أيت الحكومة


عذري مازغ
2020 / 8 / 21 - 20:46     

البعض ينفي على المواطنين الحس العقلي، بعبارة أخرى يستبلد عقل المواطن، فكلما تعلق الامر بانتقاد سلوك معين من طرف أيت الحكومة معناه ان هناك دعاية مغرضة لشخصيات وازنة معروفة في الدولة، في الحزب، في الكفاءات الوطنية
بهذا الإستبلاد تنتج عناصر "أيت الحكومة" إرهابا فكريا على الحس النقدي للمواطنين، تنتج حالة التديجين التي عليها المواطن او بشكل آخر توهم الكل على أن الذين أنتجوا تلك البوسطات الناقدة هي لاطراف منهم برغبة انتقام بسبب عدم استفادتها من تلك التشريعات الجديدة نظموا حملة مناهضة (يعني أطراف مهمشة من أيت الحكومة نفسها مثل "إمحارصن" عند القبيلة (أي الذين لا راي لهم في شأن القبيلة).
بناء على هذا، ف "أمحارص" هو الآخر له حق التعبير عن تهميشه، لكن مقابل ذلك هناك امور بديهية تطرأ في المغرب، تناقضاتها تفطن حتى البليد
في وقت يعاني فيه المغرب من أزمة تدبير نتيجة وجود فراغ سياسي كئيب (الملك مريض وخطابه الأخير دليل على ذلك، حالة التهجي وهروب اللغة من فمه، لم يكن الخطاب سوى مجرد وصف لما تقوم به او ستقوم به قبيلة "أيت الحكومة" والأكيد ان الخطاب لم يقرأه الملك إلا عندما سجله ليذاع (لم يكن خطابا مباشرا بل مسجلا)
فراغ حكومي تفرزه عملية التربص التي فيها "رئيس الحكومة" الذي هو الوزير الاول في هذه الحالة
تفريخ هيآت تقوم بحل مشاكل كان المفروض ان "أيت الحكومة" هي من عليها حلها وهذا ليس اكثر من عملية إعادة توزيع المال العام (الصح هو الريع العام) خصوصا وان كل هيأة يسبقها سقف مالي لأجور وتعويضات وغيرها في الوقت الذي هذه الهيآت لا تعمل إلا على إنجاز تقرير أو تقارير تدخل إلى الأرشيف بمجرد تلاوتها ومرور ضجيج إعلامي حولها
سلوك عام للدولة العميقة يتجلى في لجوئها إلى حالة استنفار عامة تجلت في تقويض الحريات العامة (حرية التعبير خصوصا) وتقزيمها بما يتلاءم مع حالة الضبط والتحكم خوفا من انفلات أمني محتمل يخدم جهة معينة، فحتى بديل محمد السادس لا زال طفلا ورعا وغير ملم بما ستأتي به الأيام والحال في هذه الحالة المغربية، إذا أراد المغاربة أن تبقى الملكية، على الدولة تفعيل مجلس الوصاية بشكل واضح ومعقول عوض الخروج بقرارات هي رد فعل على فراغ سياسي موجود بشكل هناك اطراف الآن تتصرف وكأنها الدولة العميقة.
بعض الوقائع تظهر على أن المغرب يعيش حالة استثناء غير معلنة، الكثير من القرارات متربصة واتت بنتائج تخالف الحس العلمي خاصة في وضع جائحة كورونا (في عهد الحسن الثاني كان الملك يستغني عن أضحية عيد الكبش بسبب الجفاف، في عهد محمد السادس لم يستغني عنه برغم وجود جفاف وبرغم وجود جائحة)
في وضع الجائحة هناك عقوبات مست حرية التعبير لا تستند إلا إلى انطباعات القضاة الخاضعة هي نفسها لسلطة الداخلية وهذا وضع يظهر أن هناك خلل في عمل أجهزة الدولة ومؤسساتها وتم استغلال الجائحة حتى في إصدار احكام غيابيا (في محكمة الإستناف ببني ملال، أيدت محكمة الاستناف الحكم الإبتدائي الصادر بالمحكمة الإبتداية بخنيفرة في قضية معروفة بمدوني فزاز 24 مع تخفيض عقوبة السجن برغم عدم حضور احد المستأنفين، لم يعلن له على يوم الجلسة ولم يسمح حتى للحاضرين منهم بشرح سبب استئنافهم، انعقدت الجلسة ونطقت بالحكم بشكل مسيء تماما لحق الدفاع).
