الذكرى ال33 لرحيل النقابي الشيوعي الفلسطيني العريق سليم القاسم


جهاد عقل
2020 / 9 / 4 - 21:06     


صفحات من تاريخ الحركة النقابية العربية الفلسطينية:

تحل يوم الاثنين، السابع من شهر أيلول، الذكرى الثالثة والثلاثون لرحيل القائد النقابي الشيوعي العريق سليم القاسم، الذي وافته المنية في مدينة الناصرة يوم الاثنين 7/9/1987 إثر وعكة صحية أصابته، وتم تشييع جثمانه يوم الثلاثاء 8/9/1987 باشتراك "الجماهير العمالية والجبهوية بالألوف في موكب الوداع الأخير للقائد النقابي، سليم القاسم"، كما جاء في عنوان الخبر الذي نقلته صحيفة "الاتحاد" يوم الأربعاء 9/9/1987 على صدر صفحتها الأولى. وكان رفيق دربه المرحوم اميل حبيبي قد بعث برسالة هاتفية من لندن وهو في طريقه لتقديم العزاء بالشهيد الفلسطيني ناجي العلي نشرتها صحيفة الاتحاد يوم 8/9/1987 تحت عنوان "وداعا أبا رياض!" مما جاء فيها: "نبكيك أيها الشهم أيها الفولاذ المسقي بلهب الشقاء ونيران التفاؤل الأبدية بقدرة الطبقة العاملة على قيادة المجتمع نحو عالم المساواة والحرية والاخاء والسلام والعمل والعلم والحضارة النيرة، نعتز بأننا عمرًا وصمودًا أولاد جيل أبي رياض ويعز علينا أن نمشي على هذه الارض الطيبة وقد فقدناك …".



تاريخ نضالي نقابي ووطني واسع

التاريخ النضالي النقابي والوطني والشيوعي للقائد النقابي الفلسطيني الراحل سليم القاسم، هو تاريخ طويل وواسع، بل هو تاريخ الحركة النقابية العربية الفلسطينية، حيث تجد بصمات نضاله في كل حراك نقابي عربي فلسطيني منذ نشأة ومأسسة الحركة النقابية العربية الفلسطينية، بل وكان له دور في النهوض بهذه الحركة لتكون حركة نقابية ثورية مناضلة والعزوف عن الاتجاه النقابي الإصلاحي المهادن. نضاله النقابي ارتبط أيضًا بنضاله الوطني المناهض للاحتلال والصهيونية في المرحلتين، مرحلة الانتداب البريطاني ومرحلة الحكم الإسرائيلي. لذا بإمكاننا القول ان التاريخ النقابي النضالي لهذا القائد هو تاريخ نضال واسع، نضال الطبقة العاملة الفلسطينية في شقيه الوطني التحرري والنقابي الثوري، على الصعيد المحلي والعالمي (للمزيد من المعلومات عن ذلك بالإمكان قراءة مقال نشر في ملحق صحيفة "الاتحاد" بتاريخ 7/9/2018).



مؤتمر المجلس العام لاتحاد العمال العالمي

بعد انعقاد المؤتمر التأسيسي لاتحاد نقابات العمال العالمي في خريف العام 1945 بباريس والمصادقة على الدستور، تقرر أن يعقد ما بين مؤتمر وآخر "مجلس الاتحاد" كل عامين، وعليه قرر اتحاد العمال العالمي عقد مجلسه الأول بعد المؤتمر في مدينة براغ عاصمة تشيكوسلوفاكيا في الفترة ما بين 9-14 حزيران من العام 1947.

