من دولة المدينة اليونانية إلى الإمبراطورية الهيلينية


غازي الصوراني
2020 / 9 / 13 - 16:25     


تمهيد:
في تناولنا –في الصفحات السابقة لفلسفة أفلاطون- اطلعنا على "دفاع أفلاطون عن النظرة التي تقول بإمكانية كون المجتمع موضوعاً لدرس عقلي، كما يمكنه أن يتأثر (في جمهوريته) بقيادة عقلية ذكية عبر الفلاسفة، كما اطلعنا على دفاع أرسطو عن النظرة التي تقول إن المجتمع يُعرَّف بالعلاقة بين أعضاء المجتمع الأحرار المتساوين أخلاقياً، وأنه يجب أن يحكم بالقانون، وأن الحكم (من خلال الطبقة الأرستقراطية) يجب أن يقوم على أساس النقاش الحر، وليس على القوة وحدها. وقد عاشت تلكما النظرتان كمثالين، حتى بعد أن أصبحت الدول المدينية اليونانية ضمن الإمبراطورية الهيلينية (بعد توسع الاسكندر)، على الرغم من أن تحقيق تلك المثل ازداد صعوبة، بعد الاندماج.
وقد فهم أرسطو وأفلاطون أن نوع السياسة التي اعتنقاها يفترض وجود مجتمع صغير نسبياً، فرأى أرسطو أن حجم دولة المدينة (polis) يجب أن يكون معقولاً، فلا تكون صغيرة لدرجة تجعلها عالة على غيرها، ولا تكون كبيرة بمقدار يجعل سكانها لا يعرف واحدهم الآخر، ويصعب النقاش في الاجتماعات الكبيرة. وكما عرفنا، رأى أفلاطون في القوانين أن يكون سكان دولة المدينة من المواطنيين الأحرار، ورأى أفلاطون وأرسطو كلاهما أن دولة المدينة هذه يجب أن تكون وحدة مستقلة.
وفي حوالي نهاية القرن الرابع قبل الميلاد، بدأنا نشاهد تشكل دولة جديدة: الإمبراطورية الهيلينية. وقد أدى ذلك التحول من دولة المدينة إلى الإمبراطورية إلى حصول تغيرات على المستويين المؤسساتي والفكري.
خلال الحقبة الرومانية –الهيلينية كلها، بدءاً من العام 300 ق.م. إلى حوالي 400 بعد الميلاد، كانت الدول كبيرة جغرافياً وسكانياً، وشملت شعوباً متنوعة ثقافياً ودينياً ولغوياً، وضَعُفَ المتحد الاجتماعي المحلي الذي فيه يستطيع أن يشترك الجميع، حتى لو كانت المدن في الحقبة الهيلينية والحقبة الرومانية تتمتع بمقدار من الحكم الذاتي الداخلي، واستطاعت من وقت إلى آخر أن تثبت نفسها سياسياً، وكان الحاصل وجود دول كبيرة، حيث السلطة في وكالات مركزية معينة، سواء أكانت الدولة ملكية أو جمهورية، وكوسيلة لتوحيد فسيفساء الجماعات القومية المختلفة إثنياً، والتي ليس لها تماسك طبيعي، كان الملك يُصَوَّر أحياناً أنه مقدس، وقد أدى ذلك إلى تقوية سلطة الدولة المركزية "([1])، وفقدان الدور السياسي، والديمقراطي (الشكلي) في أوساط الشعب، كما أدت تلك المركزية إلى شعور المواطنيين الأحرار بالعجز، إلى جانب تفاقم أوضاع النساء والعبيد الذين أصبحوا في حالة من الاستعباد أكثر سوءاً مما كانت عليه أحوالهم في مرحلة الدولة/ المدينه.
فلسفة العصر الهيلنستي:
لم يكن انحلال الامبراطورية بعد وفاة الاسكندر عام 323 ق.م، ليحد من تردي الاوضاع، وتفاقم حدة الأزمة، التي كانت تعود بجذورها إلى علاقات الرق المهترئة ذاتها، وأدت إلى فقدان أثينا استقلالها السياسي، وقد امتدت هذه الازمة إلى الحياة الروحية، حيث أدت إلى تغيرات عميقة في الحياة الفكرية، وعززت الطابع التأملي للفلسفة اليونانية القديمة.
في هذا العصر الذي امتد حتى القرن الرابع الميلادي، بدأت ملامح انحلال مجتمع الرق، كما ساهمت الفلسفة في تعزيز الطابع التأملي للحياة في هذا العصر عبر ثلاث تيارات رئيسية في الفلسفة الهيلنستيه([2]):-
1- الريبيه - مذهب الشك.    2- الابيقورية.           3- الرواقية.
لقد تكرست هذه الفلسفة تدريجياً مع " انتشار المراكز التجارية اليونانية في جميع انحاء آسيا الصغرى والمناطق الشرقية التي ساهمت في تطور القاعدة الاقتصادية لهذه المنطقة كجزء من الامبراطورية الهيللينيه من جهة، وأدت إلى انفتاح الحضارتين الشرقية واليونانية وتداخلهما من جهة أخرى، لدرجة أن " روح الشرق " تغلبت على الاسكندر نفسه بعد ان تزوج ابنة داريوس ملك الفرس وتبنى التاج والكساء الرسمي الفارسي في الدولة، واستقدم إلى أوروبا الفكرة الشرقية عن حق الملوك المقدس (مصرية وبابلية قديمة) ثم اعلان نفسه الها تطبيقاً لهذه الفكرة"([3]).
