بعض المشتركات بين الفكر الهتلري و التعاليم المحمدية


كوسلا ابشن
2020 / 8 / 28 - 19:50     

التقارب العربي النازي قبل الحرب العالمية الثانية وأثناء حدوثها, وإشاعة إعتناق هتلر الاسلام, حقائق نشرها المفكر السوفياتي يونداريفسكي في كتابه " الغرب ضد العالم الاسلامي", الكتاب يتحدث عن الإتصالات التي جمعت بين القادة النازيين والعرب ومن بينهم عادل أرسلان وكذا شكيب أرسلان, أثناء إنعقاد المؤتمر الاسلامي العالمي في برلين واللقاءات المتعدة التي كانت تجمع النازيون مع قادة عرب أمثال مفتي القدس أمين الحسيني و سعيد امام و موسى العلمي و إبن سعود ومستشاره خالد الهدى وغيرهم, والمساعدات التي كانت تتجه الى السعودية عبارة عن أسلحة, او المساعدات المالية السنوية التي قدمت لمفتي القدس و قدرها 18 ألف جنيه أسترليني عدا مبلغ ألف جنيه استرليني شهريا, بالاضافة الى إحتضان برلين لمحطة الاذاعة العربية وكذا تشكيل الفيلق (ف) العربي الذي شارك بجانب هتلر في الحرب العالمية الثانية. التشارك الفكر العربي -النازي في مجموعة من الطروحات مثل الكراهية لليهود والتفوق العرقي والنزوع الى القوة (الارهاب) و الاستعمار الاستطاني, قد يكون منبعه واحد وهي التعاليم المحمدية وتأثيرها على فكر هتلر(كفاحي).
الشريعة المحمدية و النازية تجمهما مشتركات في النظرية والممارسة ما قد يؤكد إطلاع هتلر على التعاليم المحمدية التي آثرت على أفكاره في تبني النظرية العرقية (العرق الآري) والعداء للأمم الآخرى, قد آمر هتلر على تنقية العرقي الالماني من الاعراق الفاسدة, لأن الألمان خير أمة وأفضل من كل الامم , يجب الحفاظ على صفائها العرقي, يقول هتلر في "كفاحي" :" لا يمكن تصور حضارة قابلة للإستمرار دون وجود العرق المتفوق القادر على خلقها ودعمها. لان زوال هذا يفضي حتما الى تجريد البشرية من طاقة المقاومة والاحتمال و موهبة الخلق".
فالشرط الاساسي لبقاء الشعب المتفوق هو بقاء العرق ذو المواهب المبدعة, لإبقاء الدولة, و إستمرارية العرق الالماني المتفوق والمبدع لا يتم الا بالقوة والعنف ضد الاعراق الفاسدة وفي مقدمتها اليهود, يقول هتلر في (كفاحي):" أكتشفت مع الأيام, ما من فعل مغاير للأخلاق وما من جريمة في حق المجتمع إلا واليهود فيها يد" , ويضيف "أن الأبدية ستنتقم من الذين يخالفون أحكامها, ولذلك سأنصرف حسب مشيئة الخالق, لأني بدفاعي عن نفسي ضد اليهودي إنما أناضل للدفاع عن مشيئة الخالق وعمله" ويضيف هتلر:" درست العلاقة بين الماركسية واليهودية وتأكدت لي حقيقة اليهود مراميهم في إشاعة الفوضى والخراب في العالم ليتمكن هذا الشعب المختار من إستغلال الفوضى وفرض مشيئته في كل العالم", النازية إتخذت من اليهودي العنصرالأساسي في تخريب المجتمع الالماني وفشله في الرقي الحضاري, هذه النظرة اللاعلمية والعنصرية بررت الكراهية لليهود, وجمعهم في معتقلات في ظروف اللاإنسانية و إنتهى مصيرهم بإبادتهم الجماعية.
