من التراث المندائي القديم الشاعر االشيخ يحيى الشيخ وهرون


سعدي جبار مكلف
2020 / 8 / 2 - 16:05     

الشيخ يحيى شيخ زهرون
ولد سنة 1819 وتوفى سنة 1954 ولد الكنزبرا يحيى في ابي الخصيب في محافظة البصرة وهناك مصادر تشير الى ولادته في ايران كانت عائلة الشيخ زهرون واخيه بهرام اصلا تقطن في قرية زراعية صغيرة على نهر
الكرخة في خوزاستان ايران في اواسط القرن التاسع
عشر قرر الشيخ زهرون الرحيل الى مدينة اكبر فسكن في مدينة حدودية بين العراق وايران اسمها الفكه حيث سبقه الى هذه المدينه خاله گباشه الغافل هناك معلومات نقيضة تشير بعض المصادر ان هذه العائلة تعيش اصلاً في سوق الشيوخ لواء المنتفج الناصرية ثم اضطرتها الظروف للارتحال الى شوشتر وبعدها الى قلعة صالح ناحية اللطلاطه ولم يطول به المقام في الفكه فأنتقل الى قرية البسيتين ثم الى الخفاجيه القريبة من الحدود العراقية الايرانية ومن هنا جاء لقب الخفاجية وكان عدد المندائيين كثيراً هناك بعدها قرر عبور الحدود العراقية والسكن في مدينة ابو الخصيب بدعوة وتشجيع من مندائي المدينة وعلى رئسهم الوجيه ملا خضر بن قاجار وفي مدينة ابي الخصيب ولد الشيخ يحيى واخوانه الاربعة واخواته الاثنتان وكان ترتيب الشيخ يحيى في العائلة الثاني من الابناء فكان الكبير الشيخ ادم وهناك معلومات نقيضة حيث تشير بعض المصادر الى ولادة الكنزبرا نجم احد ابناء الشيخ زهرون في قلعة صالح قام الاب الشيخ
زهرون بطراسة ابنه البكر الشيخ ادم اولا ثم طرس الثاني
الشيخ يحيى وقد اصبحوا دارة دينية كاملة وبعد زواج الترميذا يحيى ارتقى الى درجة كنزبرا حدثت مشاكل كثيرة للمندائيين في هذه المدينة فقرر غالبيتهم الهجرة الى مدينتي العمارة وقلعة صالح بعد ان تم انشاؤهما اما الملا خضر فقد اختار مدينة العمارة في حين استقر الشيخ زهرون وأولاده في سوق الشيوخ اولا ثم انتقلوا بعد ذلك الى قلعة صالح الذي وصل عدد المندائيين الى 8000 نسمه اختار الشيخ زهرون محلة اللطلاطه على ضفاف نهر دجلة الجانب الايسر ليسكن بها هو وعائلته واولاده فشيدو لهم مندي هناك ليمارسوا طقوسهم الدينية وطرسوا الابن الثالث لهم الشيخ نجم في الاهواز ايران كان الشيخ يحيى يجيد لعبة الشطرنج وكان سبب تقربه الى موظفي قلعة صالح الهوات لتلك اللعبه اما هواياته الاخرى فهي الاهتمام بزراعة النخيل واشجار الفواكه حيث صارت محلة اللطلاطة جنة تزهر بالشجر والثمار كتب بخط يده كنزاربا وفي صفحة 446 اشار الى نسل عائلته وهي تمتد الى اللقب عزيز خفاجي دراجي زاول مهنة الصياغة لفترة قصيرة التقى الليدي دراور عدت مرات عام 1954 انتقل الى عالم الانوار في قلعة صالح وشيعه المندائيين الى مثواه الاخير في مندي اللطلاطة وبقى قبره الاثر الوحيد من المندي حيث سرقت وهدمت كافة المعالم المحيطة بالقبر وهو شاعر كتب عدت قصائد وقد كتب قصيدة طويلة يخاطب فيها عمه الشيخ بهرام وهو ساكن ايران وكان بدرجة كنزبرا يدعوه للحضور الى العراق لعقد زواج المندائي حيث لايوجد في ذلك الوقت رجل دين بدرجة كنزبرا كما يشكي الحال المتردي في العيش والمعاملة السيئة التي تعاني منها الطائفة من العشائروالاشخاص المحيطين بهم وندرج ادناه القصيدة وهي عبارة عن استرحام ولفت انظار الشيخ الى اساءة الحالة الاجتماعية والمعيشية للمندائيين. ان رقه الشعر اكثر ما يأتيك من الشخص المتيم المحب لوطنه ولأهله ولطائفته نلاحظ في قصيدة شيخنا الجليل رحمه الله الشكوى