لقد ساهمت كل هذه المقدمات -كما يقول ديورانت - إلى تسرب الطقوس الدينية الشرقية إلى جسم الامبراطورية وتداعت كافة السدود امام سيل هذه الطقوس، وزاد انتشار الديانات الخرافية الغامضة التي تأصلت في نفوس الهيلينيين الأكثر فقراً، ولم يكن استقدام الفلسفة الرواقية أو الزينونية التي جاء بها "زينون" الفينيقي عام 310ق.م سوى أحد أوجه هذا التسرب للفلسفة الشرقية القديمة ،فاليونان بعد ان فارقها المجد اصبحت مُعَدَّة لتعاليم المذهب الرواقي والابيقوري الذي كان في جوهره استسلاماً وقبولاً للهزيمة او محاولة لنسيانها والاندماج في أحضان اللذة والسعادة الابيقوريه .
" يطلق اسم الحقبة الهلنستية على الحقبة التي أمست فيها الثقافة اليونانية مِلْكاً مشتركاً بين جميع بلدان البحر الابيض؛ فمنذ وفاة الاسكندر وحتى الفتح الروماني انتشرت هذه الثقافة رويداً رويداً، امتداداً من مصر وسورية ووصولاً إلى روما واسبانيا، وفرضت نفسها في الاوساط اليهودية المستنيرة كما في أوساط الاعيان الرومان، وكانت اداة هذه الثقافة هي القونية KOINE، أي اللهجة الدارجة من اللغة اليونانية.
تعد هذه الحقبة، من بعض المناحي، من أهم الحقب في تاريخ الحضارة الغربية. فكما ان التأثير اليوناني طال، في ما طال، حتى الشرق الاقصى، كذلك انفتح الغرب الاغريقي، ابتداء من حملات الاسكندر، لتأثير الشرق والشرق الاقصى، وسوف نشهد، في فترة الأفول هذه، صعوداً متدرجاً للديانات الشرقية وللمسيحية، ثم تفكك الامبراطورية الرومانية مع غزو البرابرة، والانطواء الصامت الطويل الأمد الذي هيأ الأجواء لمولد الثقافة الحديثة.
إن المعالم الكبرى لتاريخ اليونان السياسي في ذلك العصر معروفة؛ فقد كان بمثابة حقل مُسَوَّر يتواجه فيه ورثة الاسكندر، وعلى الأخص ملوك مقدونية والبطالمة، وما كان للمدن أو أحلاف المدن إلا أن تستند إلى احدى القوتين المتصارعتين لتتفادى الوقوع تحت هيمنة القوة الأخرى، وكان دستور المدن يتبدل بتبدل من يتولى أمرها، معتمداً تارة على الحزب الأوليغارشي وطوراً على الحزب الديموقراطي، وكانت اثينا بوجه خاص، هي التي عانت سلباً أكثر من أي مدينة سواها من عواقب تلك المواجهة التي امتدت إلى الشرق بأسره، ذلك هو الاطار الذي دارت فيه عجلة تاريخ الرواقية القديمة بزعمائها الثلاثة: زينون الكتيومي (322 – 264) وأقليانتس (264 – 232 ) وكريزيبوس (232 – 204)" ([4])، إلى جانب الفلسفة الريبية والأبيقوريه، والرواقيه، والكلبيه.
"وعندما قام الرومان بنهب هلينيا (في عام 146 قبل الميلاد) وجدوا هذه المدارس المتنافسة تتقاسم الميدان الفلسفي، وبما ان الرومان لم يكن لديهم الوقت والفراغ أو المقدرة على التأمل والتفكير انفسهم، فقد عادوا بهذه الآراء الفلسفية مع جملة مغانمهم إلى روما، لقد اتجه كبار المنظمين إلى الأساليب الرواقية، وهكذا فقد كانت الفلسفة السائدة في روما تقريباً فلسفة زينون الرواقية"([5]).
الريبية :
"ليست الريبية مذهباً محدد العناصر بقدر ما هي رؤية نقديه مفتوحه، فالريبي لا يدَّعي انشاء حقائق جديدة، ولا يزعم اكتشاف قناعات أجدر من سواها بالاتباع وانما يدعو إلى مراجعة طريقتنا في بناء الحقيقة، وإلى إعادة النظر فيما اعتقدنا أننا أنهينا النظر فيه.
لذا فالفلسفة الريبية هي موقف منهجي نقدي يطرح الأسئلة العميقه ويزعزع أوثق القناعات، ويفتح الآفاق صوب مزيد من التأمل الفكري والمراجعة بهدف الوصول إلى رؤى وأفكار حقيقيه أكثر وضوحاً"([6]).
