كراس (كوبا تبخر اسطورة...) التحريفي الانتهازي الخائن فيدل كاسترو بدون رتوش!


عمر الماوي
2020 / 9 / 3 - 11:28     

التحريفية او الانتهازية اليمينية ، هي تيار ايديولوجي برجوازي اشد خطراً من الجمود العقائدي ، ان المحرفين
الانتهازيين يتشدقون بالماركسية ، ولكن ما يهاجمونه انما هو بالضبط خلاصة الماركسية ، انهــم يعارضون المادية والديالكتيك و يشوهونها ويعارضون الدكتــاتورية الديمقراطية الشعبية والدور القيــادي للحزب الشيوعي و يحاولون اضعافـه. ، ويعـارضون التحـويل الاشتراكي والبنــاء الاشتراكي ، وبعد ان انتصرت الثـــورة الاشتراكيـــة بصورة اساسية في بلادنا ، ما يزال في المجتمع اناس تراودهم الاحلام باعادة النظام الراسمالي فهم يحـاربون الطبقة العاملـــة في جميع الميادين بما في ذلك
الميدان الايديولوجي ، والمحرفون هم خير اعـوان لهـم في هـــذا الصراع .
ماو تسي تونغ


في هذا العرض لبعض المقتطفات المختارة من كراس اصدره الحزب الشيوعي الثوري (الماوي) في الولايات المتحدة عام 1976 بعنوان (كوبا تبخر اسطورة من الثورة المناهضة للامبريالية الى بيدق للامبريالية الاشتراكية) يتم تسليط الضوء على كوبا سياسيًا و اقتصاديًا بقيادة فيدل كاسترو بيدق و خادم التحريفية السوفييتية الذي يعتبر رمزاً شيوعيًا ملهماً في عرف صغار البرجوازيين من سقط و بلهاء القوم ادعياء الشيوعية بخاصة لدى المستثقف البرجوازي الصغير ضيق الافق الذي لا يرى ابعد من انفه.
وبالحقيقة ان كاسترو ليس بأكثر من صنيعة الاكاذيب و الاضاليل و الاراجيف الاعلامية و كان ابعد ما يكون عن الشيوعية و كوبا بكل تجربتها الواقعة تحت تأثير هيمنة الامبريالية الاشتراكية السوفييتية ابعد ما تكون عن الاشتراكية و الشيوعية كما سنكتشف من خلال هذه المقتطفات المختارة التي تتناول كاسترو التحريفي الحذاء الذي انتعله خروتشوف و بريجينيف و بقية الارهاط التحريفية من القادة السوفييت الذين كان كاسترو بيدقهم الاول و كوبا مستعمرتهم الجديدة في اميركا اللاتينية.
و هنا من النافل الاشارة الى ان الخائن كاسترو في لقاء مع تلفزيون الاوروغواي عام 1987 كان قد قال بوضوح ان مشغله و سيده و ولي نعمته الخائن غورباتشوف قائد كبير و مستوحى من لينين! - وهذا تصريح موثق لكاسترو لمن اراد البحث عنه و الاطلاع عليه.