أفكار التفوق العرقي وإضطهاد اليهود عند هتلر قد تكون مقتبسة من تعاليم محمد, فالأيات والأحاديث المحمدية غارقة في التمييزالعرقي و تفضيل العرق العربي عن الاعراق الآخرى, عن الطبراني في (المعجم الأوسط) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله حين خلق الخلق بعث جبريل، فقسم الناس قسمين، فقسم العرب قسما، وقسم العجم قسما، وكانت خيرة الله في العرب". (قال الهيتمي في مبلغ الأرب في فخر العرب : سنده حسن), وعن الحاكم والطبراني عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حب قريش إيمان وبغضهم كفر، وحب العرب إيمان وبغضهم كفر، فمن أحب العرب فقد أحبني، ومن أبغض العرب فقد أبغضني". (قال الهيتمي في مبلغ الأرب في فخر العرب : سنده حسن).
أفكار محمد في التعصف للعرب جعله يفضلهم عن جميع البشر " كنتم خير أمة أخرجت للناس" أل عمران,الآية 110, فالخالق هو من إختار العرب في نشر رسالتهم بين الأمم "الجاهلية" وتعريب لسانهم "الفاسد" لينضموا لخير أمة أخرجت للناس. يقول ابن تيمية : "معلوم أن تعلم العربية وتعليمها فرض كفاية لأن اللسان العربي شعار الإسلام وأهله واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميزون". وفضل اللغة العربية هو من أهم أسباب فضل العرب لأن العربي هو الذي يتكلم العربية. و يضيف ابن تيمية: ذكر حديث : "إن الرب واحد, والأب واحد, والدَين واحد، وإن العربيةَ ليست لأحدكم بأب ولا أم, إنما هي لسان, فمنْ تكلَّمَ بالعربيةِ فهو عربي", ثم قال ابن تيمية: وهذا الحديث ضعيف، لكن معناه ليس ببعيد. بل هو صحيح من بعض الوجوه. ولهذا كان المسلمون المتقدموَن لما سكنوَا أرض الشام ومصر ولغة أهلها رومية وقبطيةْ وَأرض العِرَاق وخُرُاسان ولغَة أهلها فارسية. وأرض المغرب ولغة أهلها بربرية، عودوا أهلَ هذه البلاد العربيةَ حتى غلبت على أهل هذه الأمصار مسلمهم وكافرهم. وهكذا كانت خراسان قديماً ثم إنهم تَساهلوَا في أمر اللُغة العربية, واعتادوا الخطابَ بالفارسيةِ حتى غلبت عليهم, وصارت العربية مهجورة عند كثير منهم. وَلا ريب أن هذا مكروه" ابن تيمية الدمشقي في كتابه القيم "اقتضاء الصراط المستقيم"(2/207), وفي أفضلية القوم العربي, قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه "اقتضاء الصراط المستقيم": "باب تفضيل جنس العجم على العرب نفاق. فإن الذي عليه أهل السنة والجماعة اعتقاد أن جنس العرب أفضل من جنس العجم: عبرانيهم وسريانيهم, رومهم و فرسهم وغيرهم, وأن قريشاً أفضل العرب وأن بني هاشم أفضل قريش وأن رسول الله (ص) أفضل بني هاشم، فهو أفضل الخلق نفساً وأفضلهم نسباً. وليس فضل العرب ثم قريش ثم بني هاشم بمجرد كون النبي (ص) منهم, وإن كان هذا من الفضل, بل هم أنفسهم أفضل. وبذلك ثبت لرسول الله (ص) أنه أفضل نفساً و نسباً". ويضيف إبن تيمية في تأكيد عن أفضلية العرب عن البشرية بقوله: "وأيضاً فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما وضع ديوان