عولمة السوق الحرة – عولمة للفقر (2)


خليل اندراوس
2020 / 8 / 15 - 13:46     


الفقر ظاهرة اقتصادية اجتماعية متفشية تعاني منها كل دول العالم وخاصة دول الجنوب الفقيرة، الا ان سيادة وهيمنة طبقة رأس المال في دول الغرب والولايات المتحدة تهمش وتحول بل وتمنع المؤسسات الاقتصادية السياسية العالمية من ابراز هذه المشكلة، ولم تظهر إلى السطح الا في العقود الاخيرة، وتتم معالجتها بشكل مشوه وغير علمي اقتصادي – سياسي مبرمج ومدروس.

وجود هذه المشكلة والمعضلة الانسانية والتي تتعمق وتتشدد هي دليل على فشل النظام الرأسمالي الامبريالي العالمي، خاصة في عصرنا الراهن عصر عولمة السوق الحرة المتوحشة، لذلك على شعوب العالم وخاصة الطبقة العاملة وجماهير الشعب الواسعة النضال والكفاح من أجل خلق سياسات اقتصادية اجتماعية علمية بديلة، تنسق بشكل مادي جدلي بين الموروث الثقافي، والمعتقدات الدينية، والاستفادة من تجارب بناء اقتصاد وطني متطور بسرعة مثل الصين، والاستفادة من طروحات ومفاهيم الفلسفة الماركسية الثورية، كما يفعل الشعب الصيني والحزب الشيوعي الصيني.



العديد من الأحداث في عالمنا المعاصر تثبت بأننا نعيش في عالم واحد وان اختلفت انتماءاتنا القومية او الدينية او العرقية، او انتمائنا إلى هذه القارة او تلك او اختلفت مراحل تطور هذا المجتمع او ذاك من ناحية ثقافية او اقتصادية او حضارية، وآخر مثل على تلك الاحداث جائحة كورونا المستجد – كوفيد 19.

لقد حققت الانسانية نجاحات باهرة ومذهلة في عدة مجالات باستخدام العلم والتقانة الرفيعة، مثل غزو الفضاء، استنساخ الخلايا الجدعية وثورة الاتصالات والمعلوماتية كالواتساب والفيسبوك، والفوائد العظيمة التي اكتسبها الانسان بفضل اكتشاف الشبكة العنكبوتية (الانترنت)، الا ان عالمنا المعاصر الرأسمالي خاصة في فترة عولمة السوق الحرة، وهيمنة الشركات العابرة للقارات وتركيز رأس المال بأيدي مجموعة من العائلات والأفراد، اخفق ويستمر بالفشل والاخفاق في العديد من الجوانب الاقتصادية السياسية الاجتماعية الثقافية من حياة الانسان، وهناك قضايا لا يتطرق لها ايديولوجيو طبقة رأس المال، ودارسو هذه المجتمعات مثل ضياع انسانية الانسان وهدر كرامته وحريته بسبب انتشار وتفاقم ظواهر البطالة والحرمان والفقر والدعارة والعنف وتجارة المخدرات في العالم ككل، وخاصة في قطاع واسع من سكان دول الجنوب.



وان لم يتم علاج هذه القضايا وتدارك مضاعفاتها باتخاذ سياسات اقتصادية علمية جريئة وخطوات جادة خاصة من قبل دول رأس المال العالمي فستطال افرازات وتداعيات هذه السياسات والاخفاقات وخاصة الفقر جميع شعوب ودول العالم.

ونلاحظ في السنوات الأخيرة ارتفاعًا مستمرًا في حركة الهجرة إلى الدول الاوروبية بالذات من القارة الافريقية إلى الولايات المتحدة وخاصة من دول أمريكا اللاتينية، الامر الذي دفع الرئيس المأفون الحالي ترامب إلى بناء جدار عازل متمثلا بدولة الاحتلال اسرائيل بين المكسيك والولايات المتحدة، بدل العمل والبحث المشترك مع دول أمريكا اللاتينية من أجل حل مشكلة البطالة والفقر في هذه الدول التي تعاني الارهاب السياسي والاقتصادي والعسكري من قبل الشيطان الأكبر الولايات المتحدة، ويكفي ان نذكر كوبا وفنزويلا كمثال على معاناة هذه الشعوب.