ان من واجب الشيوعيين الثوريين جميعاً حماية و صيانة الارث الثوري للحركة الشيوعية العالمية و رسم التخوم مع الخونة التحريفيين و اتباعهم و بيادقهم في كل مكان و انجاز القطيعة معهم و فضحهم و تعريتهم و كشف زيف شعاراتهم التي باعوها لشعوب العالم المضطهدة طيلة عقود طويلة من الزمن.
و للاسف ان المتمركس العربي البرجوازي الصغير لا يستطيع التفريق بين ما هو ثوري و تحريفي. و بين ما هو شيوعي و برجوازي. ان المتمركس العربي بحكم التيه الايدولوجي الذي هو فيه لا يستطيع فهم بديهية ان الاتحاد السوفييتي لم يعد اشتراكيًا منذ المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي حين كشف الخائن خروتشوف عن خيانته ودشن المرحلة الجديدة لاعادة تركيز الرأسمالية و الانقلاب على منجزات الثورة و للاشتراكية المحققة بقيادة القائد العظيم ستالين الذي ارتكب بعض الاخطاء لكنه كان قائداً حقيقياً للبروليتاريا العالمية طيلة 30 عاماً قاد بها الاتحاد السوفييتي كأول دولة اشتراكية في التاريخ.
لقد حول التحريفيون السوفييت كوبا عبر بيدقهم تاجر السكر الى مستعمرة جديدة استبدلت هيمنة امبريالية بأخرى كما سنلاحظ من خلال هذا العرض المستفيض و الذي نكشف من خلاله عن الوجه القبيح و الحقيقي لفيدل كاسترو الشيوعي المزيف الذي لم يكن يعبر عن الطبقة العاملة بل كان من الواضح بجلاء ان الثورة الكوبية كانت ثورة معبرة عن مصالح البرجوازية الوطنية و الصغيرة و لم تعبر على الاطلاق عن مصالح الطبقة العاملة التي عدا عن كونها لم تشارك بالثورة فقد امعن كاسترو و حاشيته في سحقها و اضطهادها و تحويل العمال و صغار المنتجين الى عبيد في مزارع السكر و بإختصار استبدلت الثورة الكوبية الحكم شبه الاقطاعي لباتيستا التابع للامبريالية الاميركية. بحكم اباطرة السكر الرأسماليين الجدد و في طليعتهم الكومبرادور فيدل كاسترو بيدق الامبريالية السوفييتية البرجوازي الذي لم يكن بمقدوره الخروج من شرنقة الطبقة التي كان ينتمي اليها و يعبر عن مصالحها. فكما علمنا القائد و المعلم العظيم ماو تسي تونغ الطبقات الاجتماعية مسألة موجودة بصورة مستقلة عن الوعي و الارادة و لا يمكن للانسان ان يتحكم بها وهو محكوم بكل منطلقاته و توجهاته و دوافعه و افكاره و اراءه و سلوكياته لاعتبارات الطبقة التي ينتمي اليها و هذا ما اثبته التحريفي البرجوازي فيدل كاسترو الذي عرف الرفاق الماويون حقيقته منذ الستينات. و قد وصل ارتهان هذا الارعن لطغمة التحريفيين الاوغاد في الاتحاد السوفييتي لحد ان يشن هجومه التحريفي الدغمائي على القائد العظيم ماو تسي تونغ قاهر التحريفية المعاصرة. قد هاجم كاسترو ماو في اكثر من مرة كان ابرزها عام 1976 بعد وفاة ماو في مقابله مع الصحفية الاميركية باربرا والترز.
كان كاسترو مجرد طالب سلطة معبراً عن منزعه البرجوازي المتأصل و قد سوقته اذرع الامبريالية الاميركية كما يجب و قدمته كبطل و اسطورة و احاطته بهالة اعلامية غير مسبوقة مع كثير من دعايات نفخوا بها هذا الصنم من قبيل انه تعرض ل8 الاف محاولة اغتيال!!! ان هذه الاراجيف و الاضاليل الاعلامية التي بُثت لنفخ كاسترو وتقديمه كبطل كانت تعبر بجلاء عن مصلحة امبريالية ليكون هذا الانتهازي و مزرعة السكر التي حكمها نماذج يحتذى بها. ارادوا ان يصنعوا لشعوب العالم ابطالاً من ورق. كاسترو كان تحريفياً خائناً ليس للثورة الاشتراكية العالمية و الطبقة العاملة فحسب بل حتى للثورة الكوبية نفسها بشهادة بعض من خاضوا هذه الثورة من الحرس القديم. حتى خيانته لرفيقه التحريفي الاخر غيفارا كانت بأوامر من اسياده السوفييت كما كشف احد الصحفيين الكوبيين منذ اعوام بسبب خطاب غيفارا المناهض للسوفييت في المؤتمر الافروأسيوي بالجزائر عام 1966. ان من واجبنا كشيوعيين ان نقطع مع هؤولاء التحريفيين ايدولوجيًا فهؤولاء كانوا بيادقا و لم يناضلوا من اجل عالم خالي من كل اشكال الاضطهاد و الاستغلال الطبقي و القومي و الجندري. و بكلمة : كل من لا يرى كاسترو على حقيقته كتحريفي خائن للقضية فهو اعمى بعيون تحريفية.
فلنبدأ الان مع المقتطفات المختارة من الكراس المذكور و التي تتناول كوبا سياسيًا و اقتصاديًا:

كاسترو كان مستعدا ليبيع نفسه للامبريالية الاميركية

بعد الاستيلاء على السلطة في عام 1959 ، ذهب كاسترو إلى الولايات المتحدة في "جولة ودية" ، معلناً في نيويورك ، "لقد ذكرت بوضوح وبالتأكيد أننا لسنا شيوعيين ... البوابات مفتوحة للاستثمار الخاص الذي يساهم في تنمية كوبا ". حتى أنه دعا إلى برنامج مساعدات خارجية أميركي ضخم لأمريكا اللاتينية ، "من أجل تجنب خطر الشيوعية". لكن هذه الكلمات لم تكن كافية لطمأنة الطبقة الحاكمة الأمريكية.