من أشهر فلاسفتها بيرون ( 365-275ق.م)، امتد هذا التيار من القرنين الرابع والثالث ق.م حتى القرنين الاول والثاني بعد الميلاد، "الانسان" عندهم عليه الا يتخذ موقفا من ظواهر الطبيعه او الحياة، اذا اراد ان يعيش سعيدا عليه ان يعلق الحكم عليها، لاننا لا نستطيع ان نحكم بالقطع ان هذا الشئ موجود(الثلج يبدو ابيضا والعسل يبدو حلوا لكننا نشك في ذلك لأننا لا نستطيع أن نحكم أن هذا الشيء أبيض أو حلو في حد ذاته أم لا) انه موقف ينطلق من عدم امكانية معرفتنا للصدق على نحو يقيني، يظل الإنسان لامباليا دوما، بما يضمن تحقيق الطمأنينه وانعدام الخوف، ذلك إن الهدف من الحياة عند "بيرون" الوصول إلى السعادة، ويرى بيرون أن على الانسان، الذي يطمح لبلوغ السعادة، الاجابة على أسئلة ثلاثة: 1) مم تتألف الاشياء؟ 2) كيف يجب أن يكون موقفنا منها؟ 3) ما الفائدة التي نجنيها من موقفنا هذا؟ أما السؤال الأول فلا جواب عليه: فليس بامكاننا أن نحكم قطعا بان الشيء موجود وبذلك يرتفع القول بيقينية أي من أساليب المعرفة أو عدمها، فلكل حكم نقيض يعادله.
ومن استحالة الاحكام القطعية ينتقل بيرون للاجابة على السؤال الثاني: ان الموقف الفلسفي الحق من الاشياء يقتضي الامتناع عن إعطاء أي حكم عنها، وهذا لا يعني أن لا وجود لشيء يقيني، فادراكاتنا الحسية، وانطباعاتنا يقينية حتما، لكن الخطأ يأتي من الاحكام، عندما نحاول أن نحكم على ما يبدو، أو ما يظهر لنا، على أنه من طبيعة الاشياء، ومن هنا ياتي الجواب على السؤال الثالث: ان المنفعة، التي نجنيها من الامتناع عن إعطاء الاحكام، هي حالة من السكينة والطمأنينة وعدم التأفف والتذمر، فيها السعادة القصوى، التي يمكن (ان يظفر بها الفيلسوف). وقد تطورت الريبية فيما بعد على يدي أتباع بيرون وتلامذته، أمثال تيمون، وانيسيديموس، وسامبريقوس، أحد ممثلي الريبية المتأخرة (القرن الثاني للميلاد)([7]).
انتشر هذا التيار على امتداد القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد، ثم في القرنين الأول والثاني للميلاد، ينطلق انصار الريبية من الامتناع عن اصدار الاحكام، أو تفضيل أحد الحكمين المتناقضين على الآخر، فالحكم ونقيضه متعادلان.
 
أبيقور (341 ق.م – 270 ق.م):
فيلسوف مادي يوناني، تبنى المذهب الحسي المادي وطوره، فقد آمن بان كل ما نحسه يقيني، فالأحاسيس لا تخدعنا أبداً، درس الفلسفة على يد أحد تلاميذ ديمقريطيس، عُرف عنه البساطة في اللباس والطعام إلى جانب التواضع، ولم يهتم بالأديان بشكل عام، أسس مدرسته في إطار المنافسة مع زميله زينون.
غاية الفلسفة عند أبيقور تتجلى في كونها فلسفة أخلاقية بحته لقياس ومعرفة ما هو خير وما هو شر، إذ ان هدف الأخلاق عند ابيقور، بلوغ السعادة والشعور باللذة وعدم الخوف من الآلهة([8])، أما المعرفة عنده تأتي من خلال الحواس وهي معرفة حقيقية، إذ أن الالتزام– كما يقول ابيقور- بالمعرفة الحسية يشكل الطريق الذي يوصلنا إلى المعرفة، أما اذا اتبعنا العقل والخيال فسنقع في الأخطاء، وقد وجه أبيقور فلسفته ضد الأوهام والخرافات الدينية.
من أقواله: "لو أن الآلهة تنصت لصلاة البشر، لهلك البشر سريعاً أجمعه، لأنهم لا يتوقفون عن تلاوة صلوات يدعون فيها ان يصيب شرور بعضهم بعضاً" ابيقور.
الابيقوريه– وضمان صالح الفرد:
مصطلح الإبيقورية مشتق من اسم الفيلسوف إبيقورس (أبيقور) في مدرسته في أثينا، المعروفة باسم البستان (The Garden)، والمعروفة أيضاً بجوها الودي والراقي، حيث النساء والعبيد أيضاً مرحب بهم؛ هذه ممارسة غير مألوفة في العصور القديمة.
وقد اجابت الإبيقورية عن السؤال الخاص بكيفية ضمان سعادة كل إنسان، بما يلي: تمتع بالحياة، لكن بعد تفكير، أي إن الحياة الجيدة هي الحياة السعيدة الخالية من الألم والمعاناة([9]).
 المهمة الاساسية للفلسفة عند أبيقور، هي وضع الاخلاق وقواعد السلوك التي تؤدي إلى السعادة‍‍ والسعادة كما يقول هي الشعور باللذة، فاللذة خير، والألم شر، شرط أن تشك في كل شيء لأنه " من أجل بلوغ السعادة لابد من ازالة الخوف من تدخل الالهة في حياة البشر".