وبما أن الحركة النقابية العربية الفلسطينية، هي من الحركات النقابية المؤسسة لاتحاد نقابات العمال العالمي، لها عضوية في مؤتمر المجلس العام لاتحاد نقابات العمال العالمي، بتمثيل عضوين أحدهما عن "جمعية العمال العربية الفلسطينية" والآخر عن "مؤتمر العمال العرب"، وقررت اللجنة المركزية أن يكون الأخير مندوب المؤتمر لمجلس الاتحاد الدولي في براغ الرفيق سليم القاسم، وفي المقابل قررت قيادة جمعية العمال العربية الفلسطينية عدم ارسال مندوب لها للمؤتمر، الأمر الذي ألقى مسؤولية كبرى على النقابي سليم القاسم خاصة في مواجهة الصهيونية والداعمين لها.





سفر النقابي سليم القاسم مندوب العمال العرب إلى براغ

في خبر لصحيفة الاتحاد (1) بهذا الخصوص كتبت:

"سفر السيد سليم القاسم مندوب العمال العرب إلى براغ"

يافا – من مكتب الاتحاد- سافر صباح الخميس الماضي السيد سليم القاسم مندوب مؤتمر العمال العرب في فلسطين إلى مجلس اتحاد العمال العالمي الذي سيعقد في براغ في حزيران القادم ، وسيستمر انعقاد المجلس حتى 14 منه، وقد اقام له مؤتمر العمال بيافا حفلة وداعية اشترك فيها العمال واصدقاؤه الكثيرون. نتمنى للسيد سليم القاسم نضالا ناجحاً وعودة ميمونة.



وكما عرف عن النقابي سليم القاسم من نظام لم يسافر قبل اصدار "بيان إلى العمال العرب" وضع فيه الخطوط العريضة والمسؤولية التي حملها باسمهم لمؤتمر مجلس اتحاد النقابات العالمي جاء فيه: "انني ابعث اليكم احر تحياتي القلبية يا عمال فلسطين العرب فانا لا انسى الشعور الكريم الذي ابديتموه نحوي والثقة العظيمة التي اوليتموني اياها لأكون مندوبا عن مؤتمرنا إلى مؤتمر العمال العالمي الذي سيعقد في التاسع من شهر حزيران في مدينة براغ عاصمة تشيكوسلوفاكيا البلد الديمقراطي تلبية للدعوة التي وجهت إلى مؤتمرنا من قبل اتحاد النقابات العالمي الذي مؤتمرنا احد أعضائه".

في مدينة براغ سيجتمع مندوبو واحد وسبعون مليون عامل منظم، من جميع ارجاء العالم، ليجددوا عزمهم على النضال في سبيل تحرير الطبقة العاملة من قيودها واغلالها، ويساعدوا شعوب المستعمرات من التخلص من ربقة الاحتكار ومن نير الاستعمار، ليتمكنوا من تحقيق العدالة الاجتماعية.



سأحرص جهدي أن أوصل إلى المؤتمرين في براغ، الرغبة التي تجيش بها صدوركم، والتي حملتموني اياها وهي رؤية السلام يرفرف بجناحيه على أرض الوطن. في ظل حكومة وطنية ديمقراطية لا أثر لجندي أجنبي فيها وسأبين برفقة اخواني مندوبي عمال الشعوب العربية الشقيقة، للمندوبين، الوجه التحريري الدمقراطي لحركتنا الوطنية. وسأقول لهم ان الطبقة العاملة العربية في فلسطين اذ ترسل أحر تمنياتها القلبية من أجل نجاح هذا المؤتمر، تأمل ان تساعدوها على تحقيق اهدافها التي تسعى اليها وقد ناضلت من أجلها طويلاً وهي:

1- وحدة الحركة العمالية.

2- الاعتراف الرسمي بالنقابات.

3- سن تشريعات عمالية لحماية العمال اجتماعيا واقتصاديا.

4- جلاء الجيوش الأجنبية عن أرض الوطن كخطوة في سبيل انعاش اقتصادنا.

