دفاعا عن الفاشية الإسلامية , إنه مصطلح صحيح , و إليكم لماذا لكريستوفر هيتشنز


مازن كم الماز
2020 / 8 / 30 - 17:47     

لاقت مبادرة ديفيد هوروفيتز و أنصاره إلى "أسبوع الوعي بالفاشية الإسلامية" في الجامعات الأمريكية ردود فعل مختلفة . كانت أحد تلك الردود هو تحدي أو التساؤل عن صحة المصطلح نفسه . هذا هو الشيء المتوقع في الأوساط الأكاديمية الليبرالية , حيث تتعرض كل محاولة للمقارنة بين الإيديولوجية الفاشية و الجهادية للسخرية . يكتب إلي أشخاص مثل توني جوديت قائلين أن هذا في الواقع غير تاريخي و تبسيطي . و في بعض الأوساط الإعلامية يوجد تردد من نوع آخر : يعتقد ألان كولمز أنه لا يجب استخدام كلمة إسلامي حتى لوصف الجهاد نفسه , لأن فعل ذلك يعني أننا نخاطر بتجريم دين بأكمله . هو و آخرون لا يريدون وصم الإسلام حتى في أكثر أشكاله تطرفا بوصف شنيع كالفاشية . أخيرا رأيت و سمعت أن البعض يرى أن المصطلح غير عادل أو متحيز لأنه لا ينطبق على أي دين آخر . حسنا , إن هذا الإدعاء الأخير غير صحيح بكل تأكيد . كان من الشائع جدا ذات يوم خاصة في اليسار , أن تسبق كلمة فاشية بكلمة أكليروس أو رجال دين . كان ذلك تعبيرا عن الحقيقة التي لا مجال لإنكارها أنه بدءا من إسبانيا إلى كرواتيا و سلوفاكيا , كانت هناك صلة مباشرة جدا بين الفاشية و الكنيسة الكاثوليكية الرومانية . مؤخرا أيضا وضع جوشوا ليبوفيتز , محرر الموسوعة اليهودية , مصطلح النازية اليهودية ليصف المستوطنين المسيحانيين الذين انتقلوا إلى الضفة الغربية المحتلة بعد 1967 . لذلك لا داعي أن يشعر المسلمون بأي شفقة على الذات إذا ما "أشير" إليهم بهذه الصفة . استخدم مصطلح الفاشية الإسلامية لأول مرة في جريدة بريطانية مستقلة عام 1990 من قبل الكاتب الاسكوتلاندي ماليس روثفن بينما كان يكتب عن الطريقة التي تستخدم بها الديكتاتوريات العربية المشاعر الدينية لكي تبقى في السلطة . لم أكن أعلم بذلك عندما استخدمت مصطلح "فاشية بوجه إسلامي" لأصف هجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول ضد المجتمع المدني و لأسخر من أولئك الذين قدموا تلك الهجمات على أنها لاهوت تحرير من نمط ما في الممارسة . كان مصطلح "فاشية بوجه إسلامي" يعني الجمع بين كلا من الكسندر دوبتشيك و سوزان سونتاغ ( إذا كان علي قول ذلك ) و أنه لا يمكن استخدامه بأي حال من الأحوال لأغراض الجدال اليومية , لذلك يبقى السؤال : هل هناك أي شيء يجمع بين البن لادنية أو السلفية أو أيا يكن ما سنتفق على تسميتها مع الفاشية ؟ أعتقد أن الجواب هو نعم . نقاط المقارنة الأكثر وضوحا هي : أن كلا الحركتين تقومان على عبادة العنف القاتل الذي يمجد الموت و الخراب و يحتقر حياة العقل . ( "الموت للمثقف ! ليحيا الموت !" كما صاغه غونزالو كويبو دي لانو صديق الجنرال فرانشيسكو فرانكو ببراعة ) . كلاهما يعادي الحداثة ( إلا عندما يريدون أن يحصلوا على الأسلحة ) . و كلاهما مصابان بالنوستالجيا أو الحنين إلى إمبراطوريات و أمجاد غابرة . كلاهما مهووس ب"إذلالات" حقيقية و متوهمة و بالتعطش إلى الانتقام . كلاهما مصابان بسم البارانويا المعادية لليهود ( و أيضا بابن عمها الأصغر , البارانويا تجاه الماسونية ) . كلاهما ينزعون إلى عبادة الزعيم و