إسرائيل تمد سيطرتها الكولنيالية عبر المنطقة


سعيد مضيه
2020 / 8 / 29 - 11:25     

اسرائيل تمد سيطرتها الكولنيالية عبر المنطقة
خطر إسرائيل ، بوصفها أداة السيطرة الامبريالية على المنطقة ، لا يقتصر على فلسطين. وراينا الذراع الإسرائيلية تمتد الى أكثر من قطر عربي تركز ضرباتها ضد التوجهات الديمقراطية والتحررية. تلقت إسرائيل الدعم من دول الغرب الامبريالية ، وقدمت من طرفها الخدمات. في حملة التطبيع الراهنة يتجلى الدعم الامبريالي والخدمات الإسرائيلية.
يلفت الانتباه في حملات نتنياهو للتطبيع حماس الإدارة الأميركية لدرجة المشاركة الفعلية في الضغوط الدبلوماسية، بما يذكر بالحملات لفرض الأحلاف العسكرية أوائل خمسينات القرن الماضي؛ ويلفت النظر أيضا إعطاء الأولوية في جدول أعمال التطبيع للتنسيق الأمني؛ وكذلك يجري تجييش أكبر عدد من الدول لتشكل منطقة نفوذ لإسرائيل. كانت السودان اول بلد يصله بومبيو بعد إسرائيل، حيث لم يبق سرا مقايضة الانضمام لحلف التطبيع برفع اسم السودان من قائمة الإرهاب. إن تصريح نتنياهو بضرورة تشكيل حلف من دول الخليج وإسرائيل لهو مجاهرة بتطلع إسرائيل للسيطرة المباشرة على دول عربية وتقييدها بأصفاد التبعية؛ وحين يعلن ان التنسيق الأمني سيكون البند الأول على جدول أعمال العلاقة التطبيعية مع الإمارات فذلك إعلان بإخضاع الإمارات شان فلسطين المحتلة، لسطوة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تقمع وتقهر وتكتم الأنفاس؛ وإذ يتحقق لإسرائيل هذه السيطرة المباشرة فإنها تبز الآخرين قوة إقليمية متنفذة في شئون المنطقة.
العلاقة التي تقيمها إسرائيل مع الدول لن تكون نديّة ولا متكافئة؛ طبيعة الاقتصاد الإسرائيلي تسفر عن نسج علاقة كولنيالية مع دول متخلفة إنتاجيا في منطقة الخليج، تضعها حتما موضع التبعية الاقتصادية سوقا للمنتجات الإسرائيلية . برز منذ زمن ، وقد دخلت إسرائيل ميدان التكنولوجيا الإليكرونية، توجه باستبدال احتلال الأراضي العربية بانفتاح تجاري يحيل لأقطار العربية كافة سوقا لمنتجات الاقتصاد المتطور. صرف النظر عن التوجه ، لأن الاستراتيجية الصهيونية تستهدف الاستحواذ على فلسطين كاملة كمنطلق في المنطقة. والآن يحتفظون بالاحتلال مناطق تقام عليها صناعات امنيّة للتصدير، وشعبا مقهورا يجربون عليه أساليب القمع يصدرون خبراتها المتجددة باضطراد ويعقدون من أجلها مؤتمرات ومعارض، منطلقات لترويج المنتج التقني والخبرات العملية.
حكاية التطبيع مع إسرائيل لم تستهل من بن زايد؛ كانت ولم نزل كرة ثلج متدحرجة تكبر باضطراد حشدت احتياطي الولايات المتحدة في المنطقة العربية. شكل الرئيس الأميركي ويلسون لجنة اميركية من هنري كينغ وتشارل كراين عام 1919 طافت بأرجاء فلسطين وانتقلت الى دمشق وقدمت تقريرها الى مؤتمر فرسايل تضمن تحديد هجرة اليهود الى فلسطين، ووضع الأماكن الدينية تحت إشراف لجنة دينية دولية، والعدول عن إقامة دولة يهودية، وعدم تجاهل الشعور القومي العربي في سوريا وفلسطين. خلصت اللجنة الى ان المشروع الصهيوني لا يمكن تنفيذه إلا بدعم قوة مسلحة. تخلت الإدارة الأميركية عن التقرير وتم إهماله.
