الديمقراطي. فى ظل الرسمالية المعاصرة


سمكو محمد
2020 / 8 / 12 - 01:34     

الديمقراطية من اصل الكلمة او المفهوم، هى سلطة الشعب، و هى الاعتراف بالتعددية الثقافية و الاثنية و الدينية و القومية و تسامح، تعتبر هذه النظام انجح وسيلة لحل المشاكل السياسية و القومية والدينية والمذهبية، التي كانت تعاني منها المجتمعات البشرية والى يومنا هذا بصورة عامة، الشرق الاوسط عموما و العراق خصوصا مبتلى بتعثر الديمقراطية، فيما بعد تلك تمظهر النظام السياسى، فى مرحلتين اليونانية اولا و مرحلة البرلمانية فى المانيا الثانيا، على مدى تاريخية نسبيا، قد جاءت مرحلة الثالثة هى تصدع السوفيات و هو البديل اليها، الحقوق الانسان و السوق الحر و الديمقراطية، اى بمعنى اخر المفهوم قد اغتنى بعدة معلومة، وقد تطور المفهوم مع الحداثة، اى مجيء نظام الراسمالية و تحولت الاسم للنظام الحديث فى القرنين 18 و 19 الى ليبرالية و مفاهيم اخرى السياسة، وكانت كل هذا المفاهيم وهم السياسى.
واخيرا مع انتهاء الحرب الباردة قد تحولت المفهوم الى نظام اخرى بما انه هذه المناقشة او السوال لماذا الديمقراطية قد جاءت كبديلا للاشتراكية، ومن هنا نحاول ان نتناول موضوع للمفهوم الديمقراطية حيث هناك سوال يجب الايجابة عليه، اولا هل هى بالطبع بلدان العالم او الشعوب المضطهدة يمارسون حرياتهم و حقوقهم في ظل النظام الراسمالى في العالم؟ ام هى نظام للدول العظماء و او سوق للدول الصناعية فقط و دول الناتو الذى هم اصحاب سيناريوهات خصوصا في شرق الاوسط.
اما بالنسبة للعراق هي هم سوق للدول مجاورة و الدول العظمى كي يحاربون تحت عينوان الطوائف و اقوام و مشكال تاريخية تحت مفهوم الديمقراطية، وكذلك من حيث المفهوم يقولون اننا نحتاج للديمقراطية لمنع حدوث كارثة سياسية. وبعد ذلك كارثة انسانية التي تلوح في الافق وتهدد كافة مكونات العراق دون استثناء، هذه السياق في داخله واقعى، ولكن في جوهر المسالة كؤميديا و تهريج.
من ناحية اخرى نرى ان الدمقراطية، على الاساس هي احترام راءى الاقليات و الاديان الاخرى و اعتراف بالاختلاف بين الافكار و الضمان السياسى من السلطة الى المعارضة السياسية، ومن اكثرية الى اقلية، او بين الاديان و الطوائف و القوميات و الخ. اما التى شاهدناها يوميا تحت سلطة مابعد انظمة العربية و اوروبا الشرقية التى كانوا ينتمون الى سوفيات القديم، كانت نوعا من الدكتاتورية التى يتمدد عمرها تحت عنوان الديمقراطية، لانه عديد من المفاهيم مضادة و ضد الكل، بالاخص الفساد و غياب الحرية موجودة فى عادات والاخلاق الشخصيات السياسية و نضام السلطة خلال 30 سنة، تمديد المشاكل القومية و الاثنية باسم اقامة الفدرالية التى تحت ايدى الاكثرية الحاكمة، بالاخص فى الدول العربية، مثلا المشاكل بين السنه و الشيعة، وفى اليمن الحوثيين و السعودية، وفى ازربايجان بين ارمن و سنيين، فى اسرائيل و فلسطين مسالة الارظ المحتلة و الدين و الخ، ولكن لم يتم الحل، بل تصاعدت الى نزيف الدم هاوءلا اساميهم عمر من السنى و على من الشيعة، بدون اى مبرر، وهي دليل على الديكتاتورية تحت عنوان الحرية و الديمقراطية، ومن ناحية اخرى تهميش و تاجيل المسالة القومية المتعلة من قبل الراسمالية المعاصرة كورقة حية و ابعادها عن الدستور الدولة، هى جزء من الدكتاتورية تحت عنوان الديمقراطية الدستورية فى الدول النامية.