واني أغادر أرض الوطن للاشتراك في هذا المؤتمر العالمي قويا بتأييدكم مستلهمًا من تفكيركم ووعيكم ما يجعلني صلبًا كالفولاذ في الدفاع عن حقوقكم العمالية والسياسية. فمن نضالكم القوي الصلب قد اكتسبت قوة. وعلى غرار مواقفكم الجبارة في الدفاع عن الحق والعدالة، سأجعل قضية وطننا تقف كالطود الشامخ في قوتها لأنها قضية الحق والديمقراطية والسلام، ويملأ نفسي الأمل بأنها لا شك ستنتصر على باطل الأعداء لأن الباطل كان زهوقا ولنا من اخواننا مندوبي عمال الاقطار العربية الشقيقة أقوى سند وخير نصير لأن قضيتنا هي قضيتهم، ولنا من وعي الطبقة العاملة في العالم خير عون على تفهم أهدافنا العمالية والتحريرية. مندوب العمال العرب في فلسطين إلى مؤتمر العمال العالمي سليم القاسم" (2).





تقارير من مندوب ما يسمى "اتحاد عمال فلسطين" التابع للهستدروت

يرافق الوفد الصهيوني لهذه المؤتمرات المدعو جورج ميخائيل نصار كممثل لما يسمى "اتحاد عمال فلسطين"، والذي تحاول الحركة الصهيونية ممثلة بالهستدروت تثبيت عضويته في اتحاد النقابات العالمي بأنه هو من يمثل العمال العرب، لكنها فشلت في ذلك، ورغم فشلها هذا واصلت ضمه لوفدها، كما هو الحال في وفدها إلى اجتماعات مجلس اتحاد النقابات العالمي، ويظهر من التقارير الذي كان يبعثها، ان مهمته كانت مراقبة نشاط النقابي سليم القاسم، ففي تقرير له بتاريخ 2/6/1947، ذكر: "وكانت سفرتنا من اللد إلى جنيف وفي جنيف مكثنا ساعتين ولكن سليم القاسم بقي في جنيف ولم يستأنف السفر معنا"(3) وغيرها من التقارير بهذا الصدد.

ويتضح من البرقيات التي بعث بها النقابي سليم القاسم انه وصل مدينة براغ مباشرة دون تأخير وباشر نشاطه بين الوفود وفي خبر بهذا الخصوص جاء "يافا- وصلت إلى مكتب اللجنة المركزية لمؤتمر العمال العرب برقية من السيد سليم القاسم مندوب المؤتمر في جلسات اتحاد العمال العالمي في براغ تفيد بوصوله إليها ومباشرة أعماله واتصالاته مع مندوبي العمال ورجال الحركة النقابية وتحضيراته لجلسات الاتحاد التي ستبدأ في التاسع من هذا الشهر في دار النيابة بمدينة براغ عاصمة تشيكوسلوفاكيا".(4)



جهود هامة وشاقة وإفشال قرار دعم الصهيونية

لم يكن من السهل مواجهة الدعاية التي يقوم بها الوفد الصهيوني، مواصلًا مخططه كي ينتزع قرارًا داعمًا للصهيونية، معتمدًا على موقف نقابيين منهم من هو يهودي الأصل ومنهم من يتماهى مع مواقف حكوماته مثل، ممثلو النقابات البريطانية والأمريكية وغيرهم. وعن ذلك كتب النقابي سليم القاسم بعد عودته مقالًا حول المؤتمر جاء فيه: "كان لي شرف تمثيل مؤتمر العمال العرب في مؤتمر المجلس العام لاتحاد نقابات العمال العالمي الذي عقد بمدينة براغ من اليوم التاسع حتى الرابع عشر من شهر حزيران الحالي".

