رسالة إلى الكاظمي


ييلماز جاويد
2020 / 8 / 4 - 10:53     

يا مصطفى الكاظمي قد جئتك مخلصاً وبصراحة واضحة أطلب منك أن تنتحر . ستنتحر لا لترضيني أنا بل لتكسب رضى البعض الذي إفترض أنه يمثل الشعب ، طموحات الشعب وآماله ، مطالب ثوار تشرين والضحايا وأرواح الشهداء التي إفتدت الوطن وخضبت بدمها تربته . البعض الذي يعرفونك عالماً بأنك كنت في منصب رفيع في النظام القائم ؛ المنصب الذي كنت فيه على إطلاع بكل كبيرة وصغيرة وبالتالي فالمفترض أنك تعلم ما يجب أن تقوم به بعد تكليفك برئاسة الوزارة وتسلمك موقع القائد العام للقوات المسلّحة . هذا البعض قد نسى تقييمك السابق ولذلك نصّب نفسه العالم والواجب عليه أن يرشدك إلى ما يجب أن تفعل ، يَدُلّك على الطريق الواجب السير فيه فلا عجب أن يأتيك ناصحاً ، منبهاً ، هادياً أو حتى مهدداً بسوء العاقبة إن لم تسر في الطريق الذي يرسمه : إنطح الجدار حتى قبل أن تتصلب عظام جمجمتك ، إضرب بعصاك حتى ولو كانت قصيرة لا تصل إلى خصمك ، إرم ببندقيتك حتى لو كانت الخراطيش خُلّباً .. اهجم ثم إهجم حتى تتعب وتسقط وعندها نحن كفلاؤك نبكيك ونلطم في تشييعك ونسمّيك شهيداً ونتذكرك إلى الأبد . نحن فعلنا ذلك مع مَن سبقك فمِن قبل ستة عقود ونيّف كان لنا قائدٌ إستبشرنا بمجيئه ولكن لم تمضِ ثلاثة أيام حتى بدأ البعض ينصحه بالوحدة الفورية ولما لم يفعل وضع يده في يد رئيس بلد من الجوار وتآمر عليه ، ولم تمض أشهر حتى خرج البعض الآخر على تحالف الإتحاد الوطني الذي كان السند الشعبي للنظام فإلتف المستشارون المتزلفون حول القائد يشيرون عليه بما يجب أن يفعل و لا يسيء إلى العلاقات مع القوى الدولية بل يهادنها ، وخرج آخرون يدعونه إلى جعل الحزب الشيوعي في الحكم حتى إنشق الصف الوطني وفقد مصداقيته فإنقلب النظام إلى نظام دكتاتوري بوليسي أطيح به على يد قوات ميليشياوية لا يزيد عددها على السبعين فرداً فكان القائد الذي نبكيه من ستة عقود ونثني على نزاهته وعصمته ولكن لا نعترف أبداً أننا الذين قتلناه .
هذه رسالتي لك أن تنتحر إن كنت تريد أن تُكرّم بلقب الشهيد فإستمع إلى الذين ينصحونك ويرشدونك وإلاّ فإن كنت بالفعل ذلك الشخص الذي تقلّد منصبه بحق قبل تكليفه برئاسة الوزارة وتسلّمه منصب القائد العام للقوات المسلحة والعارف بكل صغيرة وكبيرة فسر في الطريق الذي تراه الأنسب لخدمة بلدك وشعبك والتاريخ إن حفظ أسماء الشهداء في سجل الخالدين فهو يحفظ أسماء القادة الذين خدموا شعبهم وبنوا بلدهم بأحرف من نورفإن أحسنت الخيار فإطمئن .