هناك طبعا وبإخراج سيء طبخ ملف عمر الراضي وسليمان الريسوني بتهم واهية جنسية فارغة بعد فشل محاولات أخرى للإيقاع بهم في سلسلة متواصة وقبلهم بوعشرين بدعم الشرطة العلمية في تطبيخ فيديوهات بورنوغارافية (لا اتعاطف مع بوعشرين واختلف كثيرا مع خطه التحريري لكن أشك كثيرا في سيناريو اعتقاله الذي وظف بحس حقوقي ، اغتصاب عاملات معه بخلفية ذكورية طاعنة في المغرب في الوقت الذي هناك مغتصبون حقيقيون اطلق صراحهم).
اعتقال سجناء الريف بتهم واهية مع تعذيبهم لانتزاع اعترافات سخيفة لمجرد انتقاد دور أحزاب "أيت الحكومة" واعتبارها دكاكين سياسية
جرد من أشياء كثيرة وظفت فيها الدولة العميقة في تصفية حسابات شخصية من طرف بعض عناصر "أيت الحكومة"، كل هذه الامور تبدي ان هناك حالة استثناء غير معلنة في المغرب.
أغلب البسطاء المظلومين من المغرب يوجهون في تسجيلاتهم نداء للملك لإنقاذهم من ظلم يعانونه من أخطبوط دولته العميقة، لكن هؤلاء لا يعرفون ان الملك مريض ولا يستطيع من باب الإيجاب حتى سماع نداءاتهم.
أن تكون ضد الملكية شيء، لكن ان تعمل من واقع مفروض في غياب يسار وطني حقيقي هو أن تعمل في تفعيل المتاح في ملكية يفرضها الواقع.
النضال من داخل منظومة لا تتفق معها يفترض على الأقل إبراز عيوبها والتمسك بإجابياتها التي تصلح خدمة للصالح العام وعليه فإن الجرأة تفترض في فراغ سياسي بالمغرب بيناه اعلاه تفعيل آليات الحكم استنادا إلى بدائل متاحة كمجلس الوصاية.
يجب أن نعلن حالة استثناء في المغرب بدل ممارستها بشكل مبهم
لست مع معارضة تستجدي بالاجنبي لتخريب بلادي في حرب اهلية بعضهم يسميها ثورة بالدم في مناخ دولي يستبيح كل شيء لخدمة الراسمال العالمي لكن مع تغيير كيفي ونوعي يضع مفهوم الاستقرار السياسي حدا لتدفق الدم .
يجب ان نتعامل مع دولة صريحة بما هي على ان نتعامل مع دولة فيها اطراف تحاول (في حالة استثناء غير معلن) من الآن ان تتموقع بحس قبلي بدون مراعات مطالب مختلف الطبقات الإجتماعية التي لا تنتمي إلى قبيلة "أيت الحكومة".
واخيرا وليس آخرا، كل المواطنون لهم حس وطني عبقري، كل ما يقع بالمغرب يثير حدسا لدى كل مواطن، وباختصار كبير، ليس هناك مجتمع غبي بليد !




https://www.youtube.com/watch?v=pqmAjLzjvbk
هذا رابط الخطاب الملكي الاخير الذي يظهر حالة من التلعثم والمرض بشكل يوضح أننا في حالة استثناء غير معلنة، الملك هنا يتلو خطابا لم يشارك حتى في صياغته ومضمونه لا يفرز تميزه الذي نلمسه احيانا في خطابات أخرى له سابقا، فهو (أقصد الخطاب حالة مكتوبة لشخص آخر غير شخص الملك)
العنوان: "أيت الحكومة"، أيت في الامازيغية تعني أصحاب وهي لفظة مقترنة بالقبيلة والعشيرة: أيت سكوكو تعني المنتمون لقبيلة اسكوكو، يمكن ان تكون في العربية تعني آل: آل محمد، أي الذين ينتمون إليه