ختام الرسل أم ختام الأنبياء؟


عباس علي العلي
2020 / 8 / 17 - 02:12     

في النص التالي يجزم بأمر على أنه من الحتم المؤكد الذي لا رجعة فيه وهو ختم الأنبياء بمحمد ص (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا)الأحزاب (40)،هذا الأمر قد لا يكون فيه نقاش كون النبوة تتعلق بالوحي الذي ينقل أمر الله وإرادته إلى البشر عبر وسيط يحمل أمرا عموميا للناس *، فحتى يكون الشخص نبيا لا بد من أنه يحمل أمر جديدا يراد له أن يكون قاعدة إيمانية جديدة يجب أن تسود بالتبليغ والنشر والدعوة، وعندما يباشر النبي هذا الأمر ويدعو الناس للإيمان بالرسالة التي يحملها لهم فيكون نبيا رسولا، أما لو كان مجرد حامل رسالة يطرحها أمام الإنسان دون أن يكون حامى من الشيء الجديد في جانب الإيمان بالله وأمره ونهيه يبقى رسولا دون صفة النبوة.
من النص السابق من سورة الأحزاب ثبت القرآن مسألتين أحدهما مفتوحة والأخرى مغلقة تماما، فالمفتوحة تدور حول الرسول وكون محمدا كان رسولا من ضمن سلسلة الرسل التي لم تتوقف من قبله، والمغلقة أنه أيضا سيكون أخر الأنبياء لأنه حمل أخر الرسالات التي لن تتكرر مرة أخرى، وبذلك أغلق النص موضوع النبوة تماما، السؤال هنا هل نتوقع رسولا من الله جديد قد يكون ووفقا للتعاريف التي تفرق بين النبي والرسول؟.
بعض جهابذة الفقه يقول أن الرسالة هي أخص من النبوة، فعندما يغلق العم بطريق أولى يغلق الخاص وبذلك فلا مجال لوجود رسول بعد ختم الأنبياء بمحمد، وهذا الجواب ينهي التساؤل بشكل تام، والحقيقة أن البعض أو الجزء الأكبر من الفقهاء يرى العكس من أن الرسالة ضرورية لكل نبي ولكن ليس من الضرورة أن تكون النبوة شرطا للرسالة أيا كان شكلها أو مضمونها، فكثيرا من الرسل لم يكونوا أنبياء بمعنى أنهم يحملون رسالة من الله يراد بها تأسيس قواعد إيمانية لدين جديد (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)، لكنهم بعثوا وأوحى إليهم ربهم بطريق ما أن ينفذوا أمرا محددا قد لا يكون له علاقة بالنبوة أصلا مثل (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ)، فجميعهم ما عدا من أشتهرت نبوءته بدين جديد أما رسول بلا نبوة أو نبي بلا رسالة كون المضمون الذين يجمعهم أنهم كانوا صالحين (وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ* وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ* وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا ۚ وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ)** .
والبعض من الفقهاء وأهل العقائد يقولون أن المسيحية ليست ديانة مستقلة ولا نبوءة عيسى عامة بقدر ما هي رسالة لإكمال وتصحيح دين موسى بعدما أنحرف بني إسرائيل فيها وأختلفوا على وفي الله ***، ودليلهم أن عيسى أصلا من بني إسرائيل وأرسل إليهم حصرا وتحديدا، فلم ينقض في التوراة شيئا بل كان مصدقا لما فيها مع عدم ذكر الأختلاف والتحريف الذي حدث بعد موسى، ولم يأت بجديد سوى الإنجيل الذي هو عهد لبني إسرائيل فقط (وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)أل عمران (49)، فأقام عيسى ع دين موسى من جديد فمن صدقه ونصره كان نصرانيا ومن كذبه وقعد فبقى إسرائيليا على ملة التوراة والتلمود.
يؤمن المسيحيون كدين أو كهوية دينية مميزة بنفس الجزم الذي ورد في النص القرآني بكون النبي محمد أخر الأنبياء وخاتمهم، فهم يؤمنون (يشكل المسيح خاتمة الوحي، فمن ناحية هو تمم النبؤات، ومن ناحية ثانية فهو كلمة الله الأزلية)، القاعدة عندهم أن ختام الوحي الذي يتولى مهمة إيصال الرسالة كان مع عيسى، فلا وحي ينزل من بعده ولا يمكن أن يكون متاحا أمام أحد الزعم بأنه مع الله بأتصال من خلال الوحي، والسبب ليس في إرادة الله بذلك ولكن كما يقولون السبب موضوعي كون كلمة الله وهو (العاقل) في ترتيب الأقانيم وهو الثاني أبن الرب وكلمته التامة والأزلية كانت في (عيسى)، فلا مجال للقول بالتثنية أو القول أن مع الأزلي أزلي أخر مثله وإلا وجب الأتحاد بينهما، ويبقى السر في الكلمة الأزلية ولا يفسخ الأزلي بغيره وهو ما يعني ختام النبوة عندهم، ومع ذلك جاء محمد ومعه الوحي والكتاب والدين.