وفي أوروبا نرى معسكرات اللجوء والمهاجرين على شواطئ البحر الابيض المتوسط، خاصة لاجئي الوطن السوري الذي يتعرض إلى أبشع مؤامرة ارهابية يقوم بها الثالوث الدنس أمريكا واسرائيل والسعودية، اضافة إلى ارهاب تركيا برئاسة الارهابي رجب طيب أردوغان والذي ايضا يريد ان ينهب ماء دجلة والفرات، وعندنا هنا وفي بعض الدول العربية من حركات "دينية" تريده ان يعيد امبراطورية القتل والارهاب العثماني.



قضية الفقر قضية انسانية حادة وموجعة وتقضي على حرية الانسان وانسانيته، لذا لا يمكن تجاوز هذه المعضلة المأساوية، خصوصا وان تقارير هيئة الامم المتحدة تشير إلى ان اثنين من كل خمسة من سكان العالم يعانون من الفقر والجوع.

مهم جدا دراسة ظاهرة الفقر من منطلق اقتصادي سياسي فلسفي جدلي من اجل الوصول إلى كنه وأسباب هذه الظاهرة وتعريفها وتحديد مدى انتشارها في هذه الدولة أو تلك. معظم شعوب دول الجنوب تعاني من الفقر المدقع والمجاعات المتكررة والبطالة وغيرها من مآسي عولمة السوق الحرة، وحسب احصائيات صندوق الأمم المتحدة للتنمية الزراعية هناك حوالي مليار شخص من سكان هذه الدول يعيشون حالة الفقر والمجاعة وسوء التغذية والأمراض والأمية والبطالة، وهذه الحالة هي هجمة شرسة متوحشة في القسوة على كرامة الانسان.

والدول الامبريالية معولمة السوق الحرة بدلًا من ان تعمل على معالجة ومكافحة ظاهرة الفقر تفتعل الحروب المحلية، والمؤامرات، والمواجهات الاقتصادية والسياسية، خدمة لمصالحها الرأسمالية وخدمة لمصالح شركات صناعة السلاح وشركات النفط العابر للقارات، ومثال على ذلك الحرب في جنوب السودان ودارفور والحرب الارهابية على العراق واحتلال افغانستان والحرب على اليمن والمؤامرة على سوريا بهدف تقسيمها إلى دويلات وتقسيم ليبيا وحصار ايران وكوبا وفنزويلا وسوريا وغيرها من الممارسات والحروب التي تهدف إلى الحفاظ على هيمنة وسيطرة الدول الامبريالية خاصة الولايات المتحدة كقطب واحد على العالم.

وهذه الأعمال الاجرامية في العالم خاصة في الدول العربية التي كانت بعضها تنعم بالاستقرار والانتاجية أصبحت اليوم فقيرة وأصبح الغالبية من مواطنيها يعانون من البؤس والفقر والهجرة، فمأساة الشعب اليمني والسوري والليبي أكبر مثال على ذلك، والارهاب يصيب هذه الشعوب ليس في أماكن عملهم فقط بل وأماكن صلاتهم باسم الدين.



وفي هذا الوضع يزداد غنى ورأس مال الأغنياء الذين لا يزيد عددهم عن 1% من اجمالي عدد سكان العالم، بالإضافة إلى ذلك تسعى الدول الامبريالية، إلى تجريد واستلاب شعوب دول الجنوب هويتها وجذورها الثقافية والفكرية من خلال ليس فقط عولمة رأس المال والسوق الحرة بل فرض عولمتها الايديولوجية والسياسية والثقافية على شعوب ودول الجنوب.