معيار الربحية و تجارة السكر

ويستند "النظام الاقتصادي الجديد" الذي يصفه كاسترو على نفس المبادئ التي تو تحكم جميع البلدان الرأسمالية ، وخاصة في شكل رأسمالية الدولة: تحديد الأسعار وفقًا لتكلفة الإنتاج ؛ أن المصانع والصناعات التي تحقق أعلى معدل عائد على استثماراتها يجب أن تكون مجالات التوسع الأكبر ؛ أن يتقاضى مديرو هذه الوحدات رواتبهم حسب وضعهم الاجتماعي وكذلك ربحية مشاريعهم ؛ أن يتم دفع أجور العمال وفقًا لربحية المشاريع التي يعملون لصالحها ويفقدون وظائفهم إذا كان الإنتاج أرخص بدونهم ؛ علاوة على ذلك ، يتم دفع أجور العمال بدقة وفقًا لإنتاجيتهم كما هو مقيس بالقطعة.

هذه هي الرأسمالية بحق في مجدها الكامل. لا يوجد أي شيء قبيح أكثر من هذا عندما يقول كاسترو إنه من المؤسف أن هناك نقصًا رهيبًا في المساكن في كوبا ، لكن "الثورة لم تكن قادرة على فعل الكثير" حيال ذلك - بينما كشف لاحقًا أن الحكومة تبني 14 فندقًا سياحيًا جديدًا وتوسيع الفنادق الاخرى. من الواضح أن الاعتبار ليس هو ما يحتاجه الناس ، ولكن الأكثر ربحية. بالطبع ، لا يسمي كاسترو هذه رأسمالية ، مثل الحكام الرأسماليين الحاليين لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية. يدعون ان هذه نسخة أكثر واقعية من الاشتراكية.

في مؤتمر الحزب عام 1975 ، تحدث كاسترو كما لو كان "معيار الربحية" غير معروف في كوبا لسنوات عديدة. في الواقع ، أظهر القرار بتوسيع إنتاج السكر أنه منذ البداية كانت استراتيجية حكومته لبناء "الاشتراكية" قائمة على الربحية. لم يكن هذا خطأ - كان قرارًا طبقيًا ، خطوة سياسية أساسية حددت الطريق الذي ستتخذه كوبا وما الطبقات التي ستستفيد منه.

حتى في ظل الاشتراكية ، يجب على الطبقة العاملة أن تأخذ في الاعتبار "الربحية" ، لكن الربح يبقى فئة اقتصادية تعكس علاقات الإنتاج الرأسمالية القديمة. ببساطة ، هذا يعني أن الطبقة العاملة ، من خلال الدولة ، يجب أن تأخذ في الاعتبار التكلفة ، بالمال ، التي تدخل في إنتاج الأشياء (الأجور ، وسعر المواد الخام ، وما إلى ذلك) والسعر الذي تباع فيه السلع المنتجة - من المتوقع بشكل عام أن تغطي الأسعار التكاليف وتنتج فائضا. لكن هدف الإنتاج في ظل الاشتراكية ليس الربح.

في ظل الاشتراكية ، فإن الخط السياسي للطبقة العاملة - قراراتها الواعية من خلال حزبها ودولتها - هو الذي يحدد السياسة الاقتصادية ، وخطة ما سيتم إنتاجه وكيف. بشكل أساسي ، تقوم الخطة على مراعاة الأشياء المادية في المجتمع (العمال ، والآلات المتاحة ، والمواد الخام ، وما إلى ذلك) لتلبية احتياجات المجتمع - الغذاء والملابس والمدارس والمصانع الجديدة ، إلخ. الغرض الأساسي من اعتراف الطبقة العاملة بمعيار الربح هو أن تتمكن من خوض صراع سياسي لتقييده ، والحد منه ، والتخلص منه في النهاية. إن الرأسمالية ، وليس الاشتراكية ، هي التي تبنى الاقتصاد على "معيار الربحية".

ولا يمكن للطبقة العاملة أن تبني الاشتراكية من خلال الاعتماد على المساعدات الخارجية أو التجارة ، بغض النظر عن مدى حسن النية. وذلك لأن هدفها ، الشيوعية والمجتمع اللا طبقي ، ليس فقط. مسألة وفرة. لكن هذه هي بالضبط الطريقة التي أوضح بها كاسترو للجماهير ، كما لو كانت الشيوعية مجرد فطيرة في السماء تعد بأوقات أفضل. من أجل تحريرها ، يتعين على الطبقة العاملة أن تقود الجماهير في تغيير الظروف في كل بلد ، وأن تمحو الأساس المادي والاجتماعي للتناقضات الطبقية وتدريب الجماهير على نظرة البروليتاريا ، بحيث يصبح الجميع عاملين و العمال هم سادة الإنتاج الواعين وكل جانب من جوانب المجتمع. على هذا الأساس فقط ستختفي الطبقات وتنتصر الشيوعية.