حين نفصل بين الوحي المحمل بالنبأ وبين حالة الرسالة يمكننا أن نفترض أن إمكانية حصول أو توقع الحصول على رسول جديد ممكنة ****، لا سيما أن الرسول قد يكون على دين النبوة الخاتمة أو مساير لها ومتابع في الطريقة والمنهج، وهذا ما يعزز فرضية أن الله سوف يتدخل مرة أخرى في عملية إصلاح الدين بما يعرف عند كل الأديان بأمل وجود المخلص أو المنقذ النهائي، خاصة وأن الوعد الديني بذلك مفهوم ومتقبل على أن لا يكون نبيا بدين جديد، فاليهودية تؤمن بوجود منقذ ومخلص يظهر في (جبل صهيون)***** كما يشير اليه سفر أشعيا بهذا المعنى (ستخرج بقية من القدس من (جبل صهيون) ورد التأكيد في سفر (زكريا) حيث يقول (هو ذا ملكك سيأتي إليك )، أما المسيحية فلها صورة أخرى عن المنقذ الأخير الذي سيكون أبن الإنسان وليس أبن الآب كما هو عيسى (ابن انسان أتى وجاء إلى القديم الأيام: فأعطي سلطاناً ومجداً وملكوتاً لتتعبَّد له كل الشعوب والأُمَم والألسنة. سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض)****** .
في الديانة الإسلامية تبدو صورة المنقذ المستخرجة تأويلا وتفسيرا هي الأكثر تفصيلا من بقية الديانات الإبراهمية لو أردنا أن نحصر بها التصور كونها تشكل تجمعا يكاد يكون هو الغالب على بقية الأديان في عدد من يتبعها من البشر، رغم هذا الإجماع حول روايات المنقذ في الإسلام إلّا أنَّ هناك من شذَّ عن هذه القاعدة، مثل ابن خلدون الذي أفرد للغيبة فصلاً كاملاً في مقدَّمته تناول فيه أحاديث المهدي وقام باستعراضها في مقدمته، إذ يقول: (اعلم أنَّ المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على ممرِّ الأعصار أنَّه لابد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيِّد الدين ويظهر العدل... ويحتجّون بأحاديث خرَّجها الأئمة وتكلَّم بها المنكرون لذلك، وربما عارضوها ببعض الأخبار)، لقد أخذت روايات ظهور (المنقذ الإسلامي) الإمام المهدي حيِّزاً من الإجماع الروائي، إذ اتَّفق علماء المسلمين على صحَّة ووجوب الاعتقاد بظهوره فقد وردت رواية عن الرسول الكريم (ص) أنَّه قال: «من كذَّب بالمهدي فقد كفر» ، وكذلك ما ورد على لسان القندوزي الحنفي في كتابه*******، (عن جابر بن عبد الله الأنصاري، عن النبي (ص) أنَّه قال: «من أنكر خروج المهدي فقد كفر بما أُنزل على محمد» ********.
كل الروايات التاريخية والنصوص التي أوردتها الديانات الإبراهمية تحديدا بالرغم من أن قضية المنقذ تشكل جزء مهما من غالب بقية الديانات الأخرى وحتمية مؤكدة عندها، لا تشترط أو لا تنفي أن يكون هذا المنقذ رسولا طالما أنه مرتبط ومأمور من الله بحمل رسالته القديمة وليس الإتيان بدين جديد بعيدا عن التفاصيل التي مررها النص التاريخي تأويلا وتفسيرا، الأهم ما في القضية أن الإنسان على موعد مع رسول من الله جديد في أخر الزمان، هذه الخلاصة التي نوردها تعزز من فرضيتنا ولا تنفي جوهر ماهيتها الأساس (بما يخص الأديان الوضعية وتناولها لفكرة المنقذ فإنَّها رغم اختلاف شخوص منقذيها الذين تنوعت أسماؤهم في كل ديانة وفي كل فترة تاريخية، لكنها سارت بوفاق على مسيرة واحدة وهي التدرُّج في الإنقاذ، فكلّ ديانة تطرح فكرة الإنقاذ مقسّمة منقذيها على حقبات تاريخية تتعدّى الألف عام للواحدة أحياناً، وبعد انتهاء كل حقبة يبدأ انتظار جديد لمنقذ جديد، ومن الأمور التي جاءت متَّفقة في هذه الأديان على أنَّ آخر منقذ سيأتي هو من تنعم الأرض تحت سلطانه بالخير والبركات وكذلك طول السنين في رفاه وعزّ وزيادة الأعمار، وأيضاً اتَّفقت هذه الأديان على ضرورة مجيء هذا المنقذ الموعود قبل يوم البعث والحساب ولذا لا تنتهي الدنيا والحياة إلّا بعد مجيئه وقيام دولته وهذا ما جاء موافقاً لما بشَّرت به الأديان السماوية، وكذلك اجتمعت الأديان الوضعية مع الأديان السماوية حول نتيجة مهمَّة وهي أنَّها بانتظار المنقذ الموعود الأخير)********* .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* أن النبي: هو الذي يوحى إليه بشرع ولكن لا يؤمر بتبليغ الناس، يوحى إليه يفعل كذا ويفعل كذا، يصلي كذا يصوم كذا، لكن لا يؤمر بالتبليغ فهذا يقال له: نبي، أما إذا أمر بالتبليغ فيبلغ الناس ينذر الناس صار نبياً رسولًا كنبينا محمد ﷺ ومثل موسى وعيسى ونوح وهود وصالح وغيرهم.