ويضيف عن جهوده التي بذلها في شرح المطالب النقابية والسياسية، "ولم اكد اشرح لأي مندوب من المندوبين الصعوبات التي تلاقيها طبقتنا العاملة بسبب الاستعمار وأجيرته الصهيونية وتحالفهما لاستعباد شعبنا حتى يؤمن معي بأن الحل الحاسم لقضيتنا هو جلاء الجيوش الأجنبية وإلغاء الانتداب وإقامة حكومة فلسطينية ديمقراطية مستقلة تتاح في ظلها لحركتنا النقابية الفرص لتنمو وتزدهر فتقدم خدمات جليلة لطبقتنا العاملة…" وعن النقص في الدعاية العالمية لحقيقة ما يجري في فلسطين يكتب "وإني لا أذيع سرًا إذا قلت بأن عددًا كبيرًا من المندوبين يجهلون إلى حد بعيد تفاصيل قضيتنا مما يجعلنا في اشد الحاجة إلى دعاية عالمية واسعة وخصوصًا بين الجماهير الشعبية التي أصبح لها وزنها في كل ناحية من نواحي الدنيا والتي يتزلف لها خصومنا السياسيون كثيرا". (5)



وقد نجح النقابي سليم القاسم ورفاقه من النقابيين العرب خاصة النقابي مصطفى العريس بإفشال الجهود الصهيونية، وبعث برسالة لرفاقه في فلسطين نشرتها "الاتحاد" جاء فيها:



"اللجنة التنفيذية لاتحاد العمال العالمي تستبعد الاقتراح الصهيوني"

رسالة سليم القاسم

يافا – من مكتب الاتحاد – وصلت إلى مؤتمر العمال العرب هنا رسالة مندوبة إلى اجتماع الاتحاد العالمي في براغ تفيد انه استطاع بمؤازرة السيد مصطفى العريس مندوب عمال لبنان وعضو اللجنة التنفيذية ان يمنع اللجنة التنفيذية من إقرار الاقتراح الصهيوني الذي تقدم به المندوب الامريكي للرجوع إلى قرار الاتحاد العالمي في جلسته الأولى بلندن وهو القرار الذي يؤيد الصهيونية.

ونجح السيد سليم في ذلك بتأييد من أعضاء اللجنة التنفيذية اللبناني والهندي والسوفياتي".(6)

وكان النقابي سليم القاسم قد شارك مع كل من مصطفى العريس واحمد المدرك (مصر) في مؤتمر صحفي تحدث كل منهم عن القضايا التي تواجه بلاده نشرت تفاصيله صحيفة (صوت الامة) المصرية ونشرته "الاتحاد" في عددها، في السادس من تموز 1947. وكان قد شارك في المؤتمر من الدول العربية كل من: مصطفى العريس (لبنان)، سليم القاسم (فلسطين)، احمد المدرك (مصر)، وحسن السعداوي (تونس). بعد عودته كتب النقابي مصطفى العريس سلسلة مقالات في صحيفة (الديار) اللبنانية يتناول فيها دور النقابات في المؤتمرات الدولية، وقد نشرت صحيفة الاتحاد ملخصًا لها، اذ أشار إلى الدور الهام الذي قام به النقابي سليم القاسم، وكيف استطاع الممثلون العرب الغاء محاولة رئيس الجلسة الأمريكي تثبيت قرار مؤتمر لندن من شباط 1945 الذي يدعم الحركة الصهيونية وكتب في ختامه:

"وهكذا نسفنا قرار مؤتمر لندن الذي كان يطلب الهجرة ويعترف بالوطن القومي اليهودي في فلسطين. هكذا أحبطت وفود عمال البلاد العربية مصر وفلسطين ولبنان وتونس بمساعدة الهند والاتحاد السوفياتي واستراليا وفرنسا ويوغسلافيا وتشيكوسلوفاكيا وبولونيا ورومانيا وغيرها هذه المؤامرة الصهيونية الكبرى، وهكذا تثبت الوفود العربية وجودها في المؤتمرات العالمية، وتبرهن أهليتها لتمثيل المصالح الوطنية والنقابية للعمال العرب والشعوب العربية والدور العظيم الذي تلعبه في هذه الميادين". (7)