رفض ويلسون تقريرلجنة كينغ -كراين، ودعم الانتداب البريطاني على فلسطين لغرض تطبيق وعد بلفور.
من طرف مقابل برز ميل لدى الأنظمة العربية، المنحدرة من العصر الوسيط والمرتبطة به من حيث العلاقات الاجتماعية والقيم والنماذج الاقتصادية والسياسية، لنسج علاقة تبعية مع الكولنيالية الزاحفة على المنطقة أواخر القرن التاسع عشر. انغلاق الأنظمة ضمن القطر تختزله في العرش شكل محدودية أفقها. أقدم عبد العزيز بن سعود في26 ديسمبر / كانون ثاني 1915 على إبرام معاهدة دارين مع بريطانيا ضمن بها اعتراف بريطانيا به حاكما لسلطنة نجد وتوسيع الحكم وإبقائه في ذريته من بعده، وذلك مقابل "اتباع نصائح بريطانيا وبحقها في الإشراف على علاقاته الخارجية وعدم إقامة علاقات مع قوى أجنبية الا بعد الحصول على موافقة بريطانيا والاعتراف بهيمة بريطانيا على الإمارات الخليجية". لدى استبطان الصيغ الدبلوماسية المشذبة ، "نصائح"، وشرط "الحصول على موافقة بريطانيا"، و"هيمنة بريطانيا على الإمارات الخارجية"، نستنتج ان بريطانيا فرضت لنفسها سيطرة مطلقة على الجزيرة العربية بموافقة السلطان السعودي. ثم نقل السلطان، وقد غدا ملكا متوجا على معظم الجزيرة ، الولاء لأميركا إثر لقائه مع الرئيس الأميركي روزفيلت في أواخر الحرب العالمية الثانية.
هذه العلاقة نموذج بلوره الباحث هشام شرابي في كتابه "البنية الأبوية إشكالية التخلف في المجتمع العربي"، في ما أسماه "النظام الأبوي المحدّث" . التعبير الجديد يختزل نظام ما قبل الرأسمالية "دلالة على توفر عامل خارجي يؤثر في تطور داخلي ، فيدفعه الى التحول. فما ان تنطلق عملية التحديث حتى يتشوه التطور الذاتي الداخلي ، فيتخذ شكلا لم يكتمل نضوجه... هجانة اجتماعية تستعصي على التقدم والتحديث ولا تتقبل العلم". تلك هي سمات الأنظمة العربية التي استقرت حوالي القرن ولا تقبل التغير إلا بقوة اجتماعية تطيح بها. هي عدو لدود للوحدة القومية وللتقدم. لم تتجذر بعد في الشخصية العربية العقلية العلمية التي تفسر الظواهر بأسباب موضوعية تخضع للدرس والتجربة؛ ولم تنظم العقلانية النشاطات الفردية الاجتماعية والسياسية" ، حسب توصيف الدكتور هشام شرابي. هذا في مجال البنية الاجتماعية – الثقافية.
ان إشهار زيارات ضباط المخابرات الإسرائيلية لدول الخليج إنما تفضح علاقة تبعية تكرست وتعززت منذ عقود، وبات سهلا البناء عليها. ففي سائر الأنظمة ذات البنية الأبوية المحدثة (أو المستحدثة)، ومثالها الأبرز دول الخليج، "يهيمن جهازان متوازيان، عسكري بيروقراطي وبوليس سري. يتحكم هذا الأخير بشئون الحياة اليومية ، فيقوم بضبط مجريات الأمور المدنية والسياسية؛ وتبعا لذلك فإن المواطنين ليسوا محرومين فعليا من بعض حقوقهم فحسب، بل إنهم أيضا سجناء الدولة وعرضة لحكمها الطاغي وقهرها الدائم ، تماما كما كان واقع مواطني الدولة العثمانية"، حسب تقييم المفكر هشام شرابي. الحقيقة ان الأنظمة الأبوية مارست استبدادا فاشيا مماثلا للفاشية الإسرائيلية المسلطة بشكل أبارتهايد ضد الشعب الفلسطيني؛ فبرز التطبيع ائتلافا للأنظمة الفاشية بالمنطقة تدعمه فاشية معربدة داخل الولايات المتحدة. الرئيس ترمب لم يلم، ولو بكلمة قتل السود بدم بارد، وصب جام حقده على مظاهرات المقهورين تطالب بالعدالة. لا قيمة للإنسان في نظر الفاشية؛ ضحاياها مجرد فضلات بشرية.