 أنواع اللذة عنده:
1- لذة طبيعية وضرورية للحياة ( لذة الطعام )
2- لذة طبيعية غير ضرورية ( لذة الاغذية المترفة او الكماليه )
3- لذة غير طبيعية وغير ضرورية للحياة ( لذة المال والتكريم والألقاب الاجتماعية ) .
الانسان الحكيم هو الذي يصغى للذة الاولى ويعيش حياته راضياً وهذه هي السعادة الحقيقية بالرغم من ان ابيقور كان مادياً عبر مذهبه الشكي، الا أنه كان- في رأينا -داعية للاستسلام والخنوع والتأمل وهي صفات صبغت المرحلة اللاحقة حتى القرن الرابع عشر .­
لكن "على الرغم من أن أبيقور اعتقد بأن "الأرض قاطبة تعيش في الألم وتكتسب بالألم أعظم قواها، فقد أشاد بالفرح واكتشف الحكمة والفن في سكينة الحياة وسط الصراعات اليومية، ولم يطلب أبيقور سوى هدوء المقام وصفو القلب، ولم تصلنا من المؤلفات الكثيرة التي حررها، سوى الرسائل، وشذرات، وأفكار رئيسية، ومقالته في الطبيعة، روحية مزدوجة، الأولى فلسفية، والثانية انسانية خالصة، وكلتاهما مؤثرة جداً، وطلبته هي السعادة، لا اللذة، البساطة الزاهدة، لا فخفخة الولائم؛ وأكثر من أي شيء آخر طلب العزلة الرزينة، وعالم الحياة الداخلية، وكل ذلك في الفرح والحرية([10]).
كتب أبيقور مشيراً إلى تلك الصلة الحميمة اليومية التي جمعته ومريديه: "إن حيازة الصداقة هي الوسيلة الأهم بما لا يقاس من سائر الوسائل التي تمدنا بها الحكمة للفوز بالسعادة على مدى الحياة، وتكشف لنا وصيته، عن ان شاغله الأول كان المحافظة على تلك الرابطة التي كان هو روحها المحرك؛ وقد كلف منفذي وصيته بأن يحتفظوا بالحديقة؛ وأوصى بأن تقام احتفالات تذكارية سنوية تكريماً له ولتلميذيه اللذين فارقا الحياة قبله، مترودورس وبوليائينوس؛ وأوصى عموماً بدفع غائلة الفقر عن مريديه، وقد انتشرت تعاليمه في حياته فتأسست مراكز ابيقورية في لمبساقوموم يتيليناروم بإيونيا، وحتى في مصر"([11]).
ترك لنا ابيقور الأفكار الرئيسية، حيث عرض في أربعين فكرة خلاصة مذهبه، ذلكم هو الرجل الموهن الجسم، الطيب القلب، الذي صوره أعداؤه فاجراً فاسقاً، والذي عرف اخلاق اللذة بهذه الكلمات:
"ليست بهجة الحياة لا في الشراب، ولا في لذة النساء، ولا في فاخر الموائد، وانما في الفكر الزاهد الذي يميط اللثام عن أسباب كل شهوة وكل نفور ويطرد الظنون والاحكام الخاطئة التي تعكر صفو النفوس".
ونعلم –كما يقول اميل برهييه- كم أحاطه مريدوه الأوائل بالإجلال والتوقير، ونعرف روعة الابيات التي أشاد فيها لوقراسيوس، بعد مئتي سنة من وفاته، بعبقريته:
"كان إلهاً، أجل إلهاً، فهو أول من اكتشف ذلك الأسلوب في الحياة الذي يقال له اليوم الحكمة، وهو من نجاناً بفنه من عواصف عاصفة ومن ليل دامس وجعل عجلة حياتنا تدور في هدوء وضياء عظيمين، هدوء النفس وضياء الفكر: سمتان لا تقبلان انفصاماً، وفي اتحادهما الوثيق تكمن أصالة الابيقورية"([12]).
على أن وظيفة الفلسفة الحقيقية عند أبيقور ليست هي تفسير العالم، لأن الجزء لا يستطيع قط أن يفسر الكل، بل وظيفتها أن تهدينا في بحثنا عن السعادة.
وليس في الفلسفة إلا قضيتان اثنتان مؤكدتان، وهما أن اللذة خير، وأن الألم شر؛ والملاذ الجنسية في ذاتها مشروعة، وستجد الحكمة لها مكاناً فيها؛ غير أنه لما كانت هذه الملاذ قد تؤدي إلى عواقب وخيمة، فإنها في حاجة إلى جهاد حصيف فطين لا يستطيعه إلا صاحب الذكاء.
" فإذا قلنا إذن إن اللذة هي اعظم خير، فلسنا نقصد بذلك لِذَّات الرجل الفاجر الداعر، أو اللذات التي تقع في مجال المتعة الجنسية .. ولكننا نقصد تحرر الجسم من الألم، والروح من الانزعاج.
ذلك أن الشراب والمرح الدائمين أو الاستمتاع بصحبة النساء أو ولائم السمك وغيره من الأطعمة الغالية، ليست هي التي تجعل الحياة سارة لذيذة، بل الذي يجعلها كذلك هو التفكير الهادئ الرزين، الذي يفحص عن أسباب اختيار هذا الشيء وتجنب ذاك، والذي يطرد الأفكار الباطلة التي ينشأ عنها معظم ما يزعج النفس من اضطراب"([13]).