العطاء, كتب الناس على قدر أنسابهم. فبدأ بأقربهم نسباً إلى رسول الله (ص), فلما انقضت العرب ذكر العجم. هكذا كان الديوان على عهد الخلفاء الراشدين وسائر الخلفاء من بني أمية وولد العباس, إلى أن تغير الأمر بعد ذلك". نظرية تفضيل العرب و النقص من قيمة العجم ( الشعوب الدونية), وجدت لها المحمدية الموضوع التميزي والتفضيلي الفاصل بين العربي واليهودي, وسينال اليهود حصة الاسد في التمييز العرقي والحقد والكراهية والابادة الجماعية, وتعبيرا عن هذا الحقد والكراهية يقول محمد "لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام, وإذا لقيتم اليهود والنصارى في الطريق, فإضطروهم إلي أضيقه" صحيح الترمذي. و يضيف "لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب فلا أترك فيها إلا مسلما" صحيح الترمذي, صحيح مسلم, صحيح أبي داود. وفي سورة المائدة الأية 53 يقول" يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض", يضيف بقوله: "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر, فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم, يا عبد الله, هذا يهودي خلفي تعال فاقتله, إلاَّ الغرقد فإنه من شجر اليهود" رواه مسلم برقم (2922), و أحمد برقم9387), و علق عليه شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.إضطهاد اليهود حتى الابادة الجماعية والطرد الجماعي تحت مبرر واهي مثل الخيانة الذي حتى إذا إفترضنا أنه حصل وثبت إلا أنه لا يستحق القتل الجماعي والطرد الجماعي من أراضيهم. أما السبب الرئيسي في إعلان حربه الدعائية التحريضية ضد اليهود والمجازر الجماعية, قد ترجع الى ما أشار اليه أبراهام غايغر في كتابه "اليهودية والإسلام"( ترجمة نبيل فياض، دار الرافدين, بغداد, بيروت,ج,1 2018): "اليهود متقدمين على غيرهم من الهيئات الدينية الأخرى في تلك المعرفة التي أعلن محمد أنه تلقاها عبر الوحي الإلهي, كما أحب في الواقع أن يؤكد كل علومه. علاوة على ذلك, فقد سبّب اليهود له الكثير من المتاعب بتعليقاتهم البارعة والمثيرة للحيرة, حيث إن الرغبة في استعطافهم لا بد أنها نشأت بالتأكيد في داخله". ربما عدم إستطاعة محمد بإستمالة اليهود وأكثر من ذلك أنهم لم يؤمنوا بتعاليمه ووصفوه بالنبي الكذاب, وإدعاءه النبوة غير ذي مصداقية. إنعدام كسب أهل الكتاب من اليهود خصوصا من فجر حقده و كراهيته لليهود (أكثر من كره للشعوب الأخرى) وأعلن الحرب ضدهم بإبادتهم وإخراج ما تبقى منهم من جزيرة العرب, والتعاليم المحمدية العرقية إستهدفت كذلك الشعوب الاخرى عن ابن تيمية في كتابه "اقتضاء الصراط المستقيم": "باب تفضيل جنس العجم على العرب نفاق. فإن الذي عليه أهل السنة والجماعة اعتقاد أن جنس العرب أفضل من جنس العجم: عبرانيهم وسريانيهم, رومهم و فرسهم وغيرهم" ولهذه الاسباب العرقية مارست المحمدية التمييز العرقي ضد الشعوب و حرمانها من حقوقها الطبيعية الهوياتية و الثقافية واللغوية والاقتصادية والسياسية.