تتضافر عوائق التطور المحلية مع عوائق مجلوبة متمثّلة في سيطرة كولونية –إمبريالية نهمة، تفرض نمطا من علاقات الإنتاج الرأسمالية التبعية تحاصر تطور القوى المنتجة المحلية، وبوجود أنظمة سياسية تحمي هذه العلاقات وتجدّد إنتاجها وبوجود الكيان الصهيوني حامي هذه التبعية وهذه الأنظمة تكتمل شروط اللقاء المفيد للطرفين، يتعاونان على إبقاء الفرد العادي فاقدا لفعاليته ـ يتحول الى ذات بلا مواطنة، ويتجرد حتى من حقوقه الإنسانية والمدنية. فضلات بشرية برسم الاندثار.
التشكيلة الاقتصادية – الاجتماعية للمجتمعات العربية تنطوي على مواصفات علاقة ترتضي التبعية لأي نظام ينشد السيطرة مقابل الحماية . تخلف مزمن يسري في مسامات المجتمع ووعي أفراده، يتنقل عبر الأجيال كالمرض العضال، يكلس مفاصل المجتمع ويشل حركته . والليبرالية الجديدة أشاعت ثقافة تفكيك الروابط القومية والاستخفاف بالتراث القومي، واستبدلت تلك الرابطة بنادي الأثرياء يقرر مصائر البشرية ويقذف الى العدم الفضلات البشرية ممن لا ترتقي كفاءاتهم لخدمة الاحتكارات.
في العام 1942 انتقلت الحركة الصهيونية الى الحضن الأميركي في مؤتمرها المنعقد بنيويورك؛ وفي جلسة الجمعية العمومية للأمم المتحدة نوفمبر، تشرين ثاني 1947بذلت الإدارة الأميركية أقصى طاقتها لدعم قرار تقسيم جائر؛ وصمتت وفرضت الصمت حيال المجازر ضد الجماهير الفلسطينية، ودعمت الإدارات الأميركية المتعاقبة ممارسات إسرائيل العدوانية وشاركتها عدوان حزيران . وحسب استخلاصات الأكاديمي رشيد الخالدي، إثر مراجعته لوثائق الدبلوماسية الأميركية المفرج عنها، فقد دأبت الدبلوماسية الأميركية على تأجيج الصراعات والفتن بالمنطقة ومنع الاستقرار في ربوعها. وبات معلوما ولا حاجة للتفصيل فيه دور الوسيط الأميركي في المفاوضات العقيمة، وكذلك تمويل ودعم شبكات الإرهاب التكفيرية بقصد إنهاك المجتمعات العربية ، وحتى تفسيخها.
يسرد الصحفي الأميركي ، بوب وودوارد، قصة العلاقات الوطيدة بين الأنظمة الأبوية العربية ووكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه). فعلى إثر الإطاحة بالشاه في إيران أدركت الاستخبارات الأميركية قصور الاقتصار على ولاء رئيس الدولة ، ولا بد من تنظيم شبكة علاقات تتيح التحكم في فعاليات المجتمع كافة . استثمرت رعب الأنظمة الأبوية من تأثير الثورة الإيرانية وعرضت عليها بعثات أمنية تنظم اجهزة حماية الأنظمة؛ وقبلت الأنظمة العربية باستثناء نظام القذافي واليمن الجنوبي، فنظمت ضد كل منهما مؤامرات متلاحقة واتهم القذافي بتدبير المؤامرات الإرهابية، وتعرض لعدوان عسكري مباشر؛ بينما كانت المخابرات تدس عملاءها في ثنايا المجتمعات العربية .