اما الفساد المالى و انخفاض المستوى المعيشى و ازدياد الفقر جزء اخر من سيناريهات السياسية التى يستعملها امريكان و دول اوروبية، ولكن كل هذه ظواهر شاذة، تجرى تحت مسميات نظام فيدرالى الدستورى البرلمانى سياسى.
اذن السؤال الذى يطرح نفسه، هل هناك وجود النظام السياسى الديمقراطى متكامل بالعالم ؟، وهل هناك صراع بين الطوائف و القوميات من غير سيناريو، الجواب عندى كلا، لانه اولا اذا كان ديمقراطية نظام سائد او بمعنى الكلمة سلطة الناس، فكيف غائب فى اليونان او اغريق لحال هم انجزوا او من الابداعهم قبل قرون قبل الميلاد، البعد الثانى هى شرح للديمقراطية الرسامالية المعاصرة باسم الحداثة فى عدة مجالات الصناعية و التكنلوجيا و معمارية و الادبية و الخ، التى نشاءت فى القرنين 18 و 19 عندما حل مفهوم الحزب بدلا من العشيرة و العائلة و الدين و الخ.
جوهر السوال فلماذا لن يستمر و بالعكس انجبت الحرب العالمية الاولى و الثانية كهدية للبشرية، و حرب الباردة و مابعدها حتى الان، ولماذا انجبت و انتجت هتلر النازية و موسولونى الفاشية. اما بعد الثالث للديمقراطية التى تطورت مابعد سقوط و فشل السوفيات و على الاساس انتصار العالم الرسامالية و بالذات امريكا على سوفيات و على العالم كلها، وبالاخص مابعد ولادة المفهوم العولمة للسياسة و الفكر و والاقتصاد و الخ.
نرى ان اقدم و احدث هدية للانسان هى تراجع من العقلانية و التقدمية الى التخلف و التهميش، او رجوع الى العبودية من خلال التكنلوجيا، البعد الاخر هى اقتناع الناس بالبطالة المقنعة و تقسيم العمال الى قسمين، عامل الاسود و العامل الابيض. الاسود يعمل فى المعامل و كنس الشوارع و الخ، اما الابيض يشتغل امام الكومبيوتر مثل عبودية الماضى. اما هذه الغبودية متطورة.
لحال هذه الخطة التى استعملت ضد البشرية، استبعد العمال واليساريين من مفاهيم الثورة، لانه الراسمالية احتفظت لنفسها من خلال القانون التضاهرات و القانون السياسة و القانون المجموعات و يقولون ان انتصار الراسمالية و ازالة الحزب والنضام الشيوعى فى الاتحاد السوفياتى، هو انتصار على فكرة الشمولية و انتهاء قمع و تصنيع الانسان حسب ذو البعد واحد كما كتب المفكر اوروبى (هيربرت ماركيوز) فى كتابة تحت عنوان (الانسان ذو البعد واحد).
على اى حال بعد سقوط نضام شمولى سوفيتى بدلا من الشعار الاشتراكية الوهمية، ولدت مفاهيم الحرية و الديمقراطية و سوق الحر. تحولت الانظمة السياسية و المعادلات السياسية و التاملات السياسية و الخ، مع تحولات من كل نواحى، وقد تحولت البشرية تحت نظام واحد و هى نظام الامريكى، الى حرية اختيار المواقف السياسى و حرية اختيار الدين و حرية الانتماء و الخ، ولكن سوال هى لماذا الحرب استمرت فى الشرق الاوسط على حساب الناس و ربح للشركات متعددة المجاميع القومية و الجنسية، لماذا عادت القتال الطائفية بين الاديان و بين اقوام من غير اختيارهم، ومن يساند او يدوم هذه المشروع تحت عنوان التغير فى المنطقة الذى يصيب في مصلحتهم، التى لا نهاية لها.
لحال العموم البشر تعلم انهم استمرار الحرب. من اجل بيع السلام من قبل امريكا و اوروبا لجماعات المسلحين باسم منظمات الاسلامية و باسم المعارضة لتلك الدول العربية باسم تغير النظام، مع كل تلك السيناريوهات شاهدنا ماذا حدث و ماذا جرى على البشرية باسم مكافحة الارهاب فى الشرق الاوسط.
وبعد كل حدث السياسى و العسكرية، شاهدنا اقوى فلم فى العالم، وهى فلم كورونا كوفيد 19. ولكن هذا المشهد لن تنتهى من القريب، حسب دكاتر و سياسيين و مفكرين الغرب. ترى ماذا سيحدث بعد ازمة كورونا.