ونخلص من هذا إذن إلى أن الفهم ليس هو أسمى الفضائل فحسب، بل إنه أيضاً أسمى أنواع السعادة، لأنه يعيننا أكثر مما تعيننا أيه موهبة أخرى من مواهبنا على تجنب الألم والحزن.
والحكمة هي وسيلتنا الوحيدة إلى الحرية: فهي تحررنا من رق الانفعالات، ومن خوف الآلهة، والفزع من الموت؛ وهي تعلمنا كيف نتحمل مصائب الدهر، وكيف نستمد من طيبات الحياة البسيطة ولِذَّات العقل الهادئة لذة عميقة خالدة.
إن أكبر عيب في فلسفة أبيقور – كما يرى ديورانت- هو سلبيتها: فهى تفكر في اللذة على أنها التحرر من الألم، وفي الحكمة على أنها فرار من مخاطر الحياة وامتلائها؛ وهي خطة صالحة طيبة للفردية ولكنها لا تصلح للمجتمع.
كان إبيقور يحترم الدولة، لكنه يراها شراً لابد منه، حيث يستطيع تحت حمايتها أن يعيش آمناً من الأذى في حديقته، ولكن يبدو أنه لم يكن يعني بالاستقلال القومي، بل يبدو أن مدرسته كانت في واقع الأمر تفضل المَلَكية المطلقة عن الديمقراطية، لأن الأولى أقل من الثانية ميلاً إلى اضطهاد الإلحاد، وكان إبيقور على استعداد لأن يقبل أية حكومة لا تضع أية عقبة في سبيل طلب الحكمة والصداقة طلباً مطلقاً من القيود والعوائق"([14]).
"ظل أبيقور ثلاثين عاما يُعَلِّم في حديقته ويفضل المدرسة عن الأسرة حتى إذا كان عام 270 قاسى أشد الآلام من حصوة في المثانة، ولكنه تحمل الألم بصبر عجيب، ووجد وهو على فراش الموت متسعا من الوقت للتفكير في أصدقائه: "أكتب إليكم في هذا اليوم السعيد الذي هو آخر أيام حياتي".
وترك أببقور وراءه مريدين خلف بعضهم بعضاً زمناً طويلاً، وقد بلغ من وفائهم لذكراه أن ظلوا قروناً طوالاً يأبون أن يغيروا كلمة واحدة من تعاليمه".([15])
قالوا عنه([16]):
·      "إن الفلسفة، ما دامت قطرة من الدم تضمن الخفقان لقلبها الحر المطلق الحرية وسيد العالم، لن تكل من رمي خصومها بصيحة أبيقور : ليس الكافر من يزدري آلهة الجمهور، بل الكافر من يتبنى فكرة الجمهور عن الآلهة" (كارل ماركس) (1841).
·      "لقد نفي أبيقور الموت من الوجود، فكل شيء في هذا العالم مادة، والموت يعني فقط العودة إلى العنصر الأول" (البير كامو).
 
الرواقيون :
اشهر فلاسفتهم زينون الفينيقي (334 ق.م. – 262 ق.م)، دعوا إلى الاستسلام والسكون ورفضوا مبادىء ابيقور الالحادية، وقالوا بأن الإنسان الحكيم هو الذي يؤثر مصلحة الدولة على مصلحته الخاصة او الذاتية، "اعتبروا أن الناس كلهم مواطنوا العالم (kosmopiles) وهذه خطوة تقدمية من حيث المبدأ، لكنها في الحقيقة جاءت انسجاما مع حلم تشييد الدولة الرومانية "العالمية" وهي في كل الاحوال ضد افكار افلاطون وأرسطو القائلة بافضلية الاغريق على الشعوب الاخرى بل وحقهم في استرقاقها.
نظرية المعرفة عند الرواقين، هي نظرية قريبة جداً من افكار أرسطو، ولا وجود لأية افكار مسبقة في العقل، وأنكروا وجود المُثُلْ التي قال بها افلاطون، فالانسان عندهم يولد صفحة بيضاء خاليه تماماً ثم تُكْتَسبْ المعارف من واقع الحياة عبر أعضاء الحواس كمصدر للمعرفة، فالمعرفة الوحيده الممكنة عند الرواقيين هي العالم المادي من خلال الحواس، وما لا ندركه بالحواس، فهو غير موجود.. كما أن الحقيقة هي عبارة عن تطابق مافي داخل عقلنا مع ما هو موجود في الواقع المادي والطبيعة.. ولم يعتقد الرواقيين بأي شيء غير مادي، وبالتالي رفضوا كل الغيبيات أو العوالم الميتافيزيقية، فكل شيء موجود هو شيء مادي، ولا يعترفون بأي شيء غير ذلك.
اعتبروا النار (كمادة) أصل كل شيء، وهذه النار الالهية المادية هي أساس كل شيء في هذا الكون، وعند فناء هذا الكون تعود النار من جديد في عالم جديد ستكون نسخة عن العالم السابق وبنفس الأماكن والأشخاص انها دورة ابدية متواصلة بين العالم القديم والجديد، كما أنها تعيد انتاج كل شيء بنفس القوانين والعلاقات السابقة، وكل ذلك يتم بواسطة النار باعتبارها الإله الكلي المادي أو القوة العاقله الأزلية كما يسمون النار، والكون عندهم يسير بشكل منظم وخاضع لقوانين العله والسبب، والإنسان لا يملك أي نوع من حرية الارادة في هذا العالم الجبري.