وحين صمتت الأنظمة العربية على ضرب إحدى العواصم العربية بالقذائف طوال أسابيع متتالية صيف 1982، فقد سبق الصمت تنسيق امني أنجزته بعثات وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) منح الأنظمة الأبوية الأمان كي تتحدى جماهيرها وتظهر صمت الموافقة على إبعاد المقاومة الفلسطينية المسلحة عن حدود إسرائيل، وبذلك تلغي كل مأ يعيق تعاونها التبعي الاستراتيجي مع الراٍسمالية في صورتها العولمية والليبرالية الجديدة. مهدت الليبرالية الجديدة ، بسيطرتها على الأقطار العربية، الطريق للتطبيع الضمني مع إسرائيل.
استغلت إسرائيل، في إطار دورها الوظيفي، ارتباط الأنظمة بالليبرالية الجديدة، في بذل المحاولات لإدخال مجتمعات عربية بيت الطاعة لتدور في فلكها، أو تؤجج الفتن الطائفية والعرقية سعيا لإبقاء الدول الأخرى في حالة كساح، مستنزفة مواردها ومشغولة بهمومها عاجزة عن التنمية وتطبيق قواعد الديمقراطية.
كانت ثمرة العلاقات الأمنية وأخطرها في مصر السادات، كما رصدها بوب وودوارد: "انفقت السي آي إيه الكثير وبذلت اهتماما كبيرا لتحذيره (السادات) من مخاطر خارجية لدرجة انها تجاهلت القوى الداخلية في مصر"... "لم تكن هناك حدود لجمع المعلومات ، خصوصا في منطقة مضطربة كالشرق الأوسط، وبخاصة في مصر الآن. أراد المزيد من العناصر البشرية ومن الاجهزة الإليكترونية"، وبالنتيجة.... "اعترى السي آي إيه ابتهاج وانتعاش إذ قدر لها الحصول على مصادر وثيقة الصلة فعملت منها فهارس عن تقلبات وأهواء وامزجة عشرا ت الوزراء ووكلاء الوزارات وطموحاتهم وسياساتهم"(ص312).
كان السادات رصيدا للاستخبارات لا تدفع له السي آي إيه بصورة مباشرة ، وليس تحت إشرافها بأي معنى من المعاني.[ في مجال آخر يدعي وودوارد أن السادات تلقى عام 1970 ، وهو نائب للرئيس، راتبا محترما من السعودية]. إلا انه فتح بلاده ونفسه أمام السي آي إيه. اعتقدت السي آي إيه انها امتلكته وامتلكت الجيش المصري ودول عربية أخرى. وظن الإسرائيليون أيضا كذلك بعد كامب ديفيد.
وتعاون السادات، ومن بعده مبارك، في تزويد " المجاهدين الأفغان" بالمال والسلاح. "بعد طيران 220 ميل الى القاهرة التقى كيسي(مدير السي آي إيه) بالرئيس المصري مبارك ثم امضى ساعات مع مدير مكتب الوكالة بالقاهرة، الذي يشرف على اكبر مرفق تابع للوكالة خارج الولايات المتحدة. كانت معظم الأسلحة والمساعدات التي تذهب الى افغانستان تعبر من مصر.(269) .
اكتشفت السي آي إيه كم كانت ناجحة جهود الموساد الإسرائيلي في التغلغل داخل الأقطار العربية. لم تواجههم صعوبة تذكر؛ فالأنظمة الأبوية تقرب الموالين وتمنح أذنيها للمتسلقين الوصوليين، ومنهم عملاء المخابرات الأجنبية . "كانت لكيسي صلة بإسرائيل ومنحها فرصة أوسع من أي وقت مضى؛ فقد علم أن الموساد قد تغلغل في لبنان بعملاء من الدرجة الأولى . إلا أن الإحساس قوي بان الإسرائيليين يمتنعون عن المساعدة وأن أرواح الأميركيين تتعرض للخطر"(380)..."عملاء الموساد في سوريا اتخذوا صفة رجال أعمال من لبنان او بلدان عربية وأخرى أوروبية وحتى من أوروبا الشرقية". (286)
التقى ملك المغرب مع فيرنون وولترز الملازم في جيش ايزنهاور أثناء الحرب العالمية الثانية. كان عمر الأمير حسن حينئذ 13 عاما.استمرت العلاقة بين الاثنين حتى العام 1976 ، عندما غدا وولترز نائبا لمدير المخابرات المركزية والضابط المكلف بالملك الحسن الثاني. قدم له مساعدات تقنية مقابل إطلاق أيدي السي آي إيه ووكالة الأمن القومي الأميركية في البلاد والبلدان المجاورة.
