بصدد علاقة الحزب بالجيش - مقتطف 2 من - تعميقا لدحض أهمّ ترّهات حزب العمّال التونسي الخوجيّة الواردة في- الماوية معادية للشيوعية - - الجزء الثاني من الكتاب الأوّل من ثلاثيّة - حفريّات في الخطّ الإيديولوجي والسياسي التحريفي و الإصلاحي لحزب العمّال [ البرجوازي ] التونسي -


ناظم الماوي
2020 / 8 / 29 - 02:14     

لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !
و الروح الثوريّة للماوية المطوَّرة اليوم هي الخلاصة الجديدة للشيوعيّة – الشيوعيّة الجديدة
( عدد 38 - 39 / أفريل 2020 )
ناظم الماوي

ملاحظة : الثلاثيّة بأكملها متوفّرة للتنزيل بنسخة بى دى أف من مكتبة الحوار المتمدّن .

تعميقا لدحض أهمّ ترّهات حزب العمّال التونسي الخوجيّة الواردة في" الماوية معادية للشيوعية "

------------


(2)

دحض الإفتراءات الدغمائيّة التحريفيّة الخوجيّة على ماوتسى تونغ بصدد علاقة الحزب بالجيش


1) مبادئ جوهرية ماويّة في علاقة الحزب الشيوعي بالجيش :


عُرفت الماوية بإستنادها فى هذه المسألة على مبادئ جوهريّة لم يقدر الخوجيّون على إنكار بعضها فسعوا للإلتفاف عليها بذكرها على أنّها من الأمور الظاهريّة و الشعارات الرنّانة التى تخفى إنحرافات ، متحدّثين عن " تناقضات صارخة بين ما يعلن عنه و بين حقيقة مواقفه " ( محمّد الكيلاني ، " الماويّة معادية للشيوعيّة " ، الصفحة 30) وفى الحقيقة بذلك يصرّالدغمائيّون التحريفيّون على القفز على الواقع و على قلب الحقائق رأسا على عقب و هذا من مأتاه لا يستغرب .

المبادئ الماويّة الشهيرة هي :

1- الحرب الثوريّة هي حرب جماهيريّة ، لا يمكن خوض غمارها إلاّ بتعبئة الجماهير و الإعتماد عليها .

( جانفى 1934 ، "مقتطفات من أقوال الرئيس ماوتسى تونغ" ،الصفحة 93 )

2- " يعتبر الجيش ، حسب النظريّة الماركسيّة حول الدولة ، العنصر الرئيسي فى سلطة الدولة . فكلّ من يريد الإستيلاء على سلطة الدولة و المحافظة عليها ، لا بدّ أن يكون لديه جيش قويّ . إنّ بعض الناس يسخرون منا و يسمّوننا أنصار" نظريّة قدرة الحرب على كلّ شيء " ، نعم ، إنّنا أنصار نظريّة قدرة الحرب الثوريّة على كلّ شيء ، و هذا ليس شيئا سيّئا ، وإنّما هو شيء حسن ، ماركسي . إنّ بنادق الحزب الشيوعي الروسي قد خلقت الإشتراكية . و نحن نريد خلق جمهوريّة ديمقراطيّة . وتجارب الصراع الطبقي فى عصر الإمبريالية تعلّمنا بأنّ الطبقة العاملة و الجماهير الكادحة لا تستطيع إنزال الهزيمة بالبرجوازيّين و ملاّك الأراضي المسلّحين إلاّ بقوّة البنادق . و بهذا المعني ، يمكننا أن نقول إنّه لا يمكن إصلاح العالم كلّه إلاّ بالبنادق ."

( نوفمبر 1938، المصدر السابق ، الصفحة 66-67)


3- على كلّ شيوعيّ أن يدرك هذه الحقيقة : " من فوهة البندقيّة تنبع السلطة السياسيّة " .

( نوفمبر1938، المصدر السابق ، الصفحة 65)


4- إن مبدأنا هو أنّ الحزب يوجّه البنادق ، و لن نسمح للبنادق أبدا بأن توجّه الحزب .

(نوفمبر 1938، المصدر السابق ، الصفحة 108 )

5- بدون جيش شعبي ، لن يكون هناك شيء للشعب .

( أفريل1945، المصدر السابق الصفحة 105)

2) دحض التهمة :

إضافة إلى المبادئ العامة التى ذكرنا ، يتوجذب علينا الآن أن نمعن النظر فى الوقائع . فالخوجيّون يتخيّلون أنّ ماو " وضع الجيش فوق الحزب و أوكل له بصفة فعليّة عمليّة تغيير البنى التحتيّة و الفوقيّة . " نقول يتخيّلون لأنّ ماو طبّق كشيوعي ثوريّ صريح المبادئ التى خطّها بنفسه كمنظّر للحزب الشيوعي الصيني و للثورة الصينية الديمقراطية الجديدة منها و الإشتراكية و يشهد على ذلك تاريخ نصف قرن ، من عشرينات القرن الماضى إلى أواسط سبعيناته ، كان حافلا بالنضال و الصراع الطبقيّ و الحروب و التغييرات الثوريّة ولا نحتاج منه لدحض الترّهات الخوجيّة التى تنسب لماو هنا من طرف خصومه سوى لمثالين بسيطين واقعيّين نستقيهما كعيّنتين على سبيل المثال لا الحصر على المواقف العمليّة التى دافع عنها ماو خلال سيرورة قيادته حزب البروليتاريا فى غمار الثورة الصينيّة المسلّحة التى كانت تواجه الثورة المضادة المسلّحة كما لاحظ ستالين .

و قد إنتقينا المثال الأوّل من المجلّد الأول من " مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة " و هو مكتوب فى ديسمبر 1929 و ذلك بقصد التدليل على مدى وضوح الرؤية البروليتارية الناقدة " لوجهة النظر العسكرية المحضة " لدى ماو تسى تونغ منذ عشرينات القرن الماضى فما بالك بعد ذلك .

" إن وجهة النظر العسكرية المحضة منتشرة جدّا بين عدد من الرفاق فى الجيش الأحمر . و فيما يلى مظاهرها :

1- يعتبر هؤلاء الرفاق أنّ الشؤون العسكريّة و الشؤون السياسيّة تتعارضان ، و يرفضون الإعتراف بأنّ الشؤون العسكريّة ما هي سوى وسيلة من الوسائل لإنجاز المهمّات السياسيّة . و بعضهم يتمادى إلى حدّ أن يعتبر أنّ الشؤون العسكريّة تقود الشؤون السياسيّة إذ يقول : " من الطبيعي أن يكون المرء جيّدا سياسياّ إذا ما كان جيّدا عسكريّا ، و إذا لم يكن جيّدا عسكريّا يستحيل أن يكون جيّدا سياسيّا."

2- يعتقدون أنّ مهمّة الجيش الأحمر تشابه مهمّة الجيش الأبيض ، وهي القتال فقط . وهم لا يدركون أنّ الجيش الأحمر الصينيّ هو جماعة مسلّحة تؤدّى المهمّات السياسيّة للثورة . و خصوصا فى الوقت الراهن ،لا يمكن بأيّ حال من الأحوال قصر مهمّة هذا الجيش على القتال وحده ، إذ تقع على عاتقه ، عدا مهمّة القتال من أجل سحق قوّة العدوّ العسكريّة، مهمّات أخرى عظيمة الشأن ،هي القيام بالدعاية وسط الجماهير و تنظيمها و تسليحها و مساعدتها على إقامة سلطة الحكم الثوري و حتّى تأسيس منظّمات للحزب الشيوعي . إنّ الجيش الأحمر يخوض غمار الحرب لا لمجرّد القتال بل للقيام كذلك بالدعاية وسط الجماهير و تنظيمها وتسليحها و مساعدتها على إقامة سلطة الحكم الثوري، و بدون هذه الأهداف يفقد القتال معناه ، و يفقد الجيش الأحمر مبرّر وجوده .

3- و عليه ، جعلوا أجهزة العمل السياسي فى الجيش الأحمر خاضعة فى الناحية التنظيميّة لأجهزة العمل العسكري ووضعوا شعار " القيادة تتصرّف فى الشؤون التى خارج نطاق الجيش ". و إذا تطوّرت هذه النظرة بإستمرار فسوف يترتّب على ذلك خطر إنعزال الجيش عن الجماهير و سيطرته على سلطة الحكم و إنفصاله عن القيادة البروليتارية – خطر السير فى طريق مثل طريق أمراء الحرب الذى سار عليه جيش الكومنتنغ. ..4- ...5- ...6- ...7- ...8- ".

(ماو تسى تونغ ، " حول تصحيح الأفكار الخاطئة فى الحزب " مؤلّفات ماوتسى تونغ المختارة " المجلّد 1، الصفحة 154-155 ؛ التسطير مضاف )

أمّا المثال الثاني فنستقيه من معركة من أهمّ معارك الماويّين ضد التحريفيّين فى خضمّ الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى حيث خاض الخطّ البروليتاري الثوري الماوي صراع حياة أو موت ضد لين بياو و أتباعه قبل و خلال و بعد المؤتمر التاسع (1969) للحزب الشيوعي الصيني . كان لين بياو و من لّف لفّه يصبون إلى توسيع تمثيل و تأثير الجيش داخل جهاز الحزب و الدولة فى حين كان الشيوعيّون الثوريّون الماويّون يعملون بكلّ ما اوتوا من جهد لتحقيق نقيض ذلك بمعنى تحديد تمثيليّة الجيش و تقليصها و قد فاز الماويّون فى صراع الخطّين . ( تفاصيل مستفيضة عن هذا الصراع بين الخطّين تجدونها بكتاب غيرماز ، " تاريخ الحزب الشيوعي الصيني " ، الجزء الثاني ، الطبعة الفرنسية ، نشر بباريس 1979، المكتبة الصغيرة بايوت)

و الخوجيّون حين يقولون إنّ الجيش لعب " دورا قياديّا فى ما سمّي باللجان العامة " خلال الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى ، لا يفعلون سوى إضافة كذبة أخرى لسجلّهم الزاخر بالكذب الرخيص فالإتّحاد المثلّث ، و ليس اللجان العامة، لم يسمح للجيش بالمشاركة إلاّ بنسبة الثلث أمّا الثلثان الآخران فكانا من نصيب كوادر الحزب و المنظّمات الجماهيريّة و ذلك فى أواسط المرحلة الأولى من الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى أي قبل المؤتمر التاسع . و قد توسّعنا فى الموضوع عندما تناولنا بالدرس الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى و لكن لمن يروم مزيد الإطّلاع على الحقائق الخاصة بهذه النقطة و دوافع مشاركة الجيش فى الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى فعليه / فعليها ب " تاريخ الثورة الثقافية البروليتارية فى الصين 1965-1969" لجون دوبيه ، الطبعة العربية ، نشر دارالطليعة للطباعة و النشر ، بيروت ).