الفنان التشكيلي المبدع والمخرج عماد عبد الهادي


نبيل عبد الأمير الربيعي
2020 / 8 / 9 - 13:40     

الفنان التشكيلي المبدع والمخرج العراقي عماد عبد الهادي

الفنان التشكيلي والشاعر المبدع والمخرج العالمي والرحالة عماد عبد الهادي شاكر العامري ولد في العاصمة بغداد عام 1949م، انتقل مع عائلته إلى مدينة الديوانية بسبب وظيفة والده فيها، اكمل دراسته الابتدائية والثانوية فيها، حصل على شهادة البكالوريوس في كلية الفنون الجميلة/ جامعة بغداد عام1967م، بأعلى درجة في التقييم النهائي للألوان في أعمال التخرّج حصدها من لدن الفنان فائق حسن (100) بالمائ لم يحظ بمثلها أحد سوى المبدع ضياء العزّاوي، ينتمي لعائلة كريمة معروفة في الديوانية.
قدّم المخرج عماد عبد الهادي ألمع نجوم التمثيل العراقيّين (هديل كامل، هند كامل، محمّد حسين عبد الرحيم) للدراما التلفزيونيّة وللضرورة الفنّيّة الّتي تبحث عنها الشخصيّة النصّيّة لا المقنّعة لا لشيء آخر ولا لأجل العلاقات الخاصّة المستشرية في مؤسّساتنا الفنيّة المتصلّبة وغيرها، لا تستطيع أقسى الظروف تليينها.
عماد كان منذ طفولته مشروع لشاعر جديد في الساحة الفنّيّة لمدينة الديوانيّة، لم يعر وقتها أهمّيّة موهبته أحد من مسؤولي الديوانيّة آنذاك سوى والده الحقوقي وبعض المثقّفين من أقاربه، علاوةً على جمهور لا بأس به من البسطاء رغم أنّ الوسط الّذي وُلِدَ فيه هو في جوهره من رحم أولئك،
الديوانيّة المدينة التي أخرجت للعراق وللأمّة كبار التشكيليين والمسرحيين والرياضيين رغم صغر حجم المدينة المُترع بنهر صغير ساحر، سالب للألباب يخترقها بهدوء وتنام على ضفتيه جميع مؤسّسات الديوانيّة , حكوميّة وثقافيّة، كانت تنام في حضن الديوانيّة منذ ثلاثينيّات وأربعينيّات وخمسينيّات القرن الماضي أربع دور عرض سيمائي، مساوياً لعددها في بغداد آنذاك (صيفي وشتوي)، في وقت كانت تخلو من واحدةٍ منها محافظات كثيرة في العراق.
كان عماد عبد الهادي يرسم جميع رسومات القراءة الخلدونيّة، ويعمل ريليف لوجه عبد الكريم قاسم بالطين الحرّي على ظهر صينيّة الشاي وبإتقان مبهر، في نفس الوقت تتزامن مع موهبته التشكيليّة وموهبته السيمائيّة أيضاً بإشارات كان يبعثها واحدةٍ منها ولعه بماكنة السيما؛ فكم كان يحاول الراحل عماد العامري وهو في سنّ الرابع ابتدائي صناعتها بيديه فيفشل.
كان أول معرض التشكيلي له بإسلوب الواقعيّة الأكاديميّة والّذي أقامه على قاعة جمعيّة التشكيليين العراقيين بالمنصور عام 1972 هو باكورة معارضه وهو آخرها. كما حاول أن يزيّن حسينيّة آل العامري الّتي أنشأها جدّه شاكر العامري في مدينة كربلاء خاصّة بزوّار الديوانيّة؛ برسومات تجريديّة من مأساة الحسين , لكنّ الظروف لم تسعفه بذلك.
يُعدُّ الراحل شخصية فنية بارزة تحوّل من التصوير إلى الإخراج فكانت الإنعطافة الأهم في حياته الفنية، وأظهر قدرة فائقة في الإخراج التلفزيوني ليطبع فيها أهمّ أعماله على الشاشة الصغيرة من بينها حكاية لها وجهان) و(أحلى الكلام) و(الجرح) و(تمثيلية ثابت أفندي) و(اشهى الموائد فى مدينة القواعد) و(رائحة القهوة) و(صفر زايد صفر ناقص) و(قيس ولبنى). عماد عبد الهادي تشكيلي نادر ومخرج عالمي واعد، لم يفهمه عراق مُغيّب، فمات مغيّباً عنه انتقاماً منه.
توفي يوم 23/9/ 2013 في مشيكان/ ديترويت بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز الرابعة والستين عاماً في الولايات المتحدة الأميركية، ونُقل جثمانه من ولاية ديترويت الأميركية التي كان يعيش فيها سنواته الأخيرة.