اما التعاليم الأخلاقية عندهم، فتقوم على ان العالم محكوم بشيء ثابت، والانسان عليه ان يتصالح مع الطبيعة، فالانسان العاقل عندهم هو من يخضع لهذا المبدأ او يكون مالكاً للشجاعة والحكمة وانساناً فاضلاً ، كل شيء مقرر سلفاً للانسان ، فلا حرية ولا إرادة وإنما خضوع لقوانين الطبيعة شرط ان يكون شجاعاً وحكيماً وفاضلاً.
كان "الرواقيون يتفقون مع الإبيقوريين في ان المعرفة لا تنشأ إلا من الحواس، وكان المقياس النهائي للحقيقة في رأيهم هو المدركات الحسية التي تضطر العقل إلى قبولها بما فيها من وضوح أو ثبات، على أنه ليس من الضروى أن تؤدى التجارب إلى المعرفة، لأن بين الحواس والعقل توجد العواطف أو الانفعالات، وهذه قد تشوه التجارب فتجعلها أخطاء، كما تشوه الرغبات فتجعلها رذائل، والعقل هو أسمى ما أحرزه الإنسان، وهو بذرة من بذور العقل الكلي الذي وضع قواعد العالم"([17]).
" والله في هذا النظام هو البداية والوسط والنهاية، وكان الرواقيون يعترفون بضرورة وجود الدين ليكون أساسا للأخلاق الفاضلة؛ فكانوا ينظرون نظرة التسامح اللطيفة لعقائد الشعب الدينية وما فيها من شياطين، ومن تنبؤ بالغيب، وكانوا يجدون لهذه تفسيرات مصوغة في تشبيهات ومجازات يسدون بها الثغرة الفاصلة بين الخرافة والفلسفة"([18]).
وإذ كان الإنسان جزءا من الله أو الطبيعة، فإن من اليسير –كما يقول الرواقي- "أن تحل المشكلة الأخلاقية على النحو الآتي: "الخير هو التعاون مع الله أي مع الطبيعة ونعني بها قانون العالم، ولا يمكن أن تتحقق السعادة إلا بالمواءمة بين أغراضنا وسلوكنا من جهة، وبين أغراض العالم وقوانينه من جهة أخرى؛ وليس ثمة تعارض بين صالح الفرد وصالح الكون، لأن قانون الخير في حالة الفرد يتفق مع قانون الطبيعة، كما أن غرض العلم والفلسفة والمبرر الوحيد لدراستهما هما تمكيننا من أن نعيش وفق الطبيعة.
يتجنب الرواقى الترف والتعقيد، والمنازعات السياسية والاقتصادية؛ وهو يقنع بالقليل، ويقبل بلا تذمر صعاب الحياة وما يلاقيه فيها من خيبة. ولا يأبه بشئ غير الفضيلة والرذيلة – لا يبالى بالمرض والألم، بحسن السمعة أو سوئها، بالحرية أو الرق، بالحياة أو الموت. فإذا مات ولده لم يحزن، بل يرضى بحكم القدر معتقداً أنه أحسن الاحكام وإن خَفِيَ الأمر عليه؛ ويسعى لأن يكون مجرداً من الشعور تجرداً تاماً، حتى يكون هدوء عقله آمنا من جميع تقلبات الحظ، أو الرحمة، أو الحب، ومن وقْعِهَا عليه، وعلى الرواقى أن يكون معلما قاسياً، وإداريا صارما. والجبرية لا تتضمن الانطلاق من القيود، بل يجب علينا أن نكبح جماح أنفسنا وأنفس غيرنا، وأن نتحمل من الناحية الخلقية تبعات جميع أعمالنا"([19]).
"لم يكن استقدام الفلسفة الرواقية أو الزينوتية، التي جاء بها التاجر الفينيقي الفيلسوف "زينون" إلى أثينا حوالي عام 310 قبل الميلاد) سوى وجه واحد للتسرب الشرقي الواسع الذي دخل إلى اليونان، لقد كان المذهب الرواقي والابيقوري استسلاماً وقبولاً للهزيمة، وجهوداً لمحاولة نسيان الهزيمة في أحضان اللذة والسرور، ونظريات حول كيفية بلوغ الإنسان السعادة على الرغم من ذل الاستعباد والخضوع"([20])، تماماً كما كانت فلسفة شوبنهور الرواقية الشرقية المتشائمة، وفلسفة رينان الابيقورية اليائسة في القرن التاسع عشر شعارات للثورة المبعثرة وفرنسا المحطمة.
الرواقية الرومانية:
بظهور الرواقيين الرومانيين– شيشرون([21]) على وجه الخصوص (106– 43ق.م.) تحولت عقيدة الانسحاب (من العالم) الفردية الزاهدة الأولى إلى توتر بين الانسحاب والواجب السياسي، وهذا يعني، بشكل تقريبي، أن الشخص لم يعد جزءاً عضوياً من جماعة، وإنما هو فرد خاضع لصيغة قانونية كلية، ونظام حكم كلي، والأفراد جميعهم متساوون أمام القانون مبدأياً، وما يحدد حقوقهم هو القانون الكلي الذي ينطبق في كل مكان وزمان، لا وظائفهم، وهنا نقع إلى فكرة القانون الطبيعي بشكلها المكتمل التطور"([22]).
