موت الديمقراطية


حسن خليل
2020 / 8 / 11 - 02:14     

قرأت عرضا أن مصر دخلت مرحلة "الصمت الانتخابي" لم الاحظ من قبل أنها في مرحلة "الكلام الانتخابي" و المقصود مجلس الشيوخ. و لا اريد أن أخوض في تاريخ تأسيس مثل هكذا مجلس . ثم سالت نفسي هل حيث تقام الانتخابات حسب قواعد محددة و "ديمقراطية" تنتج نتائج أفضل ؟ فمثلا في امريكا الخيار بين ترامب و بايدن فاي كانت النتيجة فهي خطاء. و في مصر بعد ثورة يناير جرت انتخابات تشريعية و رئاسية و افرزت أسواء النتائج. و لبنان ينتفض و يقال "انتخابات نيابية مبكرة" فهل ستأتي بجديد اقسم مسبقا أنها لن تغير المعادلات. فمن لديهم العزوة و المال سيفوزون في أي انتخابات ألم يفوز الحزب النازي في المانيا المتحضرة !! ما يسمي الديمقراطية اليوم في مأزق حرج. هذا النموذج تشكل بعد الحرب العالمية الثانية و هو يجمع بين أحزاب جماهيرية كبري و وسائل إعلام تحظي بشعبية كبيرة و مستوى عالي من التشغيل المنتج و بالتالي النقابات الفاعلة. فالديمقراطية تفترض وجود كتلة كبيرة من السكان تؤيد النظام القائم بشكل عام و قد تميل يسارا او يمينا و هي الطبقة الوسطي بالمفهوم الامريكي. اختفت هذة الاسس التي قامت عليها الديمقراطية فلا احزاب و لا وسائل اعلام تحظي بادني ثقة و بدل التشغيل بطالة و تشرد. و قد بنيت الديمقراطية علي قاعدة الدولة القومية الموضوعة بحرص بين القوتين الاعظم السوفييت و الامريكان مما يتيح لها قدرا من المرونة. لكن هذة أيضا في مأزق حرج. فلا سوفييت اليوم و رغم أن القطب الامريكي الواحد تهتز الارض تحته إلا أن لم يعد أحد يهتم بالقومية الخاصة الدول الكبيرة و الصغيرة و الصغيرة جدا. فتجد حتي قطر تتدخل في شئون المنطقة تحت شعار فوق قومي و هو حرية التعبير بينما تركيا تحتل اراضي عدة دول ل "محاربة ما تراه إرهاب" و العراق لديهم شيء فوق قومي أسمه "المرجعية" أي شخصية دينية فحسب و هناك طبعا العذر الفوق قومي الخالد تحرير فلسطين و محاربة إسرائيل. ناهيك عن الكيانات الممولة التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان كقضية فوق قومية الخ . فمجمل المنظومة الديمقراطية قد ماتت و قد ماتت منذ السبعينات لكن بالذات التسعينات و الانترنت. و منذ التسعينات ظهر نموذج جديد للدول هو الدول الفاشلة او ما يسمي الصوملة هذا هو النموذج الذي يتوسع اليوم. لذلك تجد الطبقات الحاكمة تسارع في الملمات إلي الدعوة ل "إنتخابات مبكرة" كما جري في العراق و لبنان و السودان الخ دون أي نتيجة. يضاف لذلك و علي رأسه بعبع الاستثمار و الشركاء الدوليين و الديون و ما يسمي ب "الرأي العام العالمي" و كلها كناية عن توجهات الامبريالية الامريكية خصوصا. و إذا كانت الديمقراطية قد ماتت فالوهم فيها في أفضل أحواله و يتمتع بصحة جيدة فحتي قادة الانتفاضات تراودهم خيالات الديمقراطية و لا يرون غيرها طريقا و لهم العذر فهم غالبا من الطبقة المتوسطة حاملة كل الاوهام المجتمعية لكن هناك ايضا اشتراكيين و شيوعيين في نفس المركب. لم يعد أمام الانتفاضة سوي أن ترفع راية الحق في الحياة و أن تصادر السلطة مباشرة بقوة الانتفاضة نفسها.