وفي آب 1985 أقامت السي آي إيه اتصالا مباشرا على غابة السرية بين واشنطون وبغداد لتزويد العراق يمعلومات أفضل وأسرع من الأقمار الصناعية. والتقى كيسي بمسئولين عراقيين كبار كي يتأكد ان القناة الجديدة تؤدي وظيفتها.
أما العلاقات مع السعودية فاتخذت منحى الابتزاز المالي. "بموجب الدستور السعودي لا يوجد تشريع بالإنفاق او لجنة مراقبة ذات سلطة. وإذ تعي وزارة الخارجية الأميركية ذلك كان بمقدورها التوجه مباشرة الى السعودية من أجل الحصول على دعم عسكري أو اقتصادي عندما تريد شيئا يعارضه الكونغرس. وإذا انسجمت العملية مع خط السعودية فالمساعدة هائلة. وعلى العموم كانت العلاقات جيدة بين السي آي إيه والمخابرات السعودية.
ذات يوم أوائل عام 1985تلقى الأمير بندر رسالة من الملك فهد تضمنت تعليمات سرية بالتعاون مع كيسي. وفي الحال رتب بندر لقاء مع كيسي في لانغلي. قابله كيسي إلا أنه اقترح مكانا آخر في موعد آخر ، وكأنه لم يرد التحدث في لانغلي مركز الوكالة. وافقا على تناول الغداء نهاية الأسبوع في بيت بندر. وسيحضر كيسي مع زوجته بحجة انهما يرغبان شراء البيت.. بعد الغداء تمشيا خارج الحديقة. وعندما ابتعدا عن البيت اخرج كيسي بطاقة حمراء من جيبه وقال هذا رقم حساب بالبنك في جنيف وعليك إيداع مبلغ ثلاثة ملايين دولار هناك. (395) . وقال بندر انه حالما يودع المبلغ سأغلق الحساب وساحرق الورقة ولن تبقى علاقة للسعودية في الموضوع.(396) .
تكفل بندر بتنفيذ عمليتين سريتين بطلب من كيسي: الأولى إفشال جهود القذافي في تشاد وكلفت المهمة السعوديين مبلغ ثمانية ملايين دولار. والثانية بكلفة مليوني دولار لمنع الشيوعيين من الوصول الى السلطة في إيطاليا. ولم يترك السعوديون لهم أثرا في العمليتين.
تباحث بندر مع ماكفارلين بشان إعداد استقبال لائق للملك فهد لدى زيارته أميركا في 11 شباط 1985. استغل ماكفارلين المناسية لإغراء بندر بتقديم دعم مالي للكونترا. وعد بندر بتقديم مليوني دولار كل شهر ، على أن لا تقل المساعدة عن 15 مليون دولار في العام.(401)
العلاقة مع الولايات المتحدة معبر سالك لعلاقات تطبيع مع إسرائيل . كان هذا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حين بدأ التغلغل الأميركي في المنطقة العربية مكان السيطرة الغاربة لفرنسا وبريطانيا. جيرت الولايات المتحدة هيمنتها وسيطرتها لصالح إسرائيل. وفي تقرير لأحد مراكز البحث الأميركية، صدر العام 1979 وقيل انه برنامج إدارة ريغان، ورد نص على رفض التعامل مع العرب أو المسلمين كمجموعة (بان أرابيزم ، او بان إسلاميزم) بل مع كل دولة على حدة ؛ وكل دولة تفرض شرط التحفظ في العلاقة مع إسرائيل إنما تضع رقبتها في الأنشوطة. فهل بعد هذا كله يثور الاستغراب من علاقات التطبيع مع إسرائيل او يبرر اللجاج بتحول درامي جديد بالمنطقة إثر الإعلان عن تطبيع دولة الإمارات مع إسرائيل؟