إن الاعتماد على الذات ، وإطلاق العنان ، والتنظيم ، والاعتماد على القوة الإبداعية للجماهير داخل كل بلد هي الطريقة الوحيدة التي يمكن للطبقة العاملة من خلالها كسر السلاسل الاقتصادية والاجتماعية للرأسمالية.
لم تستطع كوبا إهدار السكر من خلال السماح له بالتعفن في الحقول ، أو نسيان استخدامه لشراء بعض الواردات إذا أمكن ذلك. لان السكر سيطر على اقتصادها بالكامل ، كان عليها أن تنوع محاصيلها باعتبارها الأساس الوحيد الممكن للخروج من هيكلها الاستعماري.

الاشتراكية نظام يكون فيه المبدأ الأساسي الذي يتم على أساسه اتخاذ جميع القرارات هو احتياجات المجتمع وليس الربح ، فإن إطعام الناس وإطعامهم جيدًا أمر أساسي. حقيقة أن ربحية السكر دفعت دائما جانبا محاصيل غذائية أقل ربحية جانبا جعلت الكثير من المواد الغذائية باهظة الثمن ونادرة بالنسبة للجماهير.

علاوة على ذلك ، ما لم يتم تنويع الزراعة وتطويرها ، فلن يكون لكوبا أساسًا للتصنيع الكامل ، سواء في المواد الخام من الزراعة (التي لا تزال كوبا تعتمد إلى حد كبير على استيرادها) أو من حيث تطوير سوق الآلات والسلع الاستهلاكية.

جادل كاسترو بأنه كان أرخص بكثير استيراد الجرارات من الاتحاد السوفياتي ، حيث يمكن للمصانع أن تنتجها بالملايين ، من إنشاء مصانع في كوبا ، التي لا تحتاج إلى العديد من الجرارات. ولكن مرة أخرى هذا هو الاقتصاد الرأسمالي. إذا لم تطور كوبا صناعتها ، على الرغم من أن هذا قد يكون "أكثر كفاءة" على المدى القصير ، فستعتمد دائمًا على السلع المصنعة المستوردة على المدى الطويل.

من خلال تقديم "مساعدات" لكوبا "بسخاء" وتشجيعها على زيادة إنتاجها من السكر بشكل كبير ، كان الاتحاد السوفيتي يفعل تمامًا كما فعلت الولايات المتحدة - وهو تعزيز الجانب الأكثر تخلفًا في الاقتصاد الكوبي - اعتماده على إنتاج السكر. كان هذا يعني إعادة إنتاج المحتوى القديم في شكل جديد - تصدير رأس المال إلى المستعمرة والاعتماد الاستعماري على "الدولة الأم" الإمبريالية. كان يعني أيضًا أن القادة الكوبيين ، من خلال حكمهم لكوبا في ظل هذه الظروف ، أصبحوا سريعًا أمراء سكر ورأسماليين تابعين.


نزاع الصين - كوبا

تظهر حادثة بين الحكومتين الكوبية والصينية في عام 1966 مدى سرعة الزعماء الكوبيين في السير في طريق التبعية الاستعمارية الجديدة ، وكم تميل سياساتهم بشكل متزايد للقوانين الرأسمالية ، على الرغم من كلامهم الثوري. ضاعفت الصين شحناتها من الأرز إلى كوبا لعام 1965 ، بناء على طلب الحكومة الكوبية ، ولكن عندما طلبت الحكومة الكوبية من الصين الحفاظ على هذا المستوى بشكل دائم ، ردت الحكومة الصينية بقولها إنها على استعداد للحديث عن ذلك ولكن لديها بعض الاعتراضات المهمة.

تختلف مساعدات الصين وتجارتها اختلافاً جوهرياً عن مساعدات التحريفية السوفيتية التي تم وصفها سابقاً. مساعدات الصين ليست بغرض الاستثمار. بما أن الصين تحكمها الطبقة العاملة لا البرجوازية ، فإن المساعدة والتجارة الصينية لا تخدم "معيار الربحية" - إنها تخدم السياسة البروليتارية وتقوم على المساواة والمنفعة المتبادلة.

