وحول السياسات العدوانية تلوث النزاهة ، تمرغ العدالة وتلطخ وجه الحقيقة


سعيد مضيه
2020 / 9 / 7 - 11:07     

هذا المقال تكملة لمقال سابق "العدالة المغدورة في الولايات المتحدة"، حيث في غياب النزاهة تغتال العدالة، خاصة في القضايا الكبرى تبهت حيالها قضية المحامي الأميركي دونزيغر. ففي هذا الأسبوع (9أيلول) تنظر محكمة أميركية في "إهانة "المحامي دونزيغر لمحكمة أدانته بالابتزاز والرشوة في دعوى استصدر على ثلاث درجات حكما قضائيا، أخرها حكم المحكمة العليا في الأكوادور ضد احتكار تشيفرون النفطي. وفي الأسبوع نفسه تبت محكمة بريطانية في الطلب الأميركي بتسليمها جوليان أسانغ كي تحاكمه بتهم يصل مجموع عقوباتها الى 170 عاما. وفي الأسبوع أيضا تحل ذكرى تفجيرات نيويورك ، التي تتعاظم المطاعن في تقرير رسمي صدر بشأنها ، وسيكون موضوع المقال القادم .
احتكار تشيفرون النفطي، الذي لوث البيئة وتسبب التلوث في وفيات بالجملة، كسب المحامي دونزيغر القضية المرفوعة ضده، واستصدر قرارا قضائيا بتدفيع الاحتكار مبلغ 9.5 مليار دولار لضجايا التلوث البيئي طوال 24 عاما. رد الاحتكار بحملة شيطنة للمحامي دونزيغر وبقضاء مضاد استخدم حقيقة الرشى ، واستمد المعونة من تواطؤ القضاء والصحافة وأجهزة الدولة الفاسدة جميعها؛ لا يرضي الاحتكار النفطي، وقد ثبّت المحامي بأحكام قضائية ، أقل من تدمير دونزيغر ماديا ومهنيا ومعنويا . وكما صرح دونزيغر للصحفي كريس هيدجز لا يريدون اغتيالي بضربة ؛ إنما بتقطيع أوصالي آلاف القطع. أورد أسلوب الإعدام هذا الأديب الروسي غوغول في روايته "تاراس بولبا" الصادرة عام 1835. وفي العام 2019 اغتيل مئات المدافعين عن حقوق الإنسان ، معظمهم في الحظيرة الخلفية للولايات المتحدة.
ومناضل آخر ضد جرائم دولة الاحتكارات ومحترفة العدوان على البيئة وضد الشعوب هو الصحفي جوليان أسانغ يتعرض حاليا لعقوبات شرسة. الصحفي جوليان أسانغ، في نظر الولايات المتحدة وبريطانيا مجرم سوف يصدر نهاية الأسبوع قرار المحكمة البريطانية الذي تبدي الولايا ت المتحدة ثقة تامة انه سوف يستجيب لمطلبها . فقدعقد بالولايات المتحدة اجتماع قضائي رفيع المستوى لتوجيه تهم تجسس ضد أسانغ . حدد المحاكمة في ولاية فرجينيا بأقصى الشرق، حيث توجد المراكز الرئيسة للمخابرات والأمن؛ كما أسندت اليه 18 جريمة يصل مجموع العقوبات بصددها 175 عاما. تهمة جوليان أسانغ نشر وثائق تتضمن جرائم حرب اقترفتها الدولتان.
تتبجح السياسات العدوانية للامبريالية بالحرية ولا تقبل أقل من "العالم الحر" توصيفا لمجال نفوذها؛ لكنها تبطش بقسوة غير مسبوقة بكل من يمارس حريته بنشر أخبار جرائمها. ضحيتها من وزن خفيف كان بطرس بطرس غالي، الذي شغل منصب أمين عام المنظمة الدولية. عاقبته الدبلوماسية الأميركية برفض تجديد ولايته انتقاما من قيامه بواجبه، إذ نشر مضمون تقرير أصدرته لجنة شكلتها الأمم المتحدة لتقصي جريمة قانا التي اقترفتها القوات الإسرائيلية أثناء عدوانها عام 1996، وقتل فيها عشرات النساء والأطفال ممن احتموا بمقر الأمم المتحدة. علق بطرس غالي على الموقف الأميركي في كتاب مذكراته بالقول،" لم تكن الامبراطورية الرومانية بحاجة الى الدبلوماسية ، ولا الولايات المتحدة تحتاجها. الديبلوماسية ينظر اليها من قبل قوة امبريالية مضيعة للوقت والهيبة، وعلامة ضعف". حقا، ادوات السياسة الخارجية الأميركية هي الإكراه وفرض العقوبات الاقتصادية والمالية. الدبلوماسية تعوَّض بالهراوة الغليظة .