وكالعادة نشر الوفد الصهيوني أخبار منافية لحقيقة قرار المؤتمر بما يتعلق بالصهيونية وتأييدها، مما دفع صحيفة "مشمار" في عددها الصادر في 18 حزيران 1947 إلى كشف الحقيقة في مقال افتتاحيتها، نبهت فيه الرأي العام العبري إلى أن هذه الخطة التي تهدف إلى اخفاء الحقائق عنه لا تجدي نفعًا. فإن اتحاد النقابات العالمي خذل المطالب الصهيونية ورفضها، ولا مجال إلى اخفاء الحقيقة، وأعلن كاتب المقال ان من الخطر ايضا تجاهل دور الشيوعيين العرب في القضاء على كل مؤامرة صهيونية في المجال العالمي، وان وفد العمال العرب في فلسطين إلى مؤتمر العمال العالمي هو الذي أحبط المؤامرات الصهيونية وهو الذي سيحبطها في كل حين". (8) وللتأكيد على هذا الفشل ومن مراجعة لأعداد أسبوعية "حقيقة الأمر" الناطقة باسم الهستدروت باللغة العربية في شهر حزيران، لم تنشر اي خبر لاتخاذ أي قرار داعم للصهيونية، وكتبت في عدد لها مادة عامة وقصيرة فيها معلومات عن اتحاد العمال العالمي.



طلب بحث الأوضاع النقابية في الشرق الأدنى

هذا وكان ممثل منطقة الشرق الأدنى في اللجنة التنفيذية لاتحاد نقابات العمال العالمي النقابي اللبناني مصطفى العريس والذي كانت تربطه علاقات وثيقة مع الرفاق في "مؤتمر العمال العرب" قد استعرض الوضع في دول المنطقة وطالب بتشكيل لجنة تحقيق للاطلاع على هذه الأوضاع، وفي خبر حول ذلك جاء:

"ألقى السيد مصطفى العريس، رئيس اتحاد نقابات لبنان وعضو اللجنة التنفيذية لاتحاد النقابات العالمي تقريرًا شاملًا عن الحركة النقابية في لبنان وسوريا ومصر وفلسطين والعراق وسائر اقطار الشرق الادنى التي يمثلها السيد العريس في الاتحاد النقابي العالمي . … وطالب بإرسال وفد من الاتحاد النقابي العالمي للتحقيق في حالة النقابات في العراق ومصر وقبرص ولا سيما تركيا … وقد وافقت اللجنة التنفيذية بالإجماع على اقتراح السيد العريس". (9)



وكان جورج نصار المذكور قد أشار إلى ذلك في تقرير بعث به إلى من أوفده بتاريخ 11/6/1947 جاء فيه: "إخواني اليوم تكلم مصطفى العريس فذكر الحالة في سوريا ومصر والعراق والعجم وتونس بأنها حالة يرثى لها وحكوماتها رجعية تضطهد العمال وتضغط حريتها". (10)

وكانت حكومة العراق قد منعت ممثل النقابات العراقية من السفر إلى المؤتمر ومثلها الحكومة المصرية، لكن الأخير استطاع السفر لحضور المؤتمر، وبعد عودته اعتقل وزجت به القوات الحكومية في السجن.

كان من مهام عقد مؤتمر مجلس النقابات العالمي في براغ الاعداد أيضًا للمؤتمر الثاني لاتحاد النقابات العالمي العالمي والذي تقرر ان يعقد في مدينة ميلانو في ايطاليا، وان يكون النقابي سليم القاسم عضوًا فيه.



