من التراث المندائي القديم الشاعر عبد الرحيم عداي


سعدي جبار مكلف
2020 / 8 / 28 - 10:07     

الشاعر عبد الرحيم بن عـّداي
1913—1997م
هو عبد الرحيم بن عدّاي بن رشم بن خيطان بن علگم بن ناشي وُلِد ونشأ في مدينة المشـّرح ، ذاق اليُتَـم منذ طفولته ، فقد ماتت أمه وأبوه مبكـّرين ......وكان وحيداً لإهلـه
وقد إمتهن الصياغة منذ شبابه ،ولم يُـّوفق في حياته ، بل توالت عليه المِحـَن والأحزان طيلة عمره ...وكان مُرَهَـف الحِـّس ، شاعراً ،يتألـم ويكتـمُ ألمـه ..وكان شعره سلسلة من الآهـات والأحـزان والشكوى من الناس ومن الزمـان ...وتسود شعره نزعـة تشاؤميـة عميقـــة ..
نماذج من شعره:-
قال.. بعمري ما شِفت راحه... ولا مـال
وچنتْ مثل الغزال أركض ولامال
من ربعي إگطعـت الظـِنْ والآمـال
إطلعت خسـران بّـس أصفج بـّديـه
وقال.. ربـّك... أعلـم بحالـك ومـالك
وعـّده إمسجله أعمالك ومالك
لا...تنـدم علـى الفـاتك ومالك
ولا تهتم لبــو ذات... الـِرديــّه
ومن شعـره:-
عشـت إسنين مُـّره شنـوحلهـا
وسـالفتي يخوتي شنهي حلها
ماأدري بقضيتي شنهي حّلها
حَلهـا لـو سـره الجنـّاز.. بيـّه
وقال يصف المصائب والصعاب التي مر فيها في
حياته حيث قال أيضا :-
يگلبي إصبرعلى بلواك وإنچب
ولا تهتـم لَعـِدْ الــراح وإنچــب
شفِتْ گبل الفطام أهوال وأنچب
قسمتـك هاي مـن رب.. الَبريـّه
ومـن روائع شعره قوله :-
الدنيـا لـو زهـّتْ للـرجـل عَـدله
ومـن تِعكـس إعيـاله وياه عدله
مـا يمكن العـوجـه تصيـر عَدله
ولـو تتعـب عليها ذيــچ.....هيـّه
ومن شعره في وصف تتابع المِحَن عليه وكفاحه من أجل لقمة العيش وكتمـان أحزانه وعدم الشكوى ، وتحمل صعوبة الحياة وحيداً بلا مُعين أو مساعد ، موطِنـّا نفسه على الصبر وتحمـّل المشاق ، نافثاً أحزانـه شعراً مؤثراً ، مُتسئلا عن
سبب محاربة القَدَر له وإستهدافـه إياه .... حيث قــال :-
أكافـح ذيـچ أردْ لهــاي
ومحــّدْ مبتلـي بَلواي
_ _ _ _ _
أكـافح هاي أردْ لـّذيچ
فكري گضت طلعت هيچ
أگللـها يـروحـي إشبيچ
تگلي إسكت يبو (عـّداي)
_ _ _ _ _
إتگلـّي إسكت ولا تحچي
ولا تتكلـم ولا تبچـي
عِّـدْ ربك ده روح إشچي
وگلـّه بيـا كتـر ملچاي..؟
_ _ _ _ _
هُـّو اعلـم بحـالـك
وعِـّده إمسجله أعمالـك
يريـد إيصفـّي إعيالك
يريد إيبهذلـك.... بهـداي
_ _ _ _ _
بعـد مـا أگول كل الصا
لـو بالبيـت شّبـتْ نـار
أشـو زحمـه علـَّي وعـا
كل يوم أصبحت شَچّاي
_ _ _ _ _
قصـّه قصتـي يـا نـاس
صَعبه وأبـدْ مـا تنقاس
گاضيهـا إبقهـر وإفلاس
ومعـارك أنـه ودنيــاي
_ _ _ _ _
گُلـولـي الصبـر لا وين
عمري صار بالسبعين
أسـّدْ وحـده يجنـّي إثنين
وتخربص غَـزِل مَطواي..!