يقول بلوتارخوس : "كتب زينون كتاباً في الجمهورية حقيقاً بكل الاعجاب، ومبدؤه ان البشر لا يجوز لهم ان يتفرقوا إلى مدن وشعوب، لكل منها قوانينه الخاصة؛ فالبشر جميعاً أبناء وطن واحد، إذ أن حياتهم واحدة والكون الذي يحيون فيه واحد، مثلهم مثل قطيع الأغنام الذي يوحده انقياده لقانون واحد"([23]).
والأكفأ على صنع القوانين العادلة هم أعلى الحكماء، ويوجد فيهم العقل في أنقى صورة. "قال شيشرون: "يوجد القانون الكامل في أرواح الحكماء"، وفي ما كتبه شيشرون نرى كيف يمكن توظيف النظرة الرواقية إلى القانون الطبيعي، والتي تقول بوجود دستور كلي ثابت فوق جميع الأنظمة القانونية المتغيرة، لتسويغ القوانين الموجودة، وهكذا، بدا لشيشرون أن القانون القائم وأشكال اللامساواة الموجودة تجد تسويغها في القانون الطبيعي"([24]).
" كان للفكر الرواقي عبر كتابات شيشرون، وبخاصة في مؤلفاته: في القوانين وفي الواجبات، وفي الدولة، أثر عظيم على الفكر القانوني الروماني. "فالقانون الصحيح هو العقل الصحيح المتوافق مع الطبيعة، وله تطبيق كلي وأبدي لا يتبدل، وهو بأوامره يدعو إلى الواجب، وبتحريماته يمنع من العمل الضار.. فلا يستطيع مجلس شيوخ ولا شعب أن يحررنا من مقتضياته.. فلا وجود لقوانين مختلفة في روما وأثينا، أو قوانين مختلفة في الحاضر وفي المستقبل، وإنما هناك قانون واحد ثابت أبدي يصدق على جميع الأمم وفي كل العصور.. ومن يعصى فإنه يهرب من نفسه ويكون منكراً طبيعته الإنسانية، لذلك، سوف يعاني أسوأ العقوبات، حتى لو هرب مما يعتبر بشكل عام عقاباً"، ذلك إن فكرة الحقوق الفردية الفطرية غير المكتسبة، والتي لا يمكن انتهاكها، وفكرة القانون الكلي الأبدي فكرتان مترابطتان. وقد لاءمت مثل تلك الأفكار ملائمة جيدة الإمبراطورية الرومانية بشعوبها المختلفة. وشكلت أفكار كهذه القاعدة لقسط أعلى من التسامح – كمثال أعلى، على الأقل، وإن لم تكن دائماً حقيقة واقعة"([25]).
 
الكلبيون (المدرسة الكلبية)([26]):
كان الكلبيون([27])(Cynic) يؤلفون إحدى المدارس التي دعيت بالمدارس السقراطية في العصور القديمة، يمكن القول إن الكلبيين يمثلون أناساً ذوي مصالح قليلة. فعوضاً عن تحريض هؤلاء للقيام بثورة عقيمة، شجعهم الكلبيون أن يتعلموا القناعة من دون المنافع التي لا يمكنهم الحصول عليها.
وقد انسحب الكلبيون من المجتمع وعاشوا حياة بسيطة وبدائية في جزء منها – وهو ما اعتبروه أسلوب الحياة الطبيعي المناسب للإنسان([28]).
أسسها أنتيسفان الاثيني (النصف الثاني من القرن الخامس – النصف الأول من القرن الرابع ق.م)، الذي عاشر السفسطائيين، ثم تركهم، واتجه إلى سقراط،  ينطلق انتيسفان من انكار وجود العالم، فما يوجد هو الأشياء الفردية فقط، وليس المفهوم الا لفظا، يعبر عن أن شيئاً ما موجود.
ويزدري الكلبيون المعرفة النظرية، "فالحكمة – معرفة الخير، والفضيلة هي الشيء الوحيد الضروري للحياة، ويرفضون فكرة "الخير"، كمفهوم عام، فالخير الحقيقي، أو السعادة الاصلية، هي سعادة كل انسان على حدة. والحياة الفاضلة هي حياة البساطة والقناعة والرضى، والتخلي عن كل ما يجعل الإنسان تابعا – عن الملكية، واللذة، والتكلف، والاعراف، هي حياة البساطة التي تصل إلى حدود "الحياة الطبيعية"، ما قبل المدنية، يتخلى فيها الناس عن جميع الاحتياجات والمتطلبات، ما عدا الاساسية منها، حياة تسخر من جميع التصورات الدينية، ومن القيود والاعراف، وتعود بالانسان إلى "الحالة الطبيعية"، حياة الحرية الفردية المطلقة"([29]).