وبعد تفجيرات أيلول سارعت الإدارة الأميركية بفرض مراقبة الجمهور بدل أن تخضع هي لمراقبة الجمهور؛ أطراف الاستابلشمنت كافة صمتوا حيال انتهاك حق الخصوصية، الذي ضمنه الدستور لأفراد الشعب الأميركي. وبعد قرابة ثلاث عقود شذ عن الإجماع قرار قضائي قضى بأن مراقبة الهواتف الخاصة لم تكشف عن مؤامرة إرهابية واحدة. المحامي باتريك تومي، المحامي في الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، أشاد بالحكم القضائي، موضحا أن مسؤولي المخابرات ضللوا الكونغرس والجمهور بشأن قيمة برنامج المراقبة الجماعية. معلوم أن برنامج المراقبة، قد ركز على مراقبة هواتف المسلمين في الولايات المتحدة.
وفي يونيو/ حزيران الماضي، أصدر ترامب، أمرا تنفيذيا يقضي بفرض عقوبات على مسؤولين في المحكمة الجنائية الدولية، على خلفية التحقيق في “جرائم حرب محتملة” ارتكبتها القوات الأميركية بأفغانستان. في عام 2017، قررت المحكمة الجنائية الدولية، ومقرها لاهاي، التحقيق في ارتكاب “جرائم حرب محتملة” في أفغانستان على أيدي أطراف مختلفة، تشمل عسكريين ومسؤولي مخابرات أميركيين. على إثر التحقيقات أفادت فاتو بنسودا بأن المحكمة لديها معلومات كافية لإثبات أن القوات الأمريكية “ارتكبت أعمال تعذيب وانتهاكات واغتصاب وعنف جنسي” في أفغانستان خلال عامي 2003 و2004.
فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية. وفي العام الماضي، ألغى بومبيو تأشيرة دخول بنسودا، كما تعهد بإلغاء تأشيرات الدخول لأي شخص متورط في تحقيق ضد مواطنين أمريكيين. ويشمل الأمر التنفيذي، فرض عقوبات اقتصادية على موظفي المحكمة المعنيين بالتحقيق مباشرة مع مسؤولين أمريكيين، وتعليق إصدار تأشيرات دخول لهم ولعائلاتهم. الامبراطورية، وفي كنفها إسرائيل، أصدرتا اوامر عسكرية بإعفاء جنودهما من المساءلة والتحقيق في جرائم الحرب. إسرائيل تكافئ مجرمي الحرب من جنودها. أدانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إدارة ترمب، واتهمتها بعرقلة العدالة في" أسوأ الجرائم في العالم”، ينم عن "عدم احترام فظيع” لضحايا أسوأ الجرائم في العالم.
صكت اللغة مفاهيم البلطجة والفتوة وطغيان الاستبداد، وكلها تجليات القوة الفالتة، يشهر المسمى القوة ويتمظهر بما يبعث الرهبة ويوحي بالخنوع .اما الامبراطورية الأمبريالية فتتعرى من كل القيم الإنسانية وتبطش بمن يشيع ان الامبراطور عاريا. فهل صكت أي لغة اسما يختزل تصرفات كهذه؟
ونصل قضية جوليان أسانغ . هدفان يرمي إليهما المنكلون بالصحفي الذي كشف الكثير من جرائم الحرب الأميركية: الانتقام ثم تركه يذوي بالسجن عبرة لكل من يتطاول على الامبراطورية .
ادان الصحفي من إسرائيل ، جوناثان كوك ، مواقف حكومات الغرب وإعلامه من قضية أسانغ ، وذلك في تقرير تقصي صحفي نشره في الخامس من أيلول الجاري. للصحفي كوك عدة تقارير تقصى، منها بصدد انتزاع الاطفال اليمنيين جديثي الولادة لتهجيرهم خارج إسرائيل، وذلك في بداية عقد الخمسينات. ادرك بن غوريون أن جيناتهم العربية قد تنتعش فامر بتربيتهم بين أسر يهودية تعيش في اوروبا وأميركا. واصدر كوك تقريرا صحفيا حول قضية أملاك قبيلة العقبي بالنقب، وآخر حول التمييز العرقي في التعليم.