عرضت الحكومة الكوبية الدفع مقابل شحنات الأرز المتزايدة مع السكر ، وإذا لم يكن الصينيون مهتمين بذلك ، فقد قامت الصين بإقراض الكوبيين لمساعدتهم على تنويع اقتصادهم. أجابت الصين أنه مهما كانت قيمة السكر من حيث المال ، فليس هناك حاجة إلى الكثير من السكر ، بينما هم بحاجة إلى الأرز. كانت هناك حاجة ليس فقط للاستهلاك ولإعداد مخزون في حالة الحرب (تعرضت الصين مؤخرًا للهجوم من قبل الهند ، التي كانت مسلحة ومدعومة من قبل كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي التحريفي) ، ولكن أيضًا لتزويد فيتنام ، التي كانت في حالة حرب. مع الإمبريالية الأمريكية.

لقد علمت تجربة الصين المريرة الصينيين قبل التحرير وبعده جيدًا أن التبعية الاقتصادية هي شرط يجب أن تنهيه الثورة ، وعائق وعبئ على الناس. بقيت حصة الأرز للشعب الكوبي كما هي حتى عندما تضاعفت شحنات الأرز في الصين لأن الحكومة الكوبية كانت تمزق حقول الأرز لزراعة قصب السكر - لأن الارز لم يكن "مناسبًا" مثل السكر وفقًا لمبدأ الربحية. كان القصد من المساعدة الصينية مساعدة كوبا على التحرر من سلاسل السكر. فبيع الارز لها سيجعل هذا الوضع أسوأ.

كان رد كاسترو هو استغلال مناسبة مؤتمر هافانا لبعض الثوريين من أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية لشن هجوم علني على الصين بسبب ما اسماه "العدوان الاقتصادي". هناك قام أيضا بهجوم شخصي مثير للاشمئزاز على ماو تسي تونج ودعا لإقالته من منصبه.  في سياق هجمات التحريفية السوفييتية على الصين والجدل العنيف بعد ذلك بين قادة البلدين حول الخط العام للحركة الشيوعية الدولية ، وضع هذا الهجوم كاسترو في وضع جيد بشكل خاص مع دائنيه السوفييت - وهو حقًا مثال مثير للاشمئزاز لكيفية حكم "معيار الربحية" للسياسة الكوبية.


كاسترو المحتال 95.1٪ من بائعي الهوت دوغ "ثورة مضادة"؟

تسبب النقص في القوى العاملة في حقول قصب السكر في هوس التأميم في أواخر الستينيات. في ما يسمى بـ "الهجوم الثوري" في عام 1968 ، عندما كان حصاد السكر بعيدًا جدًا ، أعلن كاسترو أن "95.1٪" من جميع بائعي الهوت دوج وأصحاب محلات البقالة وغيرهم من صغار الملاك قد اكتُشفوا أنهم "ثوار مضادون ". والأسوأ من ذلك أن "الرجال الأصحاء قادرون على التسكع" بينما "ذهبت النساء إلى الحقول"

كل هذه المؤسسات - 55000 مؤسسة بالمجموع - تم الاستيلاء عليها. تم إغلاقها بشكل دائم (بغض النظر عما إذا كان العمال ، على سبيل المثال ، قد يحتاجون إلى بائع هوت دوج أمام مصنع)و تم إرسال هؤولاء المالكين السابقين لقطع قصب السكر. اتضح أن بعضهم مسنون ومشلولون ، وانضم العديد منهم إلى ما يقرب من 10 ٪ من سكان كوبا الذين فروا من البلاد.

برر كاسترو ذلك بالقول إن الثورة ما كانت حتى تتمكن "الطفيليات" من إدارة الأعمال التجارية. لكن مقاربته للمسألة كانت عكس نهج البروليتاريا. في الثورات التي تقودها الطبقة العاملة ، من المبادئ السياسية الهامة كسب أكبر عدد ممكن من القوى ضد العدو في كل مرحلة من مراحل الصراع وتحييد أولئك الذين لا يمكن كسبهم. يجب على الطبقة العاملة ، بعد أن تستولي على السلطة من الرأسماليين الكبار ، أن تتخلص تدريجياً من الملاك الصغار في وسطها و الذين يمثلون عنصراً رأسمالياً. لكن أسلوب الطبقة العاملة في هذه الحالة هو استخدام الإقناع وليس القوة. يمكن للطبقة العاملة أن تكسب الغالبية العظمى من هؤلاء الناس لبناء الاشتراكية ، وفي غضون ذلك ، تغيير وجهة نظرهم السياسية ووضعهم الاقتصادي. لكن رأسمالية كاسترو حولتهم إلى عبيد مأجورين أنقياء وبسيطين. بالنسبة للحكومة الكوبية ، كانت مسألة اقتصادية بسيطة: 55000 "رجل قادر على العمل" = 55000 قاطع قصب محتمل.

