؤيدين محتواه ومبرزين بعض النقاط التي لم يأت التقرير على ذكرها.
ثم قدم حميد تقوائي ليدر الحزب الشيوعي العمالي الأيراني كلمته متمنيا في مقدمتها النجاح للبلنيوم. ثم اشار الى الأوضاع السياسية منذ 2003 ولحد الآن ودور السياسة الأمريكية والنظام العالمي الجديد والتقسيم الديني الطائفي القومي والعشائري في العراق واشار الى الثورة هي بالضد من بدائل المحافظين الجدد والجمهورية الأسلامية وتدخلها في العراق وان هذه الثورة تهدف الى ارجاع التمدن والحضارة والمواطنة والعيش الكريم وبناء مجتمع مدني في العراق. واشارت كلمته الى ان الثورة بحاجة الى حزب مثل حزبكم وان حزبكم مؤهل للعب هذا الدور ويمتلك السياسات الصائبة والرؤية الثورية لانجاز مهماته وعليه اليوم تقع مهمة التحول الى حزب الجماهير ومحل ثقتهم مركزا على ان فقط الأشتراكية وبظل قيادة اشتراكية فقط بامكان الثورة ان تنجح.
وفي فقرة القرارات، نوقش مشروع قرار اعادة هيكلة قيادة الحزب اولا. في البداية عرض الرفيق سمير نوري مشروع القرار واكد على اهمية احداث تغيير في هيكلية قيادة الحزب حتى يتطور الى حزب سياسي ويكون حزبا شيوعيا سياسيا بالمعنى العملي البراكتيكي للكلمة. وبين بان وجود الثورة ووجود التغيرات والمنعطفات السياسية تحتم على الحزب ان يغير آالية عمله لتنسجم مع الواقع السياسي الثوري المتلاطم. اهم نقطة جاءت بالقرار هي ضرورة الفصل بين التشريع والتنفيذ داخل الحزب وتقسيم عمل المكتب السياسي بايجاد هيئة تنفيذية وانتخاب رئيس للمكتب السياسي. بعد ذلك فتح المجال للنقاش لاكثر من ثلاثة ساعات حيث تعمق الجدل في كل مفاصل مشروع القرار وصولا الى الاقرار عليه.
ثم طرح مشروع القرار الثاني من قبل الرفيق كاوه عمر وسمير نوري بعنوان "الأوضاع السياسية في ظل ثورة تشرين وجائحة كورونا". وعرض الرفيق سمير نوري مشروع القرار واكد على ثلاثة محاور اساسية في القرار وهي ثورة تشرين وجائحة كورونا والكابينة الوزارية لمصطفى الكاظمي. اشار سمير الى ان الثورة هي ظاهرة جديدة في التاريخ المعاصر للشعب العراقي وان نزول ملايين الشباب والشابات الى ساحات النضال لانهاء السلطة الدينية القومية الطائفية العشائرية يشكل هدف الثورة. كما ركز على نقاط نقص وضعف الثورة تكمن في عدم وجود حزب شيوعي ثوري مقتدر لها منتقدا الميل المعادي للتحزب الذي تحاول بعض القوى تقويته داخل الثورة. وبين ان وجود الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي في حد ذاته يشكل بديلا للسلطة في العراق ويقع على عاتق الحزب مهمات خطيرة ويسعى ليحصل على ثقة الجماهير وقيادتها نحو النصر. وقد تم اقرار مشروع القرار بالاجماع.