جاء في تقرير كوك حول قضية أسانغ: " ونحن ندين الحملة جيدة الإخراج لاغتيال شخصية أسانغ من قبل حكومات الغرب والميديا المتواطئة، نؤكد أن المبرر الوحيد لهذا الهجوم المتواتر على حرية الصحافة أن الصحفي ابن التاسعة والأربعين قد نشر وثائق تفضح جرائم الحرب للولايات المتحدة... فبإرادة منها تجاهلت الميديا الاستنتاجات التي خرج بها تقرير أعده نيلز ميلزر، العلامة السويسري في القانون الدولي وخبير الأمم المتحدة في أعمال التعذيب ، اوضح فيه أن الولايات المتحدة وبريطانيا والسويد لم تكتف بحرمان اسانغ من حقوقه المشروعه، بل تواطأت بإخضاعه لتعذيب نفسي- احد أنماط التعذيب، اتبعه النازيون ، إذ وجدوه أشد قسوة وفعالية من التعذيب الجسدي. تردت صحة اسانغ وقدراته الذهنية بالنتيجة، وخف وزنه. وما من احد من هذه العلل اعتبر جديرا باهتمام الميديا- وبالأخص حين أقعده اعتلال الصحة عن حضور جلسات المحاكمة. بدل الاهتمام بتحذيرات ميلزر المتكررة بصدد المعاملة المنحازة ضد أسانغ ونتائجها ، فقد سقطت على آذان صماء. ببساطة تجاهلت الميديا استخلاصات العلامة ميلزر، كما لو أنها لم تنشر، ان أسانغ عذب ويتواصل تعذيبه."
يمضي كوك الى القول: "لم يسبق للمنابر الإعلامية في بريطانيا والولايات المتحدة أن اماطت اللثام عن انتهاك واحد اخفته الأجهزة؛ إنما جرى تسخير مراسليها لدى الأجهزة لتمرير رسالتها التضليلة للجمهور. وحقا ما كتبه نوعام تشومسكي وإد هيرمان في كتابهما المشترك ‘صناعة الموافقة’ ، أن الصحفيين ينضمون للميديا الرئيسة إثر تدريبات وأعمال تثقيف واختبارات مصممة لاستئصال كل ما يتعارض في عواطفهم مع المصالح الإيديولوجية لمستخدميهم، مالكي المنابر الإعلامية الكبرى"
أسانغ في نظر كوك "لم يفضح الطبقة السياسية فقط ، بل فضح طبقة الميديا كذلك، لذلك مهدت الطريق لتسفيره الى حيث تصدر ضده أحكام السجن القاسية".
ليونة القضاء بأيدي السلطات السياسية جعلها تضمن ِانصياعه لطلب تسليم أسانغ الة الولايات المتحدة، كما ضمن سلفا سكوت الميديا الرئيسة في الولايات المتحدة حيال الدوس على الحقوق الأولية لصحفي جسور. تم إغفال مشاركة المنابر الإعلامية نيويورك تايمز، هيئة الإذاعة البريطانية ، الغارديان، سي إن إن، وكالة ويكيليكس في نشر الوثائق السرية المتعلقة بجرائم الحرب الأميركية. لاعلاقة لما سيصدر عن المحكمة البريطانية بحق أسانغ بمبررات اعتقاله من سفارة الأكوادورفي 11 إبريل 2019. حينذاك ادعت الشرطة البريطانية انه رفض استدعاء المحكمة البريطانية للتحقيق معه بخصوص اعتداء جنسي بالسويد. المدعية العامة في السويد ألغت التهم الموجهة ضده إذ "لا توجد أدنى شبهة بالاعتداء الجنسي"، حسب تصريح المدعية العامة.
وقال جوناثان كوك : "حين برر أسانغ لجوءه الى سفارة الأكوادور بلندن بخشيته من تسفيره الى الولايات المتحدة سخرت منه الميديا، مستبعدة إمكانية طلبه للقضاء الأميركي. وما ان تم اعتقال جوليان اسانغ في السفارة حتى صرح وزير داخلية بريطانيا ان "جوليان اسانغ معتقل بطلب الولايات المتحدة الأميركية تسفيره اليها لمحاكته." لهذا الغرض اودع في زنزانة انفرادية داخل سجن بالمارش الرهيب. وفجأة اخذت الصحف المحسوبة على السلطات الرسمية، وليس على حق الجمهور في المعرفة والحق الدستوري في حرية التعبير، تبرر الاعتقال والسجن والتعذيب. لم تشر ولو بكلمة انتقاد إسناد أمر النظر في تهجيره للولايات المتحدة الى القاضية البريطانية ، ليدي إيما أربوثنوت، التي تتشابك مصالح أسرتها مع الأجهزة البريطانية
يتهم اسانغ بتشجيع الموظفة في أراشيف وزارة الدفاع ، مانينغ، على تزويده بالمزيد من الوثائق ووافق على اختراق كلمة السر بوزارة الدفاع الأميركية المتعلقة بشبكة بروتوكول الانترنت السري.لم تنكر مانينغ أنها اخترقت النظام وانزلت المواد وبعثت بها الى ويكيليكس، وقامت الأخيرة بنشرها . حكمت المحكمة بحبس مانينغ بعد إدانتها ، وامر الرئيس اوباما بإطلاق سراحها بعد أن أمضت سبع سنوات داخل السجن. أبلغ روبرت غيبس، السكرتير الصحفي للرئيس أوباما، رئيسه ان المشهد بالفيديو المسرب من قبل ماننغ مشهد تراجيدي للغاية، لكن القط غدا خارج الحقيبة. أعيدت مانينغ الى السجن ، لأنها رفضت الشهادة ضد اسانغ لتعويض ضعف البينات ضده.