والاستغاثه وقد جمع الرقه والعذوبه في جميع قوافيها ودليل قولنا هذه فأن البلاغه الوارده في القصيده لن تبتعد عن الشكوى والملامه وتحتوي بين سطورها الحنية والمحبه والعذوبه لأن مصدر الهام الشاعر الاول هوه انتمائه وحبه لطائفته اما المسوغ الداخلي والنفسي الذي اوحت به الابيات فقد جائت من خلال العتاب الى شيوخ ايران و يخص منهم عمه الشيخ بهرام في حين انه اشاره الى حنينه للمندائيين وانه الاب الذي نجد في حنانه المباح عطفاً يسمو في رقته واصالته وقد تمكن الشاعر من الايماء والشرح لكل ما اراد ان يقوله بأسلوب شعري واضح المعاني متقن صياغه الحرف والقصيد فقد بين الاضطهاد بكل معانيه وكيف يتم معاملة الطائفه ودفعهم الى تغيير دينهم ، وأعتناق الدين الاسلامي ولو بالقوه في هذه القصيده تمتزج الشكوى بل عاطفه وطلب العون والمساعده والبوح بالمأساة والمعامله السيئه من قبل العشائر المجاوره الى المندائيين نلاحظ توضيح البساطه في شرحها و تماسكها وبوحها الجليل والقوه في صياغتها وقد شرح بأسلوب حزين والم قوي شجون وهموم ناسه واهله وهي تمثل الوجع الدفين في قلب شيخنا الجليل رحمه الله ومن معالي المعاني التي أذاعها وسطرها نلاحظ بلاغة الشيخ عندما اوضح على المرء ان يكشف بالقول والوصف وبكل الوسائل الممكنه من تعبير وبكل شجاعه يشرح ويبين سواء كان بالرمز او التعبير والايماء بكل شيء يؤذي الطائفه او انها بحاجه اليه وماذا سيحصل في المستقبل لناسه وقد بين جميع الاخطاء والعواقب التي وقعت وربما ستقع في المستقبل .
لقد كان قاموس واضح البصيره والشكوى والمعانات وافي المعاني غزير القصد سليم التطلعات . ان هذه القصيده هيه مزواجه فنيه في دلالتها الايحائيه العميقه حيث جعل
منها السلاح الوحيد بيده لكي يواجه فيها تلك المرحله
القاسيه التي مرت على الطائفه فقد حقق واستخدم الرمز سلطاناً في هذه القصيده فوظفها توظيفاً دقيقاً ومحكماً بشكل متكامل
وفي ما يلي القصيده ....
يا معتني دسفول ششتر
وسلملي على شيخ المشكر
ابن شيخ يحيى ليت غيره
اسمه شيخ بهرام المنحر
عگد نبت الارض اوراق الاشجار
عگد رمل الذي في ارض مرمر
وگله شيخ يحيى يندعيلك
نهار وليل في اسمك يذكر
المندايي جميع الكل منهم
سلم الكبير مع طفل الاصغر
لجل نعتب عليك ونشكي الحال
فقره احوالنا لينا تفكر
ولا نگدر نجيك الدرب خوف
على الارواح مالو دين واكثر
وسط البيت ما نحچي حلال
شفت نهبوا نسانا ابلا تعذر
ولكن ما نگول هذا مهير
وملبوس البدن ازرگ واخضر
يگولونا نبيك وين گوله
كتابك وين أبأسمن تذكر
اذا گلنا سبيلك زين ومليح
گالوا تعال الزم دين الاخر
واذا گلنا قبيحاً في لساناً
گالو شوف هذا سب واكفر
كلمن سب وجب قتله علينا
لحد السيف رمي النار الازهر
بنات الغيض ظلن جاعدات
بطرف العين خاطبها يتفكر
اليوم ينسد النهر
ولاتگدر تسده لو تكبر
انته الماي واحنا مثل الاشجار
بغير الماي گلي اشلون نثمر
شبيه النون انشد ماي منهم
شبيه الگيض شبه النار الازهر
واحلفك ياملك شرشاك ايموت
ومامن عسگ يسوه فلس احمر
يهانه والرشمي جوه راحوا
لجل نشمات هيي امعطلينك
من تاء الكتب تقره وتكتب
خبرناك مامش حق علينا
انته معاهم شرشه تبصر
ابرخوا سامعين البيت هيي
کلمن برخ يومه عليش يخسر
دون دور الهند كم حتفاً رأينا
فراگ على المخلوق واكثر
ولا ولداًصفه لآمه وابوه
ولا اخاًصفه للاخ الاكبر
ولا جاراًطلب طيبات جاره
وابن العم لبن العم يغدر
ولا رجلاًيعبد اعياله
ولا هي كامنه من فعل مكر