تقدم بعدها الرفيق عصام شكـري وسمير نوري بمشروع قرار ثالث بعنوان "مهام الحزب في توفير قيادة سياسية اشتراكية للثورة". عرض الرفيق عصام مشروع القرار وركز فيه على المحاور الاساسية في ان الثورة هي نفي كامل لكل الاوضاع الراهنة التي سببها اساسا نموذج تقسيم المجتمع الى كيانات دينية طائفية قومية وعشائرية. وشدد على ان الثورة في العراق هي ثورة ضد كل شئ وانها تكتسب اهميتها من كون العراق كان ضحية للنظام العالمي الجديد بقيادة المحافظين الجدد وانها تنشب في وقت تهيمن فيه الجمهورية الاسلامية وميليشياتها الاجرامية وتجثم على صدر جماهير العراق. كما اكد على ان الثورة ومنذ سنة تقريبا لم تحيد عن طريقها في ضرورة اسقاط كل النظام واحلال نظام علماني مدني للعراق. كما تحدث عن محاولات البرجوازية العراقية الحالية خلق اوهام وطنية تهدف اساسا الى كسر شوكة الثورة التي زلزلت اركان السلطة والى اطالة عمر هذا النظام الفاسد واللصوصي ووصوله الى حائط اصم. اكد عصام على ان الحزب وسياساته منسجمة كليا مع توجهات الثورة ولكن المهمة اليوم تتقوم في ترجمة شعار الحزب "كل السلطة للتحرير" من خلال ايجاد قيادة سياسية اشتراكية للثورة في كل ميادين النضال الطبقي في العراق وصولا الى انتصار الثورة واسقاطها لكل النظام السياسي الراهن واحلال نظام جديد يعيد زمام الامور بيد الجماهير لتقرير حياتها ومستقبلها. بعد ذلك وبسبب شحة الوقت وعمق النقاش حول مشروع القرار الى المكتب السياسي لاصدراه في اسرع وقت.
ثم قدم عصام شكــري مشروع القرار الرابع بعنوان "حول مكانة المرأة في الثورة في العراق وعموم المنطقة". عرض الرفيق عصام مشروع القرار واكد فيه على اهمية دور المرأة في الثورة وان مشاركتها في الثورة وفي الصفوف الامامية وبشكل حديث ومودرن ومتمدن هي ظاهرة جديدة تماما لم تحدث في العراق منذ سنين طويلة من تدمير مكانة المرأة بظل حكم المجاميع الاسلامية والقومية والطائفية والعشائرية وميليشياتها. واكد ان على حزبنا تسليط الضوء على هذه الظاهرة الجديدة والدفاع عنها بكل قوة من اي قوى تتجرأ على الحط من مكانة المرأة او الانتقاص منها بعد ان كان سباقا في الدعوة الى المساواة الكاملة للمرأة بالرجل منذ بدء الحراك الثوري في العراق. تم الاقرار على مشروع القرار بالأجماع. كما اقر البلنيوم قرار قصير داخلي حول الأرشيف قدمه الرفيق كاوه عمر.
مشروع القرار السادس كان بعنوان "المهام العاجلة لثورة تشرين في العراق" عرضه عصام شكـري ولكن بسبب ضيق الوقت ووجود مقترحات ايجابية تتعلق باضافة بعض الفقرات قرر البلنيوم ايضا تحويل مشروع القرار الى المكتب السياسي الجديد لاصداره.
اما مشروع القرار السابع فكان بعنوان "حول الأنتخابات في العراق" وعرضه الرفيق سمير نوري. وقد تحدث عن الأساس الذي يبنى عليه الحزب موقفه من الأنتخابات في العراق في الاوضاع الحالية بشكل عام وما يسمى الأنتخابات المبكرة التي تهدف الى اجهاض الثورة ويعتبر ان الحزب ينظر الى ان هذه الانتخابات بمثابة مهزلة سياسية داعيا الجماهير الى مقاطعة الأنتخابات وادامة زخم الثورة لاسقاط كل سلطة الاسلاميين والطائفيين والقوميين وبناء نظام مجالسي. اقر مشروع القرار بالاغلبية.
وفي فقرة الأنتخابات، انتخب الرفيق سمير نوري بالاجماع سكرتيرا للجنة المركزية. تلى ذلك انتخابات المكتب السياسي حيث تم انتخاب الرفاق: اطياف عزيز وضياء احمد وعباس كامل وعصام شكري وكاوه عمر اعضاءا للمكتب السياسي. في اختتام البلنيوم قدم عصام شكري كلمة الأختتام اكد فيها على شكره لكل الرفيقات والرفاق في انجاح البلنيوم. واكد في كلمته على ان حزبنا هو كالماسة الصلبة التي لا تكسر وان هذا لم يأت سوى من عمق اخلاص كل عضواته واعضاءه لقضية الانسان وقضية الاشتراكية وقضية المساواة والدفاع عن الحضارة البشرية ازاء البربرية، وان الحزب لم ينثن قط، طيلة تأريخه عن ادامة وتشديد هذا النضال. قدم بعدها سمير نوري الشكر الجزيل للرفاق الذين بذلوا الجهود السخية لانجاح المؤتمر ثم اختتم البلينوم بعزف نشيد الاممية.
15-9-2020