كان هذا التأميم هو أكبر عملية احتيال وليس له علاقة بالاشتراكية ، على الرغم من أن الحكومة قد تقول أنه "ثوري" للغاية. التأميم ليس بالضرورة التنشئة الاجتماعية. التأميم يعني ببساطة سيطرة الدولة على الأعمال التجارية ، وهو ما تفعله الدولة البرجوازية طوال الوقت ، من مكتب البريد إلى بن سنترال في الولايات المتحدة ، إلى صناعة الصلب والمناجم في بريطانيا.

الفرق الرئيسي هو الطبقة التي تمتلك القوة. عندما تدير الطبقة العاملة الدولة ، فإنها تكون قادرة على تخطيط المجتمع بشكل متزايد لخدمة مصالحها الخاصة ومصالح البشرية جمعاء. للقيام بذلك يتطلب مشاركة واعية ومنظمة بشكل متزايد للعمال على جميع مستويات المجتمع ، بما في ذلك مستوى المؤسسة في التنظيم والإدارة.

النقد الذاتي عند كاسترو

حتى ما يسمى بـ "النقد الذاتي" عند كاسترو يخدم هذه المصالح الطبقية. قال منذ وقت ليس ببعيد: "ربما كانت المثالية الكبرى لدينا هي الاعتقاد بأن المجتمع الذي بالكاد ترك قوقعة الرأسمالية يمكن أن يدخل دفعة واحدة ، في مجتمع يمكن للجميع أن يتصرف فيه بطريقة أخلاقية و ". - كاسترو كان قد وعد بأن تصل كوبا الى الشيوعية خلال سنوات !

في مؤتمر الحزب ، واصل كاسترو هذا الموضوع: "عادة ما يكون للثورات فترات طوباوية ، حيث يكرس أبطالها المهام النبيلة المتمثلة في تحويل أحلامهم إلى واقع وتطبيق مُثُلهم العليا ، ويفترضون أن الأهداف التاريخية أقرب بكثير وأن ذلك إرادة الإنسان ورغباته ونواياه يمكن أن تحقق أي شيء ".

هذه ذكريات حقيقية عن برجوازية جديدة تنظر إلى الوراء في أيامها الأولى. بدأ صعودهم إلى السلطة بثورة برجوازية صغيرة. عكست سياسات قادتها وجهة نظر تلك الطبقة ، بكل تذبذبها وذاتيتها ومثاليتها وتمنيتها ، ونفاد صبرها للتغيير السريع وعدم صبر النضال ، وكل مخططات الثراء السريع وغيرها من الخصائص التي تعكس موقف البرجوازية الصغيرة غير المستقر بين الطبقة العاملة والرأسماليين. إن خطهم "اليساري" في الستينيات ، والمحافظة الحقيقية الكامنة فيه ، وتحولهم السريع نحو التحريفية المفضوحة في مواجهة الصعوبات ، كلها شهادة على هذه النظرة.

لم يكن الشكل المثالي الرئيسي الذي اتخذه هذا بالتأكيد ، كما كان يريد كاسترو أن نعتقد ، أن يكون هناك تقدير مرتفع للغاية لجماهير الناس. كانت مثاليتهم الحقيقية هي أنهم توقعوا أن المجتمع يمكن أن يتغير لمجرد أنهم أرادوا ذلك ، دون الجهود الواعية والمنظمة للجماهير بالملايين. وقد انعكس هذا في نظريتهم القائلة بأن "حفنة صغيرة من الرجال الحازمين" وحدها يمكن أن تسقط الإمبريالية الأمريكية في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية ، وكذلك من خلال نظريتهم أن الجمع بين المال السوفييتي وأفكار كاسترو يمكن أن يجلب الاشتراكية إلى كوبا ، بدلاً من صراع الجماهير نفسها.

لم تكن المثالية أنهم يريدون تغيير الأشياء ، ولا أنهم يعتقدون أن الأشياء يمكن أن تتغير. كان أكثر ما كان مثاليًا والأبعد عن الواقع - هو تصور القادة الكوبيين بأنهم يستطيعون الحفاظ على تقسيم العمل الرأسمالي مع أنفسهم في القمة ، والمفكرين والمخططين والإداريين بعدهم ، في حين أن العمال سوف ينفذون خططهم عن طيب خاطر دون صعوبة. ضد هذا الاستغلال والقمع.