تسند وزارة العدل الأميركية 18 تهمة الى أسانغ، كما كتب فيجاي براشاد، سيحاكم عليها في الولايات المتحدة. اما القضية الرئيسية التي بسببها تصر الولايات المتحدة على إنزال عقوبات تأديبية قاسية ضد أسانغ فهي بث فيديو تضمن لقطات من هجوم طائرة الأباتشي الأميركية على جمهور عراقي. في 8 يناير 2010 أعلنت ويكيليكس انها حصلت على فيديو أميركي يفضح جريمة اغتيال جماعية لمدنيين".تم بث الفيديو ، ومضمونه مجزرة اقترفت بدم بارد يوم 12 تموز 2007. أطلقت طائرة اباتشي اميركية من رشاشات 30 ميلمتر، النار على جمهور وسط بغداد ، من بينهم مصور رويترز، نامير نور الدين وسائقه سعيد شماغ. مباشرة طلبت رويترز معلومات عن الحادث وأجيبت ان الحادث لم يصور بالفيديو. كان نور الدين قد صور من قبل طفلا يتأبط كرة قدم يدور حول بركة ماء تتناثر بالقرب منها حقائب وكتب مدرسية. في العام 2009 صدر كتاب للصحفي الأميركي ديفيد فرنكل ، الذي رافق أثناء الغارة وحدة عسكرية بضاحية الامين سمعت إطلاق النار. سجل في كتاب أصدره لاحقا (الصفحات 96-104) انه شاهد بث الفيديو المتعلق بالحادثة وكان تصرف الجنود لائقا . لكن فرانكل اكد وجود الفيديو، عكس ادعاء القيادة العسكرية.
لدى بث الفيديو على ويكيليكس تجلت قسوة الجنود بالطائرة. لم يكن ردا على إطلاق نار على الأرض. بغير مبرر أطلق الطيارون النار. أحدهم قال:انظر الى هؤلاء الأوباش الميتين، ورد صوت آخر "رائع". سيارة فان تقترب من موقع المجزرة. بالفديو يظهر الطيار ، وهو يشاهد الأطفال داخل السيارة ، بلا شفقة أو رحمة يقول "يتحمل المسئولية من أحضرهم الى موقع المعركة". نزل رجل من السيارة كي يعالج الجرحى طلب الطيارون من القيادة الإذن بإطلاق النار عليه واستجيب بسرعة للطلب. بعد دقائق استطلع المشهد على الأرض الاختصاصي العسكري إيثان ماكورد، أحد افراد الوحدة التي كان معها الصحفي فرانكل،. وفي العام 2010 أبلغ ماكورد وكالة كيم زيتارد عما شاهده: "لم أر في حياتي شخصا أصيب بطلق ناري عيار 30 ميلمتر.لا يبدو حقيقيا، بمعنى أنه لم تظهر على الجثة سمات إنسان. دمرت الجثث بالكامل. داخل السيارة شوهد طفلان جريحان:سجد معتاشر(10 سنواات) و دعاء معتاشر (5سنوات) ووالدهما، صالح، جثة هامدة، كان يحاول إنقاذ سعيد شماغ.
بعد بث الفيديو بدأت الحملة لتحطيم أسانغ ووكالة ويكيليكس. يتوجب معاقبة كل من يكشف الأفعال السوداء للولايات المتحدة، من أمثال أسانغ وإدوارد سنودن؛ القائمة طويلة من أمثال أسانغ: مانينغ ، جيفري ستيرلينغ، جيمز هيتسيلبيرغر، جون كرياكاو، ورياليتي وينر، اولئك الأفراد الذين لو عاشوا في بلد تعاديها الولايات المتحدة لاعتبرتهم منشقين. كانت مانينغ بطلة ، إذ فضحت جرائم حرب حقيقة، واسانغ قدم لها المساعدة يجري اضطهاده في وضح النهار.
كشف أسانغ طبيعة حرب الولايات المتحدة بالعراق، التي قال عنها كوفي عنان امين عام الأمم المتحدة انها غير شرعية. سوف تصدر المحكمة البريطانية قرارها بشأن أسانغ في الأسبوع القادم، وفي الأسبوع القادم ستحل الذكرى التاسعة والعشرون لتفجيرات نيويورك في11 أيلول 2001.. اكتنف التحقيقات الكثير من التحيزات والتجاوزات حماية للجناة الحقيقيين، في جريمة اتخذت منطلقا لإعلان العداء للشعوب العربية والإسلامية . وهذا ما سيتطرق اليه المقال القادم . يتبع






.