قل هي البندقية أنت .. عن الشهيد خالد أكر .


مظفر النواب
2020 / 8 / 15 - 21:40     

ليلة الطائرات الشراعية.. عن عملية قبية في 25 نونبر 1987

قل هي البندقية أنت
( خالد أكر )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمظفر النواب




الدُجى والمَدى جُنحَهُ
نجمةٌ للصباحِ الجميل
كرِياحِ الأعالي اختَفى
ما أحَسَّت بهِ
غيرُ زيتونةٍ
ألفُ قلبٍ على كلِّ
غُصنٍ بها في الجليل
شفَّرَتهُ إلى الأرضِ
فارتَفَعَت قَبَّلَت قدَميهِ
فقد جاءَ في الزمنِ المستحيل
يُمطرُ الجوُّ
مِمّا غضارتهُ والشباب
ويلتَمِسُ اللهُ مرضاتَهُ
ساحِباً بالأماني
إلى آخرِ الإزرقاقِ السماويّ
إهبِط عليهِم فإنكَ قُرآنُنا
قُل هي البندقيةُ أنتَ
وما لكَ مِن كفؤٍ أحَد
بين قتلاكَ قمّةُ عمّانَ
والرشَواتُ وأقساطُها
ولسانُ اليمينِ الطويل
يركضونَ بِلا أرجُلٍ
وتَدلَّت خِصاهُم مِن الرُّعبِ
أينَ تعَلَّمتَ تَخصي الجيوشَ؟
وكيفَ اقتَلَعتَ المُعَسكرَ
يا ابنَ ثلاثٍ وعشرينَ؟
اللهُ أكبرُ
عادَ عَلِيٌّ إلى بابِ خَيبَرَ
يا عِلمُ سَجّل
خلايا العُروبَةِ
تَنقلُ تلكَ الشجاعةَ
جيلاً فَجيل
أكيدٌ…أكيدٌ
مِن الجَوِّ تَمَّ اتصالُكَ بالكَون
ومضاتُ عينيكَ
كانت تضيئُ
التِلالَ وأكتافَها
وتُفتشُ عن مَوضعٍ
في ارتفاعٍ بسيطٍ
ولكنهُ شُرفةُ الدهرِ
مَيَّزتَهُ مِن بعيدٍ
سِمِعتَ الرِفاقَ الثلاثةَ
مِن داخِلِ القبرِ
قد رفعوا صوتَهُم زهرةً
السلامُ عليكَ وُلِدتَ
ويومَ تموتُ
وتُبعَثُ حياً
كم كان صوتُهمُ دافِئاً
ما تغيَّر قَط ولا شعرةً
رَغمَ صمتِ السنينِ الطويل
لا تَزالُ تُحَوِّمُ مِلءَ الفضاءِ
كُلُّ عُقابٍ يُخيَّلُ أنتَ
وكلُّ دَويٍّ
يفِرُّ الجنودُ
كأنكَ تَنخرُ في أذنَيهِم
بدأتَ المباراةَ
بين السماواتِ والأرض
هذا هو الدربُ
فلتتبارى الفصائِلُ
بحراً وبراً وجواً
فصيلاً فصيل
جِئتَ إلى فلسطين
لستَ إلّا فلسطين
مهما انتماؤكَ
دمُّ الشهادة ليس يُجَيَّرُ
نحنُ نُجيَّرُ للدم
كلُّ البلاد
تُجيَّرُ للدم
وهذا قليلٌ قليل.