البرجوازية الكاملة

ما تغير في كوبا اليوم
. يعكس تحول هؤلاء المتمردين إلى برجوازية جديدة ، هو أنه بينما لا يزالون يحافظون على مظاهر "الاشتراكية" ، فإن خبرتهم في إدارة المجتمع على طريقتهم البرجوازية قد علمتهم وجهة نظر وأساليب كل الرأسماليين من الطبقات الحاكمة. إنهم لم يستبدلوا مثالية البرجوازية الصغيرة القديمة بنظرة ونضال الطبقة العاملة ، ولكن بالأحرى يستبدلونها بمثالية البرجوازية نفسها. لا يزالون يستخدمون الخطاب والأوهام كدعم لحكمهم ولكنهم يعتمدون الآن على "انضباط السوق" لجعل العمال يعملون كعبيد في مزارع السكر مدعومين بكل الإكراه والقوة المطلقة تحت تصرفهم.

" أمسكوا ، والآن دعوني أذهب أيضًا." هكذا وصف لينين نظرة البرجوازية الصغيرة تجاه حكام روسيا المخلوعين. وهذا ينطبق على القادة البرجوازيين الصغار في كوبا. بالنسبة لهم ، لم يكن الانتصار على الإمبريالية وعملائها الكوبيين فرصة لتغيير الظروف التي أدت إلى قيام النظام الاستعماري الجديد. وبدلاً من ذلك أصبحوا على نحو متزايد بدائل ، في شكل جديد ، لمن أطيح بهم. على أساس وجهة نظرهم الطبقية ، ومع الظروف التي وفرها التحريفيون السوفييت بسهولة ، أصبح هؤلاء المتمردون البرجوازيون الصغار ذات يوم برجوازية كمبرادورية كاملة تعتمد على الإمبريالية السوفييتية.

الأرقام التجارية لكوبا مع الكتلة السوفييتية خلال السنوات القليلة الماضية هي نفسها تقريبًا كما كانت في السابق مع الولايات المتحدة.

بينما يتم تقييد الأراضي الخصبة في إنتاج السكر ، يبقى الطعام على قائمة طويلة من الأشياء التي يجب على كوبا شراؤها من الخارج. هذه الحقيقة هي عائق مستمر امام التطور. إن الدين الكوبي للاتحاد السوفييتي يتجاوز الآن 5 مليارات دولار ، ولسداد هذا المبلغ ، فإنه يخطط الآن لبذل جهود أكبر لزيادة إنتاج السكر. انضم الكوبيون مؤخرًا إلى CMEA ، التي كانت المحرك الرئيسي للهيمنة الاقتصادية السوفيتية على أوروبا الشرقية. هذه الدورة التي لا نهاية لها من التبعية والديون والمزيد من التبعية واقتصاد المحاصيل ، مماثلة لتلك التي تربط العديد من دول أمريكا اللاتينية الأخرى بالولايات المتحدة


دور كوبا
هذه هي الاقتصاديات الإمبريالية التي تملي الدور السياسي الحالي لكوبا في العالم - دورها كأداة ، دمية ، تستخدمها الإمبريالية الاشتراكية السوفيتية لتعزيز مصالحها في كل مكان.

بالنسبة للسوفييت ، تعد كوبا استثمارًا طويل الأجل مع أرباح متوقعة أكبر بكثير من مجرد منافع اقتصادية فورية. بل من المتصور أن الاتحاد السوفيتي قد يخسر أموالاً على المدى القصير على استثماراته. لكن هذا لن يؤثر على اعتماد كوبا الاستعماري على الاتحاد السوفيتي. غالبًا ما تُخضع القوى الإمبريالية أرباحها المباشرة في أي بلد معين لسياساتها العامة. وخير مثال على ذلك هو إسرائيل ، حيث ضخت الولايات المتحدة مليارات الدولارات ، أكثر مما يمكن أن تأمل كعوائد من اجل السيطرة على الاقتصاد الإسرائيلي وحده. القيمة الحقيقية لإسرائيل بالنسبة للولايات المتحدة هي في المقام الأول كأداة سياسية وعسكرية لحماية مصالحها الواسعة في الشرق الأوسط.

من المؤكد أن الإمبرياليين السوفييت يتوقعون إعادة أرباح نقدية على استثماراتهم الكوبية. لكن القيمة الحقيقية لكوبا بالنسبة لهم الآن هي أنها ، مرتدية الزي الثوري للإمبريالية المعادية للولايات المتحدة ، هي أداة رئيسية في حملة السوفييت لاستبدال الهيمنة العالمية للإمبريالية الأمريكية بهيمنتهم هم - كل ذلك باسم الثورة و الشيوعية.

كدولة قامت بثورة ضد الولايات المتحدة وحاولت باستمرار تعزيز مؤهلاتها "الثورية" ، فإن كوبا قادرة على تعزيز هيمنة الإمبريالية السوفييتية في العديد من المجالات حيث لا يستطيع الاتحاد السوفيتي التصرف بشكل علني باسمه.

يتمثل جزء من خدمة كوبا في توفير الغطاء والهجوم المضاد ضد فضح وإدانة الإمبرياليين السوفيت: تسمية الأشياء بنقيضها وإخفاء طبيعتها الحقيقية.

كانت كوبا ذات قيمة خاصة لذلك في مؤتمر دول عدم الانحياز في الجزائر عام 1973 ، عندما ندد أمير كمبوديا سيهانوك بالاتحاد السوفيتي باعتباره شريكًا في العدوان الأمريكي على كمبوديا. وقف كاسترو وشن هجومًا على سيهانوك وآخرين ودفع بمرارة عن السوفييت ، الذين صورهم على أنهم الحليف القوي والطبيعي للبلدان المضطهدة.

اليوم ، لا يزال القادة الكوبيون يلعبون هذا الدور بصوت أعلى وبوقاحة أكثر من ذي قبل. في مؤتمر الحزب لعام 1975 ، قال كاسترو: "لن يندم أي ثوري حقيقي ، في أي جزء من العالم ، على قوة الاتحاد السوفيتي ، لأنه إذا لم تكن هذه القوة موجودة ... فإن الأشخاص الذين قاتلوا من أجل التحرير في الثلاثين عامًا الماضية لن يكون هناك مكانُ لتلقي منه مساعدة حاسمة .وجميع الدول الصغيرة المتخلفة - كانت ستتحول إلى مستعمرات مرة أخرى ".

والرسالة وراء ذلك صاخبة وواضحة: لا يمكن للبلدان النامية أن تربح التحرير دون الاعتماد على الاتحاد السوفيتي. هذه الدعوة للعالم لاتباع "النموذج الكوبي" هي خدمة مهمة للغاية للحكام السوفييت الذين يحاولون إفساد نضالات المظلومين ضد الإمبريالية الأمريكية لخدمة هدفهم الخاص في استبدال الولايات المتحدة كأكبر المستغلين والمضطهدين في العالم. .

لكن بالطبع لا يعتمد الحكام السوفييت بشكل أساسي على خطابات كاسترو لتعزيز مصالحهم. إنهم يعتمدون على السلاح أكثر فأكثر ، مثل الإمبرياليين الأمريكيين. وهنا أيضًا ، رأى القادة الكوبيون ضوء "الواقعية".

تدخل مسلح في أنغولا

في هذه الأيام بدلاً من نشر خط "بؤر حرب العصابات" لتحل محل نضال الجماهير من أجل التحرير ، ترسل كوبا الآن جنودها على متن الدبابات والطائرات السوفيتية.

إن آلاف القوات الكوبية المصاحبة للدبابات السوفيتية في أنغولا ليست سوى واحدة من المدفوعات العديدة التي يتوقع أن تدفعها الطبقة الحاكمة الكوبية لأسيادها السوفييت على الصعيد العملي.

ليس فقط الاشتراكيون الإمبرياليون يستخدمون القوات الكوبية في محاولة للسيطرة على أنغولا. إنهم يحاولون بيع كل ذلك على أنه "أممية بروليتارية" ويذهبون إلى حد تصوير كوبا كمثال لما تخبئه البلدان الأخرى من نعمة عظيمة إذا ربطوا مستقبلهم بالاتحاد السوفييتي و "مساعدته". لكن حقيقة إرسال آلاف الجنود الكوبيين للقتال والموت كبيادق في هذه الجريمة المعادية للثورة هو كشف هائل للإمبريالية السوفيتية ، التي لا يمكن لأي قدر من الكلمات إخفاءها.

يقول الإمبرياليون السوفييت إن مصير الطبقة العاملة والجماهير من الناس أن يظلوا مقيدين ما لم يتلقوا "مساعدة" سوفياتية ويخضعون للسيطرة السوفيتية. الإمبرياليون الأمريكيون ، الذين استُخدمت مساعداتهم الاقتصادية والعسكرية منذ فترة طويلة لاستعباد وإعادة تقوية روابط اضطهاد العديد من الشعوب ، يقولون الشيء نفسه من زاويتهم - إذا تجرأ المظلوم والمستغل من بلد ما على الانتفاض ضد "الحماية" الأمريكية ومن المؤكد أنهم سيسقطون فريسة لأبناء آوى السوفيات.

لكن أهم درس يمكن تعلمه من فشل الثورة الكوبية هو عكس هذا المنطق الإمبريالي. يمكن لجماهير الشعب في كل بلد أن يحرروا أنفسهم ويدفعوا قضية تحرير الانسانية جمعاء فقط بالاعتماد بشكل أساسي على جهودهم الخاصة وليس "مساعدة" مستغلي العالم - من خلال السير في طريق الثورة البروليتارية.


انتهى.