 


([1])  غنارسكيربك و نلز غيلجي – تاريخ الفكر الغربي .. من اليونان القديمة إلى القرن العشرين – ترجمة: د.حيدر حاج إسماعيل – مركز دراسات الوحدة العربية – الطبعة الأولى ، بيروت، نيسان (ابريل) 2012- ص  201 / 202
([2]) يمتد العصر الهيلنستي من عام 323 ق.م (عام وفاة الاسكندر المقدوني) وحتى عام 30 ق.م (عام احتلال روما لمصر – آخر الدول الكبرى الهلنستية). (المترجم) ... (جماعة من الأساتذة السوفيات– مرجع سبق ذكره - موجز تاريخ الفلسفة –  ص113).
([3]) ول ديورانت– قصة الفلسفة– ترجمة:د.فتح الله محمد المشعشع- مكتبة المعارف – بيروت – الطبعة الخامسة 1985م - ص127.
([4])  يوسف كرم – تاريخ الفلسفة اليونانية – مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة – القاهرة – 2012 –  ص  34 / 38
([5]) ول ديورانت - مرجع سبق ذكره – قصة الفلسفة  - ص129
([6]) الموسوعة الفلسفية العربية – رئيس التحرير: معن زيادة - المجلد الثاني – معهد الانماء العربي – 1988 – ص668
([7])   جماعة من الأساتذة السوفيات – موجز تاريخ الفلسفة - تعريب: توفيق ابراهيم سلوم - دار الفارابي – طبعة ثالثة (1979 م) –  ص 114/ 115
([8]) المرجع نفسه – ص117
([9])  غنارسكيربك و نلز غيلجي – مرجع سبق ذكره - تاريخ الفكر الغربي -  ص  205
([10]) جورج طرابيشي – معجم الفلاسفة – دار الطليعة – بيروت – ط1 – أيار (مايو) 1987– ص 40
([11]) اميل برهييه - تاريخ الفلسفة –  الجزء الثاني: الفلسفة الهلنستية والرومانية – ص 95
([12]) المرجع نفسه  - ص  96-97
([13]) ول ديورانت – مرجع سبق ذكره – قصة الحضارة "حياة اليونان" – الكتاب الخامس "انتشار الهلنستيه"  – ص  171
([14]) المرجع نفسه –ص  172-173
([15]) المرجع نفسه - ص  174
([16])  جورج طرابيشي – معجم الفلاسفة – دار الطليعة – بيروت – ط1 – أيار (مايو) 1987– ص 41
([17]) ول ديورانت – ترجمة: محمد بدران - قصة الحضارة "حياة اليونان" – المجلد الرابع (7/8) – الكتاب الخامس "انتشار الهلنستيه" - ص  180-181
([18]) المرجع نفسه - ص  180-181
([19]) المرجع نفسه - ص  184
([20]) ول ديورانت– قصة الفلسفة – ترجمة: د.فتح الله محمد المشعشع - مكتبة المعارف – بيروت – الطبعة الخامسة 1985م – ص127
([21]) كاتب وخطيب وفيلسوف لاتيني، ولد في 106 ق.م في أربينوم ، ومات في 7 كانون الأول 43 ق.م. اشتهر باسم شيشرون، كان سليل أسرة مثقفة وميسورة، ويبدو أن جده كان رئيس الحزب المحافظ في مسقط رأسه. أما أبوه فكان فارساً رومانياً ومحباً للآداب. درس البيان والفلسفة على مولون الرودسي وفيلون اللاريسي، وقد سنحت له الفرصة، وهو في السادسة والعشرين من العمر، ليثبت مواهبه كخطيب ومحام في مرافعة كان لها في حينه دوي عظيم . ارتحل بين 79 و 77 إلى اليونان وآسيا الصغرى، ليتردد على رجال القانون والمحاماة المشهورين وليحضر دروس الفلاسفة. وقد توج هامه، عند عودته إلى روما، بعدد من المرافعات القضائية الشهيرة التي عقدت له لواء المجد. (جورج طرابيشي – معجم الفلاسفة – دار الطليعة – بيروت – ط1 – أيار (مايو) 1987 – ص409)
([22]) غنارسكيربك و نلز غيلجي – مرجع سبق ذكره - تاريخ الفكر الغربي - ص  213
([23])  اميل برهييه – مرجع سبق ذكره - تاريخ الفلسفة –  الجزء الثاني: الفلسفة الهلنستية والرومانية - ص  83+84
([24])  غنارسكيربك و نلز غيلجي–  مرجع سبق ذكره - تاريخ الفكر الغربي - ص  215
([25]) المرجع نفسه - ص  216-217
([26]) لم نعثر على تفسر شاف "لاصل التسمية، يقال أنها لحقتهم لأن أنتيسفان كان يجتمع بتلامذته في مكان اسمه "الكلب السريع" Cynosarge ومن هنا الكلبية Cynism ويقال أيضاً أنها لحقتهم للسخرية.
([27]) مجموعة من الفلاسفة اليونانيين علمت أن الفضيلة هي السعادة، وأن ضبط النفس هو اهم مكونات الفضيلة. وازدرى أفراد هذه المجموعة باللذة والمال وما شابه. وعرفوا في اللغة العربية، باسم الكلبيين لأن أصل تسميتهم هو الكلمة kynos التي تعني الكلب في اللغة اليونانية.
([28])  غنارسكيربك و نلز غيلجي - مرجع سبق ذكر–  تاريخ الفكر الغربي - ص  211
([29])  جماعة من الأساتذة السوفيات – مرجع سبق ذكره - موجز تاريخ الفلسفة – ص87+88