ومن شعره قوله بتأثر ، يتساءل عن حال الدنيا ، والموت الذي يفـّرق الأحبة ، ويهّـدم السعادة ويسبب الشقاء ، ثم يتحاور مع دنياه ،ويسألها عن أسلافه ومن سبقوه وما حّلَ بهم
حيث قال ...
الأشوفه اليوم باچـر مـا أشوفنـّه
ومـن عمري گطعـ الياس والظِـنــّه
_ _ _ _ _
الأشوفنّه اليوم باچرما يجي يمّي
مـن أهلـي وخوالي وهّمْ وِلِدْ عمّـي
يدنيـا ويـن أبوي وخـالـي وأمـي
گـالتلـي مِشـوا...... مأواهم الجّنــه
_ _ _ _ _
إتگلّيّ عنهم (يبوعّداي )لا تسأل
بعِمِـر أيوب وشعيـب... محـّدْ ظل
إعمــل خيـر وإحسان إلك أفضل
وآللـيس راح ، راح وأبـدْ مـا چنـّه !
وعندما تقدم به العمر ، داهمته الأمراض ، وفقد أعـّز محبيه ، شريكة حياته ، وأبناء عمومته ، وأصبح قعيد البيت ، وكان أينما تلفت وجد أحزانا وتعاسة وفقراً وضيقاً ، فحاورالدنيا ولامها على قسوتها ، ثم إختلق الأعذار ، وأوصى نفسه بالصبر والجلادة ، وتحمل مآسي الحياة
وقال ....
يدنيا إشلون.... سوّيتـي
حجـزتينـي إببطـن بيتـي
_ _ _ _ _
إببطـن بيتـي حجزتينـي
وبـس فكـرچ.. إتـأذينـي
أشـوف النـاس.. خلينـي
وأگـلچ عسـى لا جيتـي ..!
_ _ _ _ _
مو بيـدي يبـن (عـدّاي
من ربـك قسمتـك هـاي
من يوم الصرت ليجاي
آنــه هــاي ......تـاليتي
_ _ _ _ _
إتگلي إصبر صبر أيوب
وإرضَ بالـذي مكتــوب
يجوز إنتَ عليـك إذنوب
أگلهـا شـوفـي كونيتـي..!!
حواره مع بعض الشعراء :
أرسل الشاعر (چتان بن جنـّب) من مدينة المشّرح بيت
الشعر هذا في رسالة الى شاعرنا في مدينة علي الغربي ، يسأله عن حاله ويوصيه بالصبر والجّدْ في العمل والإعتماد على النفس قال چتـان
جور وجّر...... على وكتك ولا جار
وصديجك ما بنى بيتك...... ولا جار
ي(رحمه) دوبح على شغلك ولا جار
السفاهــه والـرزق مـا جّـن.. سـويـّه
فأجـابه عبد الرحيم قائلا:-
أنـا إمـدوبح على شغلي ..ولا جـار
وأبـدْ مـا شـوف أخـو ينفـع ولا جار
الشغـل مـا يطّلـع المصرف وألاجار
وأتـّرجـه لفتــة الـبــاري.... علـــيّ
وقال عبد الرحيم عـّداي :-
زمـاني إشمرد أديره عَدِلْ منـدار
أخـذ عگلـي يهـالمخلوگ مَنـدار
النـاس إتگول دار أخيّر من دار
وأنـا دوري صفـّتْ كلهـه سـويـّه
فأجـابه الشاعر گبيص بن مصبوب بقوله :-
زمـاني.... إشمرد أديرنـّه وأعـدله
يلـوتي اللآ بخت عنـده.... وعَـدله
الرجل مكتوب إله بگصته وعد له
أمــر مكتـوب.. مـن رب البـريـّه
وقـال يخاطـب إبنـه( فوزي) وقد بلغ بـه اليـأس منتهاه :-
أوداعتـك...... ووداعتـي
مـا مِش مثل... طـرگاعتـي
_ _ _ _ _
طرگاتـي مـا.... تنحچـي
إمخلـّص نهاري.. بالبچـي
بالبيـت.... گاعد نـوبچـي
وأنتظـر... يـومي وساعتي
_ _ _ _ _
أنتظر يـوم.... المحتوم
لا أگـدر أگـعد.. ولا أگوم
بيا ساعه مدري بيا يوم
أشـوف بيهــا نهـايتــي..!!