لقد احترقت كل الأوراق


مريم نجمه
2020 / 8 / 8 - 14:01     

لقد احترقت كل الأوراق ..
عندما ينتهي دور الأجير أوالعميل أو المغفّل , المرسل والمكلف بمهمة ينفذ منها جُزء أوربع او كل لمخطط منطقة واسعة مستهدفة , ويؤدي نتائج مرضية للمُشرف أو الشريك في التفاهم و الأوامرأو التفاهم المحلي والخارجي أو الذي لايريد أن ينفذه هوفي العلن بل غيره وبأسلوب ديني لا يثير الشبهة لكنه خطير خبيث لا يخلو من دماء وأتون صراعات مدفونة من قرون , أو يصبح الحجم المُعطى له يشكل خطراً على مصالح الشريك الآخر الأقوى, ينهيه أو يقلص أظافره هنا وهناك , تبعاً للمعطيات الإستراتيجية أو الآنية أو المؤشرات التي برزت في الخطط المنفذة على الأرض والتي لم تعد تخدم الكبير بل الصغير , أي المأمور, وليس الآمر أو الأكبر في الهيمنة والرأسمال والتوسع والقدرة على التغيير والتبديل لأن الساحة الدولية مسيطرًا عليها هو ومجموعته القابضة على مصير البشرية المنهوبة المضطَهَدة , وذلك بهيمنتها العسكرية والإقتصادية والمالية البلطجية اللصوصية , أو ربما انتهت المهمة المطلوبة منه حققت المصالح و الأرضية التي يضمر لها معلمه سيد العالم ------
إن الجمهورية الإيرانية الخمينية " ذي الصفة الدينية التي لبستها التي تلائم وتخدم دورها الجديد , لم تدخل إلى دولة عربية إلا وهدّمتها , خربت علاقاتها الإجتماعية وترابطها التاريخي الشعبي , فلشتها غيرت من ديموغرافية شعبها بتهجيره واقتلاعه منطقة منطقة ومدينة مدينة وحيّ تلو حيّ , غذت وزرعت فيه الفتن والتعصب الطائفي البغيض , في فلسطين والعراق وسوريا ولبنان وغيرها من البلدان العربية . .
ليس الشعب الإيراني ذو الجذور النضالية المتحرر الواعي الوطني المنفتح على العالم بروح العصر هو السبب ما قام بهذا الدور المأجور أو المتواطئ الذي أعاد بلادنا والشرق عامة 100مئة عام إلى الوراء , بِ الموجة والردة الرجعية المتعصبة المتخلفة التي لا تمت لشعوبنا وعصرنا بشئ من العقلانية والمنطق والحضارة والتقدم ..
ما كان وراء إبراز وظهور ومجئ الخميني وحقبته السوداء المظلمة التي حولت المنطقة كلياً وجذريا في بنيتها الثقافية والسياسية , والهالة التي صُنعت له " أي " الورقة الدينية " , هم الصهاينة والماسونية بقيادة الرأسمالية العالمية الفاسدة المتغولة المنهارة , وبعد انهيار الإتحاد السوفياتي والدول الإشتراكية الأخرى , وحتى يقطعوا الطريق على المدّ الثوري والنضال التحرري والتلاقي والحوار السياسي والثقافي الذي كان يمور به شرقنا وكنا نعيشه وتعيشه شعوبنا العربية عامة , والمعارضات الوطنية الطليعية ماركسية يسارية ليبرالية قومية ومستقلة واحلام شبابية ناهضة , من المحيط للخليج ومن الشمال للجنوب المنفتحة نحو التغييرلعالم أفضل وسلام عادل حقيقي يخدم الإنسان ويحترمه يعيد له الكرامة وا لحرية ودولة القانون , يتمتع بموارد البلاد الوفيرة خاصة في اكتشاف النفط والغاز " الذهب الأسود " , فخلقوا لها هذا الطاعون الخميني الرابض على صدورنا بأحلامه الإمبراطورية المندثرة ومليشياته وحشوده ومجموعاته الرثّة التي لا تُعد ولا تحصى , المُغرّر بها المدعومة والمحشوة ماديا وعسكرياً وتجهيلاً بخرافات ولطم ودماء أكل عليها الدهر وشرب من مائها العكر المنتن ,,
فتحولت بلادنا إلى أوكار فساد وجرائم وسماسرة من كل نوع وشُبهة , مخابرات سجون معتقلات مقابر ومجازر جماعية ومنافي وخيام مع الرعب والخوف والشلل المجتمعي الأهلي , بعد أن عينوا لها الأنظمة الفاشية أو العسكرية والزعماء الصورة الأضحوكة المرتبطين بالأجندات الغربية والشرقية لبيع البلاد قطعة قطعة , وميناء ميناء, وقواعد ومطارات , الذي لا يهمهم سوى الكرسي ولو على الدماء والجثث والمجاعات والعتمة وانهيار العملات الوطنية النقدية والأوبئة وفراغ الساحات من الشباب والأحزاب والجمعيات والكوادر والإعلام الحر , لسرقة النفط والموارد الوفيرة واستباحة البلاد دون ضجة واستنكار اونضال وعصيان ..!
إذا , فالخمينية وامتدادها الكارثي على شعوبنا وأرضنا ومواردنا ومساندة حكامنا الفاسدين الجزارين القتلة , هي صنيعة من يدير العالم من الدول الكبرى وهي التي فتحت وسهلت للخمينية - وولاية الفقيه - امتدادها وتغلغلها المريب بوجودها العسكري والعقائدي والبشري والإستيطاني المكشوف المرفوض شعبياً متنوراً ووطنياً - ليخدم مآرب العدو الأكبر وما وراء الستار وليخدم مخططهم البعيد البعيد والقريب الذي أزهرت ملامحه وشكله الفجائعي الصارخ , مما خلق على ساحاتنا العربية أخيراً تيارات , وميليشيات جبهات منظمات إرهابية مشابهة ومتناحرة ومتصارعة معها وعلى شاكلتها ليحولوا الصراع الرئيسي لشعوبنا من نضال سياسي تحرري ثوري تقدمي حقوقي إلى صراعات لا تمت لثورات شعوبنا وانتفاضاتها الشعبية الديمقراطية الأخيرة وطموحاتها النبيلة الإنسانية بأي صلة ولون حتى أفسدوا الحجر والبشر , وبقي قاتل الشعب الطاغية الزعيم الجلاّد والجلادون يرقصون على الهياكل البشرية والمدينية ...
من نُرثي
من نُحاكم
من يَحكم
من يُغير
من يَنتصر
على فراغ فراغ .. فراغ ... حطام أشلاءءءءءءءءءءء.!
مساء 7 - 8 - 2020