عودة سالمة واستقبال عمالي كبير

"عودة سليم القاسم من تمثيله مؤتمر العمال في براغ"

يافا –من مكتب الاتحاد– وصل إلى يافا من براغ بعد ظهر الجمعة الماضية (20/6/47) بالطيارة، السيد سليم القاسم الذي مثل مؤتمر العمال العرب بفلسطين في اجتماع المجلس العام لاتحاد العمال العالمي. وكان في استقباله بمطار اللد عدد كبير من العمال من مختلف انحاء فلسطين واعضاء اللجنة المركزية لمؤتمر العمال العرب، وقد استقبله العمال في دار المؤتمر بيافا استقبالًا حافلًا، ويتوافد اصدقاؤه الكثيرون إلى دار المؤتمر لتهنئته بسلامة الوصول ولجهوده الموفقة في المؤتمر. وقد وعدنا السيد سليم القاسم ان يخص (الاتحاد) بسلسلة من المقالات عن رحلته وعن أعمال المؤتمر سيبدأها في العدد القادم من (الاتحاد) فإلى ذلك نلفت الانظار.

وإننا بدورنا نهنئ السيد سليم القاسم على جهوده الموفقة ونحيي مؤتمر العمال في نضاله المشرف من أجل مطالب العمال العرب بفلسطين". (11)



المؤتمر الثاني لاتحاد النقابات العالمي بدون النقابي سليم القاسم

في العام 1948 قامت قوات الملك فاروق باعتقال المناضل سليم القاسم في معتقل "ابو عجيلة" في صحراء سيناء، "وعند احتلال الجيش الإسرائيلي المنطقة نقل إلى سجون اسرائيل في صرفند وبقي فيها 7 أشهر ثم أطلق سراحه ونقل إلى الناصرة ..."(12)، وفرضت عليه الاقامة الجبرية لسنوات طويلة، كان موعد اطلاق سراحه هو نهاية شهر تموز، مما ادى لعدم مشاركته في المؤتمر الثاني لاتحاد النقابات العالمي الذي عقد في 29 حزيران بمدينة ايطاليا، ومثل فيه "مؤتمر العمال العرب " النقابي منعم جرجورة، الذي طرح قضية اعتقال عضو المؤتمر سليم القاسم ورفاقه في خطابه أمام أعضاء المؤتمر بقوله: "وتجدر الاشارة إلى أن عددًا من قادة حركتنا النقابية ومن بينهم الرفيق سليم القاسم الذي حضر نائبا عن مؤتمرنا اجتماع المجلس العام في براغ لا يزالون معتقلين في اسرائيل …".(13)



وفي ختام المؤتمر وعند انتخاب المندوبين تمت المصادقة على ان يكون النقابي سليم القاسم القابع في السجن نائب مندوب مؤتمر العمال العرب في اتحاد نقابات العمال العالمي. وكان "مؤتمر العمال العرب" قد انتخب الرفيق سليم القاسم كسكرتير عام للمؤتمر بتاريخ 9 نيسان 1949 وهو لا يزال في سجن صرفند.

هذا جانب من السيرة النضالية الثرية بالعطاء والتضحية في المجال النقابي الدولي، التي سار عليها النقابي الفلسطيني – المدرسة – سليم القاسم.



هوامش:

1- الاتحاد – الاحد 1 حزيران 1947 ص 4.

2- الاتحاد – الاحد 1 حزيران 1947 ص 4.

3- ارشيف العمل معهد لافون- iv- 219-54.

4 - الاتحاد – الاحد 8 حزيران 1947 ص 4.

5- الاتحاد الاحد 29 حزيران 1947 ص1.

6- الاتحاد – الاحد 15زيران 1947 ص 1.

7- الاتحاد 3 آب 1947 ص 3.

8- الاتحاد – الاحد 29حزيران 1947 ص 2.

9- الاتحاد الاحد 22 حزيران 1947 ص 2.

10- ارشيف العمل معهد لافون- iv- 219-54.

11- الاتحاد – الاحد 22 حزيران 1947 ص 1.

12- الاتحاد 8 ايلول 1987 ص 1.

13- الاتحاد 24تموز 1949 ص2.