وقال قوم آخرون من أهل العلم: إن النبي هو الذي يبعث بشريعة تابعة لغيره، تابعة لنبي قبله، يقال له: نبي، أما إذا كان مستقلًا فإنه يكون نبيًا رسولًا، فالذين بعثوا بعد موسى بشريعة التوراة يسمون أنبياء؛ لأنهم تابعون للتوراة والصواب الأول؛ أن الرسول هو الذي يبعث ويؤمر بالتبليغ وإن كان تابعًا لنبي قبله كما جرى من داود وسليمان وغيرهم من الأنبياء بعد موسى ، فإنهم دعوا إلى ما دعا إليه موسى وهم أنبياء ورسل عليهم الصلاة والسلام.
فالرسول هو الذي يؤمر بالتبليغ مطلقًا وإن كان تابعًا لنبي قبله، كمن كان على شريعة التوراة، والنبي هو الذي لا يؤمر بالتبليغ يوحى إليه بصيام أو بصلاة أو نحو ذلك، لكنه لا يؤمر بالتبليغ، لا يقال له: بلغ الناس، نعم. موقع ابن باز الإليكترونيhttps://binbaz.org.sa/fatwas
** ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ﴾ (الأنبياء: ١٠٥).
***﴿وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ * وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ (آل عمران: 48- 49).
﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ﴾ (الصف: 6).
﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (الروم: 47).
****﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾.
*****(רוּחַ אֲדֹנָי יְהֶוִֹה עָלָי יַעַן מָשַׁח יְהֹוָה אֹתִי לְבַשֵּׂר עֲנָוִים שְׁלָחַנִי לַחֲבֹשׁ לְנִשְׁבְּרֵילֵב לִקְרֹא לִשְׁבוּיִם דְּרוֹר וְלַאֲסוּרִים פְּקַח -קוֹח: לִקְרֹא שְׁנַת -רָצוֹן לַיהֹוָה וְיוֹם נָקָם לֵאלהֵינוּ לְנַחֵם כּל אֲבֵלִים)(١٧٦).
(روح السيد الرَّب عليَّ لأنّ الرَّب مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأعصب منكسري القلب لأنادي للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالإطلاق. لأنادي بسنة مقبولة للرَّب وبيوم انتقام لإلهنا لأعزِّي كل النائحين، لقد انتدب الله هذا الشخص واجتباه ليكون عوناً للمظلومين وناصراً لهم، وسيحمل هو راية الانتقام من الظلمة والطواغيت فلابُدَّ للعدالة أن تتحقق على يديه من خلال تطبيق شرائع الله وقوانينه، ومن خلال انصاف المظلوم وأخذ حقِّه من ظالميه).
******إنجيل مرقس، (٢٤٢٦).
*******الشافعي المقدسي، يوسف بن يحيى بن علي بن عبد العزيز (ت: ٦٥٨هـ/ ١٢٦٠م)، عقد الدرر في أخبار المنتظر، تحقيق: عبد الفتاح محمد الحلو وعلي نظري منفرد، (قم، انتشارات مسجد صاحب الزمان، ١٤١٦هـ/١٩٩٥م)، ص١٥٧.
*********ينابيع المودَّة لذوي القربى، (قم، دار الأسوة، ١٤١٦هـ/١٩٩٥م)، ج٢، ص١٠٨.
*********المنقذ في الأديان (دراسة تاريخية مقارنة) _ نور ناجح حسين، رسالة ماجستير مقدمة إلى كلية الآداب في جامعة الكوفة_ 2017.