وللأسف قد تجد بعض المقالات والدراسات في مجتمعنا العربي تطرح اسباب الفقر بأنها البطالة، وضعف التحصيل العلمي، الأعراف وثقافة العيب، الكسل وترك اسباب الرق والاتكالية دون التطرق إلى ان السبب لكل هذه "العوامل" هو وجود مجتمع طبقي رأس مالي او كومبرادوري رأسمالي يسعى إلى تركيز رأس المال وإلى اغناء الاغنياء وافقار الفقراء.

وهذا الطرح المذكور اعلاه يسعى إلى تحميل الشعوب المضطهدة والمستضعفة والتي تعاني من بقايا الاستعمار القديم المباشرة والاستعمار الاقتصادي السياسي غير المباشر المسؤولية عن ظاهرة البطالة والفقر، بل أيضًا تحميل الاعراق وثقافة الشعوب مسؤولية ظاهرة الفقر. هذه الطروحات يقدمها خدام وعملاء طبقة رأس المال العالمي من أجل خدمة الدول الامبريالية.

وبدل ان يساعد الغرب الامبريالي في معالجة ظاهرة الفقر، يعمل على التدخل المباشر في شؤون الدول النامية والتي تعاني من أزمات اقتصادية ومن الفقر، مثال على ذلك تدخل سفيرة الولايات المتحدة في شؤون دولة لبنان وتدخل السفير البريطاني الأخير بشؤون العراق، والتدخل الفاضح بشؤون فنزويلا الداخلية من خلال إحداث انقلاب داخل الدولة هذا المخطط الذي فشل بسبب صمود الشعب الفنزويلي رغم الحصار الاقتصادي الارهابي الممارس من قبل الشيطان الاكبر – الولايات المتحدة – ضد دولة فنزويلا التي تكافح من اجل استقلالها السياسي ومن اجل حريتها ومن اجل النهوض باقتصادها خارج هيمنة وسيطرة طبقة رأس المال الامريكي، وغيرها من هذه الامثلة.



كذلك تمارس الولايات المتحدة – الشيطان الاكبر في عصرنا – سياسات الحصار الاقتصادي ضد العديد من دول العالم بدعوى كاذبة، مثل محاربة الارهاب وحماية حقوق الانسان، وبدعوى نشر قيم الحرية والدمقراطية، كما فعل الغرب خاصة الولايات المتحدة في العراق، كما فعل وتفعل دول رأس المال وخاصة النفطي في ليبيا.

ان النظام الرأسمالي وايديولوجيته ينطلقان من مفهوم الرجل الاقتصادي الذي لا يهمه سوى تكديس وتركيز رأس المال، وعدم تدخل الدولة في الشأن الاقتصادي وتركه لآلية السوق المتمثلة في العرض والطلب، والمنافسة الحرة، والاحتكار، وهذه السياسة والايديولوجية الرأسمالية الحرة المتوحشة تلقي بالملامة على الفقراء وتحملهم مسؤولية فقرهم لأنهم حسب هذه الفلسفة والفكر الاقتصادي السياسي المسيطر والسائد هم، أي الفقراء افراد فاشلون في مضمار التسابق نحو الغنى، أي عجز ذاتي، حينما تم منحهم الفرص المتساوية مع غيرهم. والدراسات الاقتصادية في العالم الرأسمالي تشير بإشارات عابرة عن فئات الدخل المحدود والطبقات الدنيا بدلا من التركيز على موضوع الفقر على وجه الخصوص.

تعمل طبقة رأس المال في العالم الامبريالي، من اجل دفن الرؤوس في الرمال بالنسبة لمشكلات الفقر، ولكن الدراسات الميدانية تعطينا معلومات واضحة بالنسبة لهذه المشكلة أي الفقر، ففي دراسات اجريت بواسطة صندوق الامم المتحدة للسكان اظهرت ان حوالي 800 مليون مواطن حول العالم يعيشون دون تناول وجبة العشاء لفقرهم.

وما زال 2.8 بليون شخص أي اثنان من كل خمسة يكابدون لكي يبقوا على قيد الحياة بدخل يقل عن دولارين في اليوم، وان واحدًا من كل اربعة اشخاص من سكان العالم يعيش في حالة فقر مدقع.

واغلب المؤسسات البحثية في العالم الرأسمالي والتي تحصل على المال بسخاء من قبل طبقة رأس المال تركز على زيادة الانتاج، وتعظيم الربحية، والجدوى الاقتصادية للمشروعات الاستثمارية، وأثر الدعاية التلفزيونية على تسويق السلع الانتاجية الاستهلاكية، وتعمل أي طبقة رأس المال العالمي خاصة الولايات المتحدة بشتى الوسائل البحثية والاعلامية والسياسية والاقتصادية والحروب المحلية بهدف ضرب حركات التحرر واستقلال الدول من كوبا إلى فنزويلا مرورا بليبيا وبسوريا واليمن وإيران حتى الصين.

ان سطوة المدرسة الوظيفية التي تسعى لتكريس النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في العالم الرأسمالي، وحشد الجهود "والدراسات" لتبريرها والدفاع عنها أدّت إلى اخفاء الاختلال في توزيع الثروة المادية والسطحية العلمية في التحليلات الاجتماعية خاصة دراسة موضوع ظاهرة الفقر داخل دول رأس المال وعلى مستوى عالمي، خاصة دول الجنوب الفقيرة بهدف الحيلولة دون حدوث تغييرات راديكالية ثورية في بنية النظم الرأسمالية ونظم الدول الفقيرة لصالح الفقراء والطبقة العاملة على مستوى وطني وأممي عالمي.



ولكن هناك العديد من شعوب العالم، خلصت إلى ضرورة التحرر من القيود والعلاقات التجارية غير المتكافئة مع الدول الامبريالية خاصة الولايات المتحدة وانتهاج مبدأ الاعتماد على الذات وهذا ما تفعله الصين وإيران وسوريا الآن والتي تحارب منذ عقود اقتصاديًا، التي رفعت شعار الاعتماد الاقتصادي على الذات، وهناك العديد من دول الجنوب التي كسرت حواجز الصمت وطالبت دول الاستعمار الرأسمالي الغربي بالتعويض لشعوبها، أي شعوب دول الجنوب الفقيرة والمستعمرة مباشرة في السابق، عما عانته هذه الشعوب خلال الفترة الاستعمارية مثلما فعلت ليبيا مع ايطاليا في عهد القذافي، والمؤامرة على ليبيا وتدخل الدول المعنية بالهيمنة على النفط الليبي مستمرة بشكل همجي بربرية من خلال الحرب الاهلية داخل ليبيا، بهدف فرض نظام سياسي يخدم طبقة رأس المال العالمي وخاصة شركات النفط العالمية على حساب الشعب الليبي.

في عام 1990 صدر التقرير الدولي الاول للتنمية البشرية وبعد ذلك نتيجة لدعوات التحرر والانعتاق من الفقر من قبل العديد من دول العالم الفقير في الجنوب ثم الاعلان عن عام 1996 عاما للقضاء على الفقر، والكثيرون من المهتمين بمشكلة الفقر رأوا بحراك الدول الغنية الرأسمالية قد يكون احيانا بدوافع انسانية، ولكن غالبا ما كان لتضليل وتزييف التاريخ الاستعماري والعمل على عدم التطرق للفترة الاستعمارية ودورها في سرقة خيرات وموارد شعوب الجنوب، ودورها الآن كدول امبريالية تفرض مفاهيم عولمة السوق الحرة المتوحشة التي عمقت الفقر والبطالة داخل مجتمعات دول الجنوب، بل سعت بعض مؤسسات العالم الامبريالي إلى حمل شعوب الجنوب أي الدول الفقيرة إلى الاعتقاد بأن هذه الشعوب هي المسؤولة عن ظاهرة الفقر في مجتمعاتها ودولها.

وأكبر مثل على ذلك تلخيص رئيسة الوزراء البريطانية تاتشر اليمينية التي اوقعت غورباتشوف بالتعاون مع ريغين من خلال أحد مستشاريه الكبار عميل الـ سي.اي.ايه والتي قالت بان الفقر "عيبا" في الشخصية وليس عيبا في دول رأس المال والاستعمار.

ولكن هذه السياسات لم تستطع صرف الأنظار عن الجذور الأساسية لظاهرة الفقر وهي عهد الاستعمار المباشر وسياسات الرأسمال العالمي التي تسعى للهيمنة على الاقتصاد الوطني لدول الجنوب خدمة لمصالح طبقة رأس المال العالمي ومصالح الشركات العابرة للقارات ومصالح شركات النفط العالمية.

وفي عصرنا الحاضر تستغل دول رأس المال الغربي الامبريالي ظاهرة الفقر كذريعة للتدخل المباشر وغير المباشر، والتدخل الاقتصادي والسياسي في شؤون الدول التي تعاني من ظاهرة الفقر تحت مظلة هيئات دولية منها الأمم المتحدة خدمة لمصالحها ومصالح طبقة رأس المال العالمي.



وهناك العديد من الدراسات في العالم الرأسمالي التي تمارس التحيزات المهنية المنهجية الاقتصادية النظرية من أجل إشباع مصالحها وترفها العلمي بدل العمل الجاد للكشف عن القوى المسؤولة والطبقات المسؤولة عن إحداث وتعميق ظاهرة الفقر في هذه الدولة او تلك. وأكبر مثل على ذلك مأساة الصومال، فكثرة الهيئات والوفود الاجنبية التي عكفت على دراسة ظاهرة الفقر هناك لم تقدم أي شيء ملموس لإنقاذ حياة آلاف الجوعى، الذين كان بعضهم يموت امام كاميرات الفيديو لهذه الوفود.

وبعد ذلك فوجئ العالم بنزول قوات حلف الاطلسي، حلف العدوان، حلف طبقة رأس المال، على تراب الصومال وظهور ظاهرة القرصنة على شواطئها، التي كان يقوم بها شبان الصومال الفقراء الذين فقدوا الامل في الحياة. وكانت هناك بعض المنظمات الطوعية الاجنبية العاملة في الصومال والتي بدلا من ان تقدم خدمات انسانية للشعب الصومالي سعت إلى دفن نفايات سامة قرب مقديشو العاصمة، وبهذا كشفت هذه المنظمات عن وجهها الحقيقي المتوحش والخادم لطبقة رأس المال العالمي، هذا بالإضافة إلى ما فعلته منظمة أرش دي زوي الفرنسية في عام 2009 اذ سعت تحت غطاء المساعدة الانسانية لاختطاف أطفال القرى السودانية على الشريط الحدودي مع تشاد بغرض استخدامهم لأغراض أبعد ما تكون عن الانسانية، وما يفعله أصحاب الخوذ البيضاء في سوريا من عمليات تشويه وكذب ضد الشعب السوري بادعاءات كاذبة غير أخلاقية للحملات الدعائية الاعلامية الغربية المغرضة بأن النظام السوري يستعمل أسلحة كيميائية ضد الارهابيين ما هي الا خدمة للثالوث الدنس الامبريالي الصهيوني الرجعي العربي، فأعضاء الخوذ البيضاء ليسوا من العاملين في المجال الانساني، ولا يمثلون منظمة غير حكومية تحاول مساعدة الناس، وان كل هذا الذي كان يشاع حولها ليس أكثر من مجرد قصة زائفة وخداع ومعلومات كاذبة.

لا شك بأن ظاهرة الفقر ظاهرة متعددة الأبعاد ولا تعني فقط الجوع وعدم تحقيق الرفاه المادي وبلوغ حد الكفاية، بل تعني أيضًا الحرمان من الفرص والخيارات التي تعتبر أساسية للتنمية البشرية بما تمكن الانسان من تحقيق انسانيته وتمتعه بالكرامة وعزة النفس وهذا لا يمكن أن يحدث الا بالإطاحة بهيمنة وسيطرة طبقة رأس المال، وبناء مجتمع حرية الانسان والانسانية المجتمع الشيوعي – مملكة الحرية على الأرض.