قراءة في واقع الحركة النقابية البحرينية – 3

جواد المرخي
2020 / 8 / 8 - 00:41     

في إطارالمتابعة للوضع النقابي نود أن نشير الى البيان الصادر من قبل اربعة عشر نقابة الصادر بتاريخ 13 يونيو 2020، وهي نقابات بعضها مستقيل من الاتحاد الحر، وأخرى جديدة، وثالثة هي نقابات في اختلاف دائم مع توجهات الاتحاد العام.
ركز بيان الجمعيات الأربعة عشر على مطالب قديمة – جديدة في وضعنا الراهن، بينها ضرورة تفعيل العمل النقابي الجاد في الدفاع عن مصالح العمال مركزا على ضرورة توفير فرص العمل والوظيفة للمواطنين العاطلين عن العمل، محذراَ من خطورة تنامي حجم البطالة في البحرين خصوصا في ظل قانون العمل الذي لا يدفع في مسألة البحرنة مع تطبيق سياسة اغراق البحرين بالعمالة الوافدة.
كما أكدّ البيان على ضرورة الوقوف والتضامن مع سائر العمال الذين تضرروا وفقدوا أعمالهم جراء انتشار وباء كورونا، حاثاً الدولة على الاستمرارية في الدعم المالي للمتضررين من الوضع الحالي للجائحة، ومشيراً إلى ضرورة اتخاذ موافق وطنية من قبل الشركات والمؤوسسات في القطاع الخاص بعدم الاقدام على تسريح العمالة الوطنية بذرائح ظروف كورونا.
في البيان أيضاً مطالبة بإحلال البحرينيين الباحثين عن العمل محل العمالة الوافدة في وزارات ومؤسسات الدولة والشركات الكبرى مع تسليم البحرينيين المهام القيادية فيها بدلا من الوافديين. فضلاً عن مطالب لا تقل اهمية لصالح سير العمل النقابي.
كما نتمنى أن تقف هذه النقابات المستقلة دوما في الدفاع عن مبدأ التعددية النقابية والوقوف في وجه المحاولات للمساس بكل المكتسبات خصوصا في حرية العمل النقابي وتشكيل الاتحادات النقابية من اجل الابتعاد عن دكتاتورية العمل النقابي وان لا يكون محتكرا لتوجهات معينة ولاعتبارات تتصل بالمصلحة الشخصية.
بات من الضروري في هذه المرحلة التركيز على حماية المتقاعدين والتصدي لمجموعات الفساد المالي والاداري في هيئة الضمان الاجتماعي والابتعاد عن تحمل المتقاعديين كل الخسائر التي تتعرض لها هيئة التأمينات الاجتماعية وعدم المساس بحقوق المتقاعدين المكتسبة و منها الزيادة السنوية البالغة 3%، وصون الحقوق المكتسبة للمتقاعدين.
ومن الأهمية بمكان الدفع في اصدار تشريعات للمحاسبة المالية في وسط الاتحادات النقابية لمعرفة أين تصرف هذه الاموال وبشفافية، والتقليل من الخلافات الشخصية وتغليب المصلحة العامة من أجل العمل النقابي الجاد والمثمر والنوعي، مع التركيز على الاستقلالية في اتخاذ القرار المناسب والابتعاد عن صنوف التبعية لاي جهة كانت.
كما بات من المهم حماية النقابات من التآكل وهذا يحتاج لدور نشط ووعي نقابي حقيقي، مع تطوير الأنشطة الإعلامية والعمل الميداني في صفوف العمال لكسب ثقتهم. وهذا لا يمكن أن يتحقق الا مع الابتعاد عن روح الاتكالية والإنهزامية وهذه صفات لشخصيات نقابية حذرت منها الأدبيات النقابية دوما لخطورتها والتي لا تقل عن خطورة الإنتهازية في وسط الحركة النقابية والعمالية.