إلى التأكيد الحصري على سلطة كتاب واحد "عظيم" . كلاهما يلتزمان بشدة بالقمع الجنسي - خاصة بقمع أي "انحراف" أو "شذوذ" جنسي - و إخضاع النساء و احتقار كل ما هو نسوي . كلاهما يحتقر الفن و الأدب كعرض أو علامة على الانحطاط و الانحلال , كلاهما يحرقان الكتب و يدمران المتاحف و الكنوز البشرية . لقد حاولت الفاشية ( و النازية ) أيضا أن تزور نجاحات الحركة الاشتراكية يومها بإطلاق مناشدات اشتراكية مزيفة و شعبوية . من المثير للاهتمام أن نلاحظ مؤخرا الطريقة التي تحاول فيها القاعدة جاهدة أن تزيف و تعيد تدوير دعاية الحركات المناهضة للعولمة و الحركات الخضراء ( المدافعة عن البيئة ) . ( انظر مقالي عن بيان ابن لادن في الحادي عشر من سبتمبر ) . لكن هنا أيضا لا يوجد تطابق تاريخي تام . فتاريخيا ركزت الفاشية على تمجيد الدولة القومية و على سيطرة الشركات . لا يوجد دور كبير للشركات في العالم الإسلامي , حيث غالبا ما تكون الأوضاع أقرب للإقطاع منها إلى الرأسمالية , لكن مجموعة شركات ابن لادن كانت من بين أشياء أخرى شركة متعددة جنسيات مارقة ذات روابط ما برأس المال المالي . أما فيما يتعلق بالدولة القومية فإن القاعدة تطالب بحل دول مثل العراق و العربية السعودية في خلافة واحدة عظيمة يعاد إحياءها , لكن ألا يتشابه ذلك مع المخطط المجنون ل"ألمانيا العظمى" أو مع خيالات موسوليني عن إعادة إحياء الامبراطورية الرومانية ؟ . تقنيا لا يوجد أي شكل من الإسلام يدعو إلى التفوق العنصري أو يقترح وجود عرق متفوق . لكن الإسلاميون المهووسون يستخدمون في الممارسة مفهوما فاشيا عن "الأنقياء" و "الحصريين" على الأنجاس و الكفار أو المدنسين . مثلا في دعايتهم المعادية للهندوسية و للهند ستجد شيئا يشبه جدا التعصب الأعمى . في موقفهم من اليهود من الواضح أنهم يتحدثون عن عرق أدنى أو نجس ( لهذا انجذب المسلمون المتطرفون مثل مفتي القدس إلى جانب هتلر ) . في محاولتهم القضاء على شعب الهزارا في أفغانستان الذين هم فرس إثنيا و شيعة دينيا , فإن ما جرى هناك يقترب كثيرا من "التطهير العرقي" . كما أن ابن لادن هدد باستخدام العنف ضد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة الذين يجرؤةن على محاولة إيقاف حملة الإبادة العرقية ضد المسلمين الأفارقة التي قام بها أصدقائه السودانيون الورعون الأتقياء في دارفور . هذا يجعل من الجائز كما يبدو لي أن نذكر ظاهرتين إلى جانب بعضهما و أن نقترح أنهما تشكلان نفس التهديد للحضارة و للقيم الحضارية . هناك نقطة مقارنة أخيرة و هي مشجعة من بعض الجوانب . كلا هذين النظامين الفكريين الشموليين يعانيان كما هو واضح من النزوع إلى الموت . من المؤكد أنها ليست مصادفة أن كليهما يؤكدان على تكتيكات انتحارية و على هدف التضحية بالنفس , تماما كما أنهما يفضلان أن يريا مجتمعاتهم مدمرة عن أن يقوموا بأية تسوية مع الكفار أو أي تخفيف من مباهج أرثوذوكسيا عقائدهما المطلقة . لذلك علينا واجب معارضة و القضاء على هذه و على أية حركات شمولية مشابهة , يمكننا أيضا أن نكون واثقين بدرجة كافية من أنهم يلعبون دورا غير واع في هذه الترتيبات لدمارهم هم أيضا .

نقلا عن
https://slate.com/news-and-politics/2007/10/defending-the-term-islamofascism.html