عن الموقع الالكتروني ( الاسلام سؤال جواب):
قال الذهبي : "الهيثم بن حماد متروك ، وانظر "السلسلة الضعيفة" (1190)- ولا نقول بقول الشعوبية وأراذل الموالي الذين لا يحبون العرب ، ولا يقرون بفضلهم ، فإن قولهم بدعة وخلاف ويروون هذا الكلام عن أحمد نفسه في رسالة أحمد بن سعيد الإصطخري عنه إن صحت ، وهو قوله وقول عامة أهل العلم. وذهبت فرقة من الناس إلى أن لا فضل لجنس العرب على جنس العجم ، وهؤلاء يسمون الشعوبية ، لانتصارهم للشعوب التي هي مغايرة للقبائل ، كما قيل القبائل للعرب ، والشعوب للعجم. ومن الناس من قد يفضل بعض أنواع العجم على العرب, والغالب أن مثل هذا الكلام لا يصدر إلا عن نوع نفاق : إما في الاعتقاد ، وإما في العمل المنبعث عن هوى النفس ، مع شبهات اقتضت ذلك, ولهذا جاء في الحديث : ( حب العرب إيمان ، وبغضهم نفاق )". يقول ميشيل عفلق مؤسس حزب البعث الشوفيني: (في سبيل البعث )" ان حدود الامة العربية ,هي حدود الوجود العربي " يعني اينما وجد حكم عروبي فهي حدود الامة العربية, أومجرد جماعة عروبية فهي حدود الأمة العربية و ابتكر ما سماه بالعروبة الانسانية, مفهوم إحتواء الشعوب العجمية الدونية الخاضعة للتمييز العرقي المحمدي, إلا أن هذه الشعوب المضطهدة تنتج ثقافتها الممانعة والمقاومة للعرقية المحمدية, مثل ما حصل مع الفرس في ترك لغة العرب والتشبث باللغة الاصلية الفارسية والاضل الفاريسي, و الرد على التحرر من التمييز العرقي من التوجه العرقي الاستطاني بتحريم و تكفير التوجهات التحررية عند شعوب الاوطان المحتلة, ونفس التعاليم العرقية الى عصرنا الحالي تحرم عن الشعوب التحرر من ثقافة التمييز العرقي,
يقول هتلر في كتابه كفاحي :" إن الاعتماد على زيادة محصول الارض كوسيلة لإنقاذ الشعب الالماني من المجاعة, ممكن كحل مؤقت, لكن هذه الطريقة لن تحل المشكلة من أساسها حلا نهائيا, بإعتبار عدد السكان سيتزايد بينما قدرة الارض على الانتاج ستتضاءل. الطبيعة لا تعترف بالحدود السياسية, وهي وضعت المخلوقات الحية على وجه البسيطة وبقيت تراقب صراع القوى المختلفة و تنظر بعين العطف الى من هو جدير بالحياة والبقاء. وقد تركت الطبيعة اراضي شاسعة ما زالت بكر وهي لم تحتفظ بها لجنس من الاجناس بل تركتها للشعب الذي يتمكن من إمتلاكها ويضع يده عليها", ويصيف " لن ينقذ المانيا من خطر الجوع الا اذا إستولت على أراضي جديدة, و تأمين الطعام والاسكان والعمل للسكان الأخذين بالازدياد , بالإستلاء على أراضي جديدة وإسكان الالمان فيها.إنه ليس بالإمكان الاستلاء على مستعمرات الا بواسطة الحروب", الطموح النازي في الاستلاء على أوطان الشعوب المجاورة, أشعل حرب عالمية أحرقت اليابس والأخضر, دمرت دول بالكامل, وكانت أكثر حروب دموية ووحشية في التاريخ, وصل عدد ضحاياها أكثر من 60 مليون قتيل. الحرب الهتلرية من أجل الاحتلال الاستطاني والحكم الالماني الخالص في المستعمرات الاستطانية فشل بسبب إنهزام النازية في الحرب, فلولا هذا الفشل لكانت الهوية الثقافية واللغوية هي السائدة على الأقل في شرق أوروبا.
الفكرة الهتلرية مستنسخة من تعاليم محمد التي ذكر فيها الأرض والاستطان والحكم العربي الخالص في كل مكان وصلته العروبة الاستعمارية, الارض كعنصرللاستطان والنهب ذكرها محمد بقوله:"لله ما في السماوات وما في الارض" لقمان الآية: 26. فالارض ملك لله في خدمة لأحسن أمة أخرجت للناس ,وتسخيرها للعرب وإعدادها للفلاحة للاستطان, بقوله في سورة الملك:" وهو الذي جعل لكم الأرض دلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور" آية:15.
قال ابن كثير: "يذكر الله نعمته على خلقه في تسخيره لهم الأرض وتذليلها لهم, بأن جعلها قارة ساكنة لاتميد ولاتضطرب بما جعل فيها من الجبال, أنبع فيها من العيون, وسلك فيها من السبل, وهيا فيها من المنافع ومواضع الزروع والثمار, ولهذا يجب المشي والسفر في أقطارها, والتردد في ارجائها في انواع المكاسب والتجارات, بحثا وسعيا في طلب الرزق, إلا أن هذا البحث والسعي لاينفع إلا أن ييسره الله لكم, فالسعي واتخاد السبب لاينافي التوكل كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا" رواه أحمد والترميذي وابن ماجة.
قال القلقشندي: "اعلم أن مساكن العرب في ابتداء الأمر، كانت بجزيرة العرب" ( نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب, ص51.)، ونفس الفكرة قالها المقريزي: "ولاخلاف بيننا في أن هذه القبائل العربية التي ملأت الأقطار العربية على اتساع رقعتها، قد انبعث كلها بطبيعة الحال من مهدها الأول وهو شبه الجزيرة العربية"( البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب ص74).
يقول جواد علي في (المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام) : "لا يوجد في جزيرة العرب انهار كبيرة بالمعنى المعروف من لفظة نهر مثل نهر دجلة أو الفرات أو النيل، بل فيها أنهار مغيرة أو جعافر. وهي لذلك تعد في جملة الأرضين التي تقل فيها الأنهار والبحيرات، وفي جملة البلاد التي يتغلب عليها الجفاف. ويقل فيها سقوط الأمطار، ولذلك أصبحت أكر بقاعها صحراوية قليلة السكان". ويضيف "قذفت الطبيعة بالأعراب في كل مكان من أمكنة الجزيرة, حتى زاد عددهم على الحضر والصفة الغالبة عليهم, أنهم لا يرتبطون بالأرض ارتباط المزارع بأرضه, ولا يستقرون في مكان إلا إذا وجدوا فيه الكلأ والماء, فإذا جفّ الكلأ وقلّ الماء, ارتحلوا إلى مواضع جديدة. وهكذا حياتهم حياة تنقل وعدم استقرار, لا يحترفون الحرف على شاكلة أهل الحضر, ولذلك صارت حياتهم حياة قاسية, يتمثل مجتمعهم في القبيلة. فالقبيلة هي الحكومة والقومية", ويضيف جواد علي :"وصف "ديودورس الصقلي" العرب بأنهم يعشقون الحرية, فيلتحفون السماء. وقد اختاروا الإقامة في أرضين لا أنهار فيها ولا عيون ماء, فلا يستطيع العدو المغامر الذي يريد الإيقاع بهم أن يجد له فيها مأوى. انهم لا يزرعون حباً، ولا يغرسون شجراً, ولا يشربون خمراً، ولا يبنون بيوتاً. ومن يخالف العرف يقتل. وهم يعتقدون بالإرادة الحرة, وبالحرية".
أستنادا على هذا, فنعيم الارض الذي تحدث عليه محمد فلا وجود له في جزيرة العرب وأنما هو خارج هذه الجغرافية, فهو من أطماع محمد في التوسع الخارجي ليس لأنقاذ الاعراب من المجاعة التي كانت تهدد وجودهم فحسب وإنما لإحتلال أوطان الشعوب والإستقرار فيها (الاحتلال الإستطاني), ولهذه الاطماع حرض محمد الاعراب على الغزواة وإحتلال أوطان الشعوب ذات الاراضي الخصبة الصالحة للزراعة والغنية بمواردها المادية والروحية, وغزوة خيبر كان لها أهمية أقتصادية بالدرجة الاولى السيطرة على الاراض الزراعية, الا أن منطقة يثرب و ما جاورها من أراضي الفلاحية اليهودية, لم تكن كافية في إطعام كل القبائل الاعرابية و لا هي كافية للإستطان الاعرابي ولم تكن الهدف الاستراتيجي لمحمد (الطبقة), ولهذا حث محمد الاعراب عن الحملات الاستعمارية الخارجية و السيطرة على ارض الله التي أخص بها أحسن أمة أخرجت للناس, لكن الاحتلال ونعيم الارض الموعودة لا يمكن أن يكون إلا بالقوة والحرب, الحالتين اللتان جند محمد لهما وإظهارها لقومه" نصرت بالرعب, وأعطيت مفاتيح الارض, وسميت احمد, وجعل التراب لي طهورا, وجعلت أمتي خير الامم " مسند أحمد, وهذا وعد الله لقومه المفضل," وأورثكم ارضهم وديارهم واموالهم وأرضا لم تطئوها وكان الله على كل شيْ قديرا" الاحزاب:27, وقوله: " وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا" النور:55. وفي الصحيحين عن جابر بن عبد الله قال, قال رسول الله:" أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الانبياء قبلي, نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الارض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركه الصلاة فليصل وأحلت لي الغنائم و لم تحل لأحد من قبلي ", وفي نفس السياق قال عبد الله ابن عمر: ان النبي قال:" بعثت بين يدي الساعة بالسيف, حتى يعبد الله وحده لا شريك له, وجعل رزقي تحت ظل رمحي, وجعل الذل والصغار على من خالف أمري" مسند الامام أحمد, وذكره ابن خلدون (تاريخ ابن خلدون), القوة و الحرب ضرورة ملحة للإستلاء على الأرض والاستطان و حكمها ولا يحق لغير العرب حكمها, عن ابن عمر قال: "لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان"، أخرجه البخاري ومسلم. وعن معاوية قال: "أن هذا الامر في قريش لا يعاديهم أحد إلا أكبه الله على وجهه", أخرجه البخاري. وعن حديث عمرو بن العاص:" قريش ولاة الناس في الخير والشر الى يوم القيامة", رواه الترمذي. هذه الاحاديث ترسيخ لايديولوجية الاحتلال الاستطاني.
الدولة العربية العرقية بالحاكم العرقي, و الانتماء الهوياتي العرقي و الانتساب العرقي العربي الشامل للشعب الافتراضي, كذا الحيوانات العرقية العربية, الفرس العربي والدجاجة العربية والفئر العربي والجمادالعرقي العربي و النباتات الانتماء العربي والاسماء الشخصية وأسماء المواقع والمدن والشوارع الحامل للنسب العرقي العربي هي دولة التصنيف العرقي والتمييز العرقي, وتبقى الشعوب الاصلية المحرومة من حقوقها الطبيعية مجرد كائنات وظيفية بسبب عرقها الدوني, في خدمة العرق المفضل العربي وحاكمها العرقي الى يوم القيامة, كما قال المجرم عمر بن العاص. البنية الفكرية المحمدية كانت و مازالت نموذج للتعصب العرقي ولإنتهاكات حقوق الانسان وحرمان الشعوب من حقوقها الطبيعية.
الملاحظ أن النظرية والممارسة الهتلرية, من تفوق عرقي و الكراهية لليهود وقوة الغاب والحروب الاستعمارية الاستطانية, تستمد مرجعيتها الفكرية والفعلية من التعاليم المحمدية, والتي تعد أداة إيديولوجية للحركات العرقية المتعصبة في إحتلال الأوطان وإبادة شعوبها و نهب خيراتها الطبيعية وإستعباد ما تبقى من شعوبها وإذلالها و تحقيرها و حرمانها من حقوقها الطبيعية وإماتة هوياتها الثقافية واللغوية وفرض ثقافة ولغة الاحتلال لمحو آثار الهويات القومية الاصلية (الاحتلال الاستطاني), والمحمدية من قدمت المرجعية النظرية للانظمة العرقية مثل النازية و الفاشية و الآبارتهايد. التعاليم المحمدية والنازية لا تختلف لا في النظرية ولا في الممارسة, وجهان لعملة واحدة, نظام الإرهاب الشمولي,المدمر لكل